St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   06-The-Spirituality-of-Fasting
 

كتب قبطية

كتاب روحانية الصوم - البابا شنودة الثالث

25- أصوام باطلة ومرفوضة

 

ليس كل صوم مقبولًا من الله. فهناك أصوام باطلة، لا تعتبر بالحقيقة أصوامًا، وهي مرفوضة من الله. وقد قدم لنا الكتاب أمثلة من هذه الأصوام المرفوضة.

 

1-    منها الصوم الذي لكسب مديح الناس.

الصوم المكشوف الظاهر، الذي يشاء أن يكون مكشوفًا لكي يراه الناس ويمتدحوه. وعن هذا الصوم قال السيد الرب في عظته علي الجبل:

"ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي في الخطاء. فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية" (مت 6: 16-18).

هذا الصوم الذي لمديح الناس، ليس لأجل الله، ولا نصيب لله فيه. لذلك هو صوم باطل.

 

St-Takla.org Image: Pride, self love, ego, egoism. صورة في موقع الأنبا تكلا: كبرياء، محبة الذات، الأنا، الذاتية.

St-Takla.org Image: Pride, self love, ego, egoism.

صورة في موقع الأنبا تكلا: كبرياء، محبة الذات، الأنا، الذاتية.

2-    وصوم الفريسي الذي وقف مثال آخر لصوم غير مقبول.

هذا الفريسي الذي وقف أمام الله يتباهَى بفضائله ويقول "أصوم يومين في الأسبوع وأعشر جميع أموالي". وفي نفس الوقت كان يدين العشار قائلًا عن نفسه "لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناة ولا مثل هذا العشار". لذلك لم يخرج من الهيكل مبررًا، مثلما خرج العشار المنسحق القلب (لو 18: 9-14).

وهذا المثل يُرِينَا أن الصوم الذي لا يمتزج بالتواضع والانسحاق هو صوم مرفوض من الله لأن صاحبه يظن في نفسه أنه بار، ويحتقر الآخرين (لو 18: 9).

 

3- الصوم الذي هدفه خاطئ، صوم غير مقبول.

ومن أمثله هذا الصوم أولئك اليهود الذين صنعوا اتفاقًا فيما بينهم "وحرموا أنفسهم قائلين إنهم لا يأكلون ولا يشربون حتى يقتلوا بولس. وكان الذين صنعوا هذا التحالف نحو الأربعين" (أع 23: 12، 13). وطبعًا كان صومهم هذا خطية بل لا نستطيع أن نسميه صومًا بالمعني الروحي.

 

4- صوم الشعب الخاطئ أيام إرمياء النبي.

هؤلاء لم يقبل الرب صومهم بل قال عنهم لأرميا النبي "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير حين يصومون لا أسمع صراخهم. وحين يصعدون محرقه وتقدمه لا أقبلهم . بل بالسيف والجوع والوبأ أنا أفنيهم" (أر 14: 11، 12) (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).

هؤلاء لم يقبل الرب أصوامهم ولا صلواتهم ولا محرقاتهم، لأنهم كانوا يعيشون في الشر، وقلوبهم لم تكن طاهرة قدامه..

إذن الصوم البعيد عن التوبة هو صوم غير مقبول.

فالله يريد القلب النقي، أكثر مما يريد الجسد الجائع.

والإنسان الذي يصوم فمه عن الطعام، ولا يصوم قلبه عن الخطايا، ولا يصوم لسانه عن الأباطيل، فصوم هذا الإنسان باطل، حتى إن يسلم جسده ليحترق فلا ينتفع شيئًا (1 كو 13: 3).

 

5- والصوم العيد عن الرحمة والصدقة، غير مقبول.

 وقد شرح الرب هذا الأمر لإشعياء النبي، فقال له "يقولون لماذا صمنا ولم تنظر؟ ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟.. ها إنكم للخصومة ولنزاع تصومون.. أمثل هذا يكون صوم اختاره.. هل تسمي هذا صومًا ويومًا مقبولًا للرب؟! أليس هذا صومًا أختاره: حل قيود الشر، فَك عقد النير، وإطلاق المسحوقين أحرارًا.. أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلي بيتك.." (أش 58: 3- 7).

فالذي يصوم، حتى ولو كان صومًا بتذللك بالمسوح والرماد، يحني فيه كالأسلة رأسه، هو صوم غير مقبول، أ لم يكن ممتزجًا بأعمال الرحمة وبنقاوة القلب..

 

6- والصوم الذي ليس لأجل الله، صوم باطل.

فقد يصوم إنسان، لأن الأطباء أمروه بهذا.

وقد يصوم آخر من أجل رشاقة جسده وحسن منظرة.

وكِلاهما ليس من أجل الله، ولا ينتفع روحيًا بصومه.

وقد يصوم إنسان ثالث، بأسلوب إضراب عن الطعام، وليس بهدف روحي، ولا من أجل الله.. كما يمتنع رابع عن الطعام حزنًا أو يأسًا، ولا نستطيع أن نعتبر أحدًا من هؤلاء صائمًا بالحقيقة.

نعود ونقول: كل صوم ليس هو من أجل الله، وليس هو بسبب روحي، لا يمكن أن نعتبره صومًا علي الإطلاق، ولا يقبله الله.

فما هو الصوم الروحي المقبول أمام الله؟

هو الصوم الذي تكون فيه علاقة عميقة مع الله. الصوم الذي تشعر فيه بالله في حياتك، هو الفترة المقدسة التي تشعر أن الله يملكها، وأنها مخصصة كلها لله، وان وجود الله ظاهرًا جدًا خلالها في كل تصرفاتك، وعلاقتك بالله تزداد وتنمو في كل يوم من أيام الصوم، بمتعة روحية تشتهي بسببها أن يطول صومك ولا ينتهي.

لعل هذا يجعلنا نفحص سؤال هامًا وهو:

ما علاقة الله بصومك؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/06-The-Spirituality-of-Fasting/Rohaneyat-Al-Soum__01-CH3-03-Aswam-Batela-Wa-Marfooda.html

تقصير الرابط:
tak.la/gdjq76v