St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

5- نبذة مختصرة عن البحث

 

تدبير الخلاص يُقْصَد به ما عمله الله مع البشرية من الخلق حتى الحياة الأبدية.

وقد فهمت الكنيسة المقدسة الجامعة هذا التدبير منذ البداية فهمًا مقدسًا صحيحًا، ورفضت أي تفسير لا يتناغَم مع الإيمان الصحيح.

وقد حفظت كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هذا الإيمان المستقيم منذ عصر الرسل الأطهار حتى يومنا هذا، مُستخدمة نفس تعبيرات الآباء الأولين ومُفرداتهم سواءً في الشرح والتعليم أو في الصلاة بالليتورجيا.

يوجد حاليًا اتجاه ينتشِر في العالم المسيحي، يشرح تدبير الخلاص بطريقة تُخَالِف ما استقر في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، ويعتقد البعض أن هذا الاتجاه في التفسير يمثل الفِكْر الصحيح للآباء الأولين، وأن ما يوجد في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هو لاهوت مَعِيب ينتمي إلى تفاسير غربية ولاهوت العصر الوسيط.

St-Takla.org Image: Pietà, by Master of Saint-Germain-des-Prés (anonymous artist): The Virgin Mary with the body of Jesus Christ taken down from the cross, circa 1500 - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014. صورة في موقع الأنبا تكلا: بيتا (العطف)، بريشة سيد سان جيرمان دي باري (فنان مجهول): مريم العذراء مع جسد يسوع المسيح المنزّل عن الصليب، حوالي عام 1500 م. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014 م.

St-Takla.org Image: Pietà, by Master of Saint-Germain-des-Prés (anonymous artist): The Virgin Mary with the body of Jesus Christ taken down from the cross, circa 1500 - The Louvre Museum (Musée du Louvre), Paris, France - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 11-12, 2014.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بيتا (العطف)، بريشة سيد سان جيرمان دي باري (فنان مجهول): مريم العذراء مع جسد يسوع المسيح المنزّل عن الصليب، حوالي عام 1500 م. - صور متحف اللوفر (اللوڤر)، باريس، فرنسا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 11-12 أكتوبر 2014 م.

لذلك كان لا بُد من الرجوع إلى المصادر الأوليَّة لِفِكْر الآباء الأولين، مع نصوص الكتاب المقدس، وصلوات الليتورجيا، وقوانين المجامع المسكونية والمحلية المُعْتَرَف بها كنسيًّا؛ لنعرف صحة ما استلمناه من عدمه.

بالبحث وُجِدَ أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد حفظت ما استلمته من الآباء في الحق الإلهي، والتفسير، مُسْتَخْدِمَة نفس التعبيرات والمصطلحات والمفاهيم، من البداية وحتى اليوم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذا الشرح يتلخص في الحقائق الإيمانية التالية:

الإنسان هو الكائن الحي العاقِل المحبوب لدى الله، وهو صورة الله في العقل والقداسة والحرية والإرادة والسلطان. وهو أيضًا صورة الله في الوحدانية مع التعدد.

عندما أخطأ آدم، أصابت خطيته كل البشر، بسبب أنه رأس البشرية وجِذرها، وبسبب مبدأ وِحْدَة الجنس البشري؛ فَأُصِيب البشر بالخطية والموت والفساد. وفي هذا الصدد استخدم الآباء تعبيرات تُعَبِّر عن علاقتنا بخطية آدم مثل: "أخطأنا في آدم أولًا، ودُسنا تحت الأقدام الوصية الإلهية"،[1] "صِرْنَا شركاء مُخَالَفَة آدم ومن جراء أخطائه عُوقِبْنَا"[2]، "أسأنا إليه منذ زمن طويل بسبب التعدي في آدم، وبعد هذا بسبب خطايانا الخاصة التي طغت علينا."[3]، "طبيعة الإنسان كلها أصبحت خاطِئَة في شخص الذي خُلق أولًا [آدم]"[4]، "اجتاحت الملذات والنجاسات طبيعة الجسد، وتَوَلَّدَ ناموسُ الشر في أعضائنا. ولذلك صارت طبيعتنا ملتصقة بالخطية ”بمعصيةِ الإنسان الواحد“ (الذي هو آدم)، وهكذا ”جُعِلَ الكثيرون خطاةً“ (رو 5: 19)، ليس بسبب أنهم أخطأوا مع آدم (إذ لم يكونوا موجودين بعد) وإنما لأنهم كانوا من (نفس) طبيعته التي سقطت تحت ناموس الخطية"[5] ؛ ولذلك صار الجنس البشري كله سائِرًا نحو الهلاك والضياع.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

