الكتاب المقدس





« الفصل 7 «--- 2 سفر المكابيين ال ---» الفصل 9»

2 سفر المكابيين ال 8 : 1 - 36

الفصل 8

1و كان يهوذا المكابي ومن معه يتسللون الى القرى ويندبون ذوي قرابتهم ويستضمون الذين ثبتوا على دين اليهود حتى جمعوا ستة الاف
2و كانوا يبتهلون الى الرب ان ينظر الى شعبه الذي اصبح يدوسه كل احد ويعطف على الهيكل الذي دنسه اهل النفاق
3و يرحم المدينة المتهدمة التي اشرفت على الامحاء ويصغي الى صوت الدماء الصارخة اليه
4و يذكر اهلاك الاطفال الابرئاء ظلما والتجاديف على اسمه ويجهر ببغضته للشر
5و لما اصبح المكابي في جيش لم تعد الامم تثبت امامه اذ كان سخط الرب قد استحال الى رحمة
6فجعل يفاجئ المدن والقرى ويحرقها حتى اذا استولى على مواضع توافقه تغلب على الاعداء في مواقع جمة
7و كان اكثر غاراته ليلا فذاع خبر شجاعته في كل مكان
8فلما راى فيلبس ان الرجل اخذ في التقدم شيئا فشيئا وقد اوتي الفوز في اكثر اموره كتب الى بطلماوس قائد بقاع سورية فينيقية يساله المناجدة لصيانة مصالح الملك
9فاختار لساعته نكانور بن بتركلس من خواص اصدقاء الملك وجعل تحت يده لفيفا من الامم يبلغ عشرين الفا ليستاصل ذرية اليهود عن اخرهم وضم اليه جرجياس وهو من القواد المحنكين في امر الحرب
10فرسم نكانور ان يؤخذ من مبيع سبي اليهود الفا القنطار التي كانت للرومانيين على الملك
11و ارسل في الحال الى مدن الساحل يدعو الى مشتري رقاب اليهود مسعرا كل تسعين رقبة بقنطار ولم يخطر له ما سيحل به من نقمة القدير
12فاتصل بيهوذا خبر مقدم نكانور فاخبر الذين معه بمجيء الجيش
13فبدا الذين خافوا ولم يثقوا بعدل الله ينسابون كل واحد من مكانه
14و باع اخرون كل ما كان باقيا لهم وكانوا يبتهلون الى الرب ان ينقذهم من نكانور الكافر الذي باعهم قبل الملتقى
15و ذلك ان لم يكن من اجلهم فمن اجل عهده مع ابائهم وحرمة اسمه العظيم الذي هم مسمون به
16فحشد المكابي اصحابه وهم ستة الاف وحرضهم ان لا يرتاعوا من الاعداء ولا يخافوا من كثرة الامم المجتمعة عليهم بغيا وان يقاتلوا بباس
17جاعلين نصب عيونهم الاهانة التي الحقوها بالموضع المقدس عدوانا وما انزلوه بالمدينة من القهر والعار مع نقض سنن الاباء
18و قال ان هؤلاء انما يتوكلون على سلاحهم وجسارتهم واما نحن فنتوكل على الله القدير الذي يستطيع في لمحة ان يبيد الثائرين علينا بل العالم باسره
19ثم ذكر لهم النجدات التي امد بها اباؤهم وما كان من ابادة المئة والخمسة والثمانين الفا على عهد سنحاريب
20و الواقعة التي كانت لهم في بابل مع الغلاطيين كيف برزوا للقتال وهم ثمانية الاف رجل ومعهم اربعة الاف من المكدونيين وكيف حين وهل المكدونيين اهلك اولئك الثمانية الالاف مئة وعشرين الفا بالنجدة التي اوتها من السماء وعادوا بخير جزيل
21و بعدما شددهم بهذا الكلام حتى اضحوا مستعدين للموت في سبيل الشريعة والوطن قسمهم اربع فرق
22و اقام كل واحد من اخوته سمعان ويوسف ويوناتان قائدا على فرقة وجعل تحت يده الفا وخمس مئة
23ثم امر العازار ان يتلو عليهم الكتاب المقدس وجعل لهم كلمة السر نصرة الله ثم اتخذ قيادة الكتيبة الاولى وحمل على نكانور
24فايدهم القدير فقتلوا من الاعداء ما يزيد على تسعة الاف وتركوا اكثر جيش نكانور مجرحين مجدعي الاعضاء والجاوا الجميع الى الهزيمة
25و غنموا اموال الذين جاءوا لشرائهم ثم تعقبوهم مسافة غير قصيرة
26الى ان حضرت الساعة فامسكوا وعادوا وقد ادركوا السبت ولذلك لم يطيلوا تعقبهم
27و جمعوا اسلحة الاعداء واخذوا اسلابهم ثم حفظوا السبت وهم يباركون الرب كثيرا ويعترفون له اذ انقذهم ليعيدوا ذلك اليوم ومن عليهم باستئناف رحمته
28و لما انقضى السبت وزعوا على الضعفاء والارامل واليتامى نصيبهم من الغنائم واقتسموا الباقي بينهم وبين اولادهم
29و بعدما فرغوا من ذلك اقاموا صلاة عامة سائلين الرب الرحيم ان يعود فيتوب على عبيده
30و قتلوا ما يزيد على عشرين الفا من جيوش تيموتاوس وبكيديس واستولوا على حصون مشيدة واقتسموا كثيرا من الاسلاب جعلوها سهاما متساوية لهم وللضعفاء واليتامى والارامل والشيوخ
31و لما جمعوا اسلحة العدو رتبوا كل شيء في موضعه اللائق به وحملوا ما بقي من الغنائم الى اورشليم
32و قتلوا رئيس جيش تيموتاوس وكان رجلا شديد النفاق الحق باليهود اضرارا كثيرة
33و بينا هم يحتفلون بالظفر في وطنهم احرقوا كلستانيس وقوما معه في بيت كانوا قد فروا اليه وكانوا قد احرقوا الابواب المقدسة فنالهم الجزاء الذي استوجبوه بكفرهم
34و اما نكانور الشديد الفجور الذي كان قد استصحب معه الف تاجر لمشتري اليهود
35فلما راى الذين كان يحتقرهم قد اذلوه بامداد الرب خلع ما عليه من الثياب الفاخرة وانساب في كبد البلاد منفردا كالابق حتى لحق بانطاكية وهو متفجع غاية التفجع لانقراض جيشه
36و بعدما كان قد وعد الرومانيين بان يفيهم الخراج من سبي اورشليم عاد يذيع ان اليهود لهم الله نصير وانهم لذلك لا يغلبون اذ هم متبعون ما رسم لهم من الشرائع




شكر وتقدير

الصفحة الافتتاحية





العودة إلى الصفحة السابقة