من يتأمل في عوائدنا في الجنازات والمآتم ير أننا نئن من بعض العوائد المستهجنة التي يجب على كل عاقل أن يحاربها جهد استطاعته وأذكر منها:
أولًا: النفقات الباهظة التي يتكبدها أهل الفقيد لاسيما في تشبع الجثة إلى القبر. ولقد أفاضت الجرائد في استهجان هذه العادة لاسيما إذا كان الفقيد من الفقراء أو المتوسطين. وأشارت على المشيعين بأن يخففوا شيئًا من أثقال المصابين بأن يشترك كل جماعة منهم في ركوب سيارة على حسابهم فحبذا لو راعينا هذه النصيحة الثمينة حتى يألف الناس هذه العادة الحسنة.
ثانيًا: جلوس المعزين في حالة لا تناسب المقام. واحد يقرأ في جريدة وغيره يتكلم مع رفيقه. وآل الفقيد يتلظون في نيران أحزانهم. وما معنى العزاء إذًا؟ فيجب تخصيص أغلب الوقت في تلاوة كلام الله حتى تكون هناك تعزية كبرى للمحزونين وعظة بالغة للحاضرين.
ثالثًا: ما تأتيه النساء من شدة البكاء والصراخ والعويل واللطم والندب والإفراط في الحزن فضلًا عن استخدام النادبات والمعددات لإثارة أشجانهن. الأمر المخالف للعقل والدين والآداب، ولا يجلب سوى الأوجاع والأمراض. وكم من سيدات فقدن صحتهن وعشن حليفات المرضى من جزاء خضوعهن لتلك العادات الذميمة. فلو أمكن لإحدى السيدات أو الفتيات تلاوة بعض فصول من الكتاب المقدس ومن هذا الكتاب، لنشأ عن ذلك فائدة في تعليمهن ما يخفف ألمهن ويلطف حزنهن.
وحبذا لو أفاضت مجلاتنا وجرائدنا في تنبيه الناس لإصلاح العادات المستهجنة التي نئن منها، وعاونها في ذلك رعاتنا الفضلاء ووعاظنا الأدباء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/habib-guirguis/consolation/note.html
تقصير الرابط:
tak.la/c9ky3xt