الله الصالح من أجل محبته للبشر دَبَّر تدبير الخلاص. وكان هذا التدبير عن طريق تجسد الابن الوحيد اللوغوس متحدًا بالطبيعة البشرية من العذراء القديسة مريم، مُشَابِهنا في كل شيء بدون خطية وحده؛ فصار له جسده الخاص الذي استخدمه كأداة لخلاصنا، وذلك بأنه:

  1. وَحَّد لاهوته بناسوته فصار أقوى من الموت، وصار جديرًا به أن يكون نائبًا وبديلًا عن كل البشرية؛ حيث أنه فوق الجميع. وصار آدم جديدًا بدلًا من آدم الأول، ورأسًا جديدًا للبشرية الجديدة فيه.

  2. عَلَّم البشرية عن الآب، وعلمنا طريق التقوى، وعمل البر؛ لننال فيه وبه البر، بعدما أصابتنا خطية آدم.

  3. ذاق الموت عوضًا عن الجميع بصفته بِكْر ورأس ورئيس وجذر جديد للبشرية بدلًا من آدم. وبذلك أوفَى الدين الذي على الجميع أي الموت.

  4. هزم الموت وقام من الأموات؛ فشفانا من الموت وفساد الطبيعة الذي أصابنا في آدم.

  5. أعطانا أن نتحد به بالإيمان والمعمودية والإفخارستيا؛ لننال بهذا الاتحاد التبني لله الآب، وننال في المسح ما فقدناه في آدم؛ وذلك بأن:

  6. جعل حياته تَنْسَاب فينا؛ فنلنا فيه وبه الحياة، والبر، واستعادة الصورة الإلهية، ووعد القيامة من الأموات وعدم الفساد في مجيئه الثاني.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كلمات دالة:

تدبير الخلاص، الخطية الجدية، الخطية الأصلية، خطية آدم، فِكْر الآباء، الشفاء، الفداء، وحدة الجنس البشري، التأليه.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] Cyril of Alexandria. (1885). Commentary on the Gospel according to S. John (Vol. 2, p. 585). 11.12.

[2] القديس كيرلس الكبير - السجود والعبادة بالروح والحق، المقالة الحادية عشر، مرجع سابق، ص 461.

[3] Cyril of Alexandria. (2022). Commentaries on Romans, 1-2 Corinthians, and Hebrews (J. C. Elowsky, G. L. Bray, M. Glerup, & T. C. Oden, Eds.; D. R. Maxwell, Trans.; p. 113). IVP Academic: An Imprint of InterVarsity Press. Hebrews 1:9.

[4] القديس كيرلس الكبير - شرح إنجيل لوقا عظة 42. مرجع سابق، ص 196.

[5] Cyril of Alexandria. (2022). Commentaries on Romans, 1-2 Corinthians, and Hebrews (J. C. Elowsky, G. L. Bray, M. Glerup, & T. C. Oden, Eds.; D. R. Maxwell, Trans.; pp. 6-7). IVP Academic: An Imprint of InterVarsity Press. Romans 5:18-19.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/overview.html

تقصير الرابط:
tak.la/qb7h87z