الكتاب المقدس





« الفصل 8 «--- 1 سفر المكابيين ال ---» الفصل 10»

1 سفر المكابيين ال 9 : 1 - 73

الفصل 9

1و لما سمع ديمتريوس بان نكانور وجيوشه قد سقطوا في الحرب عاد ثانية فارسل الى ارض يهوذا بكيديس والكيمس ومعهما الجناح الايمن
2فانطلقا في طريق الجلجال ونزلا عند مشالوت باربيل فاستولى عليها واهلكا نفوسا كثيرة
3و في الشهر الاول من السنة المئة والثانية والخمسين نزلا على اورشليم
4ثم زحفا وانطلقا الى بئروت في عشرين الف راجل والفي فارس
5و كان يهوذا قد نزل بلاشع ومعه ثلاثة الاف رجل منتخبين
6فلما راوا كثرة عدد الجيوش خافوا خوفا شديدا فجعل كثيرون ينسابون من المحلة ولم يبق منهم الا ثماني مئة رجل
7فلما راى يهوذا ان جيشه قد انساب والحرب تضايقه انكسر قلبه لانه لم يبق له وقت لردهم واسترخت عزائمه
8فقال لمن بقي معه لنقم ونهجم على مناصبينا عسى ان نقدر على مدافعتهم
9فصرفوه عن عزمه قائلين انه ليس في طاقاتنا اليوم الا ان ننجو بنفوسنا ثم نرجع مع اخواتنا ونقاتلهم فانا عدد قليل
10فقال يهوذا حاش لي ان افعل مثل ذلك واهرب منهم وان كان قد دنا اجلنا فلنموتن بشجاعة عن اخواتنا ولا نبقين على مجدنا وصمة
11و برز جيش العدو من المحلة ووقفوا بازائهم وانقسمت الفرسان قسمين وكان الرماة بالمقاليع والقسي يتقدمون الجيش كلها من ذوي الباس
12و كان بكيديس في الجناح الايمن فازدلفت الفرقة من الجانبين وهتفوا بالابواق
13و نفخ رجال يهوذا ايضا في الابواق فارتجت الارض من جلبة العسكرين والتحم القتال من الصبح الى المساء
14و راى يهوذا ان بكيديس وقوة الجيش في الجناح الايمن فقصدهم ومعه كل ذي قلب ثابت
15فكسروا الجناح الايمن وتعقبوا اثرهم الى جبل اشدود
16فلما راى رجال الجناح الايسر انكسار الجناح الايمن انقلبوا على اثار يهوذا ومن معه
17فاشتد القتال وسقط قتلى كثيرون من الفريقين
18و سقط يهوذا وهرب الباقون
19فحمل يوناتان وسمعان يهوذا اخاهما ودفناه في قبر ابائه في مودين
20فبكاه شعب اسرائيل بكاء عظيما ولطموا عليه وناحوا اياما وقالوا
21كيف سقط البطل مخلص اسرائيل
22و بقية اخبار يهوذا وحروبه وما ابداه من الحماسة وجبروته لم تكتب في هذا الموضع لانها كثيرة جدا
23و كان بعد وفاة يهوذا ان المنافقين برزوا في جميع تخوم اسرائيل وظهر كل فاعلي الاثم
24و في تلك الايام حدثت مجاعة عظيمة جدا فتخاذلت البلاد اليهم
25فاختار بكيديس الكفرة منهم واقامهم رؤساء على البلاد
26فكانوا يتطلبون اصحاب يهوذا ويتفقدونهم وياتون بهم الى بكيديس فينتقم منهم ويستهزئ بهم
27فحل باسرائيل ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ لم يظهر فيهم نبي
28فاجتمع جميع اصحاب يهوذا وقالوا ليوناتان
29انه منذ وفاة يهوذا اخيك لم يقم له كفؤ يخرج على العدو وعلى بكيديس والمبغضين لامتنا
30فنحن نختارك اليوم رئيسا لنا وقائدا مكانه تحارب حربنا
31فقبل يوناتان القيادة في ذلك الوقت وقام في موضع يهوذا اخيه
32فلما علم بكيديس طلب قتله
33و بلغ ذلك يوناتان وسمعان اخاه وجميع من معه فهربوا الى برية تقوع ونزلوا على ماء جب اسفار
34فعلم بكيديس فزحف بجميع جيشه الى عبر الاردن يوم سبت
35و ارسل يوناتان يوحنا اخاه بجماعة تحت قيادته يسال النباطيين اولياءه ان يعيروهم عدتهم الوافرة
36فخرج بنو يمري من ميدابا وقبضوا على يوحنا وكل ما معه وذهبوا بالجميع
37و بعد هذه الامور اخبر يوناتان وسمعان اخوه ان بني يمري يقيمون عرسا عظيما ويزفون العروس من ميدابا باحتفال عظيم وهيابنة بعض عظماء كنعان
38فذكروا يوحنا اخاهم وصعدوا واختباوا وراء الجبل
39ثم رفعوا ابصارهم ونظروا فاذا بجلبة وجهاز كثير والعروس واصحابه واخوته خارجون للقائهم بالدفوف والات الطرب واسلحة كثيرة
40فثار عليهم رجال يوناتان من المكمن وضربوهم فسقط قتلى كثيرون وهرب الباقون الى الجبل فاخذوا كل اسلابهم
41و تحول العرس الى مناحة وصوت الات طربهم الى نحيب
42و لما انتقموا لدم اخيهم رجعوا الى غيضة الاردن
43فسمع بكيديس فوفد الى شطوط الاردن يوم سبت في جيش عظيم
44فقال يوناتان لمن معه لننهض الان ونقاتل عن نفوسنا فليس الامر اليوم كما كان امس فما قبل
45ها ان الحرب امامنا وخلفنا وماء الاردن والغياض والغاب من هنا ومن هناك فليس لنا مناص
46و الان فاصرخوا الى السماء فتنقذوا من ايدي اعدائكم ثم التحم القتال
47و مد يوناتان يده ليضرب بكيديس فانصاع عنه الى الوراء
48فرمى يوناتان ومن معه بانفسهم في الاردن وعاموا الى العبر فلم يعبروا الاردن اليهم
49و سقط من رجال بكيديس في ذلك اليوم الف رجل فعاد الى اورشليم
50ثم بنى مدائن حصينة في اليهودية وحصن اريحا وعماوس وبيت حورون وبيت ايل وتمنة وفرعتون وتفون باسوار عالية وابواب ومزاليج
51و جعل فيها حرسا يراغمون اسرائيل
52و حصن مدينة صور وجازر والقلعة وجعل فيها جيوشا وميرة
53و اخذ ابناء قواد البلاد رهائن وجعلهم في القلعة باورشليم في الحبس
54و في السنة الثالثة والخمسين في الشهر الثاني امر الكيمس ان يهدم حائط دار المقدس الداخلية فهدم اعمال الانبياء وشرع في التدمير
55في ذلك الزمان ضرب الكيمس فكف عن صنيعه واعتقل لسانه وفلج ولم يعد يستطيع ان ينطق بكلمة ولا ان يوصي لبنيه
56و مات الكيمس في ذلك الزمان في عذاب شديد
57فلما راى بكيديس ان الكيمس قد مات رجع الى الملك وهدات ارض يهوذا سنتين
58و بعد ائتمر المنافقون كلهم وقالوا ها ان يوناتان والذين معه في منازلهم هادئون مطمئنون فهلموا الان نحمل عليهم بكيديس فيقبض عليهم اجمعين في ليلة واحدة
59و انطلقوا واشاروا عليه بذلك
60فقام وسار في جيش عظيم وبعث سرا يكتب الى جميع نصرائه في اليهودية ان يقبضوا على يوناتان والذين معه فلم يجدوا الى ذلك سبيلا لان مشورتهم انكشفت لهم
61ثم قبضوا على خمسين رجلا من البلاد وهم ارباب الفتنة وقتلوهم
62و انصرف يوناتان وسمعان ومن معهما الى بيت حجلة في البرية وبنى مهدومها وحصنها
63و لما علم بكيديس حشد جميع جمهوره وراسل حلفاءه في اليهودية
64و زحف ونزل على بيت حجلة وحاربها اياما كثيرة ونصب المجانيق
65و ان يوناتان ترك سمعان اخاه في المدينة وخرج في عدد من الجند وانتشر في البلاد
66و ضرب ادورين واخوته وبني فاسرون في خيامهم وطفق يوقع بالعدو ويزداد قوة
67و خرج سمعان ومن معه من المدينة واحرقوا المجانيق
68و قاتلوا بكيديس فانكسر وضايقوه جدا واذ ذهبت مشورته وخروجه في الباطل
69استشاط غضبا على الرجال المنافقين الذين اشاروا عليه بالخروج من البلاد وقتل كثيرين منهم وازمع الانصراف الى ارضه
70و علم يوناتان فانفذ اليه رسلا في عقد المصالحة ورد الاسرى
71فاجاب وفعل بحسب كلامه وحلف له انه لن يطلبه بسوء كل ايام حياته
72و رد اليه الاسرى الذين اسرهم من قبل في ارض يهوذا ثم عاد الى ارضه ولم يعد يسير الى تخومهم
73فزال السيف من اسرائيل وسكن يوناتان في مكماش واخذ يوناتان يحاكم الشعب واستاصل المنافقين من اسرائيل




شكر وتقدير

الصفحة الافتتاحية





العودة إلى الصفحة السابقة