الكتاب المقدس
« الفصل 1 «--- دانيال ---» الفصل 3»
دانيال 2 : 1 - 49
الفصل 2
1 | وفي السنة الثانية من ملك نبوخذنصر ، حلم نبوخذنصر أحلاما ، فانزعجت روحه وطار عنه نومه
|
2 | فأمر الملك بأن يستدعى المجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا الملك بأحلامه . فأتوا ووقفوا أمام الملك
|
3 | فقال لهم الملك : قد حلمت حلما وانزعجت روحي لمعرفة الحلم
|
4 | فكلم الكلدانيون الملك بالأرامية : عش أيها الملك إلى الأبد . أخبر عبيدك بالحلم فنبين تعبيره
|
5 | فأجاب الملك وقال للكلدانيين : قد خرج مني القول : إن لم تنبئوني بالحلم وبتعبيره ، تصيرون إربا إربا وتجعل بيوتكم مزبلة
|
6 | وإن بينتم الحلم وتعبيره ، تنالون من قبلي هدايا وحلاوين وإكراما عظيما . فبينوا لي الحلم وتعبيره
|
7 | فأجابوا ثانية وقالوا : ليخبر الملك عبيده بالحلم فنبين تعبيره
|
8 | أجاب الملك وقال : إني أعلم يقينا أنكم تكتسبون وقتا ، إذ رأيتم أن القول قد خرج مني
|
9 | بأنه إن لم تنبئوني بالحلم فقضاؤكم واحد . لأنكم قد اتفقتم على كلام كذب وفاسد لتتكلموا به قدامي إلى أن يتحول الوقت . فأخبروني بالحلم ، فأعلم أنكم تبينون لي تعبيره
|
10 | أجاب الكلدانيون قدام الملك وقالوا : ليس على الأرض إنسان يستطيع أن يبين أمر الملك . لذلك ليس ملك عظيم ذو سلطان سأل أمرا مثل هذا من مجوسي أو ساحر أو كلداني
|
11 | والأمر الذي يطلبه الملك عسر ، وليس آخر يبينه قدام الملك غير الآلهة الذين ليست سكناهم مع البشر
|
12 | لأجل ذلك غضب الملك واغتاظ جدا وأمر بإبادة كل حكماء بابل
|
13 | فخرج الأمر ، وكان الحكماء يقتلون . فطلبوا دانيآل وأصحابه ليقتلوهم
|
14 | حينئذ أجاب دانيآل بحكمة وعقل لأريوخ رئيس شرط الملك الذي خرج ليقتل حكماء بابل ، أجاب وقال لأريوخ قائد الملك
|
15 | لماذا اشتد الأمر من قبل الملك ؟ . حينئذ أخبر أريوخ دانيآل بالأمر
|
16 | فدخل دانيآل وطلب من الملك أن يعطيه وقتا فيبين للملك التعبير
|
17 | حينئذ مضى دانيآل إلى بيته ، وأعلم حننيا وميشائيل وعزريا أصحابه بالأمر
|
18 | ليطلبوا المراحم من قبل إله السماوات من جهة هذا السر ، لكي لا يهلك دانيآل وأصحابه مع سائر حكماء بابل
|
19 | حينئذ لدانيآل كشف السر في رؤيا الليل . فبارك دانيآل إله السماوات
|
20 | أجاب دانيآل وقال : ليكن اسم الله مباركا من الأزل وإلى الأبد ، لأن له الحكمة والجبروت
|
21 | وهو يغير الأوقات والأزمنة . يعزل ملوكا وينصب ملوكا . يعطي الحكماء حكمة ، ويعلم العارفين فهما
|
22 | هو يكشف العمائق والأسرار . يعلم ما هو في الظلمة ، وعنده يسكن النور
|
23 | إياك يا إله آبائي أحمد ، وأسبح الذي أعطاني الحكمة والقوة وأعلمني الآن ما طلبناه منك ، لأنك أعلمتنا أمر الملك
|
24 | فمن أجل ذلك دخل دانيآل إلى أريوخ الذي عينه الملك لإبادة حكماء بابل ، مضى وقال له هكذا : لا تبد حكماء بابل . أدخلني إلى قدام الملك فأبين للملك التعبير
|
25 | حينئذ دخل أريوخ بدانيآل إلى قدام الملك مسرعا وقال له هكذا : قد وجدت رجلا من بني سبي يهوذا الذي يعرف الملك بالتعبير
|
26 | أجاب الملك وقال لدانيآل ، الذي اسمه بلطشاصر : هل تستطيع أنت على أن تعرفني بالحلم الذي رأيت ، وبتعبيره
|
27 | أجاب دانيآل قدام الملك وقال : السر الذي طلبه الملك لا تقدر الحكماء ولا السحرة ولا المجوس ولا المنجمون على أن يبينوه للملك
|
28 | لكن يوجد إله في السماوات كاشف الأسرار ، وقد عرف الملك نبوخذنصر ما يكون في الأيام الأخيرة . حلمك ورؤيا رأسك على فراشك هو هذا
|
29 | أنت يا أيها الملك أفكارك على فراشك صعدت إلى ما يكون من بعد هذا ، وكاشف الأسرار يعرفك بما يكون
|
30 | أما أنا فلم يكشف لي هذا السر لحكمة في أكثر من كل الأحياء ، ولكن لكي يعرف الملك بالتعبير ، ولكي تعلم أفكار قلبك
|
31 | أنت أيها الملك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم . هذا التمثال العظيم البهي جدا وقف قبالتك ، ومنظره هائل
|
32 | رأس هذا التمثال من ذهب جيد . صدره وذراعاه من فضة . بطنه وفخذاه من نحاس
|
33 | ساقاه من حديد . قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف
|
34 | كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين ، فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما
|
35 | فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معا ، وصارت كعصافة البيدر في الصيف ، فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان . أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا وملأ الأرض كلها
|
36 | هذا هو الحلم . فنخبر بتعبيره قدام الملك
|
37 | أنت أيها الملك ملك ملوك ، لأن إله السماوات أعطاك مملكة واقتدارا وسلطانا وفخرا
|
38 | وحيثما يسكن بنو البشر ووحوش البر وطيور السماء دفعها ليدك وسلطك عليها جميعها . فأنت هذا الرأس من ذهب
|
39 | وبعدك تقوم مملكة أخرى أصغر منك ومملكة ثالثة أخرى من نحاس فتتسلط على كل الأرض
|
40 | وتكون مملكة رابعة صلبة كالحديد ، لأن الحديد يدق ويسحق كل شيء . وكالحديد الذي يكسر تسحق وتكسر كل هؤلاء
|
41 | وبما رأيت القدمين والأصابع بعضها من خزف والبعض من حديد ، فالمملكة تكون منقسمة ، ويكون فيها قوة الحديد من حيث إنك رأيت الحديد مختلطا بخزف الطين
|
42 | وأصابع القدمين بعضها من حديد والبعض من خزف ، فبعض المملكة يكون قويا والبعض قصما
|
43 | وبما رأيت الحديد مختلطا بخزف الطين ، فإنهم يختلطون بنسل الناس ، ولكن لا يتلاصق هذا بذاك ، كما أن الحديد لا يختلط بالخزف
|
44 | وفي أيام هؤلاء الملوك ، يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبدا ، وملكها لا يترك لشعب آخر ، وتسحق وتفني كل هذه الممالك ، وهي تثبت إلى الأبد
|
45 | لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين ، فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب . الله العظيم قد عرف الملك ما سيأتي بعد هذا . الحلم حق وتعبيره يقين
|
46 | حينئذ خر نبوخذنصر على وجهه وسجد لدانيآل ، وأمر بأن يقدموا له تقدمة وروائح سرور
|
47 | فأجاب الملك دانيآل وقال : حقا إن إلهكم إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار ، إذ استطعت على كشف هذا السر
|
48 | حينئذ عظم الملك دانيآل وأعطاه عطايا كثيرة ، وسلطه على كل ولاية بابل وجعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل
|
49 | فطلب دانيآل من الملك ، فولى شدرخ وميشخ وعبدنغو على أعمال ولاية بابل . أما دانيآل فكان في باب الملك
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة