St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

205- هل يعتبر اللبان والمر من ضمن الكنوز التي حملها المجوس للملك المولود (مت 2: 11)؟ وهل قدم المجوس "لبانًا" كما جاء في ترجمة فاندايك، أم "بخورًا" كما في ترجمة كتاب الحياة والترجمة العربية المشتركة؟ وإذا كان المجوس قدموا للمولود ذهبًا فأغنوا أسرته، فكيف تقدم أمه زوج يمام أو فرخي حمام (لو 2: 22، 23)، وهيَ تقدمة الفقراء (لا 12: 6 - 8)؟

 

س205: هل يعتبر اللبان والمر من ضمن الكنوز التي حملها المجوس للملك المولود (مت 2: 11)؟ وهل قدم المجوس "لبانًا" كما جاء في ترجمة فاندايك، أم "بخورًا" كما في ترجمة كتاب الحياة والترجمة العربية المشتركة؟ وإذا كان المجوس قدموا للمولود ذهبًا فأغنوا أسرته، فكيف تقدم أمه زوج يمام أو فرخي حمام (لو 2: 22، 23)، وهيَ تقدمة الفقراء (لا 12: 6 - 8)؟

St-Takla.org Image: The Wise Men bowed before Jesus and worshiped Him. They opened their bags of riches and gave Him gifts of gold and perfume and spices (frankincense and myrrh). (Matthew 2: 11) - "Wise Men visit Jesus" images set (Matthew 2:1-14): image (8) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهبا ولبانا ومرا" (متى 2: 11) - مجموعة "زيارة المجوس ليسوع" (متى 2: 1-14) - صورة (8) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: The Wise Men bowed before Jesus and worshiped Him. They opened their bags of riches and gave Him gifts of gold and perfume and spices (frankincense and myrrh). (Matthew 2: 11) - "Wise Men visit Jesus" images set (Matthew 2:1-14): image (8) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهبا ولبانا ومرا" (متى 2: 11) - مجموعة "زيارة المجوس ليسوع" (متى 2: 1-14) - صورة (8) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

 يقول "علاء أبو بكر": " س61: هل اللبان والمُر من الكنوز التي تحفظ مع المجوهرات الثمينة؟ " فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا" (مت 2: 11). وإذا كان المُر من المجوهرات الثمينة، فهل يُقدَم للمعاقبين وقت الصلب مجوهرات (أقصد مُرًا)؟ " وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ فَلَمْ يَقْبَلْ" (مرقس 15: 23)" (320).

كما يقول "علاء أبو بكر": "س309... ولماذا لم يوضح بالضبط هل المجوس الذي آتوا إلى يسوع قدموا له (ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا) مت 2: 11 طبعة فانديك، أم كانت (ذهبًا وبخورًا ومُرًا) كما عدلوها في كتاب الحياة والترجمة العربية المشتركة؟" (321).

وأيضًا يقول "علاء أبو بكر": "س178... إلاَّ أنك ترى أن مريم كانت فقيرة، ولم تتمكن من تقديم إلاَّ زوج يمام، وفرخي حمام مثل الفقراء... (لو 2: 22، 23). ولو جاءها المجوس وقدموا لها الذهب، لكانت من الأغنياء، ولكان لزامًا عليها أن تضحي (بخروف حولي محرقة وفرخ حمامة أو يمامة).. (لا 12: 6 - 8)" (322).

St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

ج: 1ــ لم يخلط المجوس اللبان والمُر مع الذهب، بل حملوها منفصلة وقد إعتبروها كنوز نظرًا لسمو معانيها، وقال الكتاب أنهم: " فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ" (مت 2: 11) بصيغة الجمع، ولم يقل "كنزهم" بصيغة المفرد، إذًا حمل المجوس كنوزهم، كل منهم منفردًا عن الآخر، ولم يخلطوا اللبان والمُر مع الذهب، وكل كنز منهم كان قيمته في معناه أكثر بكثير من ثمنه، وهذا الأمر يدركه المسيحيون جيدًا حتى الأطفال منهم، فلو سألت طفلًا عن قصة المجوس لحكاها لك ذاكرًا معانيها، فالذهب علامة أن المولود ملك الملوك، واللبان علامة أنه رئيس كهنة، وهو الإله القابل العبادة، لأن اللبان (البخور) يُوقَد أمام الإله، وهو يعبر عن العبادة والصلوات: " لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ" (مز 141: 2)، والمُر علامة على آلامه وصلبه وموته ودفنه، فالمُر كان يُستخدم في تطييب جسد الميت، وبالرغم من مرارة مذاقه إلاَّ أنه له رائحة عطرية قوية، وهدايا المجوس تُجسّد حياة السيد المسيح، فهو ملك الملوك، وهو رئيس الكهنة، وهو المتألم المصلوب من أجل خلاصنا، ولأهمية زيارة هؤلاء المجوس وهم من الأمم وسجودهم للإله المتجسد، أشار اللَّه إليها قبل حدوثها بأكثر من تسعمائة عام، عندما تنبأ سليمان الملك في مزموره: " مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً. وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَه... وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِمًا. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ" (مز 72: 10 - 15).

