الكتاب المقدس
« الفصل 8 «--- قضاة ---» الفصل 10»
قضاة 9 : 1 - 57
الفصل 9
1 | وذهب أبيمالك بن يربعل إلى شكيم إلى إخوة أمه ، وكلمهم وجميع عشيرة بيت أبي أمه قائلا
|
2 | تكلموا الآن في آذان جميع أهل شكيم . أيما هو خير لكم : أأن يتسلط عليكم سبعون رجلا ، جميع بني يربعل ، أم أن يتسلط عليكم رجل واحد ؟ واذكروا أني أنا عظمكم ولحمكم
|
3 | فتكلم إخوة أمه عنه في آذان كل أهل شكيم بجميع هذا الكلام . فمال قلبهم وراء أبيمالك ، لأنهم قالوا : أخونا هو
|
4 | وأعطوه سبعين شاقل فضة من بيت بعل بريث ، فاستأجر بها أبيمالك رجالا بطالين طائشين ، فسعوا وراءه
|
5 | ثم جاء إلى بيت أبيه في عفرة وقتل إخوته بني يربعل ، سبعين رجلا ، على حجر واحد . وبقي يوثام بن يربعل الأصغر لأنه اختبأ
|
6 | فاجتمع جميع أهل شكيم وكل سكان القلعة وذهبوا وجعلوا أبيمالك ملكا عند بلوطة النصب الذي في شكيم
|
7 | وأخبروا يوثام فذهب ووقف على رأس جبل جرزيم ، ورفع صوته ونادى وقال لهم : اسمعوا لي يا أهل شكيم ، يسمع لكم الله
|
8 | مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا . فقالت للزيتونة : املكي علينا
|
9 | فقالت لها الزيتونة : أأترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس ، وأذهب لكي أملك على الأشجار
|
10 | ثم قالت الأشجار للتينة : تعالي أنت واملكي علينا
|
11 | فقالت لها التينة : أأترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار
|
12 | فقالت الأشجار للكرمة : تعالي أنت واملكي علينا
|
13 | فقالت لها الكرمة : أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار
|
14 | ثم قالت جميع الأشجار للعوسج : تعال أنت واملك علينا
|
15 | فقال العوسج للأشجار : إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت ظلي . وإلأ فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان
|
16 | فالآن إن كنتم قد عملتم بالحق والصحة إذ جعلتم أبيمالك ملكا ، وإن كنتم قد فعلتم خيرا مع يربعل ومع بيته ، وإن كنتم قد فعلتم له حسب عمل يديه
|
17 | لأن أبي قد حارب عنكم وخاطر بنفسه وأنقذكم من يد مديان
|
18 | وأنتم قد قمتم اليوم على بيت أبي وقتلتم بنيه ، سبعين رجلا على حجر واحد ، وملكتم أبيمالك ابن أمته على أهل شكيم لأنه أخوكم
|
19 | فإن كنتم قد عملتم بالحق والصحة مع يربعل ومع بيته في هذا اليوم ، فافرحوا أنتم بأبيمالك ، وليفرح هو أيضا بكم
|
20 | وإلأ فتخرج نار من أبيمالك وتأكل أهل شكيم وسكان القلعة ، وتخرج نار من أهل شكيم ومن سكان القلعة وتأكل أبيمالك
|
21 | ثم هرب يوثام وفر وذهب إلى بئر ، وأقام هناك من وجه أبيمالك أخيه
|
22 | فترأس أبيمالك على إسرائيل ثلاث سنين
|
23 | وأرسل الرب روحا رديا بين أبيمالك وأهل شكيم ، فغدر أهل شكيم بأبيمالك
|
24 | ليأتي ظلم بني يربعل السبعين ، ويجلب دمهم على أبيمالك أخيهم الذي قتلهم ، وعلى أهل شكيم الذين شددوا يديه لقتل إخوته
|
25 | فوضع له أهل شكيم كمينا على رؤوس الجبال ، وكانوا يستلبون كل من عبر بهم في الطريق . فأخبر أبيمالك
|
26 | وجاء جعل بن عابد مع إخوته وعبروا إلى شكيم فوثق به أهل شكيم
|
27 | وخرجوا إلى الحقل وقطفوا كرومهم وداسوا وصنعوا تمجيدا ، ودخلوا بيت إلههم وأكلوا وشربوا ولعنوا أبيمالك
|
