St-Takla.org  >   books  >   fr-youhanna-fayez  >   biblical-proof-1
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الدليل الكتابي للإيمان الأرثوذكسي - الجزء الأول - القمص يوحنا فايز زخاري

88- الصوم الأول في جنة عَدْن أو نباتية الإنسان

 

تُعَلِّم كنيستنا المقدسة الْأُرْثُوذُكْسِية بأن الصوم هو فترة انقطاع كامل، يعقبه الطعام النباتي. ويتساءل البعض لماذا؟ ألَم يخلِق الله لنا هذه الأطعمة الحيوانية أيضًا لنتناولها بشُّكْرٍ؟ ونحن نؤكد أن فكرة الصوم النباتي تعليم إلَهِي كتابي، وليس تعليم كنسي آبائي فحسب. ولهذا الموضوع قصة قديمة...

 

St-Takla.org Image: Adam in the garden of Eden - from "Standard Bible Story Readers" book, Lillie A. Faris. صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم في جنة عدن - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، ليلي أ. فارس.

St-Takla.org Image: Adam in the garden of Eden - from "Standard Bible Story Readers" book, Lillie A. Faris.

صورة في موقع الأنبا تكلا: آدم في جنة عدن - من كتاب "قراء قصص الكتاب المقدس الأساسية"، ليلي أ. فارس.

آدَم خلقَهُ الله نباتيًا

[1] الإنسان النباتي هو الصورة النموذجية التي خلق الله الإنسان عليها: عندما حدَّد الله الأطعمة التي أعطاها لآدم ليأكل منها بعد خِلْقته مباشرةً، كانت كلها أطعمة نباتية.

فذَكَرَ سفر التكوين قصة خِلقة آدم في (تكوين27:1)، وحدَّد طعامه في نفس الإصحاح في عدد29 هكذا: «وَقَالَ اللهُ: "إنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا". وَكَانَ كَذلِكَ. وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.» (تك29:1-31).

إذَن كانت البقول وثمار الأشجار هِيَ الأطعمة التي أرادها الله للإنسان، وخلَقها ليأكل منها منذ بدء الخليقة. فقد رأينا كيف أعطى الله الإنسان «كُلَّ بَقْلٍ وَكُلَّ شَجَرٍ... لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا... وَكَانَ كَذلِكَ». ثم رأينا كيف عَقَّبَ الروح القدس في سفر التكوين مباشرة بعد هذا «وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.» (تكوين31:1).

وليس الإنسان فقط، بل الحيوانُ أيضًا كان نباتيًا

فقد قال الله «"وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا". وَكَانَ كَذلِكَ.» (تكوين30:1).

فقد كان الإنسان نباتيا في جنة عدن،

وكانت الحيوانات جميعها نباتية أيضًا.

أما فكرة أكل اللحوم لم تكن موجودة على الإطلاق؛ ولذلك كان الأسد أليفًا مستأنسًا وهكذا كل الوحوش المفترسة (كما نعرفها الآن)، كانت أليفة عندما عاشت في جنة عَدْن كآكلة نباتات. فأكل اللحوم والدم يثيران الغضب والوحشية. الإنسان إذن خَلقَهُ الله ليعيش نباتيًا، فإذا فقد هذه الصورة الأصلية بعد الخطية، فإن الصوم يمكن أن يُرجِعَه إليها.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

تَتمةُ القصة:

في أيام نوح البار، فسدت الأرض: «أَبْنَاء اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا» (تكوين2:6).

«وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: "أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ"» (تكوين5:6-7). وفي حُزنه أراد أن يُقَصِّر عُمْر الإنسان، فقد بلغ عُمر متوشالح 969 سنة. «هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً» (تكوين3:6).

وبعد الطوفان سمح الله للإنسان أن يأكل لحمًا قائلًا له «كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا. كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إلَيْكُمُ الْجَمِيعَ.» (تكوين9: 3)

 إذن كان أكل اللحوم للإنسان تحت ظروف معينة:

· فسدت الأرض، فغضب الله.

· في غضبه أراد أن يُقَصِّر عُمر الإنسان.

· أغرق الأرض بالطوفان فغرقت النباتات.

· سمح الله أخيرًا للإنسان أن يأكل الحيوانات؛ فلا يطول عُمره، لئلا يفسد الأرض ثانيةً.

وهكذا رأينا أن الله خلق الإنسان في صورته المثالية نباتيًا، وأعطاه أطعمة نباتية ليأكل. وفي غضبه على الإنسان، سمح له أن يكسِر هذه الصورة النموذجية ويأكل الحيوانات؛ ليُقَصِّر عُمْره كنوع من الجزاء الأرضي. ولذلك فالصوم النباتي يُرجعنا إلى الصورة المثالية التي خلقنا عليها الله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/fasting-eden.html

تقصير الرابط:
tak.la/23mzkbp