محتويات |
* وُلد سنة 213 م. وكان اسمه تيمودوروس، ولم يدع باسم أغريغوريوس إلا عند رسامته أسقفًا. وكلمة أغريغوريوس تفيد نفس معنى كلمة أسقف، أي الذي يسهر على...، المراقب كان له آخ يدعى "اثنودور" وهو زميله المخلص في حياته كلها وصار مثله أسقفًا على مدينة البنط وكانت له أخت متزوجة من أحد رجال القانون كان والداه وثنيين غنيين، وربيا أولادهم تربية حسنة وكان عمر أغريغوريوس أربعة عشر سنة عندما مات والده.
* فقد عين أحد أقاربه قاضيًا مساعدًا لحاكم فلسطين، فأرسل يستدعى زوجته التي كانت تعيش في قيصرية الجديدة. وصحبها أغريغوريوس واثنودور وكانا يظنان أنه من السهل عليهما الوصول إلى بيروت.
* وعندما وصلا إلى قيصرية في فلسطين، تقابلا مع أوريجانوس الذي كان قد وصلها ليستوطن فيها بعد أن أرغم على ترك الإسكندرية. وعرف المعلم فورًا قيمة هذين الشابين، وسرعان ما سادت الثقة بينهم، ولمدة خمس سنوات وربما ثمان، اجتهد أوريجانوس في تعليمهما. وقبل أن يسافر أغريغوريوس وجه إلى معلمه خطاب وداع وشكر، ويُعد مديحًا في غير تحفظ، وقد ذكر فيه بعض التفاصيل الملموسة العديدة لكي يعطى عن معلمه صورة واضحة محببة.
* وفي الإسكندرية حسده بعض الشبان على اجتهاده وطهارته، فاستأجروا امرأة عاهرة لتتهمه وسط الاجتماع بأنه لم يدفع لها أجر خدماتها المشينة له. فأراد الحاضرون أن يطردوها، ولكن القديس تدخل وأعطاها ما تريد. فحالما أخذت التعسة النقود، اعتراها روح نجس، فأخذت تتلوى على الأرض وهى تصرخ، ولم تخلص إلا بصلاة ذلك الذي حاولت أن تتهمه زورًا.
* وعاد أغريغوريوس إلى بلده لكي يحيا حياة التوحد، يترك كل نشاط دنيوي. ولكن "فيديم" أسقف "أمازيه"، علم بإعلان سماوي أنه يستحق رتبة الأسقفية. وإذ كان أغريغوريوس يتحاشى هذا التكريم. كان يهرب من برية إلى أخرى، مما اضطر الأسقف "فيديم" أن يرسمه غيابيًا على إيبارشية قيصرية الجديدة. وإذ كان القديس أغريغوريوس على مسيرة ثلاثة أيام، رأى هذا المشهد في رؤيا ففهم أنه لم يعد أمامه سوى الطاعة.
* ولما صار أسقفًا لم يشأ أن يبشر قبل أن تعلن له الحقيقة بواسطة رؤيا، إذ كان البعض يفسدون التعليم بمناقشات ضارة. وأثناء الليل ظهرت له السيدة العذراء القديسة مريم ومعها القديس يوحنا البشير، ودعته ليشرح لأغريغوريوس ما كان يبحث عنه. فأطاع ويعد هذا الظهور الأول للسيدة العذراء.
* ويلزمنا أن نأتي بملخص لبعض العجائب التي أكسبته اسم صانع العجائب:
* عندما كان في طريقه إلى قيصرية الجديدة، فاجأه هطول المطر، فاضطر إلى الالتجاء إلى أحد الهياكل، وقضى الليل فيه مصليًا بعد أن رشم علامة الصليب. وفي صباح اليوم التالي، قدم الكاهن الوثني الذبائح، ولكن الشياطين لم يردوا عليه كعادتهم: فقد طردهم حضور القديس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. واغتاظ الكاهن وهدده بالشكوى إلى القضاة فكتب أغريغوريوس على ورقة صغيرة ووضعها على المذبح: "من أغريغوريوس إلى إبليس، أدخل أعطيها للكاهن، وفي الحال أتت أثرها في الأرواح النجسة كما هي عادتها، وعندما رأى الكاهن قوة القديس، طلب منه أن يعلمه. وصار كل شيء على ما يرام إلى أن علمه القديس أن الله قد تأنس. روى أنه لكي يؤمن بمثل هذا العجب، طالب بمعجزة جديدة وهى أن ينتقل الحجر الكبير دون أن يقوم بنقله أحد، وقيل أن حدثت المعجزة حالًا، وترك الكاهن كل شيء بما في ذلك زوجته وأولاده ليتبع الأسقف القديس. ورسمه الأسقف شماسًا.
* وذاع خبر هذه المعجزات حتى حضر إليه جمع كبير يحتفون به. ومر بينهم دون أن يقول شيئا، فأدهش تصرفه الناس واتعظوا كثيرًا، وقبل من أحد الأهالي ويدعى "موسونيوس" أن يستضيفه، ونجحت مواعظه نجاحًا كبيرًا وشرع في بناء كنيسة.
* كان يحاول صنع السلام بين المسيحيين الجدد. وحدث أن تنازع أخوان على ملكية بركة فكان كل واحد يريد أن يأخذها كلها لنفسه، وحاول أغريغوريوس أن يحسم النزاع، ولكن بلا جدوى: فقد قررا المبارزة، فسبقهما الأسقف إلى البركة وظل يصلى طوال الليل، وقيل أن البركة جفت في الصباح.
* كان نهر ليكوس يهدم كل شيء أثناء فيضانه. فحضر القديس في مكان ما على الضفة المهددة بالانهيار وزرع عصا إلى نهايتها في الأرض الرطبة. وقد صارت شجرة كبيرة ومنذ ذلك الحين كانت هذه الشجرة حدًا أثناء المياه العالية، كأنما كان النهر يرجع دونها. وآمن كثيرون.
* كان الشعب يريد بناء كنيسة في إحدى القرى، وكانت هناك صخرة ضخمة تجعل مكان بناء الكنيسة غير ممكن استخدامه. فطلب القديس أغريغوريوس أن تتنحى جانبًا، لأنه كان واثقًا في وعد الرب الذي كان قد وعد تلاميذه أنه إذا كان لهم إيمان يمكنهم أن ينقلوا الجبال.
* طلب منه أحد اليهود بعض المال لكي يدفن زميله، وكان الزميلان يمثلان دورًا لكي يستهزأوا بالقديس ويبتزوا منه صدقة. فألقى القديس أغريغوريوس ردائه على الذي قيل أنه مات فمات في الحال.
* وأثناء اضطهاد "داكيوس" سنة 250 م.، اختبأ القديس أغريغوريوس كما فعل أيضًا قديسون آخرون كثيرون مثل القديس قبريانوس من القرطاج، وديونيسيوس الإسكندري ويروى أن رجال البوليس بحثوا عنه. وعرفوا مكانه. ولكنهم لم يتبيَّنوا إلا شجرتين بدلًا من الأسقف القديس وشماسه.
* كان حكيمًا في إدارته لإيبارشيته. فبعد اضطهاد داكيوس، رأى الشعب متعلقًا بعبادة الأوثان حبًا في اللذات، فأراد قبل كل شيء أن يعالج المسألة جذريًا فيصرفهم عن الخزعبلات ويقتادهم إلى الله. وسمح لهم بأن يحتفلوا بذكرى الشهداء في مرح وتهليل. فقد كان يعرف أنه مع مرور الزمن سوف تصبح حياتهم أكثر جدية ونظامًا بفعل الإيمان، وهذا ما حدث بالفعل للكثيرين: تغير موقفهم، وتركوا الاهتمامات الجسدية إلى متعة الروح.
* وحضر القديس أغريغوريوس صانع العجائب المجمع الأول الذي اجتمع في أنطاكية للحكم على سلوك بولس الساموساطي سنة 264 م. وكان من أقدم الأساقفة. ولم يحضر المجمع الثاني سنة 269 م. ولا يرجح ذلك أنه كان قد تنيح في ذلك الوقت.
* وقبل نياحته زار إيبارشيته ولاحظ آسفًا أنه لا يزال بها سبعة عشر وثنيًا، ولكنه قدم الشكر للرب متذكرًا أنه لم يكن هناك سوى سبعة عشر مؤمنًا عند حضوره. وتنيح في سنة 270 م. ودُفن في الكنيسة التي بناها في قيصرية الجديدة.
_____
(*) المرجع:
الأساقفة القديسون والأربعة باسم غريغوريوس - مليكة حبيب يوسف - يوسف حبيب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/gregory.html
تقصير الرابط:
tak.la/nhj652x