الكتاب المقدس





« الفصل 6 «--- 2 سفر المكابيين ال ---» الفصل 8»

2 سفر المكابيين ال 7 : 1 - 42

الفصل 7

1و قبض على سبعة اخوة مع امهم فاخذ الملك يكرههم عل تناول لحوم الخنزير المحرمة ويعذبهم بالمقارع والسياط
2فانتدب احدهم للكلام وقال ماذا تبتغي وعم تستنطقنا انا لنختار ان نموت ولا نخالف شريعة ابائنا
3فحنق الملك وامر باحماء الطواجن والقدور ولما احميت
4امر لساعته بان يقطع لسان الذي انتدب للكلام ويسلخ جلد راسه وتجدع اطرافه على عيون اخوته وامه
5و لما عاد جذمة امر بان يؤخذ الى النار وفيه رمق من الحياة ويقلى وفيما كان البخار منتشرا من الطاجن كانوا هم وامهم يحض بعضهم بعضا ان يقدموا على الموت بشجاعة
6قائلين ان الرب الاله ناظر وهو يتمجد بنا كما صرح موسى في نشيده الشاهد في الوجوه اذ قال ويستمجد بعبيده
7و لما قضى الاول على هذه الحال ساقوا الثاني الى الهوان ونزعوا جلد راسه مع شعره ثم سالوه هل ياكل قبل ان يعاقب في جسده عضوا عضوا
8فاجاب بلغة ابائه وقال لا فاذاقوه بقية العذاب كالاول
9و فيما كان على اخر رمق قال انك ايها الفاجر تسلبنا الحياة الدنيا ولكن ملك العالمين اذا متنا في سبيل شريعته فسيقيمنا لحياة ابدية
10و بعده شرعوا يستهينون بالثالث وامروه فدلع لسانه وبسط يديه بقلب جليد
11و قال اني من الرب السماء اوتيت هذه الاعضاء ولاجل شريعته ابذلها واياه ارجو ان استردها من بعد
12فبهت الملك والذين معه من بسالة قلب ذلك الغلام الذي لم يبال بالعذاب شيئا
13و لما قضى عذبوا الرابع ونكلوا به بمثل ذلك
14و لما اشرف على الموت قال حبذا ما يتوقعه الذي يقتل بايدي الناس من رجاء اقامة الله له اما انت فلا تكون لك قيامة للحياة
15ثم ساقوا الخامس وعذبوه فالتفت الى الملك وقال
16انك بما لك من السلطان على البشر مع كونك فانيا تفعل ما تشاء ولكن لا تظن ان الله قد خذل ذريتنا
17اصبر قليلا فترى باسه الشديد كيف يعذبك انت ونسلك
18و بعده ساقوا السادس فلما قارب ان يموت قال لا تغتر بالباطل فانا نحن جلبنا على انفسنا هذا العذاب لانا خطانا الى الهنا ولذلك وقع لنا ما يقضي بالعجب
19و اما انت لا تحسب انك تترك سدى بعد تعرضك لمناصبة الله
20و كانت امهم اجدر الكل بالعجب والذكر الحميد فانها عاينت بنيها السبعة يهلكون في مدة يوم واحد وصبرت على ذلك بنفس طيبة ثقة بالرب
21و كانت تحرض كلا منهم بلغة ابائها وهي ممتلئة من الحكمة السامية وقد القت على كلامها الانثوي بسالة رجلية
22قائلة لهم اني لست اعلم كيف نشاتم في احشائي ولا انا منحتكم الروح والحياة ولا احكمت تركيب اعضائكم
23على ان خالق العالم الذي جبل تكوين الانسان وابدع لكل شيء تكوينه سيعيد اليكم برحمته الروح والحياة لانكم الان تبذلون انفسكم في سبيل شريعته
24و ان انطيوكس اذ تخيل انه يستخف به وخشي صوت معير يعيره اخذ يحرض بالكلام اصغرهم الباقي بل اكد له بالايمان انه يغنيه ويسعده اذا ترك شريعة ابائه ويتخذه خليلا له ويقلده المناصب
25و لمل لم يصخ الغلام لذلك البتة دعا الملك امه وحثها ان تشير على الغلام بما يبلغ الي خلاصه
26و الح عليها حتى وعدت بانها تشير على ابنها
27ثم انحنت اليه واستهزات بالملك العنيف وقالت بلغة ابائها يا بني ارحمني انا التي حملتك في جوفها تسعة اشهر وارضعتك ثلاث سنين وعالتك وبلغتك الى هذه السن وربتك
28انظر يا ولدي الى السماء والارض واذا رايت كل ما فيهما فاعلم ان الله صنع الجميع من العدم وكذلك وجد جنس البشر
29فلا تخف من هذا الجلاد لكن كن مستاهلا لاخوتك واقبل الموت لاتلقاك مع اخوتك بالرحمة
30و فيما هي تتكلم قال الغلام ماذا انتم منتظرون اني لا اطيع امر الملك وانما اطيع امر الشريعة التي القيت الى ابائنا على يد موسى
31و انت ايها المخترع كل شر على العبرانيين انك لن تنجو من يدي الله
32فنحن انما نعاقب على خطايانا
33و ربنا الحي وان سخط علينا حينا يسيرا لتوبيخنا وتاديبنا سيتوب على عبيده من بعد
34و اما انت ايها المنافق يا اخبث كل بشر فلا تتشامخ باطلا وتتنمر بامالك الكاذبة وانت رافع يدك على عبيده
35لانك لم تنج من دينونة الله القدير الرقيب
36و لقد صبر اخوتنا على الم ساعة ثم فازوا بحياة ابدية وهم في عهد الله واما انت فسيحل بك بقضاء الله العقاب الذي تستوجبه بكبريائك
37و انا كاخوتي ابذل جسدي ونفسي في سبيل شريعة ابائنا وابتهل الى الله ان لا يبطئ في توبته على امتنا وان يجعلك بالمحن والضربات تعترف بانه هو الاله وحده
38و ان ينتهي في وفي اخوتي غضب القدير الذي حل على امتنا عدلا
39فحنق الملك ولم يحتمل ذلك الاستهزاء فزاده نكالا على اخوته
40و هكذا قضى هذا الغلام طاهرا وقد وكل الى الرب كل امره
41و في اخر الامر هلكت الام على اثر بنيها
42و بما اوردناه عن الضحايا والتعذيبات المبرحة كفاية




شكر وتقدير

الصفحة الافتتاحية





العودة إلى الصفحة السابقة