St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

35- السيد المسيح أخذ شبه جسد الخطية، من براهين الإيمان بوراثة خطية آدم

 

3- أن السيد المسيح أخذ شبه جسد الخطية

 

لماذا قيل عن المسيح أنه أخذ شبه جسد الخطية؟

"فَٱللهُ إِذْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلِأَجْلِ ٱلْخَطِيَّةِ، دَانَ ٱلْخَطِيَّةَ فِي ٱلْجَسَدِ” (رو 8: 3).

إن جسدنا هو جسد الخطية، وليس جسد الموت[292] والفساد فقط، والرب يسوع أخذ جسدنا بدون الخطية؛ لذلك قيل إنه شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ.

وَعَبَّر معلمنا بولس الرسول عن حقيقة جسد الخطية بعبارات قوية جدًا:

“فالآنَ لَستُ بَعدُ أفعَلُ ذلكَ أنا، بل الخَطيَّةُ السّاكِنَةُ فيَّ. فإنّي أعلَمُ أنَّهُ ليس ساكِنٌ فيَّ، أيْ في جَسَدي، شَيءٌ صالِحٌ. لأنَّ الإرادَةَ حاضِرَةٌ عِندي، وأمّا أنْ أفعَلَ الحُسنَى فلَستُ أجِدُ. لأنّي لَستُ أفعَلُ الصّالِحَ الّذي أُريدُهُ، بل الشَّرَّ الّذي لَستُ أُريدُهُ فإيّاهُ أفعَلُ. فإنْ كُنتُ ما لَستُ أُريدُهُ إيّاهُ أفعَلُ، فلَستُ بَعدُ أفعَلُهُ أنا، بل الخَطيَّةُ السّاكِنَةُ فيَّ. إذًا أجِدُ النّاموسَ لي حينَما أُريدُ أنْ أفعَلَ الحُسنَى أنَّ الشَّرَّ حاضِرٌ عِندي. فإنّي أُسَرُّ بناموسِ اللهِ بحَسَبِ الإنسانِ الباطِنِ. ولكني أرَى ناموسًا آخَرَ في أعضائي يُحارِبُ ناموسَ ذِهني، ويَسبيني إلَى ناموسِ الخَطيَّةِ الكائنِ في أعضائي. (رو 7: 17-23).

 

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في تفسيره لتعبير شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ:

"ولكن عندما يقول إنه أرسل ابنه في شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ، فلا تعتقد أنه يحمل جسدًا آخر، ذلك لأنه قال "جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ"، لهذا ذكر كلمة "شِبْهِ" لأن المسيح لم يكن يحمل جسدًا خاطئًا، لكن شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ، شبيه بجسدنا، ولكن بلا خطية، وله نفس طبيعة جسدنا".[293]

 

ويقول القديس هيلاري أسقف بواتييه (أثناسيوس الغرب) في كتابه عن الثالوث -الكتاب الـ10- الفقرة 25:

"لقد تَحَمَّل هو ناسوتنا الجماعي He bore our collective humanity في شكل عبد، لكنه كان خاليًا من خطايا وعيوب الجسد البشري........ إن الحَبَل به كان مشابهًا لطبيعتنا، لكن ليس في امتلاك عيوبنا......... لقد وُلِد حقًّا كإنسان بذاته من العذراء، ووُجِد في شِبْهِ جَسَدِ خطيتنا الفاسد.......... لم يوجد في "هيئة إنسان" بل "وُجِدَ في الهيئة كإنسان"، كما أن جسده لم يكن جسد الخطية، وإنما في شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ. هكذا فإن هيئة الجسد تتضمن حقيقة ميلاده، وشِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ تُبعِد عنه عيوب الضعف البشري. ومن هنا، فإن الإنسان يسوع المسيح قد وُلِد بالحقيقة كمسيح بلا خطية في طبيعته".[294]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator, Coptic icon by Amir Fouad, 1982 - from St. Michael the Archangel Church, other, ElZaher, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح الضابط الكل، أيقونة قبطية رسم الفنان أمير فؤاد، 1982 م. - من صور كنيسة الملاك ميخائيل، أسفل، الظاهر، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator, Coptic icon by Amir Fouad, 1982 - from St. Michael the Archangel Church, other, ElZaher, Cairo, Egypt - October 2011 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح الضابط الكل، أيقونة قبطية رسم الفنان أمير فؤاد، 1982 م. - من صور كنيسة الملاك ميخائيل، أسفل، الظاهر، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ويقول العلامة أوريجانوس في تفسيره لرسالة رومية:

