St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   abraham
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   abraham

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إبراهيم أبو الآباء - الأنبا بيشوي

32- أقسمت بذاتي يقول الرب

 

"بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ. أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ. وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي" (تك22: 16-18).

St-Takla.org         Image: The Covenant with Abraham: "That in blessing I will bless thee, and in multiplying I will multiply thy seed as the stars of the heaven, and as the sand which is upon the sea shore; and thy seed shall possess the gate of his enemies" (Genesis 22: 17) صورة: مباركة إبراهيم، العهد مع الله "أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ" (سفر التكوين 22: 17)

St-Takla.org Image: The Covenant with Abraham: "That in blessing I will bless thee, and in multiplying I will multiply thy seed as the stars of the heaven, and as the sand which is upon the sea shore; and thy seed shall possess the gate of his enemies" (Genesis 22: 17)

صورة في موقع الأنبا تكلا: مباركة إبراهيم، العهد مع الله "أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ" (سفر التكوين 22: 17)

ربما من يقرأ هذه العبارات يظن أن الأمر مجرد أن الله أقسم لإبراهيم بكلمات.. لكن كلمة أقسمت بذاتى تعنى أكثر من الكلام المجرَّد، فالمعنى هو أني في هذا القسم وضعت ذاتى ثمنًا لتحقيقه.. أي أنه فرضًا إذا لم أحقق الخلاص ستكون ذاتى أنا مقابله.. يا للعجب!! الله يضع ذاته ثمنًا لتحقيق القسم.. أمر يقف أمامه العقل منذهلًا!!

ربما يتساءل البعض ويقول لماذا يتجسد السيد المسيح ويُصلب من أجلنا؟!! ونجيب: إذا كان الله أقسم بذاته أن يصنع الفداء، أتستكثر عليه أن يرسل ابنه لكي يُصلب ويفدينا ويخلصنا..؟!!

كلمة أقسم بذاته في حد ذاتها تشير إلى الخلاص.. لماذا؟ لأن معناها أن الخلاص عند الله ثمين جدًا، لدرجة إنه بسبب هذا الخلاص أقسم بذاته. لذلك قال السيد المسيح "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو3: 16)، ولأن الآب والابن متساويان في المجد بسبب وحدانية الجوهر الإلهي؛ فإن الخلاص الذي يتممه الابن المتجسد بذبيحة نفسه يُحسب لحساب الآب والروح القدس.

فكل ما هو في ملكية الآب هو في ملكية الابن، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. والآب يستوفى للعدل الإلهي حقه لحساب الثالوث في قبوله لذبيحة الابن الوحيد. والابن يقدم للعالم محبته لحساب الثالوث أي لحساب الآب والروح القدس مثلما هو لإظهار محبته شخصيًا.

فإذا قام أحد الأقانيم الثلاثة بدوره المتمايز؛ فإنه يتممه في إطار العمل الواحد للثالوث القدوس. وبهذا نفهم أن الله قد وعد إبراهيم بأنه سوف يقوم بإتمام الفداء بذبيحة المسيح الذي لم يأتمن غيره من الملائكة والبشر للقيام بهذا الخلاص العجيب. كما يصلى الكاهن في القداس الغريغورى قائلًا: }لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبيًا ائتمنته على خلاصنا، بل أنت وحدك بغير استحالة (أي بغير تحول) تجسدت وتأنست{... هذا الخلاص غالٍ وثمين عنده لذلك لم يأتمن عليه أحدًا حتى وإن كان ملاكًا أو رئيس ملائكة أو رئيس آباء أو نبيًا..

لقد عاشت الأجيال بعد ذلك على رجاء ذلك القسم؛ لأنه كان عهدًا قد أقسم الله به.. لقد صنع الله عهدًا مع كثير من القديسين البطاركة الأول.. مثلما قطع عهدًا مع نوح ووضع علامة العهد قوس قزح في السحاب.. لكن العهد الذي مع إبراهيم كان عهدًا عجيبًا جدًا إذ قال له الله: "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ". لذلك من يستطيع أن يشك في هذا العهد الذي فيه أقسم الله بذاته؟!!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/abraham/myself.html

تقصير الرابط:
tak.la/3zm7pqn