St-Takla.org  >   books  >   anba-yoannes  >   apostolic-church
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية

79- قصاص الله العادل: بعد خراب أورشليم

 

St-Takla.org Image: Ruins and stones from the Temple of Jerusalem after its destruction - from The Christian Church in the Apostolic Age, book by Bishop Youannas, Bishop of Gharbia, Egypt. صورة في موقع الأنبا تكلا: بقايا من حجارة هيكل أورشليم بعد هدمه - من كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل، الأنبا يوأنس أسقف الغربية، مصر.

St-Takla.org Image: Ruins and stones from the Temple of Jerusalem after its destruction - from The Christian Church in the Apostolic Age, book by Bishop Youannas, Bishop of Gharbia, Egypt.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بقايا من حجارة هيكل أورشليم بعد هدمه - من كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل، الأنبا يوأنس أسقف الغربية، مصر.

قصاص الله العادل:

لقد هُدمت أورشليم تمامًا، ولم يُترك بها سوى ثلاثة أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربي. وقد أبقى عليها كآثار لقوة المدينة المقهورة، التي كانت يومًا معقلًا لدولة اليهود الدينية، ومهد الكنيسة المسيحية... ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هي قصاص إلهي... فقد نُسب إلى تيطس قوله أن الله بمعونة خاصة ساعد الرومان ومنع اليهود من الإفلات من قبضة يدهم القوية...

أما يوسيفوس(78) الذي تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها، فقد استطاع أن يتبين في تلك المأساة عدل الله، واعترف بذلك وقال: (إنني لا أتردد في أن أبوح بما يؤلمني إني أؤمن أنه لو أجل الرومان عقابهم لهؤلاء الأشرار لابتلعت الأرض المدينة (أورشليم)، أو أغرقها طوفان، أو أُحرقت بنار من السماء كما حدث لسدوم، لأن جيلهم كان أكثر شرًا من أولئك الذين حلت عليهم النقمات في سالف الأزمان. فبسبب جنونهم بادت الأمة كلها)(79).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

هكذا كان لا بُد لواحد من أفضل الأباطرة الرومان أن ينفذ قضاء الله، ولآخر من أكثر اليهود ثقافة في زمانه أن يصفه... وهكذا أيضًا -دون أن يعرفا أو يريدا- شهدا لصدق النبوة وألوهة يسوع المسيح ربنا، الذي إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون، عانوا البؤس والشقاء في ملء بشاعتهما(80).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(78) كان يوسيفوس المؤرخ اليهودي، حاكمًا على الجليل، وقائدًا لجيش اليهود، ثم أُسر في يد فسبسيان. بعد ذلك رافق تيطس وعمل كمترجم ووسيط بين الرومان واليهود.

(79) Josephus, Wars of the Jews, 5.13.6 6.9.1.

(80) لقد حركت كارثة خراب أورشليم ودمار الهيكل مشاعر الفنانين في كل العصور. وأحدهم وهو الألماني كولباخ Kaulbach من فناني العصر الحديث، جعلها مادة للوحة من أعظم لوحاته المعروضة في متحف برلين. واللوحة تصور الهيكل المحترق: في صدرها رئيس الكهنة اليهودي يغمد سيفه في صدره، ومن حوله تصوير لآلام تمزق القلوب وفي أعلى اللوحة الأنبياء القدامى يتأملون إتمام أقوالهم النبوية. وتحتهم تيطس مع جيشه الروماني كمنفذ للغضب الإلهي دون أن يدري. وأسفل اللوحة من جهة اليسار أهسيروس Ahasuerus السائح اليهودي صاحب الأسطورة التي ذاعت في العصور الوسطى تسوقه النقمة إلى المستقبل البعيد. وإلى اليمين جماعة المسيحيين خارجين في سلام من مشهد الخراب، وأطفال اليهود يلتمسون حمايتهم..!!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/jerusalem-destruction-retribution.html

تقصير الرابط:
tak.la/vy5sr52