St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   20-Sefr-Ayoub
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

أيوب 16 - تفسير سفر أيوب

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أيوب:
تفسير سفر أيوب: مقدمة سفر أيوب | أيوب 1 | أيوب 2 | أيوب 3 | أيوب 4 | أيوب 5 | أيوب 6 | أيوب 7 | أيوب 8 | أيوب 9 | أيوب 10 | أيوب 11 | أيوب 12 | أيوب 13 | أيوب 14 | أيوب 15 | أيوب 16 | أيوب 17 | أيوب 18 | أيوب 19 | أيوب 20 | أيوب 21 | أيوب 22 | أيوب 23 | أيوب 24 | أيوب 25 | أيوب 26 | أيوب 27 | أيوب 28 | أيوب 29 | أيوب 30 | أيوب 31 | أيوب 32 | أيوب 33 | أيوب 34 | أيوب 35 | أيوب 36 | أيوب 37 | أيوب 38 | أيوب 39 | أيوب 40 | أيوب 41 | أيوب 42 | التجارب: نظرة عامة على السفر

نص سفر أيوب: أيوب 1 | أيوب 2 | أيوب 3 | أيوب 4 | أيوب 5 | أيوب 6 | أيوب 7 | أيوب 8 | أيوب 9 | أيوب 10 | أيوب 11 | أيوب 12 | أيوب 13 | أيوب 14 | أيوب 15 | أيوب 16 | أيوب 17 | أيوب 18 | أيوب 19 | أيوب 20 | أيوب 21 | أيوب 22 | أيوب 23 | أيوب 24 | أيوب 25 | أيوب 26 | أيوب 27 | أيوب 28 | أيوب 29 | أيوب 30 | أيوب 31 | أيوب 32 | أيوب 33 | أيوب 34 | أيوب 35 | أيوب 36 | أيوب 37 | أيوب 38 | أيوب 39 | أيوب 40 | أيوب 41 | أيوب 42 | أيوب كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات 1-5:- "فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ: «قَدْ سَمِعْتُ كَثِيرًا مِثْلَ هذَا. مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ كُلُّكُمْ! هَلْ مِنْ نِهَايَةٍ لِكَلاَمٍ فَارِغٍ؟ أَوْ مَاذَا يُهَيِّجُكَ حَتَّى تُجَاوِبَ؟ أَنَا أَيْضًا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَكَلَّمَ مِثْلَكُمْ، لَوْ كَانَتْ أَنْفُسُكُمْ مَكَانَ نَفْسِي، وَأَنْ أَسْرُدَ عَلَيْكُمْ أَقْوَالًا وَأُنْغِضَ رَأْسِي إِلَيْكُمْ. بَلْ كُنْتُ أُشَدِّدُكُمْ بِفَمِي، وَتَعْزِيَةُ شَفَتَيَّ تُمْسِكُكُمْ."

يرد أيوب أيضًا بأن كلامهم بلا فائدة، فلم يقل أليفاز شيء جديد= قد سمعت كثيرًا مثل هذا. معزون متعبون كلكم= وليس أصحاب أيوب فقط بل كل البشر، فلا يمكن أن نجد معزي لنا في ضيقاتنا سوى الله "الروح القدس المعزي" فأصحاب أيوب بينما يظنون أنهم يعزونه أتعبوه. ماذا يهيجك حتى تجاوب= لماذا هذا العناد والإصرار على إثبات خطيتي، ما الذي تستفيدونه من هذا. ماذا يُهيِّجك في أني أقول أنني بلا خطية لو كانت أنفسكم مكان نفسي= أي لو بدلنا المواقف وصرتم أنتم في آلام مثلي فأنا أستطيع أن أقول كلامًا وحكمة بلا معنى وأن أحتقر المتألم فيكم= وأنغض رأسي إليكم= ولكن هل هذا هو التصرف السليم.. قطعًا لا.. ولذلك ما كنت لأفعل ذلك لو تبدلت المواقف بل كنت أشددكم بفمي= أي أتكلم بأقوال معزية لتخفيف أحزانكم.

 

الآيات 6-16:- "«إِنْ تَكَلَّمْتُ لَمْ تَمْتَنِعْ كَآبَتِي، وَإِنْ سَكَتُّ فَمَاذَا يَذْهَبُ عَنِّي؟ إِنَّهُ الآنَ ضَجَّرَنِي. خَرَّبْتَ كُلَّ جَمَاعَتِي. قَبَضْتَ عَلَيَّ. وُجِدَ شَاهِدٌ. قَامَ عَلَيَّ هُزَالِي يُجَاوِبُ فِي وَجْهِي. غَضَبُهُ افْتَرَسَنِي وَاضْطَهَدَنِي. حَرَقَ عَلَيَّ أَسْنَانَهُ. عَدُوِّي يُحَدِّدُ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ. فَغَرُوا عَلَيَّ أَفْوَاهَهُمْ. لَطَمُونِي عَلَى فَكِّي تَعْيِيرًا. تَعَاوَنُوا عَلَيَّ جَمِيعًا. دَفَعَنِيَ اللهُ إِلَى الظَّالِمِ، وَفِي أَيْدِي الأَشْرَارِ طَرَحَنِي. كُنْتُ مُسْتَرِيحًا فَزَعْزَعَنِي، وَأَمْسَكَ بِقَفَايَ فَحَطَّمَنِي، وَنَصَبَنِي لَهُ غَرَضًا. أَحَاطَتْ بِي رُمَاتُهُ. شَقَّ كُلْيَتَيَّ وَلَمْ يُشْفِقْ. سَفَكَ مَرَارَتِي عَلَى الأَرْضِ. يَقْتَحِمُنِي اقْتِحَامًا عَلَى اقْتِحَامٍ. يَعْدُو عَلَيَّ كَجَبَّارٍ. خِطْتُ مِسْحًا عَلَى جِلْدِي، وَدَسَسْتُ فِي التُّرَابِ قَرْنِي. اِحْمَرَّ وَجْهِي مِنَ الْبُكَاءِ، وَعَلَى هُدُبِي ظِلُّ الْمَوْتِ."

 عاد أيوب للشكوى من آلامه ربما ليحرك قلوب أصحابه فيرحموه. وهو هنا يقول أن لا الشكوى ولا السكوت يعطيانه راحة= إن تكلمت لم تمتنع كآبتي.. وإن سكت فماذا يذهب عني. وسبب شكواه أن الله أضجره= إنه الآن ضجرني. الله هو الذي سَبَّب كل هذا. ومن هنا بدأ يكلم الله ويوجه له كلامًا صعبًا. خَرَبت كل جماعتي= أولادي وخدمي قُتِلُوا وأصدقائي الذين كانوا يلتفون حولي تركوني. قبضت عليَّ= سجنتني في ألامي. وجد شاهدٌ حالي ومنظري، منظر جسدي المضروب ووجهي صاروا شاهد بل شهود على غضبك عليَّ. وقد يعني أيوب بأن آلامه شاهد على أن شكواه ليست بلا مبرر. ثم يصور الله كوحش انقض عليه ليفترسه، وهذا الوحش له أسنانه المفترسة وعيونه التي تلمع بمنظر مخيف. حَرَّق عليَّ أسنانه. عدوي يحدد عينيه عليَّ. قد يكون عدوه هو أليفاز الذي يهاجمه أو الشيطان أو هو اعتبر أن الله نفسه يعاديه كوحش، وفي هذا يكون كلامه بتسرع ضد الله، فالله لا يعادي أحد من خلائقه، ولكنه في أهواله تصور هذا. فغروا عليَّ أفواههم= هذا عن أصحابه الذين يتهموه بالشر. ويبدو أن الأشرار من جيرانه فرحوا ببليته إذ كان سلوكه الكامل يغيظهم، وكانت تصرفاتهم معه مهينة جدًا. وفي (الآيات 10، 11) نرى كيف كان أيوب رمزًا للمسيح في آلامه بل تم هذا حرفيًا مع المسيح (مز 13:22 + مي 1:5 + مت 67:26).

