مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - الجزء الأول - القمص يوحنا فايز زخاري

130- الصوم والانقطاع المؤقت عن المعاشرة الزواجية

 

St-Takla.org Image: Tobias and Sarah pray before consummating their marriage: (Tobit 8) - from the book: Biblia Ectypa (Pictorial Bible), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: طوبيا وسارة زوجته يصليان قبل العلاقة الزوجية (طوبيا 8) - من كتاب: الكتاب المقدس المصور، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

[11] الصوم والانقطاع المؤقت عن المعاشرة الزواجية

قال مار بولس الرسول في رسالته الأولى إلى الكورنثيين:

«لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ. لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ» (1كورنثوس7: 4-5).

 

في هذا النَّصِّ المقدس: يشرح القديس مار بولس شيئًا عن طريقة ممارسة الصوم في المسيحية، وكيف أنه ينبغي أن يُصاحِبه الزهد والنُّسْك وتَرْك الجسديات. وفي هذا يُوَضِّح:

(أ) روحانية الصوم: ليس الصوم مجرد أمر جسدي، نمارسه بهدف الطلب من الله، إنما هو نوعٌ من السُّمو الروحي. فهو يُعِينُ الروح ويُقَوِّيها على أهواء الجسد.

(ب) إذا كان الصوم مجرد الانقطاع عن الطعام فترة من النهار، ثم يُسمح للإنسان أن يأكل كل شيء... أي أن يُفطر تمامًا!! فما معنى أن يمتنع الصائم عن العلاقات الزواجية ما دام هو في المساء قد أنهى صومه تمامًا وأفطر فِطرًا كاملًا؟

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

(جـ) لابُدَّ أن تكون مدة هذا الصوم ليست مُجرَّد يومًا واحدًا ننقطع فيه انقطاعًا كاملًا، أو بِضْع أيام قليلة؛ لأن هذه الأصوام القصيرة لا تحتاج إلى وصية الرسول: «لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ... لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ... لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ». فالانقطاع عن العلاقة الزواجية يومًا أو أكثر سيكون شيئًا عاديًا لا يحتاج إلى نزاهة.

 

(د) العلاقات الزواجية لا يُمكِن أن تُعتَبَر نجاسة. فقد قال الرسول «لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ.» (عبرانيين13: 4) إنما هِيَ فِطْرٌ وكَسْرٌ للصوم، وفَصْلُ الإنسانِ نفسَه عن الكنيسة جسد المسيح الصائم. فمن هذه الجِهة تُحسَب خطيئة. فضلًا عن أنها عدم طاعة للكنيسة في ترتيبها الذي رتَّبَتْه بسُلْطَانٍ من الرب (لوقا10: 16).

الصوم كفضيلة هامة في حياة القديس بولس الخادم

الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - ج1 كتب القمص يوحنا فايز زخاري

الصوم ورسول الأُمم

---