St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-017-Bishop-Yakobos  >   001-Al-Saleeb-Fel-Masiheya
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب رؤية كنسيّة آبائية: الصليب في المسيحية - الأنبا ياكوبوس

46- الصلاة واستخدام الصليب

 

يمكننا أن نقسم أنواع مواقف الحياة التي تستدعى الالتجاء إلى استخدام الصليب:

أولًا: مواقف الصلاة:

من أعظم المصادر التي نستقى منها ضرورة استخدام قوة الصليب أثناء الصلاة، هي التقليد الرهباني الذي لا يزال حيًا في كثير من تسليماته منذ نشأة الرهبنة الأولى، وذلك لأن الرهبنة هي حياة الصلاة بجملتها.

والحياة الرهبانية هي في الواقع حرارة الكنيسة غير المنطفئة، والدعوة الرسولية الأولى غير المتزعزعة.

ونرى أن حمل الراهب للصليب أثناء الصلاة، أمر واقعي مطابق لحياته، لأن منظر الصليب في يده أو أمامه يشعله إشعالًا إذ يزكى موقعه كمن يتبع المسيح فعلًا، قلبًا وعقلًا وروحًا.

والصليب لا يفارق يد الراهب أو فمه أو قلبه..!

وهو بحد ذاته حينما ينتصب في الصلاة يرفع يديه بمقتضى واجب طقس الصلاة، ولا يخفضهما، فيرسم بشكله صليبًا ويقدم نفسه للعالم مصلوبًا...

St-Takla.org Image: Coptic monk praying with the Holy Cross - Father Sharobim El Bakhomy at St. Takla Church - Celebration after the reconstruction of St. TaklaHaymanot Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt, March 28, 2007 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي يصلي ويستخدم الصليب - أبونا القمص شاروبيم الباخومي في كنيسة الأنبا تكلة - صور حفل افتتاح كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، الإبراهيمية، الإسكندرية، بعد الترميم، 28 مارس 2007 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

St-Takla.org Image: Coptic monk praying with the Holy Cross - Father Sharobim El Bakhomy at St. Takla Church - Celebration after the reconstruction of St. TaklaHaymanot Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt, March 28, 2007 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org

صورة في موقع الأنبا تكلا: راهب قبطي يصلي ويستخدم الصليب - أبونا القمص شاروبيم الباخومي في كنيسة الأنبا تكلة - صور حفل افتتاح كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، الإبراهيمية، الإسكندرية، بعد الترميم، 28 مارس 2007 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

وعند بدء كل سجدة يصنعها الراهب في صلواته يرشم صليبًا على جبهته استمرارًا للمتابعة العقلية والقلبية للمسيح، إذ أن السجدة هي تعبير عن التوبة والانسحاق وإشارة الصليب هي قوة الاتضاع بعينها التي تغذى التوبة أي المطانية metanoia.

هذا الصليب إذن يرفع فكرنا إلى الوضع الرهباني الأصيل في حياة الجهاد والصلاة، فالراهب يلبس الصليب بطقس خاص وصلاة وتسليم أنواع صلوات حتى يستمد منه قوة مستمرة على التجرد المطلق وإماتة الشهوات والجسد والسهر قبالة الحروب التي يثيرها العدو.

أي أن الصليب في حياة الراهب يمتد من أوقات الصلاة ليشمل كل ساعات العمر. لذلك يُدعى الرهبان الناسكون بلُباس الصليب.

ولابسي الصليب بالمعنى الإنجيلي، هو إنسان صار لا شيء مثل ميت.

وفى التقليد الرهباني الأصيل كما سلمه الملاك للأنبا باخوميوس يفرض على الراهب أن يلبس لباس الرأس عليه صليب بخيط قرمزي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لأنه معروف أنه حصن الإنسان الذي يتحصن فيه ضد العدو هو الفكر المقدس، لذلك صار الصليب على الجبهة قوة تعين الراهب في صراعه الفكري مع قوات الظلمة العقلية غير المنظورة.

 

{24} بواسطة الصليب يستطيع الإنسان أن يطرد كل خداعات الشياطين.

القديس اثناسيوس الرسولى

ومن معدات الراهب التقليدية الهامة في حياته، عكازه وتسلمته الرهبنة عن مؤسسها القديس أنطونيوس [251-256 م]، وهى العصا التي يتوكأ عليها أثناء وقوفه في الليل والتي يصحبها معه في تنقلاته ورحلاته عبر الصحراء، ولكن هي في الظاهر عصا، وفى الحقيقة سلاح خفي يعرفه العدو فهي صليب، إنما صليب خاص معروف لدى علماء فنون الصليب، بصليب انطونيوس ويسمى: Crux commissa أي صليب الاستعداد أو الانطلاق، وهو على شكل T. لأنه يوجد ثلاثة أشكال رئيسية للصليب:الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح والمتفق على شكله + ويسمى Crux immissa. والصليب الذي صلب عليه أندراوس الرسول × ويسمى Crux Decussata.

والمعروف أن عكاز الراهب هو في حقيقته صليب خفي يعتبر أول استخدام لصليب اليد، لأن الكنيسة ظلت مدة في البدء تستخدم أصابع اليد في رشم الصليب.

إذن فعكاز الراهب هو بداية استخدام الصليب في اليد، لذلك نرى من التقاليد الراسخة والمتبعة تمامًا أن الأسقف يحمل عكازه إياه القديم بصفته راهبًا، أي صليبه الخفى الذي سمى فيما بعد بعصا الرعاية، عوضًا عن الصليب في اليد.

أما الكاهن فلا يحمل عكازًا حسب التقليد الأصيل وإنما يحمل صليبًا في يده دائمًا.

وليس في طقس سيامة الكاهن أي إشارة إلى تسليمه عصا الرعاية، ولكن في سيامة الأسقف يدخل عكازه القديم معه في الرسامة وتبارك الكنيسة عليه ليصير عصا الرعاية.

وانتقل شكل العكاز ومعناه إلى الكنيسة كلها بعد ذلك، فصارت تحمله على البيارق للتعبير عن النصرة والقيامة. كل هذه التقاليد الرهبانية لم تنحصر في الطقس الرهباني بل صارت مشاعة للكنيسة كلها بكل شعبها، لأن الرهبنة كانت ويجب أن تظل نموذجًا للحياة المسيحية، نموذجًا واضحًا وأصيلًا وليس وضعًا خاصًا أو نموذجًا فريدًا أو حياة غريبة، فالرهبنة صورة أصيلة للكنيسة الأولى. لذلك نرى العلمانيين الأتقياء يستخدمون نفس هذه التقاليد عينها بصورة مبسطة.

{25} إن خشبة الصليب ذات قوة فعالة للخلاص لكل الناس، ولو أنها كما أعلم جزء من شجرة حقيرة ربما أقل قيمة من كافة الأشجار، ولكن العليقة التي رآها موسى أيضًا كانت كذلك والله استعلن بحضوره فيها... فهذه كلها قد جُعلت واسطة لتكميل معجزات عظيمة لما قبلت قوة الله.

(القديس غريغوريوس النيسى)

ومن الأمور التقليدية المتوازنة في الحياة الرهبانية الأصيلة، أن صليب الراهب الذي كان يستمد منه القوة والعون في صلواته أثناء حياته كان يوضع في يده اليمنى وتُسند يده على صدره عندما توضع جثته في القبر. وذلك لأن من المقطوع به أن للصليب قوة الغلبة على الموت والفساد ومن له سلطان الموت.

 

{26} علامة الصليب تذكار الانتصار فوق الموت وفوق فساده.

القديس اثناسيوس الرسولى


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-017-Bishop-Yakobos/001-Al-Saleeb-Fel-Masiheya/The-Cross-in-Christianity__46-Prayer.html

تقصير الرابط:
tak.la/9djhjbk