الكتاب المقدس
« الفصل 3 «--- دانيال ---» الفصل 5»
دانيال 4 : 1 - 37
الفصل 4
1 | من نبوخذنصر الملك إلى كل الشعوب والأمم والألسنة الساكنين في الأرض كلها : ليكثر سلامكم
|
2 | الآيات والعجائب التي صنعها معي الله العلي ، حسن عندي أن أخبر بها
|
3 | آياته ما أعظمها ، وعجائبه ما أقواها ملكوته ملكوت أبدي وسلطانه إلى دور فدور
|
4 | أنا نبوخذنصر قد كنت مطمئنا في بيتي وناضرا في قصري
|
5 | رأيت حلما فروعني ، والأفكار على فراشي ورؤى رأسي أفزعتني
|
6 | فصدر مني أمر بإحضار جميع حكماء بابل قدامي ليعرفوني بتعبير الحلم
|
7 | حينئذ حضر المجوس والسحرة والكلدانيون والمنجمون ، وقصصت الحلم عليهم ، فلم يعرفوني بتعبيره
|
8 | أخيرا دخل قدامي دانيآل الذي اسمه بلطشاصر كاسم إلهي ، والذي فيه روح الآلهة القدوسين ، فقصصت الحلم قدامه
|
9 | يا بلطشاصر ، كبير المجوس ، من حيث إني أعلم أن فيك روح الآلهة القدوسين ، ولا يعسر عليك سر ، فأخبرني برؤى حلمي الذي رأيته وبتعبيره
|
10 | فرؤى رأسي على فراشي هي : أني كنت أرى فإذا بشجرة في وسط الأرض وطولها عظيم
|
11 | فكبرت الشجرة وقويت ، فبلغ علوها إلى السماء ومنظرها إلى أقصى كل الأرض
|
12 | أوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع ، وتحتها استظل حيوان البر ، وفي أغصانها سكنت طيور السماء ، وطعم منها كل البشر
|
13 | كنت أرى في رؤى رأسي على فراشي وإذا بساهر وقدوس نزل من السماء
|
14 | فصرخ بشدة وقال هكذا : اقطعوا الشجرة ، واقضبوا أغصانها ، وانثروا أوراقها ، وابذروا ثمرها ، ليهرب الحيوان من تحتها والطيور من أغصانها
|
15 | ولكن اتركوا ساق أصلها في الأرض ، وبقيد من حديد ونحاس في عشب الحقل ، وليبتل بندى السماء ، وليكن نصيبه مع الحيوان في عشب الحقل
|
16 | ليتغير قلبه عن الإنسانية ، وليعط قلب حيوان ، ولتمض عليه سبعة أزمنة
|
17 | هذا الأمر بقضاء الساهرين ، والحكم بكلمة القدوسين ، لكى تعلم الأحياء أن العلي متسلط في مملكة الناس ، فيعطيها من يشاء ، وينصب عليها أدنى الناس
|
18 | هذا الحلم رأيته أنا نبوخذنصر الملك . أما أنت يا بلطشاصر فبين تعبيره ، لأن كل حكماء مملكتي لا يستطيعون أن يعرفوني بالتعبير . أما أنت فتستطيع ، لأن فيك روح الآلهة القدوسين
|
19 | حينئذ تحير دانيآل الذي اسمه بلطشاصر ساعة واحدة وأفزعته أفكاره . أجاب الملك وقال : يا بلطشاصر ، لا يفزعك الحلم ولا تعبيره . فأجاب بلطشاصر وقال : يا سيدي ، الحلم لمبغضيك وتعبيره لأعاديك
|
20 | الشجرة التي رأيتها ، التي كبرت وقويت وبلغ علوها إلى السماء ، ومنظرها إلى كل الأرض
|
21 | وأوراقها جميلة وثمرها كثير وفيها طعام للجميع ، وتحتها سكن حيوان البر ، وفي أغصانها سكنت طيور السماء
|
22 | إنما هي أنت يا أيها الملك ، الذي كبرت وتقويت ، وعظمتك قد زادت وبلغت إلى السماء ، وسلطانك إلى أقصى الأرض
|
23 | وحيث رأى الملك ساهرا وقدوسا نزل من السماء وقال : اقطعوا الشجرة وأهلكوها ، ولكن اتركوا ساق أصلها في الأرض ، وبقيد من حديد ونحاس في عشب الحقل ، وليبتل بندى السماء ، وليكن نصيبه مع حيوان البر ، حتى تمضي عليه سبعة أزمنة
|
24 | فهذا هو التعبير أيها الملك ، وهذا هو قضاء العلي الذي يأتي على سيدي الملك
|
25 | يطردونك من بين الناس ، وتكون سكناك مع حيوان البر ويطعمونك العشب كالثيران ، ويبلونك بندى السماء ، فتمضي عليك سبعة أزمنة حتى تعلم أن العلي متسلط في مملكة الناس ويعطيها من يشاء
|
26 | وحيث أمروا بترك ساق أصول الشجرة ، فإن مملكتك تثبت لك عندما تعلم أن السماء سلطان
|
27 | لذلك أيها الملك ، فلتكن مشورتي مقبولة لديك ، وفارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمساكين ، لعله يطال اطمئنانك
|
28 | كل هذا جاء على نبوخذنصر الملك
|
29 | عند نهاية اثني عشر شهرا كان يتمشى على قصر مملكة بابل
|
30 | وأجاب الملك فقال : أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ، ولجلال مجدي
|
31 | والكلمة بعد بفم الملك ، وقع صوت من السماء قائلا : لك يقولون يا نبوخذنصر الملك : إن الملك قد زال عنك
|
32 | ويطردونك من بين الناس ، وتكون سكناك مع حيوان البر ، ويطعمونك العشب كالثيران ، فتمضي عليك سبعة أزمنة حتى تعلم أن العلي متسلط في مملكة الناس وأنه يعطيها من يشاء
|
33 | في تلك الساعة تم الأمر على نبوخذنصر ، فطرد من بين الناس ، وأكل العشب كالثيران ، وابتل جسمه بندى السماء حتى طال شعره مثل النسور ، وأظفاره مثل الطيور
|
34 | وعند انتهاء الأيام ، أنا نبوخذنصر ، رفعت عيني إلى السماء ، فرجع إلي عقلي ، وباركت العلي وسبحت وحمدت الحي إلى الأبد ، الذي سلطانه سلطان أبدي ، وملكوته إلى دور فدور
|
35 | وحسبت جميع سكان الأرض كلا شيء ، وهو يفعل كما يشاء في جند السماء وسكان الأرض ، ولا يوجد من يمنع يده أو يقول له : ماذا تفعل
|
36 | في ذلك الوقت رجع إلي عقلي ، وعاد إلي جلال مملكتي ومجدي وبهائي ، وطلبني مشيري وعظمائي ، وتثبت على مملكتي وازدادت لي عظمة كثيرة
|
37 | فالآن ، أنا نبوخذنصر ، أسبح وأعظم وأحمد ملك السماء ، الذي كل أعماله حق وطرقه عدل ، ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة