St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   34-Sefr-Youil
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

يوئيل 1 - تفسير سفر يوئيل

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب يوئيل:
تفسير سفر يوئيل: مقدمة سفر يوئيل | يوئيل 1 | يوئيل 2 | يوئيل 3

نص سفر يوئيل: يوئيل 1 | يوئيل 2 | يوئيل 3 | يوئيل كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آيات (1-4): "قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى يُوئِيلَ بْنِ فَثُوئِيلَ: اِسْمَعُوا هذَا أَيُّهَا الشُّيُوخُ، وَأَصْغُوا يَا جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ! هَلْ حَدَثَ هذَا فِي أَيَّامِكُمْ، أَوْ فِي أَيَّامِ آبَائِكُمْ؟ أَخْبِرُوا بَنِيكُمْ عَنْهُ، وَبَنُوكُمْ بَنِيهِمْ، وَبَنُوهُمْ دَوْرًا آخَرَ. فَضْلَةُ الْقَمَصِ أَكَلَهَا الزَّحَّافُ، وَفَضْلَةُ الزَّحَّافِ أَكَلَهَا الْغَوْغَاءُ، وَفَضْلَةُ الْغَوْغَاءِ أَكَلَهَا الطَّيَّارُ."

 

اسمعوا هذا أيها الشيوخ = الشيخوخة تشير للحكمة، وعلى الحكماء أن يراقبوا طرق الله ويُعلِّموا الأقل حكمة = اخبروا بنيكم. وهذا هو مفهوم التقليد في الكنيسة الأرثوذكسية (في9:4 + 2تي2:2) وماذا رأى هؤلاء الشيوخ؟ هَلْ حَدَثَ هذَا فِي أَيَّامِكُمْ..؟ فَضْلَةُ الْقَمَصِ أَكَلَهَا الزَّحَّافُ.. إلخ. = والمعنى أن هذا لم يحدث من قبل أن الجراد أكل كل ما هو أخضر، وعلى الشيخ الحكيم أن يحلل لماذا حدث هذا الآن؟ والإجابة بلا شك هي الخطية التي تفشت. فالله يريد الخير للكل ولكل العالم وهو صانع خيرات، وهو لا يسمح بضربة مثل هذه إلا بسبب الخطية. ولاحظ قوله يا جميع سكان الأرض = فكما لم يحدد زمان لهذه النبوة فصارت نبوة كل زمان، هنا أيضًا يتضح أنها موجهة لكل إنسان في كل مكان. وضربة الجراد هذه كانت ضربة رباعية. القَمَصْ = هو الجراد عندما يخرج من بيضه عاجزًا عن الحركة. وَالزَّحَّافُ هو الجراد عندما يبدأ في الحركة فيمشي والأدق أنه يزحف وَالْغَوْغَاءِ هو عندما ينبت له جناحان صغيران. وَالطَّيَّارُ = عندما ينطلق ليطير في الجو. ولأنهم أربعة أطوار ورقم 4 يشير للعمومية فهو يشير لأنحاء العالم الأربعة لذلك يمكن تفسير هذه الآية كما يلي:

St-Takla.org Image: Locusts or Oedipoda Migratoria

صورة في موقع الأنبا تكلا: أنواع من الجراد، جرادة

1. ضربات الجراد بأربعة أنواعه أكلت كل خيرات أرض يهوذا، فهي ضربة شاملة عامة.

2. هذه المراحل من الجراد تشير لحرب الخطيئة ضدنا وغزوها للقلب. فهي تبدأ أولًا كالثعالب الصغيرة = كالقَمَصْ تتسلل إلى القلب والفكر والحواس وإذا استهان بها الإنسان تفسده وإذ يقوم القمص بدوره الخفي ينفتح الباب للزحاف حيث تزحف إلينا خطايا أخرى وهذه تجرنا إلى ما هو أبشع، وهذه صورة الطيار التي تنطلق بنا إلى أعماق الهاوية والخراب (رؤ1:9-12).

3. الله أيضًا في تأديباته له نفس الأسلوب فهو يبدأ بتأديب بسيط فإن لم يتب الإنسان تأتي ضربة أكبر وهكذا. راجع قصة سدوم وعمورة فقبل خرابها النهائي سقطوا تحت الجزية فترة طويلة ثم هزموا في حرب وأخذوا أسرى، ثم ضربوا بالعمى.

4. هذا ما حدث مع إسرائيل فقد ضربتها أشور عدة مرات قبل سقوطها النهائي.

5. وهذا ما حدث مع يهوذا فقد سقطوا في يد بابل ثم فارس ثم اليونان ثم أتى خرابهم النهائي ونهايتهم على يد الرومان (وهم أربعة ممالك) كأربع مراحل الجراد التي ذُكِرَتْ بل أن سبي بابل تم على أربع مراحل وكانت المرحلة الرابعة تدميرًا كاملًا لأورشليم والمعنى أن الخطية تتسلل لتفسد الإنسان والله بسماح منه يؤدِّب بتدريج ليخلص الإنسان. ويجب أن نلاحظ أنه كلما ازدادت الخطية عمقًا كلما ازدادت حدة التأديب، وهذا لأن الخطية تحمل في ذاتها فسادها ومرارتها فالمؤمن حين ينحرف نحو محبة العالم وشهوات الجسد يسمح الله أن يتركه لنتائجها ليتأدب.

 

الآيات (5-7): "اِصْحُوا أَيُّهَا السَّكَارَى، وَابْكُوا وَوَلْوِلُوا يَا جَمِيعَ شَارِبِي الْخَمْرِ عَلَى الْعَصِيرِ لأَنَّهُ انْقَطَعَ عَنْ أَفْوَاهِكُمْ. إِذْ قَدْ صَعِدَتْ عَلَى أَرْضِي أُمَّةٌ قَوِيَّةٌ بِلاَ عَدَدٍ، أَسْنَانُهَا أَسْنَانُ الأَسَدِ، وَلَهَا أَضْرَاسُ اللَّبْوَةِ. جَعَلَتْ كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشَّمَةً. قَدْ قَشَرَتْهَا وَطَرَحَتْهَا فَابْيَضَّتْ قُضْبَانُهَا."

السَّكَارَى = قد يكونون السَّكَارَى فعلًا بالخمر، وقد يكونون السَّكَارَى بمحبة الخطية فنسوا الله (أش9:29) وهنا دعوة لهم أن يبكوا (ابْكُوا) لأن العصير قد انقطع عن أفواههم (الْعَصِيرِ.. انْقَطَعَ عَنْ أَفْوَاهِكُمْ) ولو هم سكارى بالخمر فسيأتي الجراد ويزيل كرومهم، ولو هم سكارى بالخطية ومحبة العالم فسيأتي اليوم الذي تنتهي فيه هيئة هذا العالم (رؤ9:18). ولنلاحظ أنه كلما ازددنا في ملذات الجسد ازدادت مشاكلنا وآلامنا، ومن يطلب خمر العالم أي أفراح الخطية يحرم نفسه من أفراح الروح القدس،

وهذا ما كان يقصده بولس الرسول (أف 5: 18-21). ونراه يطلب منا الامتلاء من الروح لكي يزداد فرحنا. وفي (6) صعدت على أرضي أمة قوية = قد تكون هذه الأمة القوية هي جيش الجراد. وقد يكون النبي هنا قد انفتحت بصيرته فرأَى جيوش الأعداء الآتية في المستقبل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقد تكون هذه الأرض هي أنا أو أنت وقد قام عليها إبليس كجيش قوي. ولكن لم يكن إبليس ليكتسب قوته إن لم نسكر نحن أولًا بخمر هذا العالم. وإبليس فعلًا قال عنه الكتاب أنه أسد زائر (1بط8:5) = أسنانها أسنان الأسد. ولكن حقيقته أنه جرادة يمكن أن يطأها الإنسان بقدميه [أعطيتكم سلطانًا أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو] (لو 10: 19). وهذا السلطان نشعر به حينما ندوس العالم بأرجلنا. وهجمات الشياطين على أرض الله أي نحن كرمته وتينته يخربها ويهشمها (كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشَّمَةً) = ولكن لم يكن لهم سلطان إلاّ لأننا تهاوننا مع الخطية وأحببنا عطايا الشيطان وتسهيلاته للخطية. والله يسمينا كرمة لأنه يفرح بنا ومن عصيرنا، أي بقبولنا للآلام معه فندخل لقيامته. ويسمينا تينة = لأنها تضم عدد كبير من البذور فتشير لوحدة الكنيسة في محبة، وجدار التينة الذي يحوي البذور هو الكنيسة. والمحبة تعطي المذاق الحلو وقبولنا للخطية ينزع عنا حماية المسيح ملجأنا = قشرتها وطرحتها = وهذا لن يحدث إلاّ برفضنا للمسيح. فأبيضت قضبانها = البياض هنا ليس بياض النقاوة، فهذه النفس التي رفضت المسيح تصير برصاء، والبرص يعطي لونًا أبيض للجلد لكنه نجاسة.

 

St-Takla.org Image: Prophet Joel preacheth repentance (Joel 1:7), by Picart صورة في موقع الأنبا تكلا: يوئيل النبي يعظ وينادي بالتوبة (يوئيل 1: 7) - رسم الفنان بيكارت

St-Takla.org Image: Prophet Joel preacheth repentance (Joel 1:7), by Picart

صورة في موقع الأنبا تكلا: يوئيل النبي يعظ وينادي بالتوبة (يوئيل 1: 7) - رسم الفنان بيكارت

الآيات (8-13): "نُوحِي يَا أَرْضِي كَعَرُوسٍ مُؤْتَزِرَةٍ بِمَسْحٍ مِنْ أَجْلِ بَعْلِ صِبَاهَا. انْقَطَعَتِ التَّقْدِمَةُ وَالسَّكِيبُ عَنْ بَيْتِ الرَّبِّ. نَاحَتِ الْكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبِّ. تَلِفَ الْحَقْلُ، نَاحَتِ الأَرْضُ لأَنَّهُ قَدْ تَلِفَ الْقَمْحُ، جَفَّ الْمِسْطَارُ، ذَبُلَ الزَّيْتُ. خَجِلَ الْفَلاَّحُونَ، وَلْوَلَ الْكَرَّامُونَ عَلَى الْحِنْطَةِ وَعَلَى الشَّعِيرِ، لأَنَّهُ قَدْ تَلِفَ حَصِيدُ الْحَقْلِ. اَلْجَفْنَةُ يَبِسَتْ، وَالتِّينَةُ ذَبُلَتْ. اَلرُّمَّانَةُ وَالنَّخْلَةُ وَالتُّفَّاحَةُ، كُلُّ أَشْجَارِ الْحَقْلِ يَبِسَتْ. إِنَّهُ قَدْ يَبِسَتِ الْبَهْجَةُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. تَنَطَّقُوا وَنُوحُوا أَيُّهَا الْكَهَنَةُ. وَلْوِلُوا يَا خُدَّامَ الْمَذْبَحِ. ادْخُلُوا بِيتُوا بِالْمُسُوحِ يَا خُدَّامَ إِلهِي، لأَنَّهُ قَدِ امْتَنَعَ عَنْ بَيْتِ إِلهِكُمُ التَّقْدِمَةُ وَالسَّكِيبُ."

معنى الآية (8) أن النفس التي إختارت ملذات الخطية فقدت عريسها الحقيقي المسيح فعليها أن تنوح لأنها أصبحت أرملة فقدت بعل صباها = الذي إرتبطت به وهي ما زالَت صبية. وللآية (9) عمق آخر لحالة الترمل والانفصال عن الله بسبب الخطية نكتشفه هنا = انْقَطَعَتِ التَّقْدِمَةُ وَالسَّكِيبُ عَنْ بَيْتِ الرَّبِّ = فالجراد أكل كل شيء، المزارع والكروم فانقطعت التقدمات وبالتالي توقفت العبادة. وقبول التقدمة والسكيب في بيت الرب علامة لاتحاد الله بشعبه المقدس ورضاه عليه [والله لا يسر بالمحرقات بل بالقلب المنكسر والمتواضع وهذا لا يرذله الله] (مز 51: 17). وفي (2تي6:4) نجد بولس ينسكب أمام الله. والله قطعًا لم يرذله بل سكب في داخله فرحًا لا حدود له. إذًا تقديم التقدمات والسكائب لله يعني أفراحًا لمن يقدمها، وبالتالي فإن انقطاع التقدمة والسكيب في بيت الرب يعني ضمنًا انقطاع الأفراح والتعزيات عن الشعب، وحلول الكآبة عوضًا عن الفرح، وَالْكَهَنَةُ يشتركون في هذه النكبة فعليهم أن ينوحوا (نَاحَتِ الْكَهَنَةُ)، فالكهنة هم خدام الرب، وفشلهم في دعوة الشعب للتوبة يستوجِب نوحهم. وفي (13) دعوة لهؤلاء الْكَهَنَةُ أن يقوموا بواجبهم وأن يبكوا وينوحوا ويلبسوا المسوح (نُوحُوا.. وَلْوِلُوا.. ادْخُلُوا بِيتُوا بِالْمُسُوحِ). وليس فقط بأن يدعوا الشعب بالكلام فقط بل عليهم أن يصلوا لأجلهم وينوحوا على شعبهم حتى لا يهلك (إر21:8 + 1:9) . وفي الآيات (10-12) نجد أن الثمار قد تلفت أي إنقطعت حتى موارد القوت الأساسية فإما أن ضربة الجراد أتت عليها، أو بعد الحروب والضربات التالية بواسطة جيوش الأعداء سيخرب كل شيء. وروحيًا فحين يمتلك إبليس أي نفس تصبح بلا ثمر روحي. فالمؤمن هو حقل الرب (القمح- المسطار- الزيت) = القمح يشير للخبز الضروري للحياة والمسطار يشير للشراب الروحي الذي يعطي بهجة لذلك قد يبست البهجة من بني البشر. والزيت يشير للدواء. فأصبح الإنسان بلا شبع وعطشانًا وبلا علاج لآلامه الجسدية والنفسية، فمن يقدر أن يشفينا إذا انفصلنا عن الرب الذي يقول "أنا هو الرب شافيك" (خر15: 26) . والله هو الذي يشبع ويروي ويعطي الروح القدس الزيت الحقيقي الذي يعزي نفوسنا (إش25: 6، 7). ولا توجد حنطة ولا شعير (وَلْوَلَ الْكَرَّامُونَ عَلَى الْحِنْطَةِ وَعَلَى الشَّعِيرِ) = الْحِنْطَةِ أكل الإنسان الغني وَالشَّعِيرِ أكل الفقراء والحيوانات والمعنى أن المصيبة القادمة لن ينجو منها غني ولا فقير. والجوع الجسدي أيضًا يشير للفراغ والجوع الروحي وهذا لا يشبعه سوى الله. لذلك يقدم الله نفسه لنا خبزًا نحيا به وشرابًا نفرح به وروحًا معزيًا لشفاء الروح. ومن هم الفلاحون والكرامون الذين خجلوا حين رأوا حقولهم بلا ثمر وهم غير قادرين أن يقدموا طعامًا لأحد؟ هم الخدام والكهنة الذين أصبحوا في حالة غير قادرة أن يقدموا شيء، ففاقد الشيء لا يعطيه. والرمّانة بلون عصيرها تشير للنفس الهادئة الخجولة التي تخجل من خطيتها (نش3:4) وتشير للنفس التي في محبتها لعريسها هي مستعدة أن تبذل دمها لأجل مسيحها، والنخلة تشير لحياة الإستقامة "فالصديق كالنخلة يزهو. والتفاح يشير لمن هو متحد بثبات مع المسيح، فالمسيح شبه بالتفاح (نش3:2) والكنيسة مشبهة بشجرة التفاح (نش8: 5)، فالمؤمنين هنا يشبهون عريسهم الذي إتحدوا به. ومعنى ذبول هذه الأشجار هو ذبول أولاد الله روحيا بسبب الخطية، ففقدت النفس محبتها للمسيح وثباتها فيه، وفقدت صورة المسيح المتجسد، وفقدت البساطة والاستقامة. والنتيجة أن اَلْجَفْنَةُ يَبِسَتْ، وَالتِّينَةُ ذَبُلَتْ = الجفنة هي الكرمة ومنها يأخذون الخمر رمز الفرح، والتينة ترمز لشعب الله داخل حدود بلاده يحيا في محبة وسلام (التينة بذور كثيرة داخل جدار واحد يضمها، والبذور تشير للشعب) والمعنى الدولة تذبل وتضيع أفراحها.

ونلاحظ في آية (13) قول النبي إلهي ثم قوله للكهنة إلهكم وفي هذا إشارة توبيخ لهم، فهو إلهه الذي يحبه من القلب، أما هم فهو لهم إله يعبدونه بمظهرية مكتفين بتقديم التقدمات والسكيب، كل له نظرة مختلفة لله.

 

الآيات (14-20): "قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. اجْمَعُوا الشُّيُوخَ، جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَاصْرُخُوا إِلَى الرَّبِّ. آهِ عَلَى الْيَوْمِ! لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ. يَأْتِي كَخَرَابٍ مِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. أَمَا انْقَطَعَ الطَّعَامُ تُجَاهَ عُيُونِنَا؟ الْفَرَحُ وَالابْتِهَاجُ عَنْ بَيْتِ إِلهِنَا؟ عَفَّنَتِ الْحُبُوبُ تَحْتَ مَدَرِهَا. خَلَتِ الأَهْرَاءُ. انْهَدَمَتِ الْمَخَازِنُ لأَنَّهُ قَدْ يَبِسَ الْقَمْحُ. كَمْ تَئِنُّ الْبَهَائِمُ! هَامَتْ قُطْعَانُ الْبَقَرِ لأَنْ لَيْسَ لَهَا مَرْعًى. حَتَّى قُطْعَانُ الْغَنَمِ تَفْنَى. إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ، لأَنَّ نَارًا قَدْ أَكَلَتْ مَرَاعِيَ الْبَرِّيَّةِ، وَلَهِيبًا أَحْرَقَ جَمِيعَ أَشْجَارِ الْحَقْلِ. حَتَّى بَهَائِمُ الصَّحْرَاءِ تَنْظُرُ إِلَيْكَ، لأَنَّ جَدَاوِلَ الْمِيَاهِ قَدْ جَفَّتْ، وَالنَّارَ أَكَلَتْ مَرَاعِيَ الْبَرِّيَّةِ."

قدَّسوا صومًا = بعد أن عَرَضَ صورة كئيبة عن حالة النفس التي تفقد عريسها المسيح، ينادي بالتوبة (صوم وصراخ للرب) من الجميع لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ (15). يَوْمَ الرَّبِّ هو يوم خراب عظيم يراه النبي يقترب جدًا، لذلك ينادي بتوبة جماعية لأن الشر كان جماعيًا وإلاّ يَأْتِي كَخَرَابٍ.

وعلى الشيوخ أن تجمع سكان الأرض (اجْمَعُوا الشُّيُوخَ، جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ) = أي كل من له حكمة الشيوخ فعليه أن يدعو كل من انساق وراء شهوات جسده حتى يعلم أن نهاية هذا الطريق هو الخراب والحل أن يلجأ الجميع إلى بيت الرب إلهكم. فهو وحده ملجأنا.

وفي (16) كانت مقدمة الخراب أما انقطع الطعام تجاه عيوننا = هذه الآية تثبت أن حادثة الجراد كانت حادثة حقيقية والنبي المفتوح العينين فهم أن هذا كان إنذار لو فهمه الناس وقدموا توبة لخلصوا:-

[1] من ضربة أشد؛ [2] في يوم الرب العظيم.

 ومن المظاهر الخطيرة أيضًا أن الْفَرَحُ وَالابْتِهَاجُ ينقطعوا (انْقَطَعَ.. الْفَرَحُ وَالابْتِهَاجُ) = فالنفس التي تشعر بكآبة، عليها أن تقدم توبة سريعًا وفي (17) عفنت الحبوب تحت مدرها = المدر هي قطع الطين اليابس التي يضعوا الحبوب تحتها. والحبوب عفنت من أثر القيظ الشديد. إذًا فلا أمل في المحصول القادم.

خلت الأهراء= أي المخازن وهذه كانت تمتلئ بالقمح. إنهدمت المخازن لأنه قد يبس القمح = حين ضاع المحصول لم يهتموا بصيانة المخازن فهدمت وخربت. وفي (18) الضربة طالت حتى الحيوان فالأرض كلها ملعونة بسبب الخطية. وقد يعني جوع الإنسان جوع النفس للأفراح الحقيقية أي الشبع بالله روحيًا ونفسيًا. وجوع الحيوانات هو جوع الجسد وحرمانه من احتياجاته. وفي (19) إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ، لأَنَّ نَارًا قَدْ أَكَلَتْ مَرَاعِيَ الْبَرِّيَّةِ نجد يوئيل النبي يتدخل كشفيع أو كرمز للشفيع الحقيقي يسوع المسيح. هنا النبي شعر بقسوة أثار الخطية. ونجده هنا هو نفسه يصرخ فلعلنا نصرخ معهُ. هو هنا شعر بآلام تشبه آلام المسيح الذي بَكَى من أجل ما أصاب البشر فصرخ للآب واستجيب لهُ (عب7:5) وهنا أصبح النبي مثل فم الرب "مثل فمي تكون" (إر19:15).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات يوئيل: مقدمة | 1 | 2 | 3

 

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/34-Sefr-Youil/Tafseer-Sefr-Yo2il__01-Chapter-01.html

تقصير الرابط:
tak.la/p565r75