← ملاحظة: هذا الكتاب عبارة عن ملخص وعرض عام لكتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل للأنبا يوأنس - اضغط على الرابط التالي لقراءة المقال الأصلي، مع الحواشي والمراجع إن وُجِد: التهود.
يهدف أصحاب هذا الاتجاه إلى ربط أنفسهم بالناموس اليهودي القديم، وإدماج المسيحية باليهودية، بحيث يصبح الإنجيل هو الناموس القديم محسنا ومكملا. أنهم يعتبرون المسيح مجرد نبي، وموسي الثاني. وهم ينكرون ويغفلون طبيعته الإلهية ووظائفه ككاهن وملك. كان هؤلاء المسيحيون المتهودون في حقيقتهم يهود، وفي ظاهرهم مسيحيين بالاسم.. وقد مارسوا وأتموا ناموس موسي الأدبي والطقسي، واعتبروه ملزما لهم، وأنه لازم للخلاص. ولم يفهموا المسيحية على أنها ديانة عامة مسكونية جديدة، متحررة من الناموس القديم..
ومن الناحية المقابلة، قام بعض الأمميين المتنصرين، وحاولوا الانفصال عن الماضي كليه، وقطع أنفسهم عنه، علي عكس المسيحيين المتهودين ومن هنا يمكن تسمية هذا النوع من الهراطقة (الهراطقة المتأممة) والغنوسية واللفظ اليوناني غنوسيس معناه (معرفه)...... والغنوسية هي محاوله فلسفية دينية، رأت أن تطلق على نفسها هذه التسمية، لتعبر عن أنها لا تؤمن الأيمان الأعمى، بل تعتمد على العقل والمعرفة. لقد وضع الغنوسيون العقل فوق الإيمان والفلسفة فوق الدين وجعلوا الفكر الخالص رقيبا على الوحي، يستطيع أن يرفض منه ما لا يقبله العقل. وإن كانت الغنوسية لم تظهر في الكنيسة تحمل هذا الاسم إلا في القرن الثاني لكن جذورها ومبادئها وتعاليمها وجدت في العصر الرسولي. وهناك إشارات واضحة في رسائل الرسل إليها، وبخاصة رسائل كولوسي وتيموثاوس الأولى وتيطس وبطرس الثانية ويوحنا الأولى ويوحنا الثانية وسفر الرؤيا في الرسائل الموجهة إلى أساقفة السبع كنائس وتتلخص الغنوسية في أنها محاوله فلسفية لتفسير الشر والخلاص منه مع رفض كتاب العهد القديم.. وهي تمجد العلم أكثر من اللازم، وتقلل من شأن الإيمان. وهكذا حول الإيمان إلى معرفة عقلية لله..... وحاولوا تفسير وجود الشر بالقبول بالاثينية، أي وجود أصلين للكائنات، الروح الأعلى والمادة والخير والشر.... أما خلاص روح الإنسان المحبوسة في المادة (الجسد) فيكون حسب تعليمهم أما بالتزام النسكيات الصارمة والابتعاد عن كل ما هو مادي بقدر الإمكان، وأما الانغماس في كل ما هو شهواني، زاعمين الانتصار على الحس بالانغماس فيه..... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما عقيدتهم في المسيح، فهي أنه خيال، منكرين ناسوته (وفكرة إنكار الناسوت (الجسد) عند الغنوسيين، مصدرها الاعتقاد القديم أن الجسد هو العنصر المادي الذي فسد بالشر. فكيف للمسيح القدوس الذي غلب الشر أن يأتي في جسد؟) والي هذه النقطة بالذات -إنكار ناسوته- أشار يوحنا الرسول في رسالته الأولى. والثانية "كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله" (1يو 4: 2، 3).
كما وجدت محاولات معاصرة لنشأة الكنيسة المسيحية، لإدماج الديانة اليهودية في الفلسفة الوثنية، وبخاصة فلسفتيّ فيثاغورس وأفلاطون. وقد قام بهذه المحاولات الفيلسوف اليهودي الإسكندري فيلو في القرن الأول الميلادي وبعض جماعات المتعبدين من الثبرابوت والاسينين وغيرهم، وأخذ هذا الخليط العجيب يظهر في المسيحية بالاسم المسيحي، مكونًا أمة يهودية مختلطة بالوثنية ووثنية متهودة.
ومهما يكن الاختلاف بين الأنواع الثلاثة من الهرطقات، فإنها تكاد تصل في النهاية إلى إنكار واضح للحق الجوهري في الإنجيل، وهو تجسد ابن الله من أجل خلاص العالم. إنها تجعل من المسيح إما مجرد إنسان، وشخصية خيالية فائقة للطبيعة. وهي لا تعترف على أية الحالات بأي اتحاد حقيقي دائم بين اللاهوت والناسوت في شخص المسيح، وهذه هي العلامة التي وضعها يوحنا الرسول لضد المسيح أنها تحاول أن تنقض أساس المسيحية بلا منازع. لأنه إذا لم يكن المسيح هو الله المتأنس والوسيط بين الله والناس، فإن المسيحية تختفي غارقة في الوثنية واليهودية.
سيمون الساحر |
مذكرات في تاريخ الكنيسة القمص ميخائيل جريس |
القديس متياس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/k8x8m83