St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   13-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

أخبار الأيام الأول 20 - تفسير سفر أخبار الأيام الأول

 

* تأملات في كتاب أخبار أيام أول:
تفسير سفر أخبار الأيام الأول: مقدمة سفري الأخبار | مقدمة سفر أخبار الأيام الأول | أخبار الأيام الأول 1 | أخبار الأيام الأول 2 | أخبار الأيام الأول 3 | أخبار الأيام الأول 4 | أخبار الأيام الأول 5 | أخبار الأيام الأول 6 | أخبار الأيام الأول 7 | أخبار الأيام الأول 8 | أخبار الأيام الأول 9 | أخبار الأيام الأول 10 | أخبار الأيام الأول 11 | أخبار الأيام الأول 12 | أخبار الأيام الأول 13 | أخبار الأيام الأول 14 | أخبار الأيام الأول 15 | أخبار الأيام الأول 16 | أخبار الأيام الأول 17 | أخبار الأيام الأول 18 | أخبار الأيام الأول 19 | أخبار الأيام الأول 20 | أخبار الأيام الأول 21 | أخبار الأيام الأول 22 | أخبار الأيام الأول 23 | أخبار الأيام الأول 24 | أخبار الأيام الأول 25 | أخبار الأيام الأول 26 | أخبار الأيام الأول 27 | أخبار الأيام الأول 28 | أخبار الأيام الأول 29

نص سفر أخبار الأيام الأول: أخبار الأيام الأول 1 | أخبار الأيام الأول 2 | أخبار الأيام الأول 3 | أخبار الأيام الأول 4 | أخبار الأيام الأول 5 | أخبار الأيام الأول 6 | أخبار الأيام الأول 7 | أخبار الأيام الأول 8 | أخبار الأيام الأول 9 | أخبار الأيام الأول 10 | أخبار الأيام الأول 11 | أخبار الأيام الأول 12 | أخبار الأيام الأول 13 | أخبار الأيام الأول 14 | أخبار الأيام الأول 15 | أخبار الأيام الأول 16 | أخبار الأيام الأول 17 | أخبار الأيام الأول 18 | أخبار الأيام الأول 19 | أخبار الأيام الأول 20 | أخبار الأيام الأول 21 | أخبار الأيام الأول 22 | أخبار الأيام الأول 23 | أخبار الأيام الأول 24 | أخبار الأيام الأول 25 | أخبار الأيام الأول 26 | أخبار الأيام الأول 27 | أخبار الأيام الأول 28 | أخبار الأيام الأول 29 | أخبار الأيام الأول كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اَلأَصْحَاحُ الْعِشْرُونَ

إقامة داود في أورشليم

 

رأينا في الأصحاح السابق كيف أن جيش بني عمون وحلفاءهم قد هُزِموا في الحرب أمام داود، وهنا نرى رَبَّة عاصمة مملكتهم قد خربت [1]. ووَضَعَ داود تاج ملكهم على رأسه [2]، والشدة العظيمة التي حلَّت بشعبها ومدنها [3]، وقد رأينا أكثر تفصيًلا عن هذه الأحداث في (2 صم 11-12).

 

انطلق داود إلى أرض المعركة حتى يُتَمِّم النصرة النهائية:

1. اعتمد شاول على قامته الجسدية وقدرته العسكرية، ولم يجد من ينقذه سوى الصبي داود ليقف أمام جليات الجبار. أما داود فانشغل بنقاوة قلبه، ومع سقطاته كان يُقَدِّم توبة بدموع، لهذا وهبه الله أن يلتف حوله أبطال كثيرون، ووهبه نصرات مستمرة.

2. أخذ تاج ملك بني عمون الذهبي فوجده ثقيلاً، حتى يدرك أن التَمَتُّع بالنصرة واتِّساع المملكة، وزيادة سلطانه، هذا كله يُعتبَر حملاً ثقيلاً لا يستطيع أن يحمله ما لم يَتَمتَّع بالعون الإلهي.

3. لم يوجد لدى داود عمالقة مثل الفلسطينيين، غير أن ارتفاع قامتهم الروحية أفضل من ضخامة الجسم. هكذا يليق بنا أن نهتم بنمو قامتنا الروحية وخَلاصَنا الأبدي أكثر من الأمور الزمنية الزائلة والبنيان الجسدي وضخامته.

 

1. إقامة داود في أورشليم

 

1.

2. نصرته على بني عمون

 

2-3.

3. نصرته على الفلسطينيين

 

4-8.

* من وحي 1 أي 20: بك أخرج إلى أرض المعركة

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. إقامة داود في أورشليم

وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ فِي وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ،

اقْتَادَ يُوآبُ قُوَّةَ الْجَيْشِ،

وَأَخْرَبَ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ،

وَأَتَى وَحَاصَرَ رَبَّةَ.

وَكَانَ دَاوُدُ مُقِيمًا فِي أُورُشَلِيمَ.

فَضَرَبَ يُوآبُ رَبَّةَ وَهَدَمَهَا. [1]

 

يُقصَد بتمام السنة هنا دخول فصل الربيع، ففيه كان الملوك ينطلقون ليمارسوا خططهم لفتوحات المستقبل عندما يكون الطقس معتدلاً.

قد يظهر هنا أن يوآب هو المعتدي، وربما كان كذلك، ولكن يجب أن نتذكَّر أن داود كان قد قدَّم صداقة لملك بني عمون الشاب، ولكنه أهان داود وقام ذلك الملك الجديد في الحال بحرب ضده، فما حدث الآن هو استمرار لتلك الحرب.

أرسل داود يوآب ضد رَبَّة (عمان حاليًا) بينما بقي داود في أورشليم (2 صم 12: 1). استمر الحصار سنتين. وفي هذه الفترة تمَّت الحادثة المُحزِنة بينما كان يوآب مُحاصِرًا رَبَّة، وقع داود في الخطية الكبرى الخاصة بتدبيره أمر موت أوريّا الحثِّي وزواجه ببثشبع (2 صم 11-12). لم تُذكَرْ هذه الخطية هنا، وقد رأينا قبلاً لماذا لم يُشِرْ السفر إليها. فإنه إذ قدَّم توبة صادقة بدموع، لم يعد الله يذكرها، وإن كان قد سمح بتأديبه كي يشعر هو ونحن بمرارة الخطية.

مع ما بلغناه من الشر يبقى الله مُنتَّظِرًا توبتنا، واعترافنا بخطايانا، لكي يغفرها لنا من أجل اسمه القدوس ومحبته الفائقة، مؤكدًا لنا: "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها؛ ذكِّرني فنتحاكم معًا، حدِّث لكي تتبرر" (إش 43: 25-26).

v يلزمهم أن يحترزوا وأن لا يتوقَّفوا عن تَذَكُّر خطاياهم، وأن يكون ذلك دأبهم في الحياة، حتى ينسي الديان العادل آثامهم. لذلك يقول داود ملتمسا: "استر وجهك عن خطاياي، وامح كل آثامي" (مز 51: 9). وقبل ذلك بآيات قليلة يقول: "خطيتي أمامي دائمًا" (مز 51: 3). وكأنه يقول: "أتوسل أن لا تنظر إلى آثامي، لأنها أمام نظري دائمًا. لذلك يقول الرب بلسان النبي: "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياكِ لا أذكرها" (إش 43: 25)[1].

الأب غريغوريوس (الكبير)

v حين تنشغل بخطيةٍ ما، كن متَّهمًا لنفسك ( أم 18: 17)، ولا تنتظر الآخرين ليُقَدِّموا الاتهام. بهذا تصير أشبه بإنسان بارٍ يتَّهم نفسه في أول حديث له في المحكمة، أو تكون كأيوب الذي لم يعقه جمهور الشعب في المدينة عن الإعلان عن جريمته أمام الكل[2].

القديس باسيليوس الكبير

v بحق وحسنًا تسأل الله أن ينصرف عن خطيتك، إن كنتَ أنت نفسك لم تصرف وجهك عنها. أما إذ وضعت خطيتك وراء ظهرك، فإن الله يُثَبِّت وجهه عليها.

حوِّل خطيتك لتكون أمام وجهك، إن أردتَ أن يصرف إلهك وجهه عنها، عندئذ في أمان تسأل وهو يسمع لك.

v لقد انشغلت بالدفاع عن خطاياك، فانهزمت... دفاعك ليس مفيدًا لك. لأن من أنت يا من تدافع عن نفسك؟ كان يليق بك أن تتهم نفسك. لا تقل: "إنني لم أفعل شيئًا"، أو "أي أمر خطير أنا فعلت؟" أو "آخرون أيضًا فعلوا هكذا".

إن فعلتَ خطية وقُلتَ إنك لم تفعل شيئًا تصير أنت نفسك لا شيء، ولا تنال من الله شيئًا!

الله مستعد أن يهب غفرانًا، لكنك أنت تغلق الباب على نفسك!

الله مستعد أن يُعطِي، فلا تقاوم بمزلاج الباب، بل افتح حضن الاعتراف: "تسمعني سرورًا وفرحًا".

v كشف الله هذه الغوامض لعبده داود؛ فإنه إذ قال أمام النبي مُقتنِعًا: "أخطأت"، للحال سمع من النبي، أي من روح الله الذي في النبي: "قد نقل عنك خطيتك" (2 صم 12: 13).

القديس أغسطينوس

v من يَتَذَكَّر خطيته على الدوام يخجل، وبخجله يندم، وبندمه يحترس من السقوط مرة أخرى، وباحتراسه يأخذ مغفرة.

كل من يتهم نفسه، مُقِرًا بذنبه، تُمحَى خطيته، إذ يقول الله: "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياك لا أذكرها؛ ذكِّرني فنتحاكم معًا حدِّث لكي تتبرر" (إش 43: 25-26).

الأب أنثيموس أسقف أورشليم

وجدير بالذكر أن كاتب السفر هنا لمَّح لها فقط بين السطور: "وكان داود مُقِيمًا في أورشليم"، ويا ليته كان في الحرب مع جيشه، لكان بعيدًا عن التجربة. ولكن في تَنَعُّمه بالراحة وقع في الخطية، إن سرد خطية داود في الكتاب المقدس هو مثل لأمانة وعدم انحياز كاتبي الأسفار. وتجنب إعادة تفاصيلها هنا بينما كانت الفرصة سانحة لإعادة الكلام عنها فهو لتعليمنا أنه حتى وإن كانت الفرصة مُحِقّة للكلام عن هفوات وأخطاء الآخرين فإننا لا يجب أن نُسَر في تكرار الكلام عنها، فمن الأفضل عدم الكلام عن الأشخاص أو الأعمال إن لم يكن هناك شيء حسن الذكر.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. نصرته على بني عمون

2 وَأَخَذَ دَاوُدُ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ، فَوُجِدَ وَزْنُهُ وَزْنَةً مِنَ الذَّهَبِ، وَفِيهِ حَجَرٌ كَرِيمٌ. فَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ كَثِيرَةً جِدًّا. 3 وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.

 

وَأَخَذَ دَاوُدُ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ،

فَوُجِدَ وَزْنُهُ وَزْنَةً مِنَ الذَّهَبِ، وَفِيهِ حَجَرٌ كَرِيمٌ.

فَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ.

وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ كَثِيرَةً جِدّاً. [2]

نجح يوآب في ضرب بني عمون، وإذ دخل داود إلى أرض المعركة ليُحَقِّق النصرة النهائية، أخذ تاج ملكها فوجد وزنه وزنة من الذهب، أي حوالي خمسة وسبعون رطلاً ونصف، وهو ثقيل. حقًا كل التيجان ثقيلة، فإن مسئوليات القائد لأيّة دولة ليست بالأمر الهَيِّن.

وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا،

وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ.

وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ.

ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ. [3]

ربما تُشِير العبارة هنا إلى رجال الحرب وحدهم. يرى البعض أن الشعب كان تحت تكليف لعمل جبري.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. نصرته على الفلسطينيين

4 ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ قَامَتْ حَرْبٌ فِي جَازِرَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَفَّايَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا فَذَلُّوا. 5 وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَقَتَلَ أَلْحَانَانُ بْنُ يَاعُورَ لَحْمِيَ أَخَا جُلْيَاتَ الْجَتِّيِّ. وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. 6 ثُمَّ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جَتَّ، وَكَانَ رَجُلٌ طَوِيلُ الْقَامَةِ أَعْنَشُ، أَصَابِعُهُ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ، وَهُوَ أَيْضًا وُلِدَ لِرَافَا. 7 وَلَمَّا عَيَّرَ إِسْرَائِيلَ ضَرَبَهُ يَهُونَاثَانُ بْنُ شِمْعَا أَخِي دَاوُدَ. 8 هؤُلاَءِ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ.

 

ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَامَتْ حَرْبٌ فِي جَازِرَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.

حِينَئِذٍ سَبْكَايُ الْحُوشِيُّ قَتَلَ سَفَّايَ مِنْ أَوْلاَدِ رَافَا فَذَلُّوا. [4]

قتل ثلاثة من جبابرة داود بواسطة الأعداء.

جاءت قصة أمنون وأبشالوم ما بين عدد 3، 4، وتمرُّد أبشالوم على أبيه ورد ذلك (2 صم 13: 1-21: 7)، والتي احتلت حوالي ثلث سفر صموئيل الثاني، والتي لم ترد في سفر أخبار الأيام الأول. فإن ما يهدف إليه سفرا أخبار الأيام ليس عرض أحداث التاريخ كاملة، بل الربط بين التاريخ والعبادة.

لقد قُرِضَ الفلسطينيون الوثنيون تقريبًا (أصحاح 18: 1) ولكن كما حدث في تحطيم الكنعانيين على يدي يشوع حيث بنو عناق قُرِضوا أخيرًا (يش 11: 21). فهنا كذلك في الانتصار على الفلسطينيين قُهِر عمالقة جت في النهاية. كذلك في الاشتباك بين النعمة والفساد، توجد بعض الخطايا المتأصلة مثل هؤلاء العمالقة ولا يمكن التغلُّب عليها إلاَّ بعد كفاح طويل، ولكن أخيرًا الحكم يأتي بالنصر.

وَكَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ،

فَقَتَلَ أَلْحَانَانُ بْنُ يَاعُورَ لَحْمِيَ أَخَا جُلْيَاتَ الْجَتِّيِّ.

وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. [5]

لم نسمع قط عن عمالقة بين الإسرائيليين مثل عمالقة الفلسطينيين، فهناك عمالقة في جت، ولكن ليس من عمالقة في أورشليم، فالنمو في أبناء الله هو في القامة الروحية وليس في القامة الجسمية، فهؤلاء الذين يشتهون زيادة أشبار على قامتهم، لا يدركون أنها ستجعلهم أكثر ضخامة بلا فائدة، ففي ميزان القداسة زاد داود على جليات.

ثُمَّ كَانَتْ أَيْضًا حَرْبٌ فِي جَتَّ،

وَكَانَ رَجُلٌ طَوِيلُ الْقَامَةِ أَعْنَشُ،

أَصَابِعُهُ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ،

وَهُوَ أَيْضًا وُلِدَ لِرَافَا. [6]

مع أن رجال داود كانوا ذوي قامة عادية إلاَّ أنهم بمعونة الله التي ساندتهم، كانوا أكثر صلابة في كل مقاومتهم لعمالقة جت. فالله يُسَرُّ في خفض النظرات المتعالية وإماتة العمالقة الذين على الأرض، كما غطَّى قديمًا بالفيضان المُعتدِّين بأنفسهم، فلا يجب أن يجزع أحباء الكنيسة من قوة وتشامخ الأعداء، فإن كان الله معنا فمن علينا، فماذا يصنع بضخامة أو زيادة أصبع في كل يد أو في كل رجل بالمقارنة بالقدرة الكلية؟

وَلَمَّا عَيَّرَ إِسْرَائِيلَ ضَرَبَهُ يَهُونَاثَانُ بْنُ شَمْعِي أَخِي دَاوُدَ. [7]

هؤلاء العمالقة عيَّروا إسرائيل [7] ولذلك دفعوا ثمن عجرفتهم، فالذين يُعَيِّرون الله وإسرائيل الله يرون خرابهم أكثر عيانًا، فالله يعمل أعمالاً عظيمة ولا يسمح للعدو أن يقول إن يده ارتفعت (تث 32: 27).

انتصارات ابن داود تدريجية كالتي لداود نفسه، "فنحن لا نرى بعد كل شيء مُخضَعُ له"، ولكن سنراه قريبًا "فالموت نفسه العدو الأخير سيُقْهر كهؤلاء العمالقة تمامًا.

هَؤُلاَءِ وُلِدُوا لِرَافَا فِي جَتَّ،

وَسَقَطُوا بِيَدِ دَاوُدَ وَبِيَدِ عَبِيدِهِ. [8]

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

من وحي 1 أي 20

بك أخرج إلى أرض المعركة

v خرج داود في موسم الحروب ليُحَقِّق بك النصرة الكاملة.

انطلق للمعركة مُتسلِّحًا بك،

وليس بأبطاله وخططه وإمكانياته العسكرية.

إن كان العدو لا يكف عن مقاومتي،

فأنت هو سلاحي، وقائدي، وواهب النصرة لي.

خطاياي تفسد حياتي،

لكنني، إذ أعترف لك بها طالبًا أن تشفيني،

تغفرها بدمك الثمين وحُبِّك، ولا تعود تذكرها.

v مع كل نصرةٍ، أُقَدِّم لك ذبيحة الشكر والتسبيح.

وأطلب عونًا إضافيًّا،

لأن العدو لن يتوقَّف ولا ييأس.

ومع كل نصرة، يشعل الحرب عليَّ بأكثر عنفٍ.

لكن ماذا يستطيع هذا الشرير أن يفعل،

ما دُمتُ مختفيًا فيك، ومُتمتِّعًا بحضورك الإلهي؟

v ما أكثر حيل إبليس وخداعاته،

وما أكثر قواته الشريرة التي تتهلل لسقوطنا!

لكنه في غباوة يحارب المؤمنين.

إنه يحاربك شخصيًا، فيُحَطِّم نفسه.

كلما أعدَّ لي شبكة، يسقط هو فيها.

وكلما ظن أنه يمحو اسمك من قلبي وفكري،

تتجلَّى أنت بالأكثر في داخلي،

وتُعلِن بهاء ملكوتك وعظمته.

لك المجد يا أيها العجيب في قيادتك ورعايتك وحُبِّك!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] Pastoral Care, 3:29.

[2] On Humility.

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات أخبار أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/13-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal/Tafseer-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal__01-Chapter-20.html

تقصير الرابط:
tak.la/27maqp4