الكتاب المقدس





« الفصل 10 «--- 1 سفر المكابيين ال ---» الفصل 12»

1 سفر المكابيين ال 11 : 1 - 74

الفصل 11

1و جمع ملك مصر جيوشا كثيرة كالرمل الذي على ساحل البحر وسفنا عديدة وحاول الاستيلاء على مملكة الاسكندر بالمكر والحاقها بمملكته
2فقدم سورية متظاهرا بالسلم ففتح له اهل المدن ولاقوه اذ كان الاسكندر الملك قد امر بلقائه لانه صهره
3و كان بطلماوس عند دخوله المدن يبقي في كل مدينة حرسا من الجند
4و لما وصل الى اشدود اروه هيكل داجون المحرق واشدود وضواحيها المهدومة والجثث المطروحة والذين كان يوناتان قد احرقهم في الحرب وكانوا قد جعلوا رجامهم على طريقه
5و حدثوا الملك بما فعل يوناتان يريدون تجرمه فسكت الملك
6و لاقى يوناتان الملك في يافا باجلال وسلم بعضهما على بعض وناما هناك
7ثم شيع يوناتان الملك الى النهر الذي يقال له الوتارس ورجع الى اورشليم
8فاستحوذ الملك بطلماوس على مدن الساحل الى سلوكية الساحلية وكان مضمرا للاسكندر السوء
9ثم انفذ رسلا الى ديمتريوس الملك قائلا هلم فنعقد عقدا بيني وبينك واهب لك بنتي التي عند الاسكندر وتملك ملك ابيك
10فاني قد ندمت على عطائي ابنتي له لانه رام قتلي
11و تجنى عليه طمعا في ملكه
12ثم استرد ابنته واعطاها لديمتريوس وتغير على الاسكندر وظهرت عداوتهما
13ثم ان بطلماوس دخل انطاكية ووضع على راسه تاجين تاج اسية وتاج مصر
14و كان الاسكندر الملك اذ ذاك في كيليكية لان اهل تلك البلاد كانوا قد تمردوا
15فلما سمع الاسكندر قدم لمقاتلته فاخرج بطلماوس جيشه ولاقاه بعسكر شديد فكسره
16فهرب الاسكندر الى ديار العرب مستجيرا بهم وعظم امر بطلماوس الملك
17فقطع زبديئيل العربي راس الاسكندر وبعث به الى بطلماوس
18و في اليوم الثالث مات بطلماوس الملك فاهلك رجال الجند الحراس الذين في الحصون
19و ملك ديمتريوس في السنة المئة والسابعة والستين
20في تلك الايام جمع يوناتان رجال اليهودية لفتح القلعة التي باورشليم ونصب عليها مجانيق كثيرة
21فانطلق قوم من مبغضي امتهم من الرجال المنافقين الى الملك واخبروه بان يوناتان يحاصر القلعة
22فلما سمع استشاط غضبا وسار من ساعته قاصدا بطلمايس وكتب الى يوناتان ان يكف عن محاصرة القلعة وان يبادر الى ملاقاته في بطلمايس للمواجهة
23فلما بلغ ذلك يوناتان امر بان يستمروا على الحصار واختار بعضا من شيوخ اسرائيل والكهنة وخاطر بنفسه
24و اخذ من الفضة والذهب والحلل وسائر الهدايا شيئا كثيرا وانطلق الى الملك في بطلمايس فنال حظوة لديه
25و وشى به قوم من الامة من اهل النفاق
26الا ان الملك عامله كما كان اسلافه يعاملونه وعظمه لدى اصحابه جميعا
27و اقره في الكهنوت الاعظم وفي كل ما كان له من الاختصاصات وجعله من اول اصدقائه
28و سال يوناتان الملك ان يعفي اليهودية والمدن الثلاث وارض السامرة من كل جزية ووعده بثلاث مئة قنطار
29فارتضى الملك وكتب ليوناتان كتبا في ذلك كله وهذه صورتها
30من ديمتريوس الملك الى يوناتان اخيه وامة اليهود سلام
31نسخة الكتاب الذي كتبناه في حقكم الى لسطانيس قريبنا كتبنا بها اليكم لتقفوا على مضمونها
32من ديمتريوس الملك الى لسطانيس ابيه سلام
33لقد راينا ان نحسن الى امة اليهود اوليائنا المحافظين على ما يحق لنا وفاء بما سبق من برهم لنا
34فجعلنا لهم تخوم اليهودية والمدن الثلاث وهي افيرمة ولدة والرامتائيم التي الحقت باليهودية من ارض السامرة وجميع توابعها فتكون لجميع الذين يذبحون في اورشليم بدل الضرائب الملكية التي كان الملك يستخرجها منهم قبلا في كل سنة من اتاء الارض وثمر الاشجار
35و سائر ما يحق لنا من العشور والوضائع ووهاد الملح والاكاليل
36هذا كله قد انعمنا عليهم به تبرعا ومن الان لا يلغى شيء من هذا الانعام ما طال الزمان
37فالان اكتبوا نسخة من هذا الرسم ولتسلم الى يوناتان ولتوضع في الجبل المقدس في موضع مشهود
38و راى ديمتريوس الملك ان الارض قد اطمانت لديه لا ينازعه منازع فسرح جميع جيوشه كل واحد الى موضعه ما خلا الجنود الغرباء الذين جاء بهم من جزائر الامم فمقته جيوش ابائه كلهم
39و كان تريفون من احزاب الاسكندر قبلا فلما راى ان الجيوش جميعها تتذمر على ديمتريوس انطلق الى ايملكوئيل العربي وكان يربي انطيوكس بن الاسكندر
40فالح عليه ان يسلمه اليه لكي يملك مكان ابيه واخبره بما فعل ديمتريوس وبما له في الجيوش من العداوة ومكث هناك اياما كثيرة
41و ارسل يوناتان الى ديمتريوس الملك ان يخرج الجنود الذين في القلعة من اورشليم والذين في الحصون لانهم كانوا يحاربون اسرائيل
42فارسل ديمتريوس الى يوناتان قائلا سافعل ذلك لك ولامتك بل ساعظمك انت وامتك تعظيما متى وافقتني فرصة
43و الان فانك تحسن الصنيع اذا ارسلت الى رجالا يكونون في نجدتي فاني قد خذلتني جيوشي كلها
44فوجه يوناتان ثلاث الاف رجل اشداء الباس الى انطاكية فوافوا الملك ففرح الملك بقدومهم
45و اجتمع اهل المدينة في وسط المدينة وكانوا مئة وعشرين الف رجل يحاولون قتل الملك
46فهرب الملك الى داره فاستولى اهل المدينة على طرق المدينة وشرعوا في القتال
47فدعا الملك اليهود لنجدته فاجتمعوا اليه كلهم ثم تفرقوا بجملتهم في المدينة فقتلوا فى المدينة في ذلك اليوم مئة الف رجل
48و احرقوا المدينة واخذوا غنائم كثيرة في ذلك اليوم وخلصوا الملك
49فلما راى اهل المدينة ان اليهود قد استولوا على المدينة يفعلون ما شاءوا انخلعت قلوبهم وصرخوا الى الملك متضرعين وقالوا
50عاقدنا وليكف اليهود عن الايقاع بنا وبالمدينة
51فالقوا السلاح وعقدوا المصالحة فعظم امر اليهود عند الملك وعند جميع اهل مملكته ثم رجعوا الى اورشليم بغنائم كثيرة
52و جلس ديمتريوس الملك على عرش ملكه وهدات الارض امامه
53فاخلف في جميع ما وعد وتغير على يوناتان وكافاه بخلاف ما صنع اليه من المعروف وضيق عليه جدا
54و بعد ذلك رجع تريفون ومعه انطيوكس وهو غلام صغير فملك انطيوكس ولبس التاج
55فاجتمع اليه جميع الجيوش التي سرحها ديمتريوس وقاتلوا ديمتريوس ففر منهم منهزما
56فاستولى تريفون على الفيلة ثم فتح انطاكية
57و كتب انطيوكس الصغير الى يوناتان قائلا اني اقرك في الكهنوت الاعظم واقيمك على المدن الاربع واتخذك من اصدقاءالملك
58و ارسل اليه انية من الذهب لخدمته واباح له ان يشرب في الذهب ويلبس الارجوان بعروة الذهب
59و اقام سمعان اخاه قائدا من عقبة صور الى حدود مصر
60و خرج يوناتان وطاف في عبر النهر وفي المدن فاجتمعت لمظاهرته جميع جيوش سورية وقدم اشقلون فلاقاه اهل المدينة باحتفال
61و انصرف من هناك الى غزة فاغلق اهل غزة الابواب في وجهه فحاصرها واحرق ضواحيها بالنار ونهبها
62فسال اهل غزة يوناتان الامان فعاقدهم واخذ ابناء رؤسائهم رهائن وارسلهم الى اورشليم ثم جال في البلاد الى دمشق
63و سمع يوناتان ان قواد ديمتريوس قد بلغوا الى قادش الجليل في جيش كثيف يريدون ان يعزلوه عن الولاية
64فزحف لملاقاتهم وخلف سمعان اخاه في البلاد
65فحاصر سمعان بيت صور وحاربها اياما كثيرة واحاط بها
66فسالوه المعاقدة فعاقدهم واخرجهم من هناك وفتح المدينة واقام فيها حرسا
67و اما يوناتان وجيشه فنزلوا على ماء جناسر وقبل الفجر زحفوا الى سهل حاصور
68فاذا بجيش الاجانب يلاقيهم في السهل وقد اقاموا عليهم كمينا في الجبال فبينما هم يتقدمون تجاههم
69ثار الكمين من مواضعهم والحموا القتال
70ففر رجال يوناتان جميعا ولم يبق منهم احد الا متتيا ابن ابشالوم ويهوذا بن حلفي قائدا الجيوش
71فمزق يوناتان ثيابه وحثا التراب على راسه وصلى
72ثم عاد اليهم يقاتلهم فانهزموا وهربوا
73و لما راى ذلك الذين هربوا من رجاله رجعوا وتعقبوا العدو معه الى قادش الى معسكرهم ونزلوا هناك
74فسقط من الاجانب في ذلك اليوم ثلاثة الف رجل ورجع يوناتان الى اورشليم




شكر وتقدير

الصفحة الافتتاحية





العودة إلى الصفحة السابقة