ويقول "الأب غريغوريوس الكبير": " يُقدَم الذهب كجزية للملك، ويُقدَم البخور تقدمة للَّه، ويُستخدَم المُر في تحنيط أجساد الموتى. لهذا أعلن المجوس بعطاياهم السرية للذين يسجدون له بالذهب أنه الملك، وبالبخور أنه اللَّه، وبالمُر أنه يقبل الموت... لنقدم للرب المولود الجديد ذهبًا، فنعترف أنه يملك في كل موضع، ولنقدم له البخور. إذ نؤمن أنه اللَّه ظهر في الزمان مع أنه قبل كل زمان. ولنقدم له المُر مؤمنين أنه وإن كان في لاهوته غير قابل للألم فقد صار قابلًا للموت في جسدنا. ويمكننا أيضًا بهذه العلامات أن نفهم شيئًا آخر. الذهب يرمز للحكمة كما يشهد سليمان "كنز مشتهى في فم البار" (أم 21: 20 الترجمة السبعينية). والبخور الذي يُحرَق أمام اللَّه يرمز لقوة الصلاة كقول المزمور: " لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ" (مز 141: 2)، والمُرّ يرمز لإماتة أجسادنا.." (323).

أما إستهزاء الناقد وسخريته في قوله إن كان المُر من المجوهرات، فهل تُقدَم المجوهرات للمعاقبين بالصلب؟.. لا تعليق.

 

St-Takla.org Image: "If he is not able to bring a lamb, then he shall bring to the Lord, for his trespass which he has committed, two turtledoves (turtle-doves) or two young pigeons: one as a sin offering and the other as a burnt offering" (Leviticus 5: 7) - Unknown illustrator. صورة في موقع الأنبا تكلا: "وإن لم تنل يده كفاية لشاة، فيأتي بذبيحة لإثمه الذي أخطأ به: يمامتين أو فرخي حمام إلى الرب، أحدهما ذبيحة خطية والآخر محرقة" (اللاويين 5: 7) - لفنان غير معروف.

St-Takla.org Image: "If he is not able to bring a lamb, then he shall bring to the Lord, for his trespass which he has committed, two turtledoves (turtle-doves) or two young pigeons: one as a sin offering and the other as a burnt offering" (Leviticus 5: 7) - Unknown illustrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وإن لم تنل يده كفاية لشاة، فيأتي بذبيحة لإثمه الذي أخطأ به: يمامتين أو فرخي حمام إلى الرب، أحدهما ذبيحة خطية والآخر محرقة" (اللاويين 5: 7) - لفنان غير معروف.

2ــ ينظر الناقد للعقيدة المسيحية بمنظار عقيدته هو، وهذا خطأ بيّن، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأنه بحسب عقيدته فإن القرآن لا يُترجَم، بينما تُرجم الإنجيل إلى معظم لغات ولهجات العالم، نحو ألفي لغة ولهجة، وفي الترجمات تجد تعدد في المفردات المُستخدمة، ففي ترجمةٍ تجد كلمة "لبانًا"، وفي ترجمةٍ أخرى تجد كلمة "بخورًا"، لأن الكلمة الأصلية في اليونانية تحتمل كلمة لبان أو بخور، فلا فرق بين هذا وذاك، وهكذا في ترجمات الإنجيل تجد اختلافات عديدة في الألفاظ، ولكن ولا اختلاف منها يؤثر في المعنى. ولو تُرجم القرآن لعُشر اللغات التي تُرجِم إليها الإنجيل، لوجدت اختلافات صارخة في الألفاظ والمفردات المستخدمة، فلهذا لا يصح أن يحكم على عقيدة مسيحية بمنظار عقيدته. ونحن نشكر اللَّه كثيرًا على ترجمات الإنجيل الكثيرة جدًا، لأنها قدمت رسالة اللَّه لجميع البشر، كلٍ في لغته، وعمَّ نور الإنجيل العالم كله، فصار من السهل لقاء الإنسان باللَّه مُحب البشر، وأيضًا حفظت الترجمات الإنجيل، إذ صار من المستحيل تحريفه لأن ترجماته غطت العالم كله.

وإن كان الناقد يحاسبنا على اختلاف لفظة "لبانًا" في ترجمة فاندايك عن لفظة "بخورًا" في ترجمة كتاب الحياة، فلماذا يقبل اختلاف الألفاظ في حديث اللَّه لإبليس؟!.. جاء في سورة الحجر أن اللَّه: " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ" (سورة الحجر 15: 32)، وجاء في سورة ص أن اللَّه: " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِيين" (سورة ص 38: 75)، فواضح أن هذه عبارة وتلك عبارة أخرى، فبأي عبارة منهما نطق اللَّه؟!

 

3ــ عندما صعدت العذراء مريم للهيكل بعد ولادتها بأربعين يومًا لتقدم وليدها للرب: " كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَام" (لو 2: 23، 24)، وحتى هذا الوقت لم يكن المجوس قد أتوا من المشرق للسجود للطفل في بيت لحم، إنما جاءوا بعد نحو عام من تقديم الطفل للهيكل، والقارئ الفطن يدرك المفردات التي استخدمتها الأناجيل، فالرعاة جاءوا للمولود عقب ولادته مباشرة لذلك قال الملاك لهم: " تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَد" (لو 2: 12)، بينما المجوس الذين آتوا بعد مرور نحو عام، قال القديس متى عن النجم الذي قادهم للمولود: " وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ" (مت 2: 9)، فلوقا الإنجيلي استخدم كلمة " طِفْلًا" بينما استخدم متى الإنجيلي كلمة " الصَّبِيُّ"، ولنا عودة لهذا الموضوع عند مناقشة الفرق في تسلسل الأحداث بين إنجيلي متى ولوقا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(320) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 2 ص83.

(321) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 ص 218.

(322) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 4 ص 143 ، 144.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/205.html

تقصير الرابط:
tak.la/7p2s38c