St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   credibility-of-revelation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مصداقية الوحي في العهد القديم - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

4- موقف السيد المسيح من أسفار العهد القديم

 

St-Takla.org Image: Moses brings a second copy of the Stone Tablets - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894 صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى يحضر نسخة أخرى من لوحي الشريعة - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894

St-Takla.org Image: Moses brings a second copy of the Stone Tablets - from "Treasures of the Bible" book, by Henry Davenport Northrop, D.D., 1894

صورة في موقع الأنبا تكلا: موسى يحضر نسخة أخرى من لوحي الشريعة - من كتاب "كنوز الإنجيل"، لـ هنري دافينبورت نورثروب، د. د.، 1894

أولًا: موقف السيد المسيح من أسفار العهد القديم:

* هل ألغى السيد المسيح العهد القديم وأكمله بمعنى أنه أنهاه؟

* أو هل شهد السيد المسيح عن عدم صدق الوحي المُقدَّس في العهد القديم؟

* أو هل تجاهل السيد المسيح نصوص العهد القديم ولم يتكلّم عنها وكأنها غير كائنة؟

إن ما علّم به الرب يسوع بكل وضوح في موعظته الشهيرة على الجبل كان: "لا تظُنّوا أني جِئتُ لأنقُضَ النّاموسَ أو الأنبياءَ. ما جِئتُ لأنقُضَ بل لأُكَملَ" (مت5: 17). فليس من المعقول أن الله يهدم ما سبق أن وضع أساسه وبناه!! بل أنه جاء لكي يُكمّل البناء فوقه.. فالسيد المسيح لم يلغِ بل كمّل البناء.

والتكميل الذي يقصده السيد المسيح هو ما عبَّر عنه بقوله: "فإني أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ إنْ لم يَزِدْ برُّكُمْ علَى الكتبةِ والفَريسيينَ لن تدخُلوا ملكوتَ السماواتِ" (مت5: 20).. فكلمة الله لا تزول، وتعاليمه لا تسقط، وناموسه دائم إلى الأبد.. لذلك قال السيد المسيح أيضًا: "فإني الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إلَى أنْ تزولَ السماءُ والأرضُ لا يَزولُ حَرفٌ واحِدٌ أو نُقطَةٌ واحِدَةٌ مِنَ النّاموسِ حتَّى يكونَ الكُلُّ. فمَنْ نَقَضَ إحدَى هذِهِ الوَصايا الصُّغرَى وعَلَّمَ الناسَ هكذا، يُدعَى أصغَرَ في ملكوتِ السماواتِ. وأمّا مَنْ عَمِلَ وعَلَّمَ، فهَذا يُدعَى عظيمًا في مَلكوتِ السماواتِ" (مت5: 18-19).

لقد أعطى السيد المسيح نماذج لهذا التكميل بأن رفعنا من وصية "لا تقتل" إلى مستوى "إنَّ كُلَّ مَنْ يَغضَبُ علَى أخيهِ باطِلًا يكونُ مُستَوْجِبَ الحُكمِ، ومَنْ قالَ لأخيهِ: رَقا، يكونُ مُستَوْجِبَ المَجمَعِ، ومَنْ قالَ: يا أحمَقُ، يكونُ مُستَوْجِبَ نارِ جَهَنَّمَ" (مت5: 22).

وكذلك من وصية "لا تزنِ" إلى مستوى "إنَّ كُلَّ مَنْ يَنظُرُ إلَى امرأةٍ ليَشتَهيَها، فقد زَنَى بها في قَلبِهِ" (مت5: 28).

وهكذا.. فهو لم يضاد الناموس، ولم يلغِه.. ولكنه ارتقى بنا في نفس المجال لكي نصل به إلى الكمال.. "فكونوا أنتُمْ كامِلينَ كما أنَّ أباكُمُ الذي في السماواتِ هو كامِلٌ" (مت5: 48).

حقًا.. قال مُعلِّمنا بولس الرسول بالروح القدس: "أفَنُبطِلُ النّاموسَ بالإيمانِ؟ حَاشَا! بَل نُثَبتُ النّاموسَ" (رو3: 31).

فبالرغم من أننا لا نتبرر بالناموس بل بالإيمان بالمسيح.. "إذًا نَحسِبُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بالإيمانِ بدونِ أعمالِ النّاموسِ" (رو3: 28).. ولكن مع ذلك يجب أن نُثبِّت الناموس.. أي لا نلغيه بل نعتبره، ونحترمه، ونوقره.. تأكيدًا لتعليم السيد المسيح في الموعظة على الجبل.

وقد شرح القديس بولس العلاقة بين الناموس والإيمان بالمسيح عندما قال: "لأنَّ غايَةَ (هدف) النّاموسِ هي: المَسيحُ للبِر لكُل مَنْ يؤمِنُ" (رو10: 4).

فنحن -المؤمنين بالسيد المسيح- لا يمكن أن نتجاهل أو نستغنى عن العهد القديم (الناموس)، الذي بُني عليه العهد الجديد كله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. ولكي نفهم العهد الجديد لا بد أن نبدأ من العهد القديم، لأنهما وحدة واحدة مترابطة متسلسلة متكاملة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/credibility-of-revelation/old-testament.html

تقصير الرابط:
tak.la/wzcb5nn