الكتاب المقدس
« الفصل 13 «--- سفر الحكمة ---» الفصل 15»
سفر الحكمة 14 : 1 - 31
الفصل 14
1 | و اخر قبل ان يركب البحر ويسير على الامواج المعربدة يستغيث بخشب هو اقصف من المركب الذي يحمله
|
2 | لان المركب اخترعه حب الكسب وصنعته الحكمة المهندسة
|
3 | لكن عنايتك ايها الاب هي التي تدبره لانك انت الذي فتحت في البحر طريقا وفي الامواج مسلكا امنا
|
4 | و بينت انك قادر ان تخلص من كل خطر ولو ركب البحر من يجهل صناعته
|
5 | و انت تحب ان لا تكون اعمال حكمتك باطلة فلذلك يودع الناس انفسهم خشبا صغيرا ويقطعون اللجة في سفينة ويخلصون
|
6 | و في البدء ايضا حين هلك الجبابرة المتكبرون التجا رجاء العالم الى سفينة وارشدته يديك فابقى للدهر ذرية تتوالد
|
7 | فالخشب الذي به يحصل البر هو مبارك
|
8 | اما الخشب المصنوع صنما فملعون هو وصانعه اما هذا فلانه عمله واما ذاك فلانه مع كونه فاسدا سمي الها
|
9 | فان الله يبغض المنافق ونفاقه على السواء
|
10 | فيصيب العقاب المصنوع والصانع
|
11 | لذلك ستفتقد اصنام الامم ايضا لانها صارت في خلق الله رجسا ومعثرة لنفوس الناس وفخا لاقدام الجهال
|
12 | لان اختراع الاصنام هو اصل الفسق ووجدانها فساد الحياة
|
13 | و هي لم تكن في البدء وليست تدوم الى الابد
|
14 | لانها انما دخلت العالم بحب الناس للمجد الفارغ ولذلك قد عزم على الغائها عن قريب
|
15 | و ذلك ان والدا قد فجع بثكل معجل فصنع تمثالا لابنه الذي خطف سريعا وجعل يعبد ذلك الانسان الميت بمنزلة اله ورسم للذين تحت يده شعائر وذبائح
|
16 | ثم على ممر الزمان تاصلت تلك العادة الكفرية فحفظت كشريعة وباوامر الملوك عبدت المنحوتات
|
17 | و الذين لم يستطع الناس اكرامهم بمحضرهم لبعد مقامهم صوروا هيئاتهم الغائبة وجعلوا صورة الملك المكرم نصب العيون حرصا على تملقه في الغيبة كانه حاضر
|
18 | ثم ان حب الصناع للمباهاة كان داعية للجاهلين الى المبالغة في هذه العبادة
|
19 | فانهم رغبة في ارضاء الامر قد افرغوا وسعهم في الصناعة لاخراج الصورة على غاية الكمال
|
20 | فاستميل الجمهور ببهجة ذلك المصنوع حتى ان الذي كانوا قبل قليل يكرمونه كانسان عدوه الها
|
21 | و بهذا كان اقتناص الخلق فان رزيئة بعض الناس او اقتسار الملوك استعبدهم حتى جعلوا على الحجر والخشب الاسم الذي لا يشرك فيه احد
|
22 | ثم لم يكتفوا بضلالهم في معرفة الله لكنهم غاصوا في حرب الجهل الشديدة وهم يسمون مثل هذه الشرور سلاما
|
23 | فانهم يمارسون ذبائح من بنيهم وشعائر خفية ومادب جنون على اساليب اخر
|
24 | لا يرعون حسن السيرة ولا طهارة الزواج فيقتل الرجل صاحبه بالاغتيال ويمضه بالفاحشة
|
25 | شر متفاقم في كل موضع الدم والقتل والسرقة والمكر والفساد والخيانة والفتنة والحنث وقلق الابرار
|
26 | و كفران النعمة وتدنس النفوس والتباس المواليد وتشوش الزواج والفسق والعهر
|
27 | لان عبادة الاصنام المكروهة هي علة كل شر وابتداؤه وغايته
|
28 | فانهم اذا فرحوا جنوا او تنباوا كذبوا او عاملوا ظلموا او حالفوا اسرعوا الى الحنث
|
29 | و لتوكلهم على اصنام لا ارواح له لا يتوقعون اذا اقسموا بالزور ان ينالهم الخسران
|
30 | فهناك امران يستحقون بهما حلول اعقاب سوء اعتقادهم في الله اذ اتبعوا الاصنام وقسمهم بالظلم والمكر اذا ستخفوا بالقداسة
|
31 | لان معصية الظالمين انما يتعقبها القضاء على الخطاة لا قدرة المقسم بهم
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة