لا تُقاس الخدمة بروعة الكلمات ولا بكثرة الأعداد ولا بفخامة الأماكن.. ولكنها تُقاس بثمارها الداخلية في القلوب ومقدار التأثير والتغيير المصحوب بها وخصوصًا على مدى فترة من الزمان..
لا يوجد نموذج في التأثير أكثر من شخص ربنا يسوع المسيح الذي حل بيننا وعاش حياتنا وتكلم وسمع وتجول وحزن وفرح وشاركنا همومنا وأفراحنا.. ولكنه ترك تأثيرًا قويًا في كل من تعامل معه.. ووجدنا بعد صلبه وموته وقيامته وصعوده أتباعه يتزايدون وليس مجرد زيادة العدد بل زيادة النماذج.. ولا زال تأثيره على العالم كله والإنسانية بشكل أشمل إذ ترك لنا مثالًا لكي نتبع خطواته.
وقد نتساءل كيف يكون الخادم مؤثرًا؟
وهنا نتحدث في ثلاث نقاط:
1- المصداقية.
2- نقاوة المسيرة.
3- التواصل الفعال.
1- المصداقية:
لابد أن يلمس المخدومين الصدق الداخلي الشديد لكل ما يقول أو يُعلم به الخادم وإلا يصبح الكلام عديم الفائدة.. كما ذكر القديس بولس الرسول:
"وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ" (1كو 2: 4)
فكيف نقدر أن نقنع المخدومين بفضيلة نحن نتشكك فيها أو عقيدة لم نؤمن بها..
لابد أن يتكلم الخادم بما يؤمن ويصدق ويشعر بل ويفرح وهذا الصدق ممزوج بالفعل والسيرة ويأتي بالتأثير المطلوب..
كن دائمًا مصدقًا ومتفاعلًا مع كل ما تقول لأن كل ما يخرج من القلب يصل بسهولة إلى القلب.
← اقرأ كتب أخرى لنفس المؤلف هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
2- نقاوة السيرة:
معروف أن الكلام يستمد مصداقيته من قائله.. فيمكن أن تسمع عبارات رنّانة من شخص رديء السمعة فتجدك رافضًا لما تسمع أو تقرأ وبالطبع لا يؤثر في الفكر أو القلب ولا يغير شيئًا.. ويمكن أن تسمع أبسط الكلمات من شخص مشهود له بالتقوى تجد الكلمات لها مفاعيل عميقة وتأثرات قوية.. فنقاوة السيرة هي الداعِمة لفعل الكلمات لكي ما تسندها بقوة الفعل.. هذا ما أكده القديس بولس لتلميذه تيموثاوس:
"وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي" (2تي 3: 10)
وكذلك ذكر القديس لوقا في بدابة سفر الأعمال:
"عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ" (أع 1: 1)
إذًا لا بُد للخادم أن تكون تعاليمه مصحوبة بسيرة تشهد لأقواله لتضمن التأثير المطلوب..
لأن الحياة في المسيح يسوع هي ليست مجرد نظرية أو مجموعة أفكار بل هي روح وحياة.. فلابد أن تنقل الشخص من حياة إلى حياة ومن حالة إلى حالة.. وهذا يتطلب حركة داخلية مسنودة بدليل ملموس يرد على شكوك العدو وخداع الإنسان العتيق.
3- التواصل الفعَّال:
لنضمن التأثير لابد من تواصل وتفاعل ولقاء.. وجدنا شخص رب المجد يسوع دائم التواجد بين الناس في البيوت ويجاملهم في مناسباتهم وتجده في الحقول والمجمع والهيكل والأعياد والبحار والجبال ووسط الزروع..
وكان يعلم كيف يخاطب كل فئة التاجر والصياد والمزارع والراعي وربة البيت..
يعلم الأفراد والجموع.. يتكلم مع كل فرد بالأسلوب الذي يناسبه ويضمن به وصول الكلمة والرسالة.
كذلك الخادم ليضمن التأثير عليه أن يتواصل ويتفاعل مع المخدومين في كافة مجالات اهتماماتهم ويتواصل معهم من خلالها.. والله هو الساهر على كلمته ليجريها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fahmy/servant/effect.html
تقصير الرابط:
tak.la/hrdbq79