الكتاب المقدس





« الفصل 9 «--- 1 سفر المكابيين ال ---» الفصل 11»

1 سفر المكابيين ال 10 : 1 - 89

الفصل 10

1و في السنة المئة والستين صعد الاسكندر الشهير ابن انطيوكس وفتح بطلمايس فقبلوه فملك هناك
2فسمع ديمتريوس الملك فجمع جيوشا كثيرة جدا وخرج لملاقاته في الحرب
3و انفذ ديمتريوس الى يوناتان كتبا في معنى السلم متقربا اليه بالاطراء
4لانه قال لنسبق الى مسالمته قبل ان يسالم الاسكندر علينا
5فانه سيذكر كل ما انزلنا به وباخوته وامته من المساوئ
6و اذن له ان يجمع جيوشا ويتجهز بالاسلحة ويكون مناصرا له وامر له برد الرهائن الذين في القلعة
7فجاء يوناتان الى اورشليم وتلا الكتب على مسامع الشعب كله واهل القلعة
8فلما سمع ان الملك اذن له في جمع الجيوش جزعوا جزعا شديدا
9و رد اهل القلعة الرهائن الى يوناتان فردهم الى ذوي قرابتهم
10و اقام يوناتان باورشليم وطفق يبني ويجدد المدينة
11و امر صناع العمل ان يبنوا الاسوار حول جبل صهيون بحجارة منحوتة للتحصين ففعلوا
12فهرب الغرباء الذين في الحصون التي بناها بكيديس
13و ترك كل واحد مكانه وذهب الى ارضه
14غير انه بقي في بيت صور قوم من المرتدين عن الشريعة والرسوم فانها كانت ملجا لهم
15و سمع الاسكندر الملك بالمواعيد التي عرضها ديمتريوس على يوناتان وحدث بما صنع هو واخوته من الحروب واعمال الباس وما كابدوه من النصب
16فقال انا لا نجد من رجل يماثله فلنتخذه لنا وليا ومناصرا
17و كتب كتبا وبعث اليه بها في هذا المعنى قائلا
18من الملك الاسكندر الى اخيه يوناتان سلام
19لقد بلغنا عنك انك رجل شديد الجبروت وخليق بان تكون لنا وليا
20فنحن نقيمك اليوم كاهنا اعظم في امتك وتسمى ولي الملك وتهتم بما لنا وتبقى في مودتنا وارسل اليه ارجوانا وتاجا من ذهب
21فلبس يوناتان الحلة المقدسة في الشهر السابع من السنة المئة والستين في عيد المظال وجمع الجيوش وتجهز باسلحة كثيرة
22و ذكر ذلك لديمتريوس فشق عليه وقال
23كيف تركنا الاسكندر يسبقنا الى مصافاة اليهود والتعزز بهم
24فاكتب انا ايضا اليهم بكلام ملاطفة وتعظيم واعدهم بعطايا ليكونوا من مناصري
25و كاتبهم بقوله من الملك ديمتريوس الى امة اليهود سلام
26لقد بلغنا انكم محافظون على عهودكم لنا ثابتون في مودتنا ولم تتقربوا الى اعدائنا فسرنا ذلك
27فاثبتوا في المحافظة على وفائكم لنا فنحسن ثوابكم على ما تفعلون في حقنا
28و نحط عنكم كثيرا مما لنا عليكم ونصلكم بالعطايا
29و الان فاني اعفيكم واحط عن جميع اليهود كل جزية ومكس الملح والاكاليل وثلث الزرع
30و نصف اتاء الشجر الذي يحق لي اخذه اعفيكم من هذه الاشياء من اليوم فصاعد في ارض يهوذا وفي المدن الثلاث الملحقة بها من ارض السامرة والجليل من هذا اليوم على طول الزمان
31و لتكن اورشليم مقدسة وحرة هي وتخومها واحط عنها العشور والضرائب
32و اتخلى عن القلعة التي باورشليم واعطيها للكاهن الاعظم يقيم فيها من يختاره من الرجال لحراستها
