St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-008-Anba-Metropolitan-Bishoy  >   002-Tabseet-El-Iman
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط

107- آية "ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" عند شهود يهوه

 

"ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" (مت19: 17).

يستخدمون شهود يهوه آية أخرى وردت في حديث السيد المسيح مع الشاب الغني "وإذا واحد تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية، فقال له: لماذا تدعوني صالحًا؟! ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" (مت19: 16، 17) ومن هذه الآية يستخرجون دليلًا خاطئًا على أن السيد المسيح ليس هو الله وهذا خطأ لأنه "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تى3: 16) ولكنهم يرفضون هذه الآية، ولكن حتى إذا رفضوا هذه الآية فكثيرًا جدًا مما قيل عن السيد المسيح في الكتاب المقدس يدل على أنه هو الله الكلمة المتجسد. ونرد على الاعتراض السابق بقولنا: لم يقل السيد المسيح لا تدعوني صالحًا، إنما قال لماذا تدعوني صالحًا؟! وكلمة لماذا؟ لا تعنى النفي، ولكن تعنى الاستفسار.. لكي يعرف هل هذا الشاب يدرك أنه هو الله المتجسد فيستمع إلى كلامه إذا قال له اذهب بع كل مالك؟ أم هو يقولها كما يكلّم أي معلم من معلمي اليهود مثل الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة!!

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of Jesus Christ Pantokrator. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور السيد المسيح الضابط الكل: البانطوكراتور.

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of Jesus Christ Pantokrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور السيد المسيح الضابط الكل: البانطوكراتور.

والدليل على إن السيد المسيح لا يرفض أن يُلقب بالمعلم الصالح:

* إنه قال عن نفسه "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11) فمن يستطيع القول أن السيد المسيح ينفي عن نفسه الصلاح!!!

* وقد قال لليهود "من منكم يبكتني على خطية؟!" (يو8: 46).

* بل إذا كان في الدينونة الأبدية سيقول الرب للعبيد الذين صنعوا مشيئة الله وحفظوا وصاياه "نعمّا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك" (مت25: 21) وقد جاءت كلمة "صالح" في النص اليوناني بنفس التعبير في الآيتين؛ قالها في آية العبد الصالح avgaqe. (وهذه حالة المنادى من كلمة avgaqo.j). وقالها في آية "ليس أحد صالحًا" avgaqo.j فهل هناك تناقض بين القولين؟!!

لم يوجد في ذلك الوقت أحد على الأرض كان من الممكن أن يلقب بالصالح إلا السيد المسيح فقط لأنه يقول:

* "الجميع زاغوا وفسدوا معًا ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد" (رو3: 12).

* من المعروف أن السيد المسيح هو الوحيد الذي بلا خطية "مَنْ منكم يبكتني على خطية؟!" (يو8: 46).

* وأيضًا قال بولس الرسول "من ثمَّ كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء" (عب2: 17) و في رسالته إلى أهل رومية "وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودًا له من الناموس والأنبياء. بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق" (رو3: 21-22).

* وقال عن آدم "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12) وبعد أن أخطأ الجميع، مَن مِن الممكن أن يدعى صالحًا.

* وقال أيضًا "إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيرًا نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين.. لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد، فبالأولى كثيرًا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة. لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارًا" (رو5: 15- 19).

ومن هنا يتضح أن الوحيد الذي من الممكن أن ينسب إليه البر الكامل المطلق هو السيد المسيح، فلماذا يقول للعبد الأمين في يوم الدينونة "نعمّا أيها العبد الصالح" (مت25: 21) مع إنه قال للشاب الغني "ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله" (مت19: 17)؟!، والتفسير لذلك أنه لن يقولها هنا في الزمان الحاضر على الأرض. فعلى الأرض يقول "الجميع زاغوا وفسدوا معًا ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد" (رو3: 12)، ولكن عندما يكون الإنسان داخلًا إلى الحياة الأبدية، فهناك سيقال له نعمّا أيها العبد الصالح. يقول الكتاب "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو3: 24). وأيضًا "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (رو4: 7، 8) فالذي داخل إلى الأبدية قد اغتسل وتبرر ومُحيت خطاياه فيقول "قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك" (إش44: 22).. فلأن خطاياه قد مُحيت، ففي دخوله إلى الأبدية يسمع عبارة "العبد الصالح" فهذا عندما يتكلل الإنسان بالبر بعد إتمام جهاده. لكن هنا على الأرض وهو تحت الآلام لا يمكن أن يُقال على أي إنسان أنه صالح لأنه ليس أحد صالح إلا واحد وهو الله.. حتى ولو قيلت عن إنسان، لا تُقال قبل إتمام الفداء لأن الجميع كانوا تحت الدينونة، لا يوجد أحدًا صالحًا إلا واحد وهو يسوع المسيح فقط، أقصى وضع من الممكن أن تُقال فيه لا يكون إلاّ بعد إتمام الفداء، نستطيع بعدها أن نقول هناك أناسًا صالحين وأبرار فالمسألة نسبية.

لم نسمع كلمة "صالح" عن أي إنسان غير السيد المسيح إلا بعد أن يتكلل البشر بالبر كالقديسين الغالبين فيقول لهم "نعمّا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير اُدخل إلى فرح سيدك" (مت25: 21).

ونحن نعلم أنه لا يوجد أحد صالح بين البشر جميعًا بمعنى الصلاح الكامل إلا السيد المسيح "ليس أحد صالحًا إلاّ واحد وهو الله" (مت19: 17) إذن هذه الآية تثبت أن السيد المسيح هو الله.. ومثال لذلك إذا قابل شخص طبيبًا لم يكن قد رآه من قبل ولا يعرفه وقال له ما حالك يا دكتور وهنا يسأله الطبيب لماذا تقول لي يا دكتور؟ بمعنى كيف عرفت إني طبيب؟ وهل تقولها على سبيل المجاملة، أم أنك تعلم إني طبيب فعلًا؟ فالسيد المسيح قد سأله "لماذا تدعوني" لم يقل "لا تدعوني".


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-008-Anba-Metropolitan-Bishoy/002-Tabseet-El-Iman/Simplifying-the-Faith__107-Jehovah-s-Witnesses_13-Good.html

تقصير الرابط:
tak.la/pad625r