St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-014-Various-Authors  >   001-Al-Mala2ka
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين - كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور

82- لماذا لم يدبر الله فداء للشيطان؟!

 

St-Takla.org Image: Saint Martyr Prince Theodore El Shatby (St. Theodore Stratelates, Theodore of Shotep, Saint Tadros of Shotep, Prince Theodore, El Amir Tadros of Shatb). صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس الشهيد الأمير تادرس الشطبي (خطأ: الأمير تادرس الشاطبي).

St-Takla.org Image: Saint Martyr Prince Theodore El Shatby (St. Theodore Stratelates, Theodore of Shotep, Saint Tadros of Shotep, Prince Theodore, El Amir Tadros of Shatb).

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس الشهيد الأمير تادرس الشطبي (خطأ: الأمير تادرس الشاطبي).

هناك سؤال هام قد يسأله البعض وهو: هل هناك احتمال لتوبة الشيطان ورجوعه..؟ وكيف لم يدبر الله فداء للشيطان كما دبر للإنسان..؟

وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعلم أن الله عادل ورحيم في نفس الوقت، ولكن رحمة الله لا تكون على حساب عدله، وحكمة الله تستدعي أن لا يتعارض أي منهما في عمل الآخر.

أقول أن الله أعطى حرية لهذا الملاك قبل سقوطه، وقد خلقه طاهرًا مقدسًا، ولكنه سقط -كما ذكرنا سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا– بحريته وإرادته، وطبعًا قد أعطاه الله فرصة كبيرة للتوبة أثناء حياته على الأرض، وهكذا أعطى الله فرص كثيرة للتوبة أمام هذا الملاك الساقط.

 

ونستطيع أن نلخص بعض النقاط الهامة في هذا الموضوع:

1- الشيطان لم يطلب التوبة من الله عندما سقط وحتى هذا الوقت، بل تمرد على الله، وما زال متمردًا ومتكبرًا ومعتقدًا أنه أقوى من الله وهكذا يقول أشعياء متسائلًا: "كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السماء يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِأَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ" (أش14: 12-15). ولم نسمع أن شيطانًا تاب عن خطيئته ورجع عن كبريائه.

لكن الإنسان عندما سقط طلب التوبة بدموع الاعتراف بخطيئته، وطلب مرارًا أن يرحمه الله كعظيم رحمته كقول داود النبي: "أرحمني يا الله كعظيم رحمتك، ومثل كثرة رأفتك أمحو إثمي، لأني أنا عارف بإثمي وخطيتي أمامي في كل حين. لك وحدك أخطأت، والشر أمامك صنعت" (مز51).

 

2- إن الشيطان بعد سقوطه أتخذ طريقًا مقاومًا لله، فأسقط آدم وحواء وجميع نسلهم، وعلمهم طريق الشر، مضادًا لوصايا الله بكل طرق ممكنة... أما الإنسان فصار قريبًا من الله وأتبع وصاياه، ولو أن الشيطان أستطاع أن يضم إلى مملكته أشرارًا كثيرين. ولكننا لا ننكر أن هناك قديسين كثيرين تغلبوا عليه أيضًا.

 

3- إن الشيطان هو الذي سقط نفسه بنفسه وبإرادته وهو الذي حاد عن طريق الصواب بفكره، أما الإنسان فقد أغواه آخر هو الشيطان... فقد كان طاهرًا مقدسًا يسمع كلام الله وينفذ وصاياه، فعندما أغواه الشيطان عن طريق الحية سقط بتأثير الغواية، أما الشيطان فلم يغويه أحد سابق له.

 

4- إن الملاك الساقط له إمكانيات تفوق إمكانيات الإنسان بمراحل كثيرة, فالشيطان يستطيع أن يفعل ويعمل بمقدار عمل الإنسان بمئات المرات. ولكن الإنسان فقد حجبه جسده المادي الكثيف عن رؤية بعض الأشياء وعن حرية الحركة (المحدودة) وله حواس وغرائز أرضية تعوقه عن معرفة أسرار الكون الكثيرة الغامضة.

فالشياطين تستطيع أن تنتقل من مكان لآخر بسرعة البرق، وفي نفس الوقت تستطيع أن ترى تحركات الإنسان، أما الإنسان فلا يستطيع أن يرى الشياطين أو يعرف تحركاتهم، فالإنسان ضعيف بالنسبة للشياطين, وبدون معونة الله لا يقوى عليهم.

 

5- لهذا لم يدبر الله الفداء لهذا الملاك الساقط. لأنه لم يتب عن خطيئته ولم يطلب ذلك، بل تمرد على الله وأصبح مقاومًا له، متحديًا لوصاياه، عابثًا في الأرض محاولًا إفساد خليقة الله على الدوام.

أما الإنسان فقد طلب التوبة وطلب الفداء. وقدم ذبائح في العهد القديم رموز للفداء، فقد آدم وأولاده ذبائح كثيرة. وقدم إبراهيم وإسحاق ويعقوب وكل الأنبياء والملوك والقديسين على مدى العصور، وكانت كلها رموز إلى الفادي الوحيد الذي يستطيع أن يصالح الله مع الناس, وأن يفديهم من الموت الأبدي، ويقيمهم إلى الحياة الأبدية.

 

6- لقد حكم على الشيطان بالموت الأبدي والعذاب الأبدي لأن الله أعطاه فرصة لرجوع عن شره وعن كبريائه، ولكنه لم يرجع(1)، بل تمادى في شروره، لذلك أعدت له ولجنوده البحيرة المتقدة بالنار والكبريت... وكما يعطي الإنسان فرصة للتوبة في أثناء حياته على الأرض، وبعدها لا تنفع التوبة، هكذا صنع الله مع الملاك الساقط, لأن عدل الله يستوجب إعطاء فرصة لكل مخطئ لكي يتوب وبعدها لا تنفع التوبة.

لذلك تؤمن الكنيسة وتعتقد أن الشيطان لن يتوب وأن فرصة توبته قد انتهت، فمصيره العذاب الأبدي مع جميع جنوده الذين سقطوا، وأيضًا جميع الأشرار من الناس الذين تبعوه، وبعدوا عن طريق الله, كما يقول يوحنا في سفر الرؤيا: "من يغلب يرث كل شيء وأكون له إلهًا، وهو يكون لي أبنًا، وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة. فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار والكبريت الذي هو الموت الثاني" (رؤ21: 7-8).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تعقيب من الموقع: لم يتضح من الكتاب المقدس هل حصل الشيطان على فرصة للتوبة أم ماذا، ولكن بمعرفتنا بصلاح الله نعرف أنه يحب الجميع، ونعرف كذلك أن منذ لحظة تكبُّر الشيطان وسقوطه سقط معهُ ملائكة كثيرين، فهو من اللحظة الأولى لم يتراجَع بل أسقط معه كثيرين، ثم بعد خِلقة الإنسان لم يتوانى عن حروبه وأسقط الإنسان كذلك، وطوال تاريخ البشرية نرى أفعاله الرديئة في قصص الكتاب المقدس وحتى الآن، والكتاب المقدس أنبأنا صراحةً أن الشيطان لن يتوب، حيث أنهُ سيُطْرَح في بحيرة العذاب هو وملائكته (رؤ 20: 10).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-014-Various-Authors/001-Al-Mala2ka/The-Angels__82-Salvation-for-the-Devil.html

تقصير الرابط:
tak.la/mtv9v8t