St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1187- هل الانتصارات الساحقة التي حقَّقها داود النبي (2صم 8: 1-4) حقيقية؟ ولماذا لم يستغل المركبات الحربية في تسليح جيشه وتحديثه؟

 

يقول " ليوتاكسل": "ولكن انتصارات داود هذه، في سوريا وحتى الفرات لم تُذكر لدى أي مؤرخ أو أي وثيقة، ولم يسمع أحد بالملك هدد عزر أيضًا، ولو أن سلطة داود امتدت حتى الفرات، لكان هذا الرجل أقوى ملوك عصره، ولذلك فإن النجاحات المزعومة التي نُسبت إلى زعيم جماعة اليهود الذي لم يملك سوى مدينة واحدة لم يكتمل بناؤها، هي في واقع الحال مجرد كذب وحسب"(1).

ويقول " زينون كوسيدوفسكي " عن داود: "لم يجرِ أي تعديلات على تسليحه الذي أساسه المشاة المسلحون بالرماح والدروع والسيوف، فلسبب ما لم تعجب عربات القتال، سلاح الفلسطينيين الجبار، داود، مع أن الفرصة كانت مهيأة له لتسليح جيشه بتلك العربات دون أية خسارة، وذلك لأنه غنم من الأراميين ألفًا وسبعمائة عربة لحاجات القصر، فصار أولاده وقادته يركبونها في طرقات أورشليم. أما نواة الجيش فبقيت من العصابة المكوَّنة من ستمائة قاطع طريق الذين تزعمهم أثناء صعلكته... وبقيت في جيشه فصيلتان ضخمتان من المرتزقة، وبقى يوآب يقود الجيش أثناء الحرب وتحت إمرته ثلاثة قواد كبار وثلاثون قائدًا صغيرًا يشكلون المجلس الحربي للجيش الخاضع مباشرة لداود"(2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- لم نعتاد من الكتاب المقدَّس المبالغة والتهويل، إنما أعتدنا منه الصدق كل الصدق، والأمانة كل الأمانة، ولذلك فأن ثقتنا في كتابنا المقدَّس لا نهاية لها، وكل ما ذكره عن انتصارات داود أو غيره فهي حقيقة لا جدال فيها، ولا تنسى مهارة داود القتالية العالية جدًا، منذ أن كان زعيمًا لبضع مئات من الرجال إلى أن صار له جيش عظيم صد به كيد جميع الأعداء، وقد أخذ يحرز النصر تلو النصر، ولا يمكن أن نتغافل مساندة الله له، وهذا ما ركز عليه الكتاب أكثر من مرة عندما قال " وكان الربُّ يخلّص داود حيثما توجَّه" (2صم 8: 6، 14) ولولا انتصارات داود المتوالية على جميع الأعداء ما كان يعيش سليمان ابنه في سلام وهدوء، لا يجرؤ أحد على الهجوم على مملكته.

 

2- كان داود يُقدّس الشريعة، وعيناه على الوصية: "أن قلت أجعل عليَّ ملكًا كجميع الأمم. لا يكثّر له الخيل... ولا يكثّر له نساء لئلا يزيغ قلبه وفضة وذهبًا لا يكثر له كثيرًا" (تث 17: 14-17) ولذلك عرقب الخيل حتى لا يصلح للاستخدام العسكري ثانية، ولذلك تخلص من 90% من المركبات التي أخذها من هدد عزر، كما أكتنز كل ما غنمه من ذهب وفضة ونحاس لأبنه سليمان لبناء بيت الرب.

ويقول " القمص مكسيموس وصفي": "كان العبرانيون يرفضون اللجوء إلى الخيل والمركبات في الحرب (تث 17: 16) وإن كانت قد دخلت المركبات إسرائيل بعد ذلك (15: 1) لكن لم يكن مسموحًا لرجال داود في الحرب استخدام المركبات والخيل وكان عليهم أن يواجهوا جيوش الأعداء ويحاربوهم بواسطة جيش من المشاة"(3).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص344.

(2) الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 253.

(3) دراسات في سفر صموئيل الثاني ص 87، 88.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1187.html

تقصير الرابط:
tak.la/bjkz7ct