الكتاب المقدس
« الفصل 15 «--- قضاة ---» الفصل 17»
قضاة 16 : 1 - 31
الفصل 16
1 | ثم ذهب شمشون إلى غزة ، ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها
|
2 | فقيل للغزيين : قد أتى شمشون إلى هنا . فأحاطوا به وكمنوا له الليل كله عند باب المدينة . فهدأوا الليل كله قائلين : عند ضوء الصباح نقتله
|
3 | فاضطجع شمشون إلى نصف الليل ، ثم قام في نصف الليل وأخذ مصراعي باب المدينة والقائمتين وقلعهما مع العارضة ، ووضعها على كتفيه وصعد بها إلى رأس الجبل الذي مقابل حبرون
|
4 | وكان بعد ذلك أنه أحب امرأة في وادي سورق اسمها دليلة
|
5 | فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وقالوا لها : تملقيه وانظري بماذا قوته العظيمة ، وبماذا نتمكن منه لكي نوثقه لإذلاله ، فنعطيك كل واحد ألفا ومئة شاقل فضة
|
6 | فقالت دليلة لشمشون : أخبرني بماذا قوتك العظيمة ؟ وبماذا توثق لإذلالك
|
7 | فقال لها شمشون : إذا أوثقوني بسبعة أوتار طرية لم تجف ، أضعف وأصير كواحد من الناس
|
8 | فأصعد لها أقطاب الفلسطينيين سبعة أوتار طرية لم تجف ، فأوثقته بها
|
9 | والكمين لابث عندها في الحجرة . فقالت له : الفلسطينيون عليك يا شمشون . فقطع الأوتار كما يقطع فتيل المشاقة إذا شم النار ، ولم تعلم قوته
|
10 | فقالت دليلة لشمشون : ها قد ختلتني وكلمتني بالكذب ، فأخبرني الآن بماذا توثق
|
11 | فقال لها : إذا أوثقوني بحبال جديدة لم تستعمل ، أضعف وأصير كواحد من الناس
|
12 | فأخذت دليلة حبالا جديدة وأوثقته بها ، وقالت له : الفلسطينيون عليك يا شمشون ، والكمين لابث في الحجرة . فقطعها عن ذراعيه كخيط
|
13 | فقالت دليلة لشمشون : حتى الآن ختلتني وكلمتني بالكذب ، فأخبرني بماذا توثق ؟ . فقال لها : إذا ضفرت سبع خصل رأسي مع السدى
|
14 | فمكنتها بالوتد . وقالت له : الفلسطينيون عليك يا شمشون . فانتبه من نومه وقلع وتد النسيج والسدى
|
15 | فقالت له : كيف تقول أحبك ، وقلبك ليس معي ؟ هوذا ثلاث مرات قد ختلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة
|
16 | ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم وألحت عليه ، ضاقت نفسه إلى الموت
|
17 | فكشف لها كل قلبه ، وقال لها : لم يعل موسى رأسي لأني نذير الله من بطن أمي ، فإن حلقت تفارقني قوتي وأضعف وأصير كأحد الناس
|
18 | ولما رأت دليلة أنه قد أخبرها بكل ما بقلبه ، أرسلت فدعت أقطاب الفلسطينيين وقالت : اصعدوا هذه المرة فإنه قد كشف لي كل قلبه . فصعد إليها أقطاب الفلسطينيين وأصعدوا الفضة بيدهم
|
19 | وأنامته على ركبتيها ودعت رجلا وحلقت سبع خصل رأسه ، وابتدأت بإذلاله ، وفارقته قوته
|
20 | وقالت : الفلسطينيون عليك يا شمشون . فانتبه من نومه وقال : أخرج حسب كل مرة وأنتفض . ولم يعلم أن الرب قد فارقه
|
21 | فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه ، ونزلوا به إلى غزة وأوثقوه بسلاسل نحاس . وكان يطحن في بيت السجن
|
22 | وابتدأ شعر رأسه ينبت بعد أن حلق
|
23 | وأما أقطاب الفلسطينيين فاجتمعوا ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون إلههم ويفرحوا ، وقالوا : قد دفع إلهنا ليدنا شمشون عدونا
|
24 | ولما رآه الشعب مجدوا إلههم ، لأنهم قالوا : قد دفع إلهنا ليدنا عدونا الذي خرب أرضنا وكثر قتلانا
|
25 | وكان لما طابت قلوبهم أنهم قالوا : ادعوا شمشون ليلعب لنا . فدعوا شمشون من بيت السجن ، فلعب أمامهم . وأوقفوه بين الأعمدة
|
26 | فقال شمشون للغلام الماسك بيده : دعني ألمس الأعمدة التي البيت قائم عليها لأستند عليها
|
27 | وكان البيت مملوءا رجالا ونساء ، وكان هناك جميع أقطاب الفلسطينيين ، وعلى السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة ينظرون لعب شمشون
|
28 | فدعا شمشون الرب وقال : يا سيدي الرب ، اذكرني وشددني يا الله هذه المرة فقط ، فأنتقم نقمة واحدة عن عيني من الفلسطينيين
|
29 | وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين كان البيت قائما عليهما ، واستند عليهما الواحد بيمينه والآخر بيساره
|
30 | وقال شمشون : لتمت نفسي مع الفلسطينيين . وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه ، فكان الموتى الذين أماتهم في موته ، أكثر من الذين أماتهم في حياته
|
31 | فنزل إخوته وكل بيت أبيه وحملوه وصعدوا به ودفنوه بين صرعة وأشتأول ، في قبر منوح أبيه . وهو قضى لإسرائيل عشرين سنة
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة