St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   09-Sefr-Samoil-El-Awal
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

صموئيل الأول 30 - تفسير سفر صموئيل أول

حرق صقلغ

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب صموئيل اول:
تفسير سفر صموئيل الأول: مقدمة سفر صموئيل الأول | صموئيل الأول 1 | صموئيل الأول 2 | صموئيل الأول 3 | صموئيل الأول 4 | صموئيل الأول 5 | صموئيل الأول 6 | صموئيل الأول 7 | صموئيل الأول 8 | صموئيل الأول 9 | صموئيل الأول 10 | صموئيل الأول 11 | صموئيل الأول 12 | صموئيل الأول 13 | صموئيل الأول 14 | صموئيل الأول 15 | صموئيل الأول 16 | صموئيل الأول 17 | صموئيل الأول 18 | صموئيل الأول 19 | صموئيل الأول 20 | صموئيل الأول 21 | صموئيل الأول 22 | صموئيل الأول 23 | صموئيل الأول 24 | صموئيل الأول 25 | صموئيل الأول 26 | صموئيل الأول 27 | صموئيل الأول 28 | صموئيل الأول 29 | صموئيل الأول 30 | صموئيل الأول 31

نص سفر صموئيل الأول: صموئيل الأول 1 | صموئيل الأول 2 | صموئيل الأول 3 | صموئيل الأول 4 | صموئيل الأول 5 | صموئيل الأول 6 | صموئيل الأول 7 | صموئيل الأول 8 | صموئيل الأول 9 | صموئيل الأول 10 | صموئيل الأول 11 | صموئيل الأول 12 | صموئيل الأول 13 | صموئيل الأول 14 | صموئيل الأول 15 | صموئيل الأول 16 | صموئيل الأول 17 | صموئيل الأول 18 | صموئيل الأول 19 | صموئيل الأول 20 | صموئيل الأول 21 | صموئيل الأول 22 | صموئيل الأول 23 | صموئيل الأول 24 | صموئيل الأول 25 | صموئيل الأول 26 | صموئيل الأول 27 | صموئيل الأول 28 | صموئيل الأول 29 | صموئيل الأول 30 | صموئيل الأول 31 | صموئيل الأول كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

استغل عماليق خروج داود ورجاله من صقلغ للاشتراك في الحرب وبسرعة فائقة غزوا منطقة الجنوب وضربوا صقلغ وأحرقوها بالنار وسبوا النساء اللواتي فيها، من بينهن أخينوعم اليزرعيليَّة وأبيجايل. إذ رجع داود استشار الرب، وعوض اليأس، انطلق برجاله ليرد النساء وغنائم كثيرة، قدم منها إلى شيوخ يهوذا أصحابه.

 

1. حرق صقلغ

 

[1 -6].

2. نصرة داود

 

[7 -20].

3. اقتسام الغنيمة مع المتخلفين

 

[21 -25].

4. إرسال غنيمة إلى شيوخ يهوذا

 

[26 -31].

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. حرق صقلغ:

1 وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى صِقْلَغَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، كَانَ الْعَمَالِقَةُ قَدْ غَزَوْا الْجَنُوبَ وَصِقْلَغَ، وَضَرَبُوا صِقْلَغَ وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ، 2 وَسَبَوْا النِّسَاءَ اللَّوَاتِي فِيهَا. لَمْ يَقْتُلُوا أَحَدًا لاَ صَغِيرًا وَلاَ كَبِيرًا، بَلْ سَاقُوهُمْ وَمَضَوْا فِي طَرِيقِهِمْ. 3 فَدَخَلَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ الْمَدِينَةَ وَإِذَا هِيَ مُحْرَقَةٌ بِالنَّارِ، وَنِسَاؤُهُمْ وَبَنُوهُمْ وَبَنَاتُهُمْ قَدْ سُبُوا. 4 فَرَفَعَ دَاوُدُ وَالشَّعْبُ الَّذِينَ مَعَهُ أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا حَتَّى لَمْ تَبْقَ لَهُمْ قُوَّةٌ لِلْبُكَاءِ. 5 وَسُبِيَتِ امْرَأَتَا دَاوُدَ: أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ امْرَأَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيِّ. 6 فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ، لأَنَّ أَنْفُسَ جَمِيعِ الشَّعْبِ كَانَتْ مُرَّةً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ.

 

إذ فارق داود ورجاله جيش الفلسطينيين عادوا إلى صقلغ في اليوم الثالث ليجدوا العمالقة قد غزوا الجنوب أي ما بين جبال يهوذا والقفر كما غزوا صقلغ التي أحرقوها بالنار بعد أن سبوا النساء، والأطفال كعبيد. رفع داود ورجاله أصواتهم وبكوا بمرارة حتى لم تبق لهم قوة للبكاء.

تضايق داود جدًا فقد سُبيت امرأتاه أخينوعم اليزرعيلية أبيجايل امرأة نابال الكرملي، كما سُبيت كل نساء رجاله مع الأطفال، هذا وقد فكر الرجال في رجمه لأنه أخذهم جميعًا ولم يترك أحدًا لحراسة المدينة.

إن كانت "أخينوعم" تعني "أخي نعيم" أو "أخي بهجة"(209)، وأبيجايل تعني "أب أو مصدر الحكمة"(210)، فقد اقترن داود النبي بهما، فصار النعيم الداخلي أو البهجة في الرب كما في قرابة أخوة معه بينما حمل مصدر الحكمة فيه. هكذا يهبنا ابن داود ملكوته نعيمًا دائمًا عربونًا للأبدية ويقدم لنا ذاته مصدر الحكمة السماوية. أما عمل عدو الخير المقاوم لمسيحنا فهو أن يأسر نعيمنا وحكمتنا، لنعيش محطمين بروح القنوط والغم مملوئين بظلمة الجهالة وعدم الحكمة.

St-Takla.org Image: Now it happened, when David and his men came to Ziklag, on the third day, that the Amalekites had invaded the South and Ziklag, attacked Ziklag and burned it with fire, and had taken captive the women and those who were there, from small to great; they did not kill anyone, but carried them away and went their way. (1 Samuel 30:1, 2) صورة في موقع الأنبا تكلا: العمالقة يحرقون صقلغ بالنيران (صموئيل الأول 30: 1، 2)

St-Takla.org Image: Now it happened, when David and his men came to Ziklag, on the third day, that the Amalekites had invaded the South and Ziklag, attacked Ziklag and burned it with fire, and had taken captive the women and those who were there, from small to great; they did not kill anyone, but carried them away and went their way. (1 Samuel 30:1, 2)

صورة في موقع الأنبا تكلا: العمالقة يحرقون صقلغ بالنيران (صموئيل الأول 30: 1، 2)

ليتنا نجاهد روحيًا بروح الرب لكي نسترد فرحنا الداخلي وحكمتنا في الرب فنعيش الحياة الجديدة التي لنا في المسيح يسوع سر فرحنا وحكمتنا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. نصرة داود:

7 ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ ابْنِ أَخِيمَالِكَ: «قَدِّمْ إِلَيَّ الأَفُودَ». فَقَدَّمَ أَبِيَاثَارُ الأَفُودَ إِلَى دَاوُدَ. 8 فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ قَائِلًا: «إِذَا لَحِقْتُ هؤُلاَءِ الْغُزَاةَ فَهَلْ أُدْرِكُهُمْ؟» فَقَالَ لَهُ: «الْحَقْهُمْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ وَتُنْقِذُ». 9 فَذَهَبَ دَاوُدُ هُوَ وَالسِّتُّ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى وَادِي الْبَسُورِ، وَالْمُتَخَلِّفُونَ وَقَفُوا. 10 وَأَمَّا دَاوُدُ فَلَحِقَ هُوَ وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل، وَوَقَفَ مِئَتَا رَجُل لأَنَّهُمْ أَعْيَوْا عَنْ أَنْ يَعْبُرُوا وَادِيَ الْبَسُورِ. 11 فَصَادَفُوا رَجُلًا مِصْرِيًّا فِي الْحَقْلِ فَأَخَذُوهُ إِلَى دَاوُدَ، وَأَعْطَوْهُ خُبْزًا فَأَكَلَ وَسَقَوْهُ مَاءً، 12 وَأَعْطَوْهُ قُرْصًا مِنَ التِّينِ وَعُنْقُودَيْنِ مِنَ الزَّبِيبِ، فَأَكَلَ وَرَجَعَتْ رُوحُهُ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلاَ شَرِبَ مَاءً فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَثَلاَثِ لَيَال. 13 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «لِمَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُل عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. 14 فَإِنَّنَا قَدْ غَزَوْنَا عَلَى جَنُوبِيِّ الْكَرِيتِيِّينَ، وَعَلَى مَا لِيَهُوذَا وَعَلَى جَنُوبِيِّ كَالِبَ وَأَحْرَقْنَا صِقْلَغَ بِالنَّارِ». 15 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «هَلْ تَنْزِلُ بِي إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ؟» فَقَالَ: «احْلِفْ لِي بِاللهِ أَنَّكَ لاَ تَقْتُلُنِي وَلاَ تُسَلِّمُنِي لِيَدِ سَيِّدِي، فَأَنْزِلَ بِكَ إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ». 16 فَنَزَلَ بِهِ وَإِذَا بِهِمْ مُنْتَشِرُونَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَرْقُصُونَ بِسَبَبِ جَمِيعِ الْغَنِيمَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَخَذُوا مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَرْضِ يَهُوذَا. 17 فَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ مِنَ الْعَتَمَةِ إِلَى مَسَاءِ غَدِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ أَرْبَعَ مِئَةِ غُلاَمٍ الَّذِينَ رَكِبُوا جِمَالًا وَهَرَبُوا. 18 وَاسْتَخْلَصَ دَاوُدُ كُلَّ مَا أَخَذَهُ عَمَالِيقُ، وَأَنْقَذَ دَاوُدُ امْرَأَتَيْهِ. 19 وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ لاَ صَغِيرٌ وَلاَ كَبِيرٌ، وَلاَ بَنُونَ وَلاَ بَنَاتٌ وَلاَ غَنِيمَةٌ، وَلاَ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا أَخَذُوا لَهُمْ، بَلْ رَدَّ دَاوُدُ الْجَمِيعَ. 20 وَأَخَذَ دَاوُدُ الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ. سَاقُوهَا أَمَامَ تِلْكَ الْمَاشِيَةِ وَقَالُوا: «هذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ».

 

لم يستسلم داود للبكاء ولا تحطم باليأس إنما تشدد بالرب إلهه [6]، إذ يقول في مزاميره:

"أحبك يا رب يا قوتي،

الرب صخرتي وحصني ومنقذي.

إلهي صخرتي به أحتمي.

اكتنفتني حبال الموت، وسيول الهلاك أفزعتني

حبال الهاوية حاقت بي؛ أشراك الموت أنتشبت بي.

في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت،

فسمع من هيكله صوتي وصراخي قدام أذنيه

فأرتجَّت الأرض وارتعشت أسس الجبال ارتعدت وارتجت لأنه غضب...

أرسل من العُلي فأخذني.

نشلني من مياه كثيرة.

أنقذني من عدوي القوي ومن مبغضيَّ لأنهم أقوى مني.

أصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندي.

St-Takla.org Image: People are sad because of the attach of the Amalekites (1 Samuel 30:3-7) صورة في موقع الأنبا تكلا: الشعب في حزن شديد بسبب هجوم العمالقة (صموئيل الأول 30: 3-7)

St-Takla.org Image: People are sad because of the attach of the Amalekites (1 Samuel 30:3-7)

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشعب في حزن شديد بسبب هجوم العمالقة (صموئيل الأول 30: 3-7)

أخرجني إلى الرحب، خلصني لأنه سُر بي.

يكافئني الرب حسب برّي، حسب طهارة يديّ يردّ لي.

لأني حفظت طرق الرب ولم أعص إلهي..." (مز 18: 1-21).

"انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب" (مز 27: 14).

"عليك يا رب توكلت. لا تدعني أخزى مدى الدهر. بعدلك نجني" (مز 31: 1).

طلب داود من أبيأثار الكاهن أن يقدم له الأفود لكي يسأل الرب إن كان يمكن أن يلحق الغزاة. وإذ جاءت الإجابة الإلهية بالإيجاب أخذ ستمائة رجل وجاءوا إلى وادي البسور، جنوب صقلغ وأرض يهوذا، ربما هو وادي الشريعة.

بالرغم من كون الستمائة رجل أقوياء وجبابرة حرب لكن مائتين منهم أعيوا فلم يقدروا أن يعبروا النهر بل انتظروا مع الأمتعة، وعبر داود مع الأربعمائة رجل. ويبدو أن داود أمرهم بعدم العبور بسبب إعيائهم، ولم يتوقفوا عن خوف أو عصيان، إذ قيل "أرجعوهم في وادي البسور" [21].

التقوا برجل مصري في حالة إعياء شديد لم يأكل ولم يشرب لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال، تركه سيده العماليقي - الذي سبق أن أسره واستعبده - في الحقل بلا طعام ولا شراب لأنه مرض وصار عاجزًا عن القيام بخدمته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). قدموا له قرصًا من التين وعنقودين من الزبيب فأكل ورجعت روحه إليه. أخبرهم أنه كان مع سيده حين هاجم العمالقة جنوب الكريتيين (قبيلة من الفلسطينيين أرضهم في الجنوب (خر 25: 16؛ صف 2: 5) ربما كان أصلهم من كريت) وما ليهوذا وجنوب كالب (أرض حبرون التي أُعطيت لكالب، وبعدما أُعطيت مدينة كالب للكهنة. أخذ كالب الأرض التي حولها (يش 14: 13؛ 21: 11-12)، وعندما أحرقوا صقلغ بالنار.

طلب داود من المصري أن ينزل به إلى الغزاه فوافق بعد أن طلب منه أن يحلف بالله ألا يقتله ولا يسلمه إلى يد سيده، إذ كانوا في القديم أحيانًا يستخدمون الدليل في الحروب ثم يقتلونه لئلا يخونهم.

نزل المصري بداود ورجاله إلى العمالقة فوجدهم منتشرين على كل وجه الأرض يأكلون ويشربون ويرقصون بسبب الغنيمة العظيمة التي جمعوها من أرض الفلسطينيين ومن أرض يهوذا. كانوا في حالة لهو وعدم اكتراث إذ يعلمون أن الطرفين (الفلسطينيين وإسرائيل) في حالة حرب لن يلحقوا بهم هكذا بهذه السرعة.

 كان العمالقة كما نرى هنا جماعة عنيفة لا تعرف إلا السلب، يدها على كل إنسان (تك 16: 21)، استغلوا الحرب القائمة لينهبوا الطرفين.

يبدو أن داود ورجاله وصلوا المنطقة في المساء فكمنوا حتى نام العمالقة، وعند السحر هجم برجاله عليهم ودام القتال النهار كله، وكانت الضربة قوية إذ لم ينج من العمالقة سوى أربعمائة غلام ركبوا الجمال وهربوا. أما داود فأنقذ امرأتيه وكل النساء والأطفال واسترد الغنيمة دون أن يفقد رجلًا واحدًا في القتال. عاد الكل فرحًا، يسوقون غنيمة ضخمة دعوها غنيمة داود [20].

من هو هذا المصري الذي غزاه العماليقي واستعبده مستغلًا كل طاقاته حتى مرض جدًا ثم تركه في الحقل بلا مأوى ولا أسرة ولا أصدقاء يتضوَّر جوعًا وعطشًا في حالة موت إلا اللص اليمين الذي استعبدته الخطية وأذله عدو الخير واستخدم كل طاقاته في الشر وأخيرًا عُلق على خشبة في مذله وسط آلام مبرحة مع جوع وعطش وحرمان من كل قريب أو صديق، كما في حالة موت؟ هذا قدم له ابن داود المحارب لعماليق الحقيقي نعمته طعامًا وشرابًا، حاملًا إياه إلى أرض المعركة ليرى وينعم بنصرة المسيح ويفرح ويتهلل بغنيمة سيده، الذي حطم أبواب الجحيم وأنقذ المسبيين ودخل بهم إلى فردوسه.

St-Takla.org Image: So David inquired of the LORD, saying, "Shall I pursue this troop? Shall I overtake them?" And He answered him, "Pursue, for you shall surely overtake them and without fail recover all." So David went, he and the six hundred men who were with him, and came to the Brook Besor, where those stayed who were left behind. But David pursued, he and four hundred men; for two hundred stayed behind, who were so weary that they could not cross the Brook Besor. (1 Samuel 30:8-10) صورة في موقع الأنبا تكلا: داود ورجاله يتعقبون العمالقة (صموئيل الأول 30: 8-10)

St-Takla.org Image: So David inquired of the LORD, saying, "Shall I pursue this troop? Shall I overtake them?" And He answered him, "Pursue, for you shall surely overtake them and without fail recover all." So David went, he and the six hundred men who were with him, and came to the Brook Besor, where those stayed who were left behind. But David pursued, he and four hundred men; for two hundred stayed behind, who were so weary that they could not cross the Brook Besor. (1 Samuel 30:8-10)

صورة في موقع الأنبا تكلا: داود ورجاله يتعقبون العمالقة (صموئيل الأول 30: 8-10)

أنقذ داود امرأتيه المسبيتين أخينوعم من يزرعيل وأبيجايل امرأة نابال الكرملي وردهما إليه. إنهما كنيستا العهدين القديم والجديد، فقد انطلق ابن داود إلى الجحيم ليحطم عماليق الحقيقي، إبليس، ويرد رجال العهدين القديم والجديد ككنيسة مقدسة متحدة به أبديًا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. أقتسام الغنيمة مع المتخلفين:

21 وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى مِئَتَيِ الرَّجُلِ الَّذِينَ أَعْيَوْا عَنِ الذَّهَابِ وَرَاءَ دَاوُدَ، فَأَرْجَعُوهُمْ فِي وَادِي الْبَسُورِ، فَخَرَجُوا لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَلِقَاءِ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ. فَتَقَدَّمَ دَاوُدُ إِلَى الْقَوْمِ وَسَأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِمْ. 22 فَأَجَابَ كُلُّ رَجُل شِرِّيرٍ وَلَئِيمٍ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ سَارُوا مَعَ دَاوُدَ وَقَالُوا: «لأَجْلِ أَنَّهُمْ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَنَا لاَ نُعْطِيهِمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي اسْتَخْلَصْنَاهَا، بَلْ لِكُلِّ رَجُل امْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ، فَلْيَقْتَادُوهُمْ وَيَنْطَلِقُوا». 23 فَقَالَ دَاوُدُ: «لاَ تَفْعَلُوا هكَذَا يَا إِخْوَتِي، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَانَا وَحَفِظَنَا وَدَفَعَ لِيَدِنَا الْغُزَاةَ الَّذِينَ جَاءُوا عَلَيْنَا. 24 وَمَنْ يَسْمَعُ لَكُمْ فِي هذَا الأَمْرِ؟ لأَنَّهُ كَنَصِيبِ النَّازِلِ إِلَى الْحَرْبِ نَصِيبُ الَّذِي يُقِيمُ عِنْدَ الأَمْتِعَةِ، فَإِنَّهُمْ يَقْتَسِمُونَ بِالسَّوِيَّةِ». 25 وَكَانَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا أَنَّهُ جَعَلَهَا فَرِيضَةً وَقَضَاءً لإِسْرَائِيلَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.

 

ما أرق قلب داود، فقد غلب برجاله القليلين العمالقة بجبروتهم وكثرة عددهم، هذه النصرة لم تشغله عن السؤال عن الرجال الذين أوقفهم بسبب الإعياء، إذ "تقدم داود إلى القوم وسأل عن سلامتهم" [21].

كثيرًا ما تشغلنا النصرة عن إخوتنا خاصة الضعفاء أو المحتاجين أو المتضايقين، أما داود فقائد روحي حق، ينشغل بكل أحد، ويهتم بالكل.

طلب بعض الأشرار من المحاربين ألا يشترك المائتان رجل في الغنيمة، يكفيهم أن يستلموا نساءهم وبنيهم، أما داود فأصر أن يشترك من بقى مع الأمتعة مع المحاربين في الغنيمة، كما تقضي الشريعة (عد 31: 25-27). تحدث حتى مع القساة الأشرار بالوداعة ورقة مع حكمة حتى لا يسبب انقسامًا. لم يستخدم أسلوب الأمر كقائد ناجح بل أسلوب الحب كأخ، إذ يقول: "لا تفعلوا هكذا يا إخوتي، لأن الرب قد أعطانا وحفظنا ودفع ليدنا الغزاه الذين جاءوا علينا، ومن يسمع لكم في هذا الأمر؟! لأنه كنصيب النازل إلى الحرب نصيب الذي يقيم عند الأمتعة، فإنهم يقتسمون بالسوية" [23-24].

وأظهر محبة لجميع رجاله، كما نسب النجاح لله الذي قدم لهم هبة مجانية لهذا لاق بهم أن يقدموا لإخوتهم أيضًا من ذات الهبة التي لا فضل لهم فيها.

اشتراك الذين بقوا مع الغنيمة مع الذين عبروا النهر مع داود لمحاربة عماليق إنما هو اشتراك لرجال العهد القديم الذين أعيوا تحت ثقل الناموس مع رجال العهد الجديد الذين عبروا بالمعمودية - نهر الأردن - إلى معركة الصليب ونالوا كل نصرة بابن داود الغالب لحسابهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Then they found an Egyptian in the field, and brought him to David; and they gave him bread and he ate, and they let him drink water. And they gave him a piece of a cake of figs and two clusters of raisins. So when he had eaten, his strength came back to him; for he had eaten no bread nor drunk water for three days and three nights. Then David said to him, "To whom do you belong, and where are you from?" And he said, "I am a young man from Egypt, servant of an Amalekite; and my master left me behind, because three days ago I fell sick. "We made an invasion of the southern area of the Cherethites, in the territory which belongs to Judah, and of the southern area of Caleb; and we burned Ziklag with fire." And David said to him, "Can you take me down to this troop?" So he said, "Swear to me by God that you will neither kill me nor deliver me into the hands of my master, and I will take you down to this troop." (1 Samuel 30:11-15) صورة في موقع الأنبا تكلا: غلام مصري يعهد لداود بأن يقوده للعمالقة (صموئيل الأول 30: 11-15)

St-Takla.org Image: Then they found an Egyptian in the field, and brought him to David; and they gave him bread and he ate, and they let him drink water. And they gave him a piece of a cake of figs and two clusters of raisins. So when he had eaten, his strength came back to him; for he had eaten no bread nor drunk water for three days and three nights. Then David said to him, "To whom do you belong, and where are you from?" And he said, "I am a young man from Egypt, servant of an Amalekite; and my master left me behind, because three days ago I fell sick. "We made an invasion of the southern area of the Cherethites, in the territory which belongs to Judah, and of the southern area of Caleb; and we burned Ziklag with fire." And David said to him, "Can you take me down to this troop?" So he said, "Swear to me by God that you will neither kill me nor deliver me into the hands of my master, and I will take you down to this troop." (1 Samuel 30:11-15)

صورة في موقع الأنبا تكلا: غلام مصري يعهد لداود بأن يقوده للعمالقة (صموئيل الأول 30: 11-15)

4. إرسال غنيمة إلى شيوخ يهوذا:

26 وَلَمَّا جَاءَ دَاوُدُ إِلَى صِقْلَغَ أَرْسَلَ مِنَ الْغَنِيمَةِ إِلَى شُيُوخِ يَهُوذَا، إِلَى أَصْحَابِهِ قَائِلًا: «هذِهِ لَكُمْ بَرَكَةٌ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَاءِ الرَّبِّ». 27 إِلَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيل وَالَّذِينَ فِي رَامُوتَ الْجَنُوبِ وَالَّذِينَ فِي يَتِّيرَ، 28 وَإِلَى الَّذِينَ فِي عَرُوعِيرَ وَالَّذِينَ فِي سِفْمُوثَ وَالَّذِينَ فِي أَشْتِمُوعَ، 29 وَإِلَى الَّذِينَ فِي رَاخَالَ وَالَّذِينَ فِي مُدُنِ الْيَرْحَمْئِيلِيِّينَ وَالَّذِينَ فِي مُدُنِ الْقِينِيِّينَ، 30 وَإِلَى الَّذِينَ فِي حُرْمَةَ وَالَّذِينَ فِي كُورِ عَاشَانَ وَالَّذِينَ فِي عَتَاكَ، 31 وَإِلَى الَّذِينَ فِي حَبْرُونَ، وَإِلَى جَمِيعِ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَرَدَّدَ فِيهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ.

 

اتسم داود باتساع القلب والكرم، لذا فكر في إخوته وأصدقائه شيوخ يهوذا ليشاركوه في الغنيمة، قائلًا لهم: "هذه لكم بركة من غنيمة أعداء الرب" [26].

أرسل إلى شيوخ مدن كثيرة بلا حصر مما يكشف عن وفرة الغنيمة جدًا، أرسلها كبركة أي هدية ليس من قبله بل من قِبَل الرب واهب الغلبة والنصرة والمعطي الجميع بسخاء. وكأن داود قد حارب لا لحساب نفسه ورجاله، إنما حارب حروب الرب لحساب كل الشعب.

قدم الهدايا إلى شيوخ المدن التالية:

بيت ايل(211): وهي غير بيت إيل بنيامين، بل مدينة في جنوبي يهوذا (يش 12: 6)، تسمى أيضًا كسيل (يش 15: 30) وبتول (يش 19: 4) وبتوئيل (1 أي 4: 30)، يظن أنها خربة الرأس بين بئر سبع وخوليفة.

راموث الجنوب(212): غير راموث جلعاد (يش 19: 8)، وتسمى أيضًا رامة الجنوب (رامة النجب)، وأيضًا بعلة بئر (يش 8: 19)، وهي قرية في جنوب تخم شمعون.

يتير(213): مدينة للكهنة، في جبال اليهودية، يظن أنه تبعد 6 أميال شمال مولادة و13 ميلًا جنوب عربي حبرون. يرجع أن تكون هي خربة عتير. (يتير تعني "تفوق" أو "أفضلية" أو "استعلاء").

عروعير(214): غير عروعير التي في موآب، وهي قرية في يهوذا، على الطريق من غزة إلى وادي موسى، تبعد حوالي 12 ميلًا جنوب شرقي بئر سبع، آثارها قائمة في وادي عرارة ("عروعير" معناها "عريان" أو "دغل أشجار العرعر").

سفموت(215): اسم عبري ربما كان معناه "شوارب"، لعلها في جنوب يهوذا.

اشتموع(216): مدينة للكهنة، اسمها الحالي "سموع" أو "السموعة"، تبعد حوالي 9 أميال جنوب حبرون. "اشتموع" كلمة عبرية تعني "استماع" أو "طاعة".

راخال أو راكال(217): اسم عبري معناه "تجارة"، مدينة في يهوذا، لا يعرف موقعها الآن.

مدن اليرحمئيليين: (راجع 1 صم 27: 10).

مدينة القينيين: (راجع 1 صم 15: 6).

St-Takla.org Image: And when he had brought him down, there they were, spread out over all the land, eating and drinking and dancing, because of all the great spoil which they had taken from the land of the Philistines and from the land of Judah. Then David attacked them from twilight until the evening of the next day. Not a man of them escaped, except four hundred young men who rode on camels and fled. So David recovered all that the Amalekites had carried away, and David rescued his two wives. And nothing of theirs was lacking, either small or great, sons or daughters, spoil or anything which they had taken from them; David recovered all. Then David took all the flocks and herds they had driven before those other livestock, and said, "This is David's spoil." (1 Samuel 30:16-20) صورة في موقع الأنبا تكلا: داود يسترجع جميع ما أخذه العمالقة (صموئيل الأول 30: 16-20)

St-Takla.org Image: And when he had brought him down, there they were, spread out over all the land, eating and drinking and dancing, because of all the great spoil which they had taken from the land of the Philistines and from the land of Judah. Then David attacked them from twilight until the evening of the next day. Not a man of them escaped, except four hundred young men who rode on camels and fled. So David recovered all that the Amalekites had carried away, and David rescued his two wives. And nothing of theirs was lacking, either small or great, sons or daughters, spoil or anything which they had taken from them; David recovered all. Then David took all the flocks and herds they had driven before those other livestock, and said, "This is David's spoil." (1 Samuel 30:16-20)

صورة في موقع الأنبا تكلا: داود يسترجع جميع ما أخذه العمالقة (صموئيل الأول 30: 16-20)

حرمة(218): اسمها الأصلي صفاة (قض 1: 17) من نصيب يهوذا نُقلت إلى شمعون، تقع في الجنوب نحو تخوم آدوم، ربما كان موقعها في تل الملح، نحو 3 أميال جنوب شرقي بئر سبع (دعيت حُرمة بعد تخريبها وتحريمها (قض 1: 17)).

كورعاشان: (فرن الدخان) أو بورعاشان (حفرة الدخان) أو عاشان (دخان)، في سهل يهوذا تحولت إلى شمعون ثم صارت للاويين. تسمى خربة عاسان، شمالي غربي بئر سبع وبالقرب منها(219).

عتاكض: قرية في جنوب يهوذا، ربما هي عاتر (يش 15: 42).

حبرون: حاليًا تُدعى الخليل.

قدم داود النبي من الغنيمة لشيوخ هذه المدن وأيضًا لشيوخ جميع الأماكن التي تردد عليها هو ورجاله علامة شكره لهم على حسن ضيافتهم.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(209) Strong's Exh. Concordance, art 293. قاموس الكتاب المقدس، ص 36                  

(210) Ibis art. 26.  قاموس الكتاب المقدس، ص 201                                             

(211) Westminster Dict. Of the Bible, p 113.  قاموس الكتاب المقدس، ص 392              

(212) Ibid 791.            قاموس الكتاب المقدس، ص 1053                                      

(213) Ibid 448.            قاموس الكتاب المقدس، ص 619                                      

(214) Ibid p. 65.          قاموس الكتاب المقدس، ص 470                                       

(215) Ibid, p. 887.       قاموس الكتاب المقدس، ص 390                                      

(216) Ibid, p 277.                                            

(217) Ibid , p 789.                                      

(218) Ibid , p 40.        

(219) Ibid 68.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/09-Sefr-Samoil-El-Awal/Tafseer-Sefr-Samuel-El-Awal__01-Chapter-30.html

تقصير الرابط:
tak.la/rdv5dad