الكتاب المقدس
« الفصل 5 «--- 1 سفر المكابيين ال ---» الفصل 7»
1 سفر المكابيين ال 6 : 1 - 63
الفصل 6
1 | و فيما كان انطيوكس الملك يجول في الاقاليم العليا سمع بذكر المايس وهي مدينة بفارس مشهورة باموالها من الفضة والذهب
|
2 | و ان بها هيكلا فيه كثير من الاموال وفيه سجوف الذهب والدروع والاسلحة التي تركها ثم الاسكندر بن فيلبس الملك المكدوني الذي كان اول ملك في اليونان
|
3 | فاتى وحاول ان ياخذ المدينة وينهبها فلم يستطع لان الامر كان قد عرف عند اهل المدينة
|
4 | فثاروا اليه وقاتلوه فهرب ومضى من هناك بغم شديد راجعا الى بابل
|
5 | و جاءه في فارس مخبر بان الجيوش التي وجهت الى ارض يهوذا قد انكسرت
|
6 | و ان ليسياس قد انهزم من وجههم وكان قد خرج عليهم في جيش في غاية القوة فتعززوا بالسلاح والذخائر والغنائم الكثيرة التي اخذوها ممن دمروهم من الجيوش
|
7 | و هدموا الرجاسة التي كان قد بناها على المذبح في اورشليم وحوطوا المقدس بالاسوار الرفيعة كما كان من قبل وحصنوا بيت صور مدينتهم
|
8 | فلما سمع الملك هذا الكلام بهت واضطرب جدا وانطرح على الفراش وقد اوقعه الغم في السقم لان الامر وقع على خلاف مشتهاه
|
9 | فلبث هناك اياما كثيرة لانه تجدد فيه غم شديد وايقن بالموت
|
10 | فدعا جميع اصحابه وقال لهم لقد شرد النوم عن عيني وسقط قلبي من الكرب
|
11 | فقلت في نفسي الى اي بلاء صرت وما اعظم اللجة التي انا فيها بعد ان كنت مسرورا ومحبوبا في سلطاني
|
12 | اني لاتذكر المساوئ التي صنعتها في اورشليم وكيف اخذت كل انية الذهب والفضة التي كانت فيها وارسلت لابادة سكان يهوذا بغير سبب
|
13 | فانا اعلم باني لاجل ذلك اصابتني هذه البلايا وها انا اهلك بكمد شديد في ارض غريبة
|
14 | ثم دعا فيلبس احد اصحابه واقامه على جميع مملكته
|
15 | و دفع اليه تاجه وحلته وخاتمه واوصاه بتدبير انطيوكس ابنه وترشيحه للملك
|
16 | و مات هناك انطيوكس الملك في السنة المئة والتاسعة والاربعين
|
17 | و علم ليسياس ان الملك قد توفي وملك موضعه انطيوكس ابنه الذي رباه هو في حداثته وسماه باسم اوباطور
|
18 | و كان اهل القلعة يصدون اسرائيل عن دخول المقادس ويحاولون الاضرار بهم من كل جانب وتوطيد الامم بينهم
|
19 | فعزم يهوذا على الايقاع بهم وحشد جميع الشعب لمحاصرتهم
|
20 | فاجتمعوا معا وحاصروهم سنة مئة وخمسين ونصب عليهم القذافات والمجانيق
|
21 | فخرج بعض منهم من الحصار فانضم اليهم نفر منافقون من اسرائيل
|
22 | و انطلقوا الى الملك وقالوا الى متى لا تجري القضاء ولا تنتقم لاخوتنا
|
23 | انا ارتضينا بخدمة ابيك والعمل باوامره واتباع رسومه
|
24 | و لذلك ابناء شعبنا يحاصرون القلعة بغضا لنا وكل من صادفوه منا قتلوه ونهبوا املاكنا
|
25 | و لم يكتفوا بمد ايديهم علينا ولكنهم تجاوزا الى جميع تخومنا
|
26 | و ها انهم قد زحفوا الى قلعة اورشليم ليستحوذوا عليها وعلى المقدس وحصنوا بيت صور
|
27 | فالان ان لم تسرع وتبادرهم فسيصنعون شرا من ذلك فلا تقدر ان تكفهم
|
28 | فلما سمع الملك غضب وجمع جميع اصحابه وقواد جيشه ورؤساء الفرسان
|
29 | و جاءته من ممالك اخرى ومن جزائر البحار جنود مستاجرة
|
30 | و كان عدد جيوشه مئة الف راجل وعشرين الف فارس واثنين وثلاثين فيلا مضراة على الحرب
|
31 | فزحفوا مجتازين في ادوم ونزلوا عند بيت صور وحاربوا اياما كثيرة وصنعوا المجانيق فخرجوا واحرقوها بالنار وقاتلوا بباس
|
32 | فسار يهوذا عن القلعة ونزل ببيت زكريا تجاه محلة الملك
|
33 | فبكر الملك ووجه بباس جيشه الى طريق بيت زكريا فتاهبت الجيوش للقتال ونفخوا في الابواق
|
34 | و اروا الفيلة عصير العنب والتوت حتى يهيجوها للقتال
|
35 | ثم وزعوها على الفرق فجعلوا عند كل فيل الف رجل لابسين الدروع المسرودة وعلى رؤوسهم خوذ النحاس واقاموا لكل فيل خمسمئة فارس منتخبين
|
36 | فكان اولئك حيثما وجد الفيل سبقوا اليه وحيثما ذهب ذهبوا معه لا يفارقونه
|
37 | و كان على كل فيل برج حصين من الخشب يحميه مطوق بالمجانيق وعلى البرج اثنان وثلاثون رجلا من ذوي الباس يقاتلون منه والهندي يدير الفيل
|
38 | و جعلوا سائر الفرسان من هنا وهناك على جانبي الجيش يحثونه ويكتنفونه في الشعاب
|
39 | فلما لمعت الشمس على تروس الذهب والنحاس لمعت بها الجبال وتاججت كسرج من نار
|
40 | و انتشر جيش الملك قسم على الجبال العالية وقسم في البطاح ومشوا بتحفظ وانتظام
|
41 | فارتعد كل من سمع جلبتهم ودرجان جمهورهم وقعقعة سلاحهم فان الجيش كان عظيما وقويا جدا
|
42 | فتقدم يهوذا وجيشه للمبارزة فسقط من جيش الملك ست مئة رجل
|
43 | و راى العازار بن سواران واحدا من الفيلة عليه الدرع الملكية يفوق جميع الفيلة فظن ان عليه الملك
|
44 | فبذل نفسه ليخلص شعبه ويقيم لنفسه اسما مخلدا
|
45 | و عدا اليه مقتحما في وسط الفرقة يقتل يمنة ويسرة فتفرقوا عنه من هنا ومن هناك
|
46 | و دخل بين قوائم الفيل حتى صار تحته وقتله فسقط عليه الى الارض فمات مكانه
|
47 | و ان اليهود لما راوا سطوة الملك وبطش الجيوش ارتدوا عنهم
|
48 | فصعد الملك بجيشه نحو اورشليم لملاقاتهم وزحف الى اليهودية وجبل صهيون
|
49 | و عقد صلحا مع اهل بيت صور فخرجوا من المدينة لنفاد الطعام من عندهم مدة حصرهم فيها اذ كان سبت للارض
|
50 | فاستولى الملك على بيت صور واقام هناك حرسا يحافظون عليها
|
51 | و نزل عند المقدس اياما كثيرة ونصب هناك القذافات والمجانيق والات لرشق النار والحجارة وادوات لرمي السهام ومقاليع
|
52 | و صنع اليهود مجانيق قبالة مجانيقهم وحاربوا اياما كثيرة
|
53 | و لم يكن في اوعيتهم طعام لانها كانت السنة السابعة وكان الذين لجاوا الى اليهودية من الامم قد اكلوا ما فضل من الذخيرة
|
54 | فلم يبق في المقادس الا نفر يسير لان الجوع غلب عليهم فتفرقوا كل واحد الى موضعه
|
55 | و بلغ ليسياس ان فيلبس الذي اقامه انطيوكس في حياته ليرشح انطيوكس ابنه للملك
|
56 | قد رجع من فارس وماداي ومعه جيوش الملك التي سارت في صحبته وانه يحاول ان يتولى الامور
|
57 | فبادر وسعى الى الملك والقواد والجيش وقال لهم انا لنضعف يوما بعد يوم وقد قل طعامنا والمكان الذي نحاصره حصين وامور المملكة تستحثنا
|
58 | و الان فلنعاقد هؤلاء الناس ولنبرم صلحا معهم ومع جميع امتهم
|
59 | و لنقرر لهم ان يسلكوا في سننهم كما كانوا من قبل فانهم لاجل سننهم التي نقضناها غضبوا وفعلوا كل ذلك
|
60 | فحسن الكلام في عيون الملك والرؤساء فارسل اليهم في المصالحة فاجابوا
|
61 | فحلف لهم الملك والرؤساء وعلى ذلك خرجوا من الحصن
|
62 | فدخل الملك الى جبل صهيون وراى الموضع حصينا فنقض الحلف الذي حلفه وامر بهدم السور الذي حوله
|
63 | ثم انصرف مسرعا ورجع الى انطاكية فوجد فيلبس قد استولى على المدينة فقاتله واخذ المدينة عنوة
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة