الكتاب المقدس
« الفصل 2 «--- 1 سفر المكابيين ال ---» الفصل 4»
1 سفر المكابيين ال 3 : 1 - 60
الفصل 3
1 | فقام مكانه يهوذا ابنه المسمى بالمكابي
|
2 | و كان كل اخوته وجميع الذين انضموا الى ابيه انصارا له يحاربون حرب اسرائيل بفرح
|
3 | فزاد شعبه بسطة في العز ولبس لامته كجبار وتقلد سلاحه للقتال وباشر الحروب وبسيفه حمى الجيش
|
4 | و كان كالاسد في حركاته وكالشبل الزائر على الفريسة
|
5 | فتعقب اهل النفاق مستقصيا اثارهم واحرق الذين يفتنون شعبه بالنار
|
6 | فنكص المنافقون خوفا منه واضطرب جميع فاعلي الاثم ونجح الخلاص على يده
|
7 | و احنق ملوكا كثيرين وفرح يعقوب باعماله فصار ذكره مباركا مدى الدهر
|
8 | و جال في مدن يهوذا واهلك الكفرة منها وصرف الغضب عن اسرائيل
|
9 | فاشتهر الى اقاصي الارض وجمع المشرفين على الهلاك
|
10 | و حشد ابلونيوس الامم وجاء بجيش عظيم من السامرة ليحارب اسرائيل
|
11 | فلما علم يهوذا خرج للقائه فاوقع به وقتله وسقط قتلى كثيرون وانهزم الباقون
|
12 | فسلب غنائمهم واخذ يهوذا سيف ابلونيوس فكان يقاتل به كل الايام
|
13 | و سمع سارون قائد جيش سورية ان يهوذا قد عصب عصابة وجماعة من المؤمنين يسيرون معه الى القتال
|
14 | فقال اقيم لنفسي اسما واتمجد في المملكة واقاتل يهوذا والذين معه من المستهينين بامر الملك
|
15 | ثم تجهز للخروج وخرج معه جيش قوي من الكفرة يظاهرونه وينتقمون من بني اسرائيل
|
16 | فدنوا الى عقبة بيت حورون فخرج يهوذا للقائهم في نفر يسير
|
17 | فلما راوا الجيش مقبلا الى لقائهم قالوا ليهوذا كيف نطيق قتال مثل هذا الجمع القوي ونحن نفر يسير وقد استرخينا اليوم من الصوم
|
18 | فقال يهوذا ما اسهل ان يدفع الكثيرون الى ايدي القليلين وسواء عند اله السماء ان يخلص بالكثيرين وبالقليلين
|
19 | فانه ليس الظفر في الحرب بكثرة الجنود وانما القوة من السماء
|
20 | اولئك ياتوننا بجمع من ذوي الشتائم والنفاق ليبيدونا نحن ونساءنا واولادنا ويسلبونا
|
21 | و اما نحن فنحارب عن نفوسنا وسنننا
|
22 | و هو يكسرهم امام وجوهنا فلا تخافوهم
|
23 | و لما فرغ من كلامه هجم عليهم بغتة فانكسر سارون وجيشه امامه
|
24 | فتتبعه في عقبة بيت حورون الى السهل فسقط منهم ثماني مئة رجل وانهزم الباقون الى ارض فلسطين
|
25 | فوقع خوف يهوذا واخوته ورعبهم على الامم الذين حولهم
|
26 | و بلغ ذكره الى الملك وتحدثت الامم كلها بوقائع يهوذا
|
27 | فلما سمع انطيوكس الملك بهذا الكلام استشاط غضبا وارسل وجمع كل جيوش مملكته عسكرا شديدا جدا
|
28 | و فتح خزانته ودفع الى جيوشه وظائف سنة وامرهم بان يكونوا متاهبين لكل شيء
|
29 | ثم راى ان الفضة قد نفدت من الخزائن وقد قل جباة ضرائب البلاد لسبب الفتنة والضربة التي احدثها في الارض لينسخ السنن التي كانت لها منذ ايام القدم
|
30 | و خشي انه لا يملك ما يقوم بنفقاته وعطاياه التي طال ما كان يجود بها جودا واسعا فاق به الملوك الذين كانوا من قبله
|
31 | فتحير في نفسه حيرة شديدة وازمع ان يذهب الى بلاد فارس وياخذ جزية البلاد ويجبي مالا جزيلا
|
32 | فاستخلف ليسياس على امور الملك من نهر الفرات الى حدود مصر وهو رجل شريف من النسل الملكي
|
33 | و ان يتولى تربية انطيوكوس ابنه الى ان يعود
|
34 | و فوض اليه شطر الجيش والفيلة وامره بكل ما كان في نفسه وبامر سكان اليهودية واورشليم
|
35 | ان يوجه اليهم جيشا يكسر ويستاصل شوكة اسرائيل وبقية اورشليم ويمحو ذكرهم من المكان
|
36 | و ينزل في جميع تخومهم ابناء الاجانب ويقسم الارض بينهم
|
37 | و اخذ الملك الشطر الباقي من الجيش وسار من انطاكية عاصمة ملكه في السنة المئة والسابعة والاربعين وعبر نهر الفرات وجال في الاقاليم العليا
|
38 | فاختار ليسياس بطلماوس بن دوريمانس ونكانور وجرجياس رجالا ذوي باس من اصحاب الملك
|
39 | و وجه منهم اربعين الف راجل وسبعة الاف فارس لياتوا ارض يهوذا ويدمروها على حسب امر الملك
|
40 | فساروا بالجيش كله حتى بلغوا الى قرب عماوس ونزلوا هناك في ارض السهل
|
41 | و سمع بخبرهم تجار البلاد فاخذوا من الفضة والذهب شيئا كثيرا وعبيدهم وجاءوا المحلة حتى يشتروا بني اسرائيل عبيدا لهمو انضمت اليهم جيوش سورية وارض الغرباء
|
42 | و راى يهوذا واخوته تفاقم الشر وان الجيوش حالة في تخومهم وبلغهم كلام الملك انه امر باهلاك الشعب واستئصاله
|
43 | فقال كل واحد لصاحبه هلم ننهض شعبنا من مذلته ونقاتل عن شعبنا واقداسنا
|
44 | فاحتشدت الجماعة لتتاهب للقتال وتصلي وتسال الرافة والمراحم
|
45 | و كانت اورشليم مهجورة كالقفر لا يدخلها ولا يخرج منها احد من بنيها وكان المقدس مدوسا وابناء الاجانب في القلعة التيكانت مسكنا للامم وقد زال الطرب عن يعقوب وبطل المزمار والكنارة
|
46 | فاجتمعوا وساروا الى المصفاة قبالة اورشليم لان المصفاة كانت من قبل هي موضع الصلاة لاسرائيل
|
47 | و صاموا في ذلك اليوم وتحزموا بالمسوح وحثوا الرماد على رؤوسهم ومزقوا ثيابهم
|
48 | و نشروا كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها
|
49 | و اتوا بثياب الكهنوت وبالبواكير والعشور ثم دعوا النذراء الذين قد استوفوا ايامهم
|
50 | و رفعوا اصواتهم الى السماء قائلين ما نصنع بهؤلاء والى اين ننطلق بهم
|
51 | فان اقداسك قد ديست ودنست وكهنتك في النحيب والمذلة
|
52 | و ها ان الامم قد اجتمعوا علينا ليبيدونا وانت عليم بما ياتمرون علينا
|
53 | فكيف نستطيع الثبات امامهم ان لم تكن انت في نصرتنا
|
54 | ثم نفخوا في الابواق وصرخوا بصوت عظيم
|
55 | و بعد ذلك رتب يهوذا قواد الشعب رؤساء الالف والمئة والخمسين والعشرة
|
56 | و امر من اخذ في بناء بيت او خطب امراة او غرس كرما او كان خائفا بان يرجع الى بيته بحسب الشريعة
|
57 | ثم سار الجيش ونزلوا بجنوب عماوس
|
58 | فقال يهوذا تنطقوا وكونوا ذوي باس وتاهبوا للغد لمقاتلة هذه الامم المجتمعة علينا لتبيدنا نحن واقداسنا
|
59 | فانه خير لنا ان نموت في القتال ولا نعاين الشر في قومنا واقداسنا
|
60 | و كما تكون مشيئته في السماء فليصنع بنا
|
شكر وتقدير
الصفحة الافتتاحية
العودة إلى الصفحة السابقة