الكتاب المقدس
« الفصل 17 «--- سفر الحكمة ---» الفصل 19»
سفر الحكمة 18 : 1 - 25
الفصل 18
1 | اما قديسوك فكان عندهم نور عظيم وكان اولئك يسمعون اصواتهم بغير ان يبصروا اشخاصهم ويغبطونهم على انهم لا يقاسون مثل حالهم
|
2 | و يشكرونهم على انهم لا يؤذون الذين قد ظلموهم ويستغفرونهم من معاداتهم لهم
|
3 | و بازاء ذلك جعلت لهؤلاء عمود نار دليلا في طريق لم يعرفوه شمسا لتلك الضيافة الكريمة لا اذى بها
|
4 | اما اولئك فكان جديرا بهم ان يفقدوا النور ويحبسوا في الظلمة لانهم حبسوا بنيك الذين بهم سيمنح الدهر نور شريعتك الغير الفاني
|
5 | و لما ائتمروا ان يقتلوا اطفال القديسين وعرض واحد منهم لذلك ثم خلص عاقبتهم انت باهلاك جمهور اولادهم ثم دمرتهم جميعا في الماء الغامر
|
6 | و تلك الليلة قد اخبر بها اباؤنا من قبل لكي تطيب نفوسهم لعلمهم اليقين ما الاقسام التي يثقون بها
|
7 | ففاز شعبك بخلاص الصديقين وهلاك الاعداء
|
8 | فان الذي عاقبت به المقاومين هو الذي جذبتنا به اليك ومجدتنا
|
9 | فان القديسين بني الصالحين كانوا يذبحون خفية ويوجبون على انفسهم شريعة الله هذه ان يشترك القديسون في السراء والضراء على السواء وكانوا يرنمون بتسابيح الاباء
|
10 | و قد رفع الاعداء جلبة اصواتهم بالبكاء والنحيب على اطفالهم
|
11 | و كان قضاء واحد على العبد والمولى وضربة واحدة نالت الشعب والملك
|
12 | و كان لكلهم اجمعين اموات لا يحصون قد ماتوا ميتة واحدة حتى ان الاحياء لم يكفوا لدفن الموتى اذ في لحظة ابيد نسلهم الاعز
|
13 | و بعد ان ابوا بسبب السحر ان يؤمنوا بشيء اعترفوا عند هلاك الابكار بان الشعب هو ابن لله
|
14 | و حين شمل كل شيء هدوء السكوت وانتصف مسير الليل
|
15 | هجمت كلمتك القديرة من السماء من العروش الملكية على ارض الخراب بمنزلة مبارز عنيف
|
16 | و سيف صارم يمضي قضاءك المحتوم فوقف وملا كل مكان قتلى وكان راسه في السماء وقدماه على الارض
|
17 | حينئذ بلبلتهم بغتة اخيلة الاحلام بلبلة شديدة وغشيتهم اهوال مفاجئة
|
18 | و كان كل واحد عند صرعه بين حي وميت يعلن لاي سبب يموت
|
19 | لان الاحلام التي اقلقتهم انباتهم بذلك لئلا يهلكوا وهم يجهلون مجلبة هلاكهم
|
20 | و الصديقون ايضا مستهم محنة الموت ووقعت الضربة على جم منهم في البرية لكن الغضب لم يلبث طويلا
|
21 | لان رجلا لا عيب فيه بادر لحمايتهم فبرز بسلاح خدمته الذي هو الصلاة والتكفير بالبخور وقاوم الغضب وازال النازلة فتبين انه خادمك
|
22 | فانتصر على الجمع لا بقوة الجسد ولا باعمال السلاح ولكنه بالكلام كف المعاقب مذكرا الاقسام والعهود للاباء
|
23 | فانه اذ كان القتلى يتساقطون جماعات وقف في الوسط فحسم السخط وقطع المسلك الى الاحياء
|
24 | لانه كان على ثوبه السابغ العالم كله واسماء الاباء المجيدة منقوشة في اربعة اسطر من الحجارة الكريمة وعظمتك على تاج راسه
|
25 | فهذه خضع المهلك لها وهابها وكان مجرد اختبار الغضب قد كفى
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة