St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

77- ما هيَ نظرية المصدرين؟ وكيف يمكن تفسير ما انفرد به كل من متى ولوقا عبر نظرية المصادر الأربعة؟ وهل كان هناك "أناجيل متوسطة" كقول الأبوين بينوا وبومارا بنظرية المصادر المتعددة؟

 

س 77 : ما هيَ نظرية المصدرين؟ وكيف يمكن تفسير ما انفرد به كل من متى ولوقا عبر نظرية المصادر الأربعة؟ وهل كان هناك " أناجيل متوسطة " كقول الأبوين بينوا وبومارا بنظرية المصادر المتعددة؟

 يقول "أينوك باول": ".. اصطلح (اتفق) الباحثون على الاستنتاجات التالية، على اختلافهم  وتباينهم الواضح عليها:

 أولًا: أن كلاّ من متى ولوقا استخدم إنجيل مرقس مصدرًا في كتابة إنجيله.

 ثانيًا: أن متى ولوقا اشتركا في استخدام مصدر آخر، ربما كان مكتوبًا باليونانية أصلًا،  وربما كان مصدرًا يونانيًا مترجمًا عن أصل أرامي، نقلًا عنه حرفيًا بالطريقة ذاتها تقريبًا.  وقد درج المختصون على تسمية هذا المصدر Q من العبارة الألمانية Quelle بمعنى  "المصدر".

 ثالثًا: أن متى استخدم مصدرًا لم يستخدمه لوقا ولا يوحنا.

 رابعًا: أن يوحنا ولوقا استخدما مصدرًا أراميًا لم يستخدمه متى، فنقل يوحنا عن الأصل  الأرامي منه، ولوقا عن ترجمة يونانية له، لكونه غير متمكن من الآرامية، كما يبدو.

 خامسًا: أن لوقا نقل قصة ولادة يسوع، كما هيَ واردة في إنجيله، من مصدر لم يستخدمه  متى، إذ أن متى يُرِد قصة ولادة يسوع بشكل آخر. وقد يكون هذا المصدر هو ذاته  المصدر الأرامي الذي أُخذ عنه كل من يوحنا ولوقا" (552).

 

 وقال "السيد سلامة غنمي" أن أول النظريات الحديثة نظرية "هولتزمان" Holtzmann سنة 1863م نظرية المصدرين (إنجيل مرقس، و Q) وقد حدَّد أ. كولمان والترجمة المسكونية أن متى ولوقا قد استلما (اقتبسا من) مرقس من ناحية، ومن ناحية أخرى اعتمدا على وثيقة مشتركة مفقودة، وبالإضافة إلى ذلك أن كل من متى ولوقا كان يملك مصدرًا خاصًا به، وأوضح "أ. كولمان" ما يلي:

1ـــ مؤلّف مرقس الذي استخدمه متى ولوقا ليس هو إنجيل مرقس، بل هو مؤلّف سابق على إنجيل مرقس.

2ـــ حَفَظَ التراث الشفهي أقوال وروايات المسيح نحو ثلاثين سنة، واعتمد الإنجيليون على هذا التراث الشفهي في كتابة أناجيلهم.

  وإن القول بأن متى ولوقا استخدما إنجيل مرقس أصبح أمرًا مُسلَّمًا به، بالإضافة إلى المصدر Q الذي استخدمه متى ولوقا أيضًا... أن آباء الكنيسة تصدوا لمشكلة تعدد المصادر بطريقة سطحية وساذجة، ولا أدري إن كانت ناجمة من اختلال العقل أم نوع من تقوى العجائز المخرفين (راجع التوراة والأناجيل بين التناقض والأساطير ص 278-283).

 وجاء في "موقع الحقيقة" alhakekah عندما ثبتت براءة الروح القدس من دعوى الإلهام للأناجيل، تساءل المحققون عن مصادر هذه الأناجيل، وحاول المسيحيون منذ القرن الخامس حل مشكلة التشابه بين الأناجيل ومعرفة مصادرها، فقال أغسطين أن مرقس اقتبس من إنجيل متى ولخَّصه، وظل هذا الرأي سائدًا حتى نهاية القرن (19)، حيث أظهرت الدراسات الحديثة نظريات أكثر دقة، وأول هذه النظريات نظرية "هولتزمان" سنة 1863م بأن إنجيل مرقس كان مصدرًا لإنجيلي متى ولوقا، وهذا قالت عنه دائرة المعارف البريطانية " يكاد يكون مُسلَّمًا به" لكن الدراسات الأحدث والأعمق التي قام بها الأبوان بينوا وبومارا الأستاذان بمعهد الكتاب المقدَّس بالقدس سنة 1972 / 1973م، حيث قالا أن النص الإنجيلي مرَّ بمراحل وتطورات، وأن كلمات المسيح التي نقرأها اليوم لم تكن ملفوظة هكذا، إنما تعرَّضت للتنقيح والتكييف، الأمر الذي يعتبره البعض مصدرًا للدهشة بل للفضيحة.

 وافترض الأبوان بينوا وبومارا أنه كان هناك أربعة وثائق كانت تمثل المصادر الأولية، وهيَ:

 الوثيقة (أ): ونبعت من أوساط يهودية، وألهمت متى ومرقس.

 الوثيقة (ب): هيَ المادة التفسيرية للوثيقة (أ)، واستخدمتها الكنائس المسيحية ذات الأصول  الوثنية، وألهمت جميع المبشرين ما عدا متى.

 الوثيقة (ج): وألهمت مرقس ولوقا ويوحنا.

 الوثيقة (م): تُكوّن معظم المصادر الشائعة بين متى ولوقا.

 ولم تؤد أي وثيقة من هذه الوثائق الأساسية إلى تحرير النصوص النهائية التي في حوذتنا، فبينها وبين التحرير النهائي توجد تأليف وسيطة خاصة بكل إنجيل.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج : أولًا: نظرية المصدرين:

 وتمثل ما استقر عليه الدارسون أن إنجيل مرقس كُتب أولًا، وكل من متى ولوقا استقيا منه، وهذا يُفسر التشابهات العديدة، والتي يصل بعضها لحد التطابق واستخدام نفس المفردات، بين إنجيل مرقس من جانب، وإنجيلي متى ولوقا من جانب آخر، وهذا ما ناقشناه بالتفصيل في إجابة (س71). كما أن هناك مصدر مجهول دعاه النقّاد بالحرف "Q" وهو الحرف الأول من الكلمة الألمانية "Quelle" أي مصدر، وهو ما قلنا عنه أنه يمثل إنجيل متى الأرامي أو ترجمته اليونانية، وقد استقى منه كل من متى ولوقا، وهذا يُفسر التشابهات العديدة بين إنجيلي متى ولوقا، فيما لم يرد له نظير في إنجيل مرقس، وقد ناقشنا هذا الأمر بالتفصيل فيُرجى الرجوع إلى إجابة (س75، س76). وبذلك نقف أمام نظرية المصدرين، والمقصود بالمصدرين كما قلنا إنجيل مرقس، والمصدر "Q"، ويمكن التعبير عن نظرية المصدرين بأحد الرسمين الآتيين:

 

أ - الرسم الأول:

St-Takla.org Image: The two sources theory for the gospels - graph 1 صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصدرين: المصدر Q ما بين أناجيل مرقس ولوقا ومتى - رسم 1

St-Takla.org Image: The two sources theory for the gospels - graph 1

صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصدرين: المصدر Q ما بين أناجيل مرقس ولوقا ومتى - رسم 1

  

ب - الرسم الثاني:

St-Takla.org Image: The two sources theory for the gospels - graph 2 صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصدرين: المصدر Q ما بين أناجيل مرقس ولوقا ومتى - رسم 2

St-Takla.org Image: The two sources theory for the gospels - graph 2

صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصدرين: المصدر Q ما بين أناجيل مرقس ولوقا ومتى - رسم 2

 

ثانيًا: نظرية المصادر الأربعة:

 أضاف البعض لنظرية المصدرين (إنجيل مرقس، والمصدر Q) مصدرين آخرين هما L، M، وكأنهم استكثروا أن يكتب القديس متى الذي عايش الأحداث وكان شاهد عيان. وهو من جملة الاثنى عشر تلميذًا، أن يكتب شيئًا من معلوماته الخاصة، فقالوا أنه استعان بمصدر ثالث، دعوه المصدر M وهو الحرف الأول من اسم متى Matthew، حتى يمكنهم أن يفسروا ما انفرد به القديس متى، وبهذا يكون ق. متى قد أخذ من إنجيل مرقس، والمصر Q، والمصدر M، وكذلك ق. لوقا أخذ إنجيله من ثلاثة مصادر هيَ إنجيل مرقس، والمصدر Q، والمصدر L وهو الحرف الأول من اسم لوقا Luka... إذًا نظرية المصادر الأربعة تشمل المصادر التي استقى منها كل من متى الإنجيلي ولوقا الإنجيلي إنجيليهما، وهيَ:

1ــ إنجيل مرقس: ومنه اقتبس كل من الإنجيليين متى ولوقا.

2ــ المصدر Q : ومنه اقتبس كل من الإنجيليين متى ولوقا.

3ــ المصدر M : اقتبس منه القديس متى بمفرده.

4ـــ المصدر L : اقتبس منه القديس لوقا بمفرده.

 

والرسم الآتي يوضح نظرية المصادر الأربعة:

St-Takla.org Image: The four sources theory of the gospels صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصادر الأربعة ما بين أناجيل مرقس ومتى ولوقا

St-Takla.org Image: The four sources theory of the gospels

صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصادر الأربعة ما بين أناجيل مرقس ومتى ولوقا

 ويقول "أ. دِه. سيلفا": " من بين كل الخيارات اُعتبرت نظرية المصدرين من قِبل معظم الدارسين بكونها الحل الأفقي لمسألة اعتماد الأناجيل أدبيًا على بعضها البعض... ولكن من المهم دائمًا التذكُّر أنها تبقى نظرية وليست أمرًا مُسلَّمًا به. فبحسب هذه الفرضية، متى ولوقا كلاهما استخدما (إنجيل) مرقس كمرجــع إلـى جانب مجموعة أقوال مأثورة (تُدعى Q). ولكن اعتمد متى ولوقا كل منهما على تقاليده الخاصة أيضًا (التي غالبًا ما يُشار إليها برمزي "M "، و "L "). يمثل كلٍ من حوالي ربع متى وثلث لوقا تقاليد لا يتشاركان بها مع كُتَّاب الأناجيل الآخرين، ويعطيان كل إنجيل صبغة تميزه عن غيره" (553). (راجع أيضًا الدكتور القس أندرية زكي - المسيح والنقد التاريخي ص 45).

 

 ويجب أن لا يغيب عن أعيننا الأمور الآتية:

1ـــ أن ثلاثة من الإنجيليين، وهم متى ومرقس ويوحنا، كانوا من شهود العيان، وكان لوقا الإنجيلي مؤرخًا ماهرًا تتبع كل شيء بتدقيق وفحص وتمحيص، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأن الروح القدس عزف على هذه الأوتار الأربعة سيمفونية البشارة الواحدة، فالأربعة يمثلون فريق عمل متكامل، كتب مارمرقس البشارة في صورتها المختصرة، بينما كتب كل من ق. متى، وق. لوقا البشارة في صورتها المطوَّلة، وكتب يوحنا البشارة في صورتها المشروحة والمفسَّرة.

2ـــ سجل الإنجيليون الأربعة الأحداث في ضوء القيامة والعهد الجديد، فالقيامة هيَ التي أعطت البشارة قيمتها، فلو انتهت القصة بموت المسيح فقط ما كانت هناك بشارة ولا كرازة ولا مسيحية، فنور القيامة يشع من بشارة الإنجيل، وبذلك التزم كُتَّاب الأناجيل بخطين في آن واحد. أولهما: الالتزام بتاريخية الأحداث فسجلوهـا كما هيَ، وثانيهما: قدموا الأحداث في ضوء القيامة.

3ـــ سجل الإنجيليون الكثير من الأحداث طبقًا للترتيب الموضوعي، فلم يرتبطوا بالترتيب والتسلسل الزمني لبعض الأحداث، فمثلًا الموعظة على الجبل التي تجدها متناثرة في إنجيل لوقا، نجدها مجمعة في ثلاث أصحاحات في إنجيل متى (ص 5 - 7)، قد نجد ترتيب بعض الأحداث في إنجيل يختلف عنه في إنجيل آخر، وذلك لأنهم لم يرتبطوا بالترتيب الزمني.

4ـــ ليس هناك ما يمنع من أن يكون إنجيل مرقس كان في يد الإنجيليين متى ولوقا، اللذان اتبعا نفس الخطوط الرئيسية في إنجيل مرقس، وأن يكونا قد استقيا منه ما يعرفانه، وما هو سائد ومنتشر بين المؤمنين الذين آمنوا بالإنجيل الشفهي.

5ـــ لا مانع من قبول المصدر Q على فرض أنه هو إنجيل متى الأرامي أو ترجمته اليونانية.

6ــــ يظل المصدران L، M مصدران مبهمان بلا مبرر، ولا سيما بالنسبة للقديس متى أحد التلاميذ الاثنى عشر.

 

ثالثًا: نظرية المصادر المتعددة:

 وتُدعى أيضًا نظرية المراحل المتوسطة، وتربط بين الأناجيل الأربعة، وظهرت هذه النظرية على يد الأبوين "بينوا"، و "ماري - إيميل بوامار" سنة 1972م، اللذين رأيا أن نظرية المصدرين تعجز عن تفسير مشكلة الاتفاق بين متى ولوقا ضد مرقس، ولا تفسر انفراد كل من متى ولوقا بمواد خاصة لا ترجع إلى المصدر Q، ولذلك وضعوا هذه النظرية، نظرية المصادر المتعددة والمراحل المتوسطة، فافترضوا وجود أربعة وثائق أصلية أ، ب، ج، م، فالوثيقة (أ) من مرجع يهودي فلسطين يرجع إلى سنة 50م، والوثيقة (ب) تمثل النسخة اليونانية والتي ترجع إلى سنة 55م، والوثيقة (ج) تمثل تعليم خاص بالقديس بطرس في فلسطين، والوثيقة (م) تمثل مصدرًا لأقوال السيد المسيح وترجع إلى ما قبل سنة 70م وهيَ الوثيقة (Q).

 ومن هذه الوثائق الأربعة (أ، ب، ج، م) تكوَّنت أربعة أناجيل وسيطة لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا، ثم جاءت المرحلة الثالثة التي كُتبت فيها الأناجيل الأربعة التي بين أيدينا، وهذا الرسم يوضح هذه النظرية:

St-Takla.org Image: The various sources theory of the four gospels صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصادر المتعددة للأربعة أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا

St-Takla.org Image: The various sources theory of the four gospels

صورة في موقع الأنبا تكلا: نظرية المصادر المتعددة للأربعة أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا

 

 + ومن الرسم السابق يتضح:

1ــ إنجيل متى المتوسط أخذ من الوثيقتين (أ)، (م). أما إنجيل متى الحالي فقد أخذ من إنجيل متى المتوسط، وإنجيل مرقس المتوسط.

2ــ إنجيل مرقس المتوسط أخذ من الوثائق (أ)، (ب)، (ج). أما إنجيل مرقس الحالي فقد أخذ من أناجيل متى المتوسط، ومرقس المتوسط ولوقا المتوسط.

3ــ إنجيل لوقا المتوسط أخذ من الوثائق (ب)، (ج)، (م). أما إنجيل لوقا الحالي فأخذ من إنجيل مرقس المتوسط ومن إنجيل لوقا المتوسط.

4ـــ إنجيل يوحنا المتوسط أخذ من الوثيقتين (ب)، (ج) ومن إنجيل لوقا المتوسط. أما إنجيل يوحنا الحالي فقد أخذ من إنجيل يوحنا المتوسط وإنجيل متى الحالي (راجع الأب بيوس عفاص - قراءة مجدَّدة للعهد الجديد ص 207 - 210).

 وعلى حد تعبير "الأب بيوس عفاص": "ومنذئذ تشعبت النظريات في اتجاهات عديدة ومتباينة بشكل يصعب إيجازه، وبين الأعوام 1900 - 1954م عُرِفت نظرية المصدرين تذبذبًا بين العلماء حول مصدر "الأقوال" (الشفهية أو المكتوبة) المشتركة بين متى ولوقا... ومنذئذ ظهرت نظريات كثيرة ينطلق بعضها من التقاليد الشفهية المدعومة بالتقاليد المدوَّنة (الوحدات الأدبية)، فيما ينطلق غيرها من افتراض إنجيل أرامي أولي تضمن "أقوال" يسوع، أو عبر ترجمته اليونانية (نظريـة ل. فاغاني Vaganay - 1954م) واعتباره مصدرًا... للإزائيين.

 وتعددت النظريات بحسب اجتهادات العلماء وإسهاماتهم أو تصحيحاتهم للنظريات السابقة... حتى بلغ المطاف مع "ليفي" Levie عبر نظرية المصدرين المصححة... وتلتها عام 1972م نظرية بينوا – بومارا حول المصادر المتعددة والمراحل المتوسطة" (554).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (552) ترجمة أحمد أبيش - تطور الإنجيل ص 22، 23 .

 (553) مقدمة للعهد الجديد ص 223.

(554) قراءة مجدَّدة للعهد الجديد ص 206.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/77.html

تقصير الرابط:
tak.la/rrmr99f