"What he has said, “in the likeness of the flesh of sin,” shows that we indeed have flesh of sin, but the Son of God had “the likeness of flesh of sin,” not the flesh of sin. For all of us human beings who have been conceived from the seed of a man coming together with a woman, must of necessity employ that utterance in which David says, “in iniquities I have been conceived and in sins did my mother conceive me.” He, however, who came to an immaculate body with no contact from a man, but only by the Holy Spirit coming upon the virgin and by the power of the Most High overshadowing, did indeed possess the nature of our body, but he possessed in no respect whatsoever the contamination of sin, which is passed down to those who are conceived by the operation of lust. For this reason, then, it is said that the Son of God came “in the likeness of flesh of sin.”[295]

"ما قاله "شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ" (رو3:8) يُبَيِّن أننا بالفعل لدينا "جسد الخطية"، لكن ابن الله كان لديه "شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ" وليس "جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ". لأنه بالنسبة لنا نحن جميع البشر، الذين قد وُلدنا من نسل (ذرية) رجل اجتمع مع امرأة (حك2:7)، نستخدم بالضرورة هذا القول الذي يقول فيه داود: "بالآثام قد حُبِل بي، وبالخطايا ولدتني أمي" (مز5:51)[س] مع ذلك، الذي أتى إلى جسد نقي بدون اتصال من رجل، بل فقط بواسطة حلول الروح القدس على العذراء، وبتظليل قوة العلي، اقتنى حقًا طبيعة جسدنا. ولكنه لم يقتن بأي حال أيا كان دنس الخطية، التي انتقلت إلى أولئك الذين وُلِدوا بعملية الشهوة (علاقة بين رجل وامرأة). إذًا، من أجل هذا السبب، قيل أن ابن الله أتى "فِي شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ"[296].

 

ويقول القديس كيرلس:

"لأنه يمكن أن نفترض أنه حتى بالنسبة لمخلصنا يسوع المسيح نفسه، فإن المشاعر الإنسانية كانت تُثار بصفتين موجودتين فيه بالضرورة. أي الخوف والانزعاج، فبتأثير هذه المشاعر أظهر نفسه بشكل أكيد أنه إنسان مولود من امرأة، ليس في مظهر خادع أو مجرد خيال، بل بالحرس بالطبيعة وبالحق، لأنه له كل الخصائص الإنسانية فيما عدا الخطيئة وحدها. والخوف والانزعاج، رغم أنهما من المشاعر الطبيعية بالنسبة لنا، إلا أنهما لا يُحسَبان ضمن الخطايا".[297]

 

ويعلمنا أيضًا:

"What had succumbed had to—had to!—be healed and destroy death through the very flesh that was under the power of sin. When the flesh offended in Adam on account of his transgression, it fell under the power of death."[298]

"إن ما استسلم كان يجب -كان يجب!- أن يُشفَى ويهدم الموت بواسطة الجسد ذاته الذي كان تحت سلطان الخطية. فعندما أساء الجسد في آدم بسبب تعديه، سقط تحت سلطان الموت"[299].

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[292] (رو 7: 24). "ويحي أنا الإنسانُ الشَّقيُّ! مَنْ يُنقِذُني مِنْ جَسَدِ هذا الموتِ؟"

[293] القديس يوحنا ذهبي الفم - تفسير رسالة بولس إلى أهل رومية. ترجمة د. سعيد حكيم. طبعة 2013. المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ص 330.

[294] القديس هيلاري أسقف بواتيه (أثناسيوس الغرب)، كتاب عن الثالوث، ترجمة راهب من دير أنبا أنطونيوس، دير القديس العظيم الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر، الطبعة الأولى مارس 2017، الفقرة 25 -26، ص 709- 711.

[295] Origen. (2002). Commentary on the Epistle to the Romans, Books 6-10. (T. P. Halton, Ed., T. P. Scheck, Trans.) (Vol. 104, p. 49). Washington, DC: The Catholic University of America Press. Orig., Comm. (Ro. 6.12.4, Romans 8:3-9).

[296] أوريجانوس، شرح الرسالة إلى أهل رومية، الكتاب السادس، شرح (رو8: 3-9).

[297] القديس كيرلس السكندري، شرح إنجيل يوحنا، المجلد الثاني، ترجمة د.نصحي عبد الشهيد، مؤسسة القديس أنطونيوس للدراسات الآبائية، 12: 27، ص74.

[298] Cyril of Alexandria. (2022). Commentaries on Romans, 1-2 Corinthians, and Hebrews (J. C. Elowsky, G. L. Bray, M. Glerup, & T. C. Oden, Eds.; D. R. Maxwell, Trans.; p. 120). IVP Academic: An Imprint of InterVarsity Press. (Hebrews 2:14).

[299] القديس كيرلس الكبير، شرح الرسالة إلى العبرانيين، شرح (عب 2: 14).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/jesus-christ-took-on-likeness.html

تقصير الرابط:
tak.la/wama5t8