St-Takla.org Image: "Miserable comforters are you all" (Job 16:1-6) صورة في موقع الأنبا تكلا: "معزون متعبون كلكم" (أيوب 16: 1-6)

St-Takla.org Image: "Miserable comforters are you all" (Job 16:1-6)

صورة في موقع الأنبا تكلا: "معزون متعبون كلكم" (أيوب 16: 1-6)

دفعني الله إلى الظالم= بدلًا من أن ينقذه من أيديهم دفعه لهم. (جيرانه الأشرار أو أصحابه) ولا ندري هل فهم أيوب وقتها مؤامرات الشياطين. ولكن المهم إيمانه بأن الله ضابط الكل فقوله "دفعني الله" يعني أنه لا يفكر في أعدائه كأنهم يتصرفون من أنفسهم، بل الله فوقهم "لم يكن لك عليَّ سلطان البتة لو لم تكن قد أُعطيت من فوق" (يو 19: 11). وهذه فكرة صحيحة أن الله هو ضابط الكل وهو المسئول عن كل ما يحدث لنا من أمور حتى ما يبدو لنا أنها شر. ولكن إن سمح الله بما نعتبره شرا فهو يقصد به خيرا وهو خلاص نفوسنا، فأن نتألم هنا لسنوات قليلة ثم ننعم بالسماء أبديا فهذا أفضل من أن ننعم بالصحة والمال هنا على الأرض ثم نهلك أبديا، لذلك يقول بولس الرسول "كل الأشياء تعمل معا للخير...".

وفي هذا يرمز أيوب إلى المسيح الذي أُسْلِم ليد الأشرار ليصلبوه، وكان "هذا بمشورة الله المحتومة وعِلمه السابق" (أع 23:2). كنت مستريحًا فزعزعني= قبل التجربة كان في راحة فَزَعْزَعَنِي = هشمني (الإنجليزية واليسوعية) أي مزق كل أعضائي. أمسك بقفاي= أي أتتني المصائب على غير انتظار. نصبني له غرضًا= لقد اختارني من بين البشر وسر بأن يجعلني له هدفًا يوجه له كل سهامه. وحينما حددني الله كهدف= أحاطت بي رماته كأن السبئيين والنار والريح هم رماة سهام الله. شق كليتي= أصابت كل أعضائي وأكثرها حساسية مثل الكلي آلام حادة. سفك مرارتي على الأرض= حينما يصطادون وحشًا بريًا ويذبحونه فإنهم يسفكون مرارته باشمئزاز، فهو يصور أن الله سفك دمه ليس لأنه لا قيمة له بل لأنه كريه. يقتحمني اقتحامًا= كأن الله هجم عليه بينما هو محصن في قلعته (بيته وثروته). خطت مسحًا= المسح من شعر أسود وهو علامة الحزن فهو لبس مسحًا بسبب آلامه، وهل يلبس الحرير على قروحه المملوءة طينًا دسست في التراب قرني= القرن علامة الرفعة، والتراب علامة الذل، فالله أراد أن يذله.

إحمر وجهي من البكاء= لم يكن أمامه سوى التضرع بدموع، وكان بكاءه على ما وصل إليه حاله.

وعلى هدبي ظل الموت= صارت أشباح الموت قريبة مني جدًا كأنها على رموش عيني.

 

الآيات 17-22:- "مَعَ أَنَّهُ لاَ ظُلْمَ فِي يَدِي، وَصَلاَتِي خَالِصَةٌ. «يَا أَرْضُ لاَ تُغَطِّي دَمِي، وَلاَ يَكُنْ مَكَانٌ لِصُرَاخِي. أَيْضًا الآنَ هُوَذَا فِي السَّمَاوَاتِ شَهِيدِي، وَشَاهِدِي فِي الأَعَالِي. الْمُسْتَهْزِئُونَ بِي هُمْ أَصْحَابِي. للهِ تَقْطُرُ عَيْنِي لِكَيْ يُحَاكِمَ الإِنْسَانَ عِنْدَ اللهِ كَابْنِ آدَمَ لَدَى صَاحِبِهِ. إِذَا مَضَتْ سِنُونَ قَلِيلَةٌ أَسْلُكُ فِي طَرِيق لاَ أَعُودُ مِنْهَا."

St-Takla.org Image: Job reviews His condition (Job 16:7-22) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يستعرض حاله (أيوب 16: 7-22)

St-Takla.org Image: Job reviews His condition (Job 16:7-22)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيوب يستعرض حاله (أيوب 16: 7-22)

 مع أنه لا ظلم في يديَّ= كانت شهادة ضميره خالصة أمام الله أنه لم يظلم أحد، ولم يحصل على ثروته بالظلم. صلاتي خالصة= والصلاة لا يمكن أن تكون خالصة طالما كان هنالك ظلم في الأيدي (أش 15:1). ثم صب اللعنات على نفسه لو كان كاذبًا فيما قاله... يا أرض لا تغطي دمي= إن كان هنالك ظلم في يديَّ، أو كان قد ظلم أحد، فهو يتمنى أن يكشف الله هذا الظلم ولا يختبئ. وإذا حدث هذا وكنت ظالمًا.. لا يكن مكان لصراخي= أي هو راضي بأن الله لا يستجيب له ولا لصراخه إن كان قد ظلم أحدًا.

وبعد أن فقد أيوب رجاءه في أن ينصفه أصدقاؤه، أو يسمعوه ويصدقوه. بل هم استهزأوا به= المستهزئون بي هم أصحابي= وهذا آلمه جدًا فلم يجد على الأرض من يشهد له، فرفع عينيه إلى السماء، إلى الله الذي يشهد له فهو الذي يرى كل شيء ويمكن لله أن يشهد على كماله واستقامته. شهيدي وشاهدي في الأعالي. والشهيد هو الشاهد الأمين. فالشهيد هو شاهد للحق يصل لدرجة الموت فيسمى شهيد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي الأصل كلمة شهيد كلمة عبرية وشاهد كلمة أرامية ولهم نفس المعنى. هنا نجد أيوب يلمح في السموات بطلًا إلهيًا يدافع عن الكل (يهود وأمم) وهو يدافع عنه، هو لمح قبسًا من نور المسيح شفيعنا عند الآب وهو الشهيد الشاهد الذي يشهد له ويبرئه [ولا أحد يبررنا لدى الآب سواه] فما اشتاق إليه أيوب صنعه المسيح. (عب 25:7؛ 1:8؛ 12:9، 24) + (1يو 1:2 + رؤ 14:3). ولأن البشر قساة في حكمهم فأصحابي يستهزئون بي= المستهزئون بي هم أصحابي. فلمن أذهب، لا يوجد سوى الله ألجأ إليه. لله تقطر عيني = أي ألجا لله بدموعي. لكي يحاكم الإنسان عند الله هو هنا وصل لحالة يأس من أصحابه أن ينصفوه فلجأ لله الذي يثق فيه. ولكنه يتمنى أن يكون الله كابن آدم لدى صاحبه حتى يكون الله شاعرا بضعفاته كإنسان في أثناء المحاكمة فيلتمس له الأعذار.. ماذا نقول هل كان أيوب يرى المسيح ابن الإنسان الذي يدافع عنا وفي نفس الوقت هو الديان. ولقد صوَّر القديس بولس الرسول هذا المشهد تمامًا (راجع رو 33:8، 34).

وبعد أن رأى أيوب هذا بروح النبوة صرخ لله أن يأتي هذا الشاهد الذي يدافع عنه سريعًا فأيام أيوب قليلة... في طريق لا أعود منها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/20-Sefr-Ayoub/Tafseer-Sefr-Ayoob__01-Chapter-16.html

تقصير الرابط:
tak.la/wt8wdh2