St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1113- هل امتلاك الفلسطينيين ثلاثين ألف مركبة (1صم 13: 5) نوع من المبالغة؟ وكيف إفتقر بنو إسرائيل للسلاح (1صم 13: 22) وتثنى لهم النصرة على هذه الترسانة الحربية؟ وما معنى "ترويس المناسيس" (1 صم 13: 21)؟

 

قال " الخوري بولس الفغالي " أن عدد جيش الفلسطينيين هنا مُبالغ فيه(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- هل مَلَكَ الفلسطينيون كل هذا الكم الهائل من المركبات..؟ كلمة " مركبة " في اللغة العبرية " ركيب " والمقصود بها إما مركبة حربية أو من يركبون هذه المركبة سواء كان جندي واحد أو عدة جنود، وبالتالي يظل الاحتمال القائم أن عدد الجنود الذين كانوا في تلك المركبات ثلاثون ألفًا، ولو افترضنا أن كل مركبة تحمل ما يتراوح بين خمسة جنود إلى عشرة، فإن عدد المركبات يتراوح بين 6000 و3000 مركبة، ولا ننسى أن الفلسطينيين كانوا حينذاك يحتكرون صناعة الحديد في المنطقة، فليس من المستبعد أن يمتلكوا هذا العدد من المركبات، ومنذ فترة طويلة خلت عندما حارب يشوع عدة ملوك " خرجوا هم وكل جيوشهم معهم شعبًا غفيرًا كالرمل... بخيل ومركبات كثيرة جدًا" (يش 11: 4) فلابد أن مركبات هؤلاء الملوك تعدت الآلاف، بل أن بني عمون استأجروا " من أرام النهرين ومن أرام معكة ومن صوبة مركبات وفرسانًا. فاستأجروا لأنفسهم أثنين وثلاثين ألف مركبة" (1 أي 19: 6، 7).

 

2- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "يستكثر الدارسون الثلاثين ألف مركبة مع أن الفرسان كانوا ستة آلاف فقط، وهم الذين كانوا يركبون الخيول أو المركبات، وللتعليق على ذلك نقول:

1) إما أن يكون المقصود بالمركبات ركابها من رجال الحرب لأن الكتاب قد أستخدم هذا التعبير المجازي في أكثر من موضع، فقيل مثلًا أن داود قتل من جيش آرام سبعمائة مركبة وأربعين ألف فارس (1صم 10: 18، 1أي 19: 18) وقصد بالسبعمائة المركبة ركابها لأن المركبات لا تُقتل، وقيل أيضًا أن أخاب ضرب من جيوش آرام الخيل والمركبات " وخرج ملك إسرائيل فضرب الخيل والمركبات وضرب آرام ضربةً عظيمةً" (1مل 20: 21) ويقصد بالمركبات المركبات وجنودها.

2) والرأي الثاني وهو الأرجح أن الثلاثين ألف مركبة يعني بها جميع المركبات التي صحبتهم سواء الحربية التي يركبها رجال الحرب أو المركبات الصغيرة والكبيرة التي تحمل المعدات والذخيرة وغيرها"(2). إذًا قد تكون هذه المركبات ليست فقط عسكرية، ولكن مدنية أيضًا مما يستعملونها في نقل الغلات وأعمال الفلاحة، فالكل خرج بما عنده من وسائل الحرب انتقامًا لإهانة نصب إلههم.

 

3- كيف افتقر بنو إسرائيل للسلاح (1صم 13: 22) وتثنى لهم النصرة على الفلسطينيين المسلحين..؟ يجب ملاحظة الآتي:

أ - قال الكتاب " وكان في يوم الحرب أنه لم يوجد سيف ولا رمح بيد جميع الشعب الذي مع شاول ومع يوناثان" (1صم 13: 22) وهذا لا يمنع أن بقية الشعب الذين لم يكونوا مع شاول ويوناثان أن يكون معهم أسلحة.

ب - أستخدم بنو إسرائيل ما هو مُتاح لديهم من أدوات زراعية من المناجل والفؤوس، فقال الكتاب: "كان ينزل كل إسرائيلي إلى الفلسطينيين ليُحدّد كل واحد سكته ومنجله وفأسه ومعوله" (1صم 13: 20) فواضح من النص أن بني إسرائيل كان لديهم أدوات حديدية غير السيوف والرماح. وهذا لا يمنع أبدًا أن كثير منهم قد أخفوا أسلحتهم ولم يظهروها في ظل السيطرة الفلسطينية.

جـ- كان هناك بعض العبرانيين يعيشون مع الفلسطينيين، وهؤلاء بلا شك كان معهم أسلحة، وأيضًا الذين كانوا خائفين من بني إسرائيل ومختبئين أسرعوا بالمشاركة في المعركة وهذا ما أوضحه الكتاب: "والعبرانيون الذين كانوا مع الفلسطينيين منذ أمس وما قبله الذين صعدوا معهم إلى المحلة من حواليهم صاروا هم أيضًا مع إٍسرائيل الذين مع شاول ويوناثان. وسمع جميع رجال إسرائيل الذين اختبأوا في جبل أفرايم أن الفلسطينيين هربوا فشدُّوا هم أيضًا وراءهم في الحرب" (1صم 14: 21، 22).

د - النصرة هي من عند الله، وما أجمل قول يوناثان لحامل سلاحه: "لأنه ليس للرب مانع من أن يخلّص بالكثير أو بالقليل" (1صم 14: 6).. ولذلك جاءت النتيجة الحتمية: "فخلص الرب إسرائيل في ذلك اليوم" (1صم 14: 23).

 

4- المناسيس جمع " منساس " وهو عبارة عن عصا من الخشب القوي تنتهي بطرف معدني مُدبَّب، وتستخدم لوخذ الحيوانات لحسها على السير، ودُعيت بمنساس البقر، لأنها تستخدم في رعاية الأبقار، وبهذا المنساس تصدى شمجر بن عناة لمن هجموا عليه: "وكان بعده شمجر بن عناة فضرب من الفلسطينيين ست مئة رجل بمنساس البقر وهو أيضًا خلص إسرائيل" (قض 3: 31) ومعنى "ترويس المناسيس" أي تثبيت القطعة المعدنية في العصا الخشبية، والحفاظ على سن المنساس مُدبَّبًا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) راجع التاريخ الاشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 272.

(2) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الأول ص 119.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1113.html

تقصير الرابط:
tak.la/9p9wkac