28 | فقال جعل بن عابد : من هو أبيمالك ومن هو شكيم حتى نخدمه ؟ أما هو ابن يربعل ، وزبول وكيله ؟ اخدموا رجال حمور أبي شكيم . فلماذا نخدمه نحن
|
29 | من يجعل هذا الشعب بيدي فأعزل أبيمالك . وقال لأبيمالك : كثر جندك واخرج
|
30 | ولما سمع زبول رئيس المدينة كلام جعل بن عابد حمي غضبه
|
31 | وأرسل رسلا إلى أبيمالك في ترمة يقول : هوذا جعل بن عابد وإخوته قد أتوا إلى شكيم ، وها هم يهيجون المدينة ضدك
|
32 | فالآن قم ليلا أنت والشعب الذي معك واكمن في الحقل
|
33 | ويكون في الصباح عند شروق الشمس أنك تبكر وتقتحم المدينة . وها هو والشعب الذي معه يخرجون إليك فتفعل به حسبما تجده يدك
|
34 | فقام أبيمالك وكل الشعب الذي معه ليلا وكمنوا لشكيم أربع فرق
|
35 | فخرج جعل بن عابد ووقف في مدخل باب المدينة . فقام أبيمالك والشعب الذي معه من المكمن
|
36 | ورأى جعل الشعب فقال لزبول : هوذا شعب نازل عن رؤوس الجبال . فقال له زبول : إنك ترى ظل الجبال كأنه أناس
|
37 | فعاد جعل وتكلم أيضا قائلا : هوذا شعب نازل من عند أعالي الأرض ، وفرقة واحدة آتية عن طريق بلوطة العائفين
|
38 | فقال له زبول : أين الآن فوك الذي قلت به : من هو أبيمالك حتى نخدمه ؟ أليس هذا هو الشعب الذي رذلته ؟ فاخرج الآن وحاربه
|
39 | فخرج جعل أمام أهل شكيم وحارب أبيمالك
|
40 | فهزمه أبيمالك ، فهرب من قدامه وسقط قتلى كثيرون حتى عند مدخل الباب
|
41 | فأقام أبيمالك في أرومة . وطرد زبول جعلا وإخوته عن الإقامة في شكيم
|
42 | وكان في الغد أن الشعب خرج إلى الحقل وأخبروا أبيمالك
|
43 | فأخذ القوم وقسمهم إلى ثلاث فرق ، وكمن في الحقل ونظر وإذا الشعب يخرج من المدينة ، فقام عليهم وضربهم
|
44 | وأبيمالك والفرقة التي معه اقتحموا ووقفوا في مدخل باب المدينة . وأما الفرقتان فهجمتا على كل من في الحقل وضربتاه
|
45 | وحارب أبيمالك المدينة كل ذلك اليوم ، وأخذ المدينة وقتل الشعب الذي بها ، وهدم المدينة وزرعها ملحا
|
46 | وسمع كل أهل برج شكيم فدخلوا إلى صرح بيت إيل بريث
|
47 | فأخبر أبيمالك أن كل أهل برج شكيم قد اجتمعوا
|
48 | فصعد أبيمالك إلى جبل صلمون هو وكل الشعب الذي معه . وأخذ أبيمالك الفؤوس بيده ، وقطع غصن شجر ورفعه ووضعه على كتفه ، وقال للشعب الذي معه : ما رأيتموني أفعله فأسرعوا افعلوا مثلي
|
49 | فقطع الشعب أيضا كل واحد غصنا وساروا وراء أبيمالك ، ووضعوها على الصرح ، وأحرقوا عليهم الصرح بالنار . فمات أيضا جميع أهل برج شكيم ، نحو ألف رجل وامرأة
|
50 | ثم ذهب أبيمالك إلى تاباص ونزل في تاباص وأخذها
|
51 | وكان برج قوي في وسط المدينة فهرب إليه جميع الرجال والنساء وكل أهل المدينة ، وأغلقوا وراءهم ، وصعدوا إلى سطح البرج
|
52 | فجاء أبيمالك إلى البرج وحاربه ، واقترب إلى باب البرج ليحرقه بالنار
|
53 | فطرحت امرأة قطعة رحى على رأس أبيمالك فشجت جمجمته
|
54 | فدعا حالا الغلام حامل عدته وقال له : اخترط سيفك واقتلني ، لئلا يقولوا عني : قتلته امرأة . فطعنه الغلام فمات
|
55 | ولما رأى رجال إسرائيل أن أبيمالك قد مات ، ذهب كل واحد إلى مكانه
|
56 | فرد الله شر أبيمالك الذي فعله بأبيه لقتله إخوته السبعين
|
57 | وكل شر أهل شكيم رده الله على رؤوسهم ، وأتت عليهم لعنة يوثام بن يربعل
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة