St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

250- هل تطويب السيد المسيح للحزانى: "طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ" (مت 5: 4) يتناقض مع دعوة بولس الرسول للفرح: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا" (في 4: 4)؟

 

س250: هل تطويب السيد المسيح للحزانى: "طُوبَى لِلْحَزَانَى لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ" (مت 5: 4) يتناقض مع دعوة بولس الرسول للفرح: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا" (في 4: 4)؟

(راجع السيد سلامة غنمي - التوراة والأناجيل بين التناقض والأساطير ص368).

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

St-Takla.org Image: Blessed are the Mourners: As a woman weeps with cross by her side an angel comforts her. A rendering of the second beatitude: "Blessed are those who mourn, for they will be comforted" (NIV): (Matthew 5: 4) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: "طوبى للحزانى، لأنهم يتعزون": ملاك يعزي امرأة وهي تبكي بجانب الصليب: التطويب الثاني (متى 5: 4) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Blessed are the Mourners: As a woman weeps with cross by her side an angel comforts her. A rendering of the second beatitude: "Blessed are those who mourn, for they will be comforted" (NIV): (Matthew 5: 4) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "طوبى للحزانى، لأنهم يتعزون": ملاك يعزي امرأة وهي تبكي بجانب الصليب: التطويب الثاني (متى 5: 4) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

ج: 1ــ طُوبَى لِلْحَزَانَى: وكلمة الحزن المستخدمة منها هيَ أقوى كلمة يونانية تعبر عن الحزن والكآبة والنواح على الموتى المحبوبين، مثلما كان حزن يعقوب على فقدان ابنه الحبيب يوسف (تك 37: 34)، والمقصود بالحزانى:

أ - الذين يحزنون من أجل خطاياهم، والحقيقة أنه لا غنى عن الحزن كما أنه لا غنى عن الفرح، فمن يحزن على خطاياه وآثامه وتعدياته التي جرحت قلب الحبيب، لابد أن يفرح بالخلاص الذي صنعه هذا الحبيب على الصليب: "الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ" (مز 126: 5)، فالحزن من أجل المسيح الذي جرحناه بخطايانا " مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا" (إش 53: 5) هو حزن مطوَّب، والفرح في المسيح أيضًا هو فرح مطوَّب، والحزن المطوَّب المقدَّس ينشئ توبة وليس موتًا: "لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللَّه يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَـةٍ. وَأَمَّـا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا" (2 كو 7: 10).

ب- الذين يشاركون الآخرين أحزانهم: فكم حَزَنَ إرميا النبي وبكى من أجل شعبه العنيد، حتى أنه قال: "يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ فَأَبْكِيَ نَهَارًا وَلَيْلًا قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي" (إر 9: 1) وقد أوصانا الإنجيل: "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ" (رو 12: 15).

جـ- الذين يتألمون ويحزنون من أجل أمانتهم: يقول "ر. ت. فرانس": "الحزانى: هم المتألمون الذين أصبحت حياتهم من وجهة نظر أبناء العالم، تعيسة شقية، وخاصة أولئك الذين يتألمون بسبب أمانتهم للرب... والآية تعكس ما جاء في (إش 61: 2)، والتي تعد بالعزاء كجزء من عمل يسوع، ولسوف يجدون في خلاص الرب سعادة تسمو على كل الأمور الدنيوية" (531).

وهناك حزن مفرط بسبب فقدان أحد الأحباء، وبالقطع ليس هذا النوع من الحزن الذي قصده السيد المسيح في التطويبات، والإنجيل ينهانا عن مثل هذا الحزن: "لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ" (1 تس 4: 13)، وبالطبع لم يقصد السيد المسيح الحزن من أجل الفشل في تحقيق الذات أو فقد الممتلكات، ويقول "متى هنري": "هنالك حزن خاطئ وهو عدو لكل سعادة، هو "حزن العالم" حزن اليأس من أجل ناحية روحية، والحزن الذي لا يقبل العزاء من أجل ناحية زمنية، وهنالك حزن طبيعي قد يتمشى مع السعادة بنعمة اللَّه التي تعمل فيه وتقدس لنا الشدائد التي أنشأت ذلك الحزن، ولكن هنالك حزن مقدَّس يؤهل للسعادة، هو رزانة مألوفة، موت القلب عن الطرب، هو حزن حقيقي" (532).

والإنسان الذي يحزن حزنًا خاطئًا من أجل أنه فقد شيئًا، متى تعمق في علاقته مع اللَّه لا يعود يحزن من أجل هذا، فيقول "القديس أغسطينوس": "الحزن هو التأسف بسبب فقدان أشياء محبوبة، غير أن الذين يهتدون إلى اللَّه، يفقدون تلك الأشياء التي اعتادوا اقتنائها في هذا العالم كأشياء ثمينة، لأنهم لا يفرحون فيما بعد بما كانوا يبتهجون به قبلًا" (533).

 

2ــ لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ: والتعزية الحقيقية هيَ من الرب: "لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَه" (إش 49: 13).. " كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا" (إش 66: 13)، والذين يتحملون الضيقات برضى وشكر يحصلون على التعزية إن لم يكن في العالم الحاضر، ففي العالم الآتي، كقول أبونا إبراهيم للغني عن لعازر البلايا: "وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ" (لو 16: 25).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(531) التفسير الحديث للكتاب المقدَّس - العهد الجديد - إنجيل متى ص112.

(532) ترجمة القمص مرقس داود - تفسير إنجيل متى جـ 1 ص126، 127.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/250.html

تقصير الرابط:
tak.la/y5v76aq