St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   samuel
 
St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   samuel

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف وأديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

31- تجارب الأنبا صموئيل في الأسر

 

حدث بعد ذلك إن ملأ الشيطان قلب مولاه البربري وصار يرهق القديس بالأشغال المتعبