السؤال العاشر
وُصِفَ إيليا النبي بالنبي الناري، فهل هذه الصفة دليل قسوة النبي، الذي طلب انقطاع سقوط المطر على أرضه، وتسبب في مجاعة كارثية لبلاده؟ وكيف نفسر حرقه لخمسين رجلًا (جندي) مع قائدهم، لأنهم أتوا لاستدعائه من قبل الملك، وتكرار الأمر مع خمسين آخرين مع قائدهم. ما ذنب الجنود الذين أتوا لينفذوا أمرًا ملكيًا؟!
الإجابة:
لم يكن النبي في كل ما تنبأ به، أو صنعه قاسيًا، بل غيورًا على عبادة الله، وقدسيته. لقد أقام الله النبي، وأيده بقوة عظيمة للشهادة للحق. إن شهادة الله عن ذاته بالآيات، والقوات، التي صنعها النبي حدثت في وقت صعب، كاد الإيمان ينعدم فيه. لقد احتاج الأمر في ذلك الزمان لهذه الشهادات القوية، وهل يمكن أن ينكر الله ذاته، ويصمت تجاه تحدي مملكة الشر؟! فيما يلي نشرح ذلك بالتفصيل:
تميزت هذه الفترة بتحدي ملوك إسرائيل، وقادة المملكة، والشعب لإله السماء. لقد تقست قلوب الجميع، وكاد الإيمان ينعدم، بعدما انتشرت عبادة البعل. فجاء إيليا النبي ليصنع أمام أعينهم معجزات خارقة تعبر عن قوة وسلطة الله إلهه، ولكن المملكة اتفقت على العناد، وعدم التوبة والتجديف ، وهكذا استحقت العقاب والتأديب. فيما يلي بعض من مظاهر التحدي السافر لهذا الجيل الشرير لله:
انحراف الملك، وارتداده عن الحق، وعبادته للبعل، لقد كان البعل إله وثني لأهل كنعان يعتقدون أنه إله المطر، والعواصف، وهو الذي يمسك البرق بيديه، وهو أيضًا إله الخصب والنماء، وقد رعى آخاب أربعة مائة وخمسين من أنبياء البعل.
عبادة إيزابل زوجة آخاب الشريرة لآلهة السواري، واهتمامها ورعايتها لأربعة مائة من هؤلاء الأنبياء الكذبة، الذين كانوا يأكلون على مائدتها كقول الكتاب: "فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ" (1مل18: 19).
عبد أخزيا ابن آخاب بعل زبوب إله عقرون، وطلب منه الشفاء من مرضه؛ مما أثار غيرة النبي؛ فأرسل له يوبخه قائلًا: "... هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَليسَ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ أَرْسَلْتَ لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ لِذلِكَ السَّرِيرُ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ، لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ" (2مل1: 6).
هدمت إيزابل مذابح الله، وقتلت، وأبادت أنبياءه، واضطرت من بقى منهم حيًا للهروب كقول الكتاب: "وَكَانَ حِينَمَا قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ خَمْسِينَ رَجُلًا فِي مُغَارَةٍ وَعَالَهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ" (1مل18: 4). لقد اعتقد إيليا أنه لم يعد غيره نبيًا لله فقال بأسى: ".. أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلًا" (1مل18: 22).
إن كثرة الشر والفجور تقسي قلب الإنسان، وتعدمه الحكمة فلا يلتفت للتعليم أو للنصح أو التأديب، كقول سليمان الحكيم: "اَلانْتِهَارُ يُؤَثِّرُ فِي الْحَكِيمِ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ جَلْدَةٍ فِي الْجَاهِلِ" (أم17: 10). ولهذا يجلب الأشرار على أنفسهم غضب الله الشديد، وعقابه. لقد تأنى الله على فرعون مصر زمن موسى النبي، ولم يشأ أن يهلكه؛ فأتى عليه وعلى شعبه بعشر ضربات تدرجت في شدتها، لكنه قسى قلبه، وأخيرًا تركه لقساوة قلبه؛ فجلب لنفسه قضاء الله العادل كقول الكتاب: "لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ" (رو1: 18). وأيضًا قوله: "شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلًا ثُمَّ الْيُونَانِيِّ" (رو2: 9- 10). لقد أكد سفر الرؤيا قساوة الأشرار، وعنادهم في نهاية الأزمنة قائلًا: "فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقًا عَظِيمًا، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا" (رؤ16: 9).
قد أكد إشعياء النبي ذلك المفهوم عن خراب الأرض كلها في نهاية الأزمنة بسبب انتشار الشرور، والفجور والقساوة في أنحاء المسكونة قائلًا: "وَالأَرْضُ تَدَنَّسَتْ تَحْتَ سُكَّانِهَا لأَنَّهُمْ تَعَدَّوْا الشَّرَائِعَ، غَيَّرُوا الْفَرِيضَةَ، نَكَثُوا الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ. لِذلِكَ لَعْنَةٌ أَكَلَتِ الأَرْضَ وَعُوقِبَ السَّاكِنُونَ فِيهَا. لِذلِكَ احْتَرَقَ سُكَّانُ الأَرْضِ وَبَقِيَ أُنَاسٌ قَلاَئِلُ" (إش24: 5- 6).
عمّ الشر مملكة إسرائيل (مملكة بيت آخاب) في زمن إيليا النبي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. الملك، وحكومته، وشعبه، ولهذا ضرب الرب مملكة إسرائيل في ذلك الزمان بضربات شاملة أصابت المملكة كلها في اقتصادها (الجفاف والمجاعة)، وفي قوتها الحربية ممثلة في حرق مجموعتين من الجنود بصلاة إيليا النبي، وأيضًا في سلطاتها ممثلة في نبوات إيليا النبي بموت آخاب، وأخزيا، وانتهاء ملك عائلتهم. لقد كشف النبي لآخاب الشرير (الذي اتهمه بالمسؤولية عن تلك الضربات) سبب الضربات الموجعة قائلًا له: "وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: "أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟" فَقَالَ: "لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا الرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ" (1مل18: 17- 18).
هناك شبه كبير بين الضربات التي وقعت في عهد إيليا النبي، وجامات غضب الله، التي سيصبها الله على مملكة الوحش في آخر الأيام "ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي السَّمَاءِ، عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً: سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ، لأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ" (رؤ15: 1). إن السبب في كلتا الحالتين واحد، وهو: قساوة القلب، وعدم التوبة كقول الكتاب: "ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الخَامِسُ جَامَهُ عَلَى عَرْشِ الْوَحْشِ، فَصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً. وَكَانُوا يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ. وَجَدَّفُوا عَلَى إِلهِ السَّمَاءِ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ، وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ" (رؤ16: 10- 11).
لقد كان النبي خائفًا الله، غيورًا وحريصًا على رد الشعب لعبادة الله، ولم يتصرف النبي في كل ما فعله بحسب مشيئته الخاصة، لكنه كان خاضعًا لمشيئة الله، وملتزمًا بشريعته الإلهية. إن الدارس المنصف لتلك الأحداث يمكنه بسهولة إدراك تقوى، واستقامة هذا النبي العظيم في ضوء فهمه للظروف والأحداث المعاصرة للنبي (وضع المملكة الروحي والأخلاقي)، وأيضًا في ضوء تعاليم وصايا الله الصالحة، التي التزم النبي بحفظها بأمانة. فيما يلي بعض مما يشهد لأمانة النبي، وبراءته من تهمة القسوة:
لقد كانت مشيئة الله أن يُظهر ضلال الاعتقاد في البعل كإله للخصب والتحكم في العواصف والأمطار والبروق، ونطرًا لتقوى النبي فقد أدرك مشيئته الإلهية؛ فصلى طالبًا أن يظهر الله ضلال ذلك الاعتقاد، واستجاب الله لصلاة النبي، لأنها حسب مشيئته الإلهية كقول الكتاب: "وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا" (1يو5: 14). عندما بحث آخاب الملك عن إيليا النبي ليصلي لله حتى يرسل المطر، كان ذلك بمثابة شهادة عن ضلال الاعتقاد بقدرة البعل أمام شعبه، وقد استغل النبي الفرصة وتحدى أنبياء البعل، وطلب منهم أن يطلبوا من البعل إلههم (المتحكم في البروق حسب اعتقادهم) أن ينزل نار من السماء لتأكل ذبيحة، كانت قد أعدت لذلك الأمر خصيصًا، وفشل البعل وأنبياؤه، ولكن النبي طلب من الله فنزلت نار من السماء، والتهمت الذبيحة. بعدها صلى النبي لله الحي طالبًا نزول المطر؛ فاستجاب الله وسقطت الأمطار بغرارة.
تصرف النبي في هذه الحادثة بموجب الناموس، والشريعة كقول الرب: "إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلًا: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا،... وَذلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ ذلِكَ الْحُلْمَ يُقْتَلُ، لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ .." (تث13: 1- 5).
إن نبوءة النبي بموت آخاب الملك في الحرب، ولحس الكلاب دمه بسبب ظلمه، وقتله نابوت اليزرعيلي، ونبوئته أيضًا بعدم شفاء أخزيا الملك لعدم اعتباره لله، واتكاله على بعل زبوب إله عقرون لا تعبر عن قساوة النبي، بل ذلك إعلان عن قضاء الله، وسلطانه على الملوك والممالك، وبالطبع كان النبي يتمنى توبة كليهما.
تمت الحوادث السابقة في زمن اتسم بارتداد الأغلبية العظمى من شعب الله عن الإيمان، وانقراض الأنبياء بسبب الاضطهاد الشديد لشعب الله. كاد الإيمان يفني في ذلك الوقت لولا تدخل الله، وإرساله إيليا النبي الناري (الغيور). لقد اتخذ الوحي الإلهي من أحداث ذلك الزمان صورة نبوية لما سيحدث آخر الأيام من ضربات موجعة لمملكة الأشرار، التي ستضطهد الكنيسة، وتحاربها بضراوة في تلك الأزمنة أيضًا، لكن الله سيرسل من رجاله شهودًا لهم روح ملتهبة بالغيرة كإيليا، ويؤيدهم بقوة سماوية إعجازية لسحق أعداء الكنيسة كقوله: "هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ" (ملا4: 5- 6)، وأيضًا قوله عن النبيَّان، اللذان سيظهران آخر الأيام: "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، فَهكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ. هذَانِ لَهُمَا السُّلْطَانُ أَنْ يُغْلِقَا السَّمَاءَ حَتَّى لاَ تُمْطِرَ مَطَرًا فِي أَيَّامِ نُبُوَّتِهِمَا..." (رؤ11 5- 6).
دراسة مُلابسات حادثة مقتل الجنود الذين أرسلهم أخزيا إلى إيليا النبي تظهر تحدي أخزيا لإله السماء. لقد تلامس أخزيا مع قوة إله إيليا حين استجاب الله طلبته بامتناع المطر ثلاث سنوات ونصف، وأيضًا في حادثة نزول نار من السماء بصلاته لتلتهم ذبيحته، وأيضًا حين انتهى الجفاف وهطلت الأمطار بصلاته، لكن أخزيا الشرير ازداد قساوة، وجهالة؛ حتى أنه في مرضه أرسل يطلب الشفاء من بعل زبوب إله عقرون، لكن الرب أمر إيليا بملاقاة رسله الذاهبين لبعل زبوب، ووبخه بشدة قائلًا: "... أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ..." (2مل1: 3- 4).
أراد الملك إيذاء النبي، ويظهر ذلك جليًا من إرساله قوة عسكرية قوامها خمسون رجلًا للقبض على نبي أعزل متوحد، عابد فوق جبل. إن ذلك ينم عن تصلفه وجهله بقوة الله الذي يتبعه النبي. لقد أدرك النبي نية أخزيا الملك في قتله بعدما قتل أخزيا وأبوه آخاب وأمه إيزابل أنبياء الله. لقد شجعه ملاك الرب لأنه كان خائفًا من أخزيا القاتل، بقوله له: "فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا: "انْزِلْ مَعَهُ. لاَ تَخَفْ مِنْهُ". فَقَامَ وَنَزَلَ مَعَهُ..." (2مل1: 15).
جواب إيليا على قائدي المجموعتين بالقول "إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار..." يؤكد عدم إيمانهما بقدرة الله، الذي يخدمه النبي مع استهتارهما بالنبي، وتكرار أسلوب الكلام مع قائد المجموعة الثانية بعد معرفته بما حدث مع المجموعة الأولى يؤكد أن له نفس اعتقاد قائد المجموعة الأولي مع كبرياء وثقة زائدة بالنفس. أما قائد المجموعة الثالثة فقد فعل ما لم يفعله الملك ولا قواده، وذلك باتضاعه أمام رجل الله، وإيمانه بإله النبي الذي أيده بالقوة وقوله: "... فَصَعِدَ رَئِيسُ الْخَمْسِينَ الثَّالِثُّ وَجَاءَ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ أمَامَ إِيلِيَّا، وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: "يَا رَجُلَ اللهِ، لِتُكْرَمْ نَفْسِي وَأَنْفُسُ عَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْخَمْسِينَ فِي عَيْنَيْكَ" (2مل1: 13).
تحدى أخزيا الله ونبيه، معتزًا بقدرة رجاله، فقرر محاربة الله في صورة نبيه، فأرسل جنوده ناويًا إيذاء النبي الأعزل، ولكن الله أهلك آلة الملك الحربية، التي وجهها ضد نبيه كوعده الصادق: "كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ.. " (إش54: 17). أن هؤلاء الجنود قد اشتركوا في حرب تحت قيادة ملك متهور شرير وقُتِلوا بسبب شره، وتهوره، ولكن موتهم هو أمر أرضي يختلف عن مجازاة الله العادلة لهم في السماء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-bishoy-fayek/question-5/10.html
تقصير الرابط:
tak.la/9gkvhrz