33و جميع النفوس التي سبيت من اليهود من ارض يهوذا في مملكتي باسرها اطلقها حرة بلا ثمن وليكن الجميع معفين من اتاوة المواشي
34و لتكن الاعياد كلها والسبوت ورؤوس الشهور والايام المخصصة والايام الثلاثة التي قبل العيد والايام الثلاثة التي بعد العيد ايام ابراء وعفو لجميع اليهود الذين في مملكتي
35فلا يكون لاحد ان يرافع احدا منهم او يثقل عليه في اي امر كان
36و ليكتتب من اليهود في جيوش الملك الى ثلاثين الف رجل تعطى لهم وظائف كما يحق لسائر جنود الملك
37فيجعل منهم في حصون الملك العظيمة ويفوض الى البعض منهم النظر في مهام المملكة التي تقتضي الامانة ورؤساؤهم ومدبروهم يكونون من جملتهم ويسلكون بحسب سننهم كما امر الملك لارض يهوذا
38و اما المدن الثلاث الملحقة باليهودية من بلاد السامرة فلتبق ملحقة باليهودية فتكون معها خاضعة لواحد ولا تطيع سلطانا اخر الا سلطان الكاهن الاعظم
39و قد وهبت بطلمايس وما يتبعها للمقدس الذي باورشليم لاجل نفقة الاقداس
40و زدت عليها خمسة عشر الف مثقال فضة كل سنة من دخل الملك من الاماكن التي تختص به
41و كل ما بقي مما لم يدفعه وكلاء المال عن السنين السالفة يؤدونه من الان لاعمال البيت
42و ما عدا ذلك فخمسة الاف مثقال الفضة التي كانت تؤخذ من دخل المقدس في كل سنة تترك رزقا للكهنة القائمين بالخدمة
43و اي من لاذ بالمقدس في اورشليم في جميع حدوده وللملك عليه مال او اي حق كان فليعف وليبق له كل ما ملك في مملكتي
44و نفقة البناء واعمال الترميم في المقادس تعطى من حساب الملك
45و بناء اسوار اورشليم وتحصينها على محيطها وبناء الاسوار في سائر اليهودية تعطى نفقته من حساب الملك
46فلما سمع يوناتان والشعب هذا الكلام لم يثقوا به ولا قبلوه لانهم تذكروا ما انزله ديمتريوس باسرائيل من الشر العظيم والضغط الشديد
47فاثروا الاسكندر لانه بداهم بكلام السلام وبقوا على مناصرته كل الايام
48و جمع الاسكندر الملك جيوشا عظيمة نزل تجاه ديمتريوس
49فانتشب القتال بين الملكين فانهزم جيش ديمتريوس فتعقبه الاسكندر وهجم عليهم
50و اشتد القتال جدا الى ان غابت الشمس وسقط ديمتريوس في ذلك اليوم
51ثم بعث الاسكندر رسلا الى بطلماوس ملك مصر بهذا الكلام قائلا
52اذ قد رجعت الى ارض مملكتي وجلست على عرش ابائي واستتب لي السلطان وكسرت ديمتريوس واستوليت على بلادنا
53اذ الحمت عليه القتال فانكسر امامنا هو وجيشه وجلست على عرش ملكه
54فهلم الان نوال بعضنا بعضا وهب لي ابنتك زوجة فاصاهرك واهدي اليك هدايا تليق بك
55فاجاب بطلماوس الملك قائلا ما اسعد اليوم الذي رجعت فيه الى ارض ابائك وجلست على عرش ملكهم
56و اني صانع ما كتبت الى به فهلم الى بطلمايس فنتواجه واصاهرك كما قلت
57و خرج بطلماوس من مصر هو وكلوبطرة ابنته ودخلا بطلمايس في السنة المئة والثانية والستين
58فلاقاه الاسكندر الملك فاعطاه كلوبطرة ابنته واقام عرسها في بطلمايس على عادة الملوك باحتفال عظيم
59و كتب الاسكندر الملك الى يوناتان ان يقدم لملاقاته
60فانطلق الى بطلمايس في موكب مجيد ولقى الملكين واهدى لهما ولاصحابهما فضة وذهبا وهدايا كثيرة فنال حظوة لديهما
61و اجتمع عليه رجال مفسدون من اسرائيل رجال منافقون ووشوا به فلم يصغ الملك اليهم
62و امر الملك ان ينزعوا ثياب يوناتان ويلبسوه ارجوانا ففعلوا واجلسه الملك بجانبه
63و قال لعظمائه اخرجوا معه الى وسط المدينة ونادوا ان لا يتعرض له احد في امر من الامور ولا يسوءه بشيء من المكروه
64فلما راى الذين وشوا به ما هو فيه من المجد وكيف نودي له والبس الارجون هربوا جميعهم
65و اعزه الملك وجعله من اصدقائه الخواص واقامه قائدا وشريكا في الملك
66فعاد يوناتان الى اورشليم سالما مسرورا
67و في السنة المئة والخامسة والستين جاء ديمتريوس بن ديمتريوس الى ارض ابائه
68فسمع بذلك الاسكندر الملك فاغتم جدا ورجع الى انطاكية
69و فوض ديمتريوس قيادة الجيش الى ابلونيوس والى بقاع سورية فحشد جيشا عظيما ونزل بيمنيا وراسل يوناتان الكاهن الاعظم قائلا
70انه ليس لنا من مقاوم الا انت وبسببك قد اصبحت عرضة للسخرية والتعيير فعلام انت تناهضنا في الجبال
71فالان ان كنت واثقا بجيوشك فانزل الينا في السهل فنتبارز هناك فان معي قوة الامصار
72سل واعلم من انا ومن الذين يؤازرونني فانه يقال انكم لا تستطيعون الثبات امامنا لان ابائك قد انكسروا في ارضهم مرتين
73فلست تطيق الثبات امام الفرسان وجيش في كثرة جيشي في سهل لا حجر فيه ولا حصاة ولا ملجا تهربون اليه
74فلما سمع يوناتان كلام ابلونيوس اضطرب غيظا واختار عشرة الاف رجل وخرج من اورشليم ولحق به سمعان اخوه لمظاهرته
75و نزل تجاه يافا فاغلقوا في وجهه ابواب المدينة لان حرس ابلونيوس كان فيها فحاصرها
76فخاف الذين في المدينة وفتحوا له فاستولى يوناتان على يافا
77و سمع ابلونيوس فتقدم في ثلاثة الاف فارس وجيش كثير
78و سار نحو اشدود كانه عابر سبيل ثم عطف بغتة الى السهل اذ كان معه كثيرون من الفرسان الذين يعتمد عليهم فتعقبه يوناتان الى اشدود والتحم القتال بين الفريقين
79و كان ابلونيوس قد خلف الف فارس وراءهم في خفية
80الا ان يوناتان كان عالما ان وراءه كمينا ولم يلبثوا ان احدقوا بجيشه يرمون الشعب بالسهام من الصبح الى المساء
81اما الشعب فبقي في مواقفه كما امر يوناتان حتى اعيت خيل اولئك
82حينئذ برز سمعان بجيشه والحم القتال على الفرقة لان الخيل كانت قد وهنت فكسرهم فهربوا
83و تبددت الخيل في السهل وفروا الى اشدود ودخلوا بيت داجون معبد صنمهم لينجوا بنفوسهم
84فاحرق يوناتان اشدود والمدن التي حولها وسلب غنائمهم واحرق هيكل داجون والذين انهزموا اليه بالنار
85و كان الذين قتلوا بالسيف مع الذين احرقوا ثمانية الاف رجل
86ثم سار يوناتان من هناك ونزل تجاه اشقلون فخرج اهل المدينة للقائه باجلال عظيم
87و رجع يوناتان بمن معه الى اورشليم ومعهم غنائم كثيرة
88و لمل سمع الاسكندر الملك بهذه الحوادث زاد يوناتان مجدا
89و بعث اليه بعروة من ذهب كما كان يعطى لانسباء الملوك ووهب له عقرون وتخومها ملكا




شكر وتقدير

الصفحة الافتتاحية





العودة إلى الصفحة السابقة