St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   45-Sefr-Makabyeen-El-Awal
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

مكابيين أول 11 - تفسير سفر المكابيين الأول

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب المكابيين الأول:
تفسير سفر المكابيين الأول: مقدمة سفر المكابيين الأول | مكابيين أول 1 | مكابيين أول 2 | مكابيين أول 3 | مكابيين أول 4 | مكابيين أول 5 | مكابيين أول 6 | مكابيين أول 7 | مكابيين أول 8 | مكابيين أول 9 | مكابيين أول 10 | مكابيين أول 11 | مكابيين أول 12 | مكابيين أول 13 | مكابيين أول 14 | مكابيين أول 15 | مكابيين أول 16

نص سفر المكابيين الأول: المكابيين الأول 1 | المكابيين الأول 2 | المكابيين الأول 3 | المكابيين الأول 4 | المكابيين الأول 5 | المكابيين الأول 6 | المكابيين الأول 7 | المكابيين الأول 8 | المكابيين الأول 9 | المكابيين الأول 10 | المكابيين الأول 11 | المكابيين الأول 12 | المكابيين الأول 13 | المكابيين الأول 14 | المكابيين الأول 15 | المكابيين الأول 16 | سفر مكابيين أول كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54 - 55 - 56 - 57 - 58 - 59 - 60 - 61 - 62 - 63 - 64 - 65 - 66 - 67 - 68 - 69 - 70 - 71 - 72 - 73 - 74

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-19): "وَجَمَعَ مَلِكُ مِصْرَ جُيُوشًا كَثِيرَةً كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ وَسُفُنًا عَدِيدَةً، وَحَاوَلَ الاِسْتِيلاَءَ عَلَى مَمْلَكَةِ الإِسْكَنْدَرِ بَالْمَكْرِ وَإِلْحَاقَهَا بِمَمْلَكَتِهِ. فَقَدِمَ سُورِيَّةَ مُتَظَاهِرًا بِالسِّلْمِ، فَفَتَحَ لَهُ أَهْلُ الْمُدُنِ وَلاَقُوهُ إِذْ كَانَ الإِسْكَنْدَرُ الْمَلِكُ قَدْ أَمَرَ بِلِقَائِهِ لأَنَّهُ صِهْرُهُ. وَكَانَ بَطُلْمَاوُسُ عِنْدَ دُخُولِهِ الْمُدُنَ يُبْقِي فِي كُلِّ مَدِينَةٍ حَرَسًا مِنَ الْجُنْدِ. وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى أَشْدُودَ أَرَوْهُ هَيْكَلَ دَاجُونَ الْمُحْرَقَ وَأَشْدُودَ وَضَوَاحِيَهَا الْمَهْدُومَةَ وَالْجُثَثَ الْمَطْرُوحَةَ، وَالَّذِينَ كَانَ يُونَاثَانُ قَدْ أَحْرَقَهُمْ فِي الْحَرْبِ، وَكَانُوا قَدْ جَعَلُوا رِجَامَهُمْ عَلَى طَرِيقِهِ، وَحَدَّثُوا الْمَلِكَ بِمَا فَعَلَ يُونَاثَانُ، يُرِيدُونَ تَجَرُّمَهُ، فَسَكَتَ الْمَلِكُ. وَلاَقَى يُونَاثَانُ الْمَلِكَ فِي يَافَا بِإِجْلاَلٍ، وَسَلَّمَ بَعْضُهُمَا عَلَى بَعْضٍ وَنَامَا هُنَاكَ، ثُمَّ شَيَّعَ يُونَاثَانُ الْمَلِكَ إِلَى النَّهْرِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَلَوْتَارُسُ، وَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَاسْتَحْوَذَ الْمَلِكُ بَطُلْمَاوُسُ عَلَى مُدُنِ السَّاحِلِ إِلَى سَلَوْكِيَةَ السَّاحِلِيَّةِ، وَكَانَ مُضْمِرًا لِلإِسْكَنْدَرِ السُّوءَ. ثُمَّ أَنْفَذَ رُسُلًا إِلَى دِيمِتْرِيُوسَ الْمَلِكِ قَائِلًا: «هَلُمَّ فَنَعْقِدُ عَهْدًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأَهِبُ لَكَ بِنْتِي الَّتِي عِنْدَ الإِسْكَنْدَرِ، وَتَمْلِكُ مُلْكَ أَبِيكَ، فَإِنِّي قَدْ نَدِمْتُ عَلَى عَطَائِي ابْنَتِي لَهُ لأَنَّهُ رَامَ قَتْلِي». وَتَجَنَّى عَلَيْهِ طَمَعًا فِي مُلْكِهِ. ثُمَّ اسْتَرَدَّ ابْنَتَهُ، وَأَعْطَاهَا لِدِيمِتْرِيُوسَ، وَتَغَيَّرَ عَلَى الإِسْكَنْدَرِ، وَظَهَرَتْ عَدَاوَتُهُمَا. ثُمَّ إِنَّ بَطُلْمَاوُسَ دَخَلَ إِنْطَاكِيَةَ، وَوَضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجَيْنِ، تَاجَ أَسِيَّا وَتَاجَ مِصْرَ وَكَانَ الإِسْكَنْدَرُ الْمَلِكُ إِذْ ذَاكَ فِي كِيلِيكِيَّةَ، لأَنَّ أَهْلَ تِلْكَ الْبِلاَدِ كَانُوا قَدْ تَمَرَّدُوا، فَلَمَّا سَمِعَ الإِسْكَنْدَرُ قَدِمَ لِمُقَاتَلَتِهِ، فَأَخْرَجَ بَطُلْمَاوُسُ جَيْشَهُ، وَلاَقَاهُ بِعَسْكَرٍ شَدِيدٍ، فَكَسَرَهُ، فَهَرَبَ الإِسْكَنْدَرُ إِلَى دِيَارِ الْعَرَبِ مُسْتَجِيرًا بِهِمْ، وَعَظُمَ أَمْرُ بَطُلْمَاوُسَ الْمَلِكِ. فَقَطَعَ زَبْدِيئِيلُ الْعَرَبِيُّ رَأْسَ الإِسْكَنْدَرِ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى بَطُلْمَاوُسَ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مَاتَ بَطُلْمَاوُسُ الْمَلِكُ، فَأَهْلَكَ رِجَالُ الْجُنْدِ الْحُرَّاسَ الَّذِينَ فِي الْحُصُونِ، وَمَلَكَ دِيمِتْرِيُوسُ فِي السَّنَةِ الْمِئَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالسِّتِّينَ."

بعض نقاط تاريخية من المؤرخين لتوضيح ما حدث

1. واضح أن بطلميوس أُرغِمَ على تزويج ابنته للإسكندر عن غير اقتناع فهو أولًا غير مقتنع بالإسكندر وثانيًا هو طامع في إخضاع سوريا لحكمه. وربما هو ظن أنه بتزويج ابنته للإسكندر فهو بهذا قد ضمن سوريا تحت حكمه عن طريق ابنته، ولكن الآن هو وجد ديمتريوس الثاني في الصورة مطالبًا بالعرش، فوجد أن هذه هي فرصته، وأراد تزويج ابنته لديمتريوس بدلًا من الإسكندر.

2. هو أقحم ذاته في الأحداث متظاهرًا بأنه يبغي خير البلاد، وصعد بجيش كبير على سواحل فينيقية والسكان رحبوا به فهو صهر مليكهم الإسكندر، وهكذا أوصاهم الإسكندر أن يفعلوا. وقد فهم بعض السكان الفينيقيين ما يقصده بطلميوس ورحبوا به أيضًا فهم يرون استقرار حكمه ومملكته.

3. نجد بطلميوس هنا يتصرف كأنه ملك للبلاد ويستمع لشكاوي السكان ضد يوناثان، ولكنه لم يلق بالًا إلى ذلك، إذ أن فكره مشغول بالإستيلاء على كل سوريا. وكان بطلميوس يترك حامية في كل بلد يمر به. يريدون تجرُّمه= أي يكون مجرمًا في عين ملك مصر فيلومه أو يعزله (آية5).

4. الإسكندر كان في كيليكية لإخماد تمرد وترك خلفه أمونيوس وكيله لتدبير شئون البلاد، وهذا خشى على عرش سيده فحاول قتل بطلميوس بالسم. فطلب بطلميوس من الإسكندر تسليمه أمونيوس فدافع الإسكندر عن وزيره ورفض تسليمه لبطلميوس، فاعتبر بطلميوس أن الإسكندر وراء حادثة الإغتيال. وخشى أهل إنطاكية من الفتنة فقاموا بإلقاء القبض على أمونيوس وقتلوه، خصوصًا أنهم كانوا يكرهونه. ولكن هذا لم يكفي بطلميوس إذا كان كارهًا للإسكندر.

5. اعتبر بطلميوس يوناثان حليفًا له ولم يبكته على شكوى أهل أشدود. وشيع يوناثان بطلميوس حتى نهر ألوتارس وهو يعرف حاليًا بالنهر الكبير.

6. عرض بطلميوس على ديمتريوس الثاني أن يزوجه ابنته ويساعده على أن يصل للملك بدلًا من الإسكندر على أن يحصل على جزء من جنوب مملكة سوريا فوافق ديمتريوس.

7. بينما كان الإسكندر في كيليكية وضع بطلميوس تاج مصر وسوريا على رأسه بعد أن دخل إنطاكية مؤيدًا من الشعب. ويظهر بعد ذلك كأنه وهب سوريا لديمتريوس الثاني.

8. قدم الإسكندر ليدافع عن عرشه فتصدى له جيش بطلميوس مع جيش ديمتريوس وهزموه. لكن بطلميوس أصيب بجرح مات بسببه بعد 4 أيام.

9. لجأ الإسكندر للعرب لحمايته فقتلوه بدلًا من أن يحموه وأرسلوا رأسه إلى بطلميوس الذي رآها قبل أن يموت مباشرة!! مات ملكان يتصارعان على ممالك فانية فماذا أخذ كل منهما معه!! وحصل على المملكة آخر غيرهما سيفقدها هو الآخر بعد قليل ويموت وهكذا.

10. حينما مات بطلميوس أنقلب رجال الحصون السورية على حراسه وقتلوهم. وغالبًا غادر الجيش المصري سوريا بعدها.

الآيات (20-28): "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَمَعَ يُونَاثَانُ رِجَالَ الْيَهُودِيَّةِ لِفَتْحِ الْقَلْعَةِ الَّتِي بِأُورُشَلِيمَ، وَنَصَبَ عَلَيْهَا مَجَانِيقَ كَثِيرَةً. فَانْطَلَقَ قَوْمٌ مِنْ مُبْغِضِي أُمَّتِهِمْ مِنَ الرِّجَالِ الْمُنَافِقِينَ إِلَى الْمَلِكِ، وَأَخْبَرُوهُ بِأَنَّ يُونَاثَانَ يُحَاصِرُ الْقَلْعَةَ. فَلَمَّا سَمِعَ اسْتَشَاطَ غَضَبًا، وَسَارَ مِنْ سَاعَتِهِ قَاصِدًا بَطُلْمَايِسَ، وَكَتَبَ إِلَى يُونَاثَانَ أَنْ يَكُفَّ عَن مُحَاصَرَةِ الْقَلْعَةِ، وَأَنْ يُبَادِرَ إِلَى مُلاَقَاتِهِ فِي بَطُلْمَايِسَ لِلْمُوَاجَهَةِ. فَلَمَّا بَلَغَ ذلِكَ يُونَاثَانَ أَمَرَ بِأَنْ يَسْتَمِرُّوا عَلَى الْحِصَارِ، وَاخْتَارَ بَعْضًا مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَالْكَهَنَةِ وَخَاطَرَ بِنَفْسِهِ، وَأَخَذَ مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالْحُلَلِ وَسَائِرِ الْهَدَايَا شَيْئًا كَثِيرًا، وَانْطَلَقَ إِلَى الْمَلِكِ فِي بَطُلْمَايِسَ، فَنَالَ حُظْوَةً لَدَيْهِ. وَوَشَى بِهِ قَوْمٌ مِنَ الأُمَّةِ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ، إِلاَّ أَنَّ الْمَلِكَ عَامَلَهُ كَمَا كَانَ أَسْلاَفُهُ يُعَامِلُونَهُ، وَعَظَّمَهُ لَدَى أَصْحَابِهِ جَمِيعًا، وَأَقَرَّهُ فِي الْكَهَنُوتِ الأَعْظَمِ وَفِي كُلِّ مَا كَانَ لَهُ مِنَ الاِخْتِصَاصَاتِ، وَجَعَلَهُ مِنْ أَوَّلِ أَصْدِقَائِهِ. وَسَأَلَ يُونَاثَانُ الْمَلِكَ أَنْ يُعْفِيَ الْيَهُودِيَّةَ وَالْمُدُنَ الثَّلاَثَ وَأَرْضَ السَّامِرَةِ مِنْ كُلِّ جِزْيَةٍ، وَوَعَدَهُ بِثَلاَثِ مِئَةِ قِنْطَارٍ."

إنتهز يوناثان الفرصة، فهناك حروب انشغل الملوك فيها وأراد الإستيلاء على قلعة عكرا التي تنغص على المصلين في الهيكل. ووشى الحزب اليوناني به لدى ديمتريوس فإستشاط ديمتريوس، وهنا تظهر دبلوماسية يوناثان فهو لم يطلب الحرب بل ذهب ليتقابل مع ديمتريوس ومعه هدايا وطيب قلبه. فلم يسمع ديمتريوس للوشاة بل ثبت يوناثان وذلك ليضمن حليفًا له أمام البطالمة. وفي مقابل هذا أعفاه الملك من كل جزية في مقابل 300 قنطار وكان هذا هو وعد ديمتريوس الأول ليوناثان من قبل.

الآيات (29-37): "فَارْتَضَى الْمَلِكُ، وَكَتَبَ لِيُونَاثَانَ كُتُبًا فِي ذلِكَ كُلِّهِ وَهذِهِ صُورَتُهَا: «مِنْ دِيمِتْرِيُوسَ الْمَلِكِ إِلَى يُونَاثَانَ أَخِيهِ وَأُمَّةِ الْيَهُودِ سَلاَمٌ. نُسْخَةُ الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبْنَاهُ فِي حَقِّكُمْ إِلَى لَسْطَانِيسَ قَرِيبِنَا كَتَبْنَا بِهَا إِلَيْكُمْ لِتَقِفُوا عَلَى مَضْمُونِهَا: مِنْ دِيمِتْرِيُوسَ الْمَلِكِ إِلَى لَسْطَانِيسَ أَبِيهِ سَلاَمٌ. لَقَدْ رَأَيْنَا أَنْ نُحْسِنَ إِلَى أُمَّةِ الْيَهُودِ أَوْلِيَائِنَا الْمُحَافِظِينَ عَلَى مَا يَحِقُّ لَنَا وَفَاءً بِمَا سَبَقَ مِنْ بِرِّهِمْ لَنَا، فَجَعَلْنَا لَهُمْ تُخُومَ الْيَهُودِيَّةِ وَالْمُدُنَ الثَّلاَثَ، وَهِيَ: أَفَيْرَمَةُ وَلُدَّةُ وَالرَّامَتَائِيمُ الَّتِي أُلْحِقَتْ بِالْيَهُودِيَّةِ مِنْ أَرْضِ السَّامِرَةِ وَجَمِيعَ تَوَابِعِهَا، فَتَكُونُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَذْبَحُونَ فِي أُورُشَلِيمَ بَدَلَ الضَّرَائِبِ الْمَلَكِيَّةِ الَّتِي كَانَ الْمَلِكُ يَسْتَخْرِجُهَا مِنْهُمْ قَبْلًا فِي كُلِّ سَنَةٍ مِنْ إِتَاءِ الأَرْضِ وَثَمَرِ الأَشْجَارِ. وَسَائِرُ مَا يَحِقُّ لَنَا مِنَ الْعُشُورِ وَالْوَضَائِعِ وَوِهَادِ الْمِلْحِ وَالأَكَالِيلَ، هذَا كُلُّهُ قَدْ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِمْ بِهِ تَبَرُّعًا، وَمِنَ الآنَ لاَ يُلْغَى شَيْءٌ مِنْ هذَا الإِنْعَامِ مَا طَالَ الزَّمَانُ. فَالآنَ اكْتُبُوا نُسْخَةً مِنْ هذَا الرَّسْمِ، وَلْتُسَلَّمْ إِلَى يُونَاثَانَ، وَلْتُوضَعْ فِي الْجَبَلِ الْمَقْدَّسِ فِي مَوْضِعٍ مَشْهُودٍ."

هذه المعاهدة صورة مختصرة لمعاهدة الأب ديمتريوس الأول والتي رفضها يوناثان من قبل مفضلًا التحالف مع الإسكندر. يوناثان أخيه= هذه إشارة لأن يوناثان صار له رتبة "نسيب الملك". وهي أعلى من رتبة "صديق الملك". لسطانيس= حاكم سورية وأحد المقربين من ديمتريوس الثاني، وكان قائدًا لجيوش الملك عندما أتى من روما وساعده في الحصول على العرش من الإسكندر. ويسميه ديمتريوس أبوه  (أَبِيهِ) = وهذا يعني صاحب فضل عليَّ. والآن هو من كبار رجال ديمتريوس وربما رئيسًا لوزرائه.

أفيرمة= أفرايم. الرامتائيم= هي الرامة مركز صموئيل النبي ومنها يوسف الرامي. لُدَّةُ = اللد ثلاث مقاطعات أو ولايات تركها ديمتريوس لليهود.

الآيات (38-53): "وَرَأَى دِيمِتْرِيُوسُ الْمَلِكُ أَنَّ الأَرْضَ قَدِ اطْمَأَنَّتْ لَدَيْهِ لاَ يُنَازِعُهُ مُنَازِعٌ؛ فَسَرَّحَ جَمِيعَ جُيُوشِهِ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، مَا خَلاَ الْجُنُودَ الْغُرَبَاءَ الَّذِينَ جَاءَ بِهِمْ مِنْ جَزَائِرِ الأُمَمِ، فَمَقَتَهُ جُيُوشُ آبَائِهِ كُلُّهُمْ. وَكَانَ تَرِيفُونُ مِنْ أَحْزَابِ الإِسْكَنْدَرِ قَبْلًا، فَلَمَّا رَأَى أَنَّ الْجُيُوشَ جَمِيعَهَا تَتَذَمَّرُ عَلَى دِيمِتْرِيُوسَ، انْطَلَقَ إِلَى أَيْمَلْكُوئِيلَ الْعَرَبِيِّ وَكَانَ يُرَبِّي أَنْطِيُوكُسَ بْنَ الإِسْكَنْدَرِ، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يُسَلِّمَهُ إِلَيْهِ لِكَيْ يَمْلِكَ مَكَانِ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا فَعَلَ دِيمِتْرِيُوسُ وَبِمَا لَهُ فِي الْجُيُوشِ مِنَ الْعَدَاوَةِ، وَمَكَثَ هُنَاكَ أَيَّامًا كَثِيرَةً. وَأَرْسَلَ يُونَاثَانُ إِلَى دِيمِتْرِيُوسَ الْمَلِكِ، أَنْ يُخْرِجَ الْجُنُودَ الَّذِينَ فِي الْقَلْعَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَالَّذِينَ فِي الْحُصُونِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يُحَارِبُونَ إِسْرَائِيلَ، فَأَرْسَلَ دِيمِتْرِيُوسُ إِلَى يُونَاثَانَ قَائِلًا: «سَأَفْعَلُ ذلِكَ لَكَ وَلأُمَّتِكَ بَلْ سَأُعَظِّمُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ، تَعْظِيمًا مَتَى وَافَقَتْنِي فُرْصَةٌ. وَالآنَ فَإِنَّكَ تُحْسِنُ الصَّنِيعَ إِذَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ رِجَالًا يَكُونُونَ فِي نَجْدَتِي، فَإِنِّي قَدْ خَذَلَتْنِي جُيُوشِي كُلُّهَا». فَوَجَّهَ يُونَاثَانُ ثَلاَثَ آلاَفِ رَجُلٍ أَشِدَّاءَ الْبَأْسِ إِلَى إِنْطَاكِيَةَ، فَوَافَوُا الْمَلِكَ، فَفَرِحَ الْمَلِكُ بِقُدُومِهِمْ. وَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ، وَكَانُوا مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ يُحَاوِلُونَ قَتَلَ الْمَلِكِ، فَهَرَبَ الْمَلِكُ إِلَى دَارِهِ، فَاسْتَوْلَى أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَلَى طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا فِي الْقِتَالِ. فَدَعَا الْمَلِكُ الْيَهُودَ لِنَجْدَتِهِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ كُلُّهُمْ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا بِجُمْلَتِهِمْ فِي الْمَدِينَةِ، فَقَتَلُوا في الْمَدِينَةِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِئَةَ أَلْفِ رَجُلٍ، وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَخَلَّصُوا الْمَلِكَ. فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنَّ الْيَهُودَ قَدِ اسْتَوْلَوْا عَلَى الْمَدِينَةِ يَفْعَلُونَ مَا شَاءُوا، انْخَلَعَتْ قُلُوبُهُمْ وَصَرَخُوا إِلَى الْمَلِكِ مُتَضَرِّعِينَ وَقَالُوا: «عَاقِدْنَا، وَلْيَكُفِّ الْيَهُودُ عَنِ الإِيقَاعِ بِنَا وَبِالْمَدِينَةِ». فَأَلْقَوْا السِّلاَحَ وَعَقَدُوا الْمُصَالَحَةَ، فَعَظُمَ أَمْرُ الْيَهُودِ عِنْدَ الْمَلِكِ وَعِنْدَ جَمِيعِ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِغَنَائِمَ كَثِيرَةٍ. وَجَلَسَ دِيمِتْرِيُوسُ الْمَلِكُ عَلَى عَرْشِ مُلْكِهِ وَهَدَأَتِ الأَرْضُ أَمَامَهُ، فَأَخْلَفَ فِي جَمِيعِ مَا وَعَدَ، وَتَغَيَّرَ عَلَى يُونَاثَانَ وَكَافَأَهُ بِخِلاَفِ مَا صَنَعَ إِلَيْهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ جِدًّا."

كان عدم حكمة من ديمتريوس أن يسرح جيشه فينقلب عليه الجيش والناس، فرواتب الجيش هي لأهل الجنود يتعيشون منها. ولكنه كان قد انصرف إلى حياة اللهو وأراد النقود بدلًا من أن يصرفها على جيشه. وترك ديمتريوس فقط المرتزقة الذين من كريت لأن لسطانيس من كريت وهو الذي قام بتجنيدهم، وهذا مما ضايق الشعب ضده. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). إيملكوئيل العربي= هو ابن زبديئيل (آية 17) وقد ساند يوناثان ديمتريوس وقتل مع جنوده 100.000 من الثوار (وهؤلاء شعب عادي غير مدرب على الحرب) ولكن ديمتريوس عاد وانقلب عليه.

الآيات (54-74): "وَبَعْدَ ذلِكَ رَجَعَ تَرِيفُونُ وَمَعَهُ أَنْطِيُوكُسُ وَهُوَ غُلاَمٌ صَغِيرٌ، فَمَلَكَ أَنْطِيُوكُسُ وَلَبِسَ التَّاجَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْجُيُوشِ الَّتِي سَرَّحَهَا دِيمِتْرِيُوسُ، وَقَاتَلُوا دِيمِتْرِيُوسَ فَفَرَّ مُنْهَزِمًا، فَاسْتَوْلَى تَرِيفُونُ عَلَى الْفِيَلَةِ، ثُمَّ فَتَحَ إِنْطَاكِيَةَ. وَكَتَبَ أَنْطِيُوكُسُ الصَّغِيرُ إِلَى يُونَاثَانَ قَائِلًا: «إِنِّي أُقِرُّكَ فِي الْكَهَنُوتِ الأَعْظَمِ، وَأُقِيمُكَ عَلَى الْمُدُنِ الأَرْبَعِ وَأَتَّخِذُكَ مِنْ أَصْدِقَاءِ الْمَلِكِ». وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ آنِيَةً مِنَ الذَّهَبِ لِخِدْمَتِهِ، وَأَبَاحَ لَهُ أَنْ يَشْرَبَ فِي الذَّهَبِ وَيَلْبَسَ الأُرْجُوانَ بِعُرْوَةِ الذَّهَبِ، وَأَقَامَ سِمْعَانَ أَخَاهُ قَائِدًا مِنْ عَقَبَةِ صُورَ إِلَى حُدُودِ مِصْرَ. وَخَرَجَ يُونَاثَانُ وَطَافَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ وَفِي الْمُدُنِ، فَاجْتَمَعَتْ لِمُظَاهَرَتِهِ جَمِيعُ جُيُوشِ سُورِيَّةَ، وَقَدِمَ أَشْقَلُونَ فَلاَقَاهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِاحْتِفَالٍ. وَانْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى غَزَّةَ، فَأَغْلَقَ أَهْلُ غَزَّةَ الأَبْوَابَ فِي وَجْهِهِ، فَحَاصَرَهَا وَأَحْرَقَ ضَوَاحِيَهَا بِالنَّارِ وَنَهَبَهَا. فَسَأَلَ أَهْلُ غَزَّةَ يُونَاثَانَ الأَمَانَ فَعَاقَدَهُمْ، وَأَخَذَ أَبْنَاءَ رُؤَسَائِهِمْ رَهَائِنَ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ، ثُمَّ جَالَ فِي الْبِلاَدِ إِلَى دِمَشْقَ. وَسَمِعَ يُونَاثَانُ أَنَّ قُوَّادَ دِيمِتْرِيُوسَ قَدْ بَلَغُوا إِلَى قَادَشِ الْجَلِيلِ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْزِلُوهُ عَنِ الْوِلاَيَةِ، فَزَحَفَ لِمُلاَقَاتِهِمْ، وَخَلَّفَ سِمْعَانَ أَخَاهُ فِي الْبِلاَدِ. فَحَاصَرَ سِمْعَانُ بَيْتَ صُورَ وَحَارَبَهَا أَيَّامًا كَثِيرَةً وَأَحَاطَ بِهَا، فَسَأَلُوهُ الْمُعَاقَدَةَ فَعَاقَدَهُمْ، وَأَخْرَجَهُمْ مِنْ هُنَاكَ وَفَتَحَ الْمَدِينَةَ وَأَقَامَ فِيهَا حَرَسًا. وَأَمَّا يُونَاثَانُ وَجَيْشُهُ فَنَزَلُوا عَلَى مَاءِ جِنَّاسَرَ، وَقَبْلَ الْفَجْرِ زَحَفُوا إِلَى سَهْلِ حَاصُورَ، فَإِذَا بِجَيْشِ الأَجَانِبِ يُلاَقِيهِمْ فِي السَّهْلِ، وَقَدْ أَقَامُوا عَلَيْهِمْ كَمِينًا فِي الْجِبَالِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَتَقَدَّمُونَ تُجَاهَهُمْ، ثَارَ الْكَمِينُ مِنْ مَوَاضِعِهِمْ وَأَلْحَمُوا الْقِتَالَ، فَفَرَّ رِجَالُ يُونَاثَانَ جَمِيعًا، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ مَتَّثْيَا ابْنُ أَبْشَالُومَ وَيَهُوذَا بْنُ حَلْفِي قَائِدَا الْجُيُوشِ. فَمَزَّقَ يُونَاثَانُ ثِيَابَهُ وَحَثَا التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ وَصَلَّى، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِمْ يُقَاتِلُهُمْ فَانْهَزَمُوا وَهَرَبُوا. وَلَمَّا رَأَى ذلِكَ الَّذِينَ هَرَبُوا مِنْ رِجَالِهِ رَجَعُوا، وَتَعَقَّبُوا الْعَدُوَ مَعَهُ إِلَى قَادَشَ إِلَى مُعَسْكَرِهِمْ وَنَزَلُوا هُنَاكَ، فَسَقَطَ مِنَ الأَجَانِبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ ثَلاَثَةُ آلاَفِ رَجُلٍ، وَرَجَعَ يُونَاثَانُ إِلَى أُورُشَلِيمَ."

تريفون يرجع ويملك أنطيوخس الصغير، وأنطيوخس يرسل ليوناثان يثبته في وظائفه. وأنطيوخس هذا هو ابن الإسكندر وكليوباترا وكان عمره آنئذ خمس سنوات. المدن الأربع= يضاف للمدن الثلاث السابقة مدينة أقربتين. يشرب في الذهب= اعتراف بأنه ملك. وكانت جولات يوناثان في مناطق سوريا هي تأييد لأنطيوخس الصغير. ولكن أهل غزة رفضوا إستقباله فضربهم لأن غزة كانت موالية لديمتريوس الثاني. ولكن ديمتريوس المعزول يجمع جيشًا ويحاربه يوناثان فيهزمه وينسحب، لكن كان هذا بعد صلاة وانسحاق من يوناثان. وكان ديمتريوس قد رأى أنه من الصعب أن يستولي على إنطاكية فرأى أن من الأسهل أن يستولي على منطقة نفوذ يوناثان ومنها يحارب أنطيوخس وتريفون. ماء جناسر= بحيرة جنيسارات أي بحر الجليل وبعد ذلك سميت بحيرة طبرية تكريمًا لطيباريوس قيصر. حاصور= قلعة على مسافة عشرة كيلومترات شمال بحيرة طبرية. وفي آية (68) نجد جيش ديمتريوس يحاصر يوناثان من أمام ومن خلف.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات مكابيين أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/45-Sefr-Makabyeen-El-Awal/Tafseer-Sefr-El-Makabyein-El-Awal__01-Chapter-11.html

تقصير الرابط:
tak.la/2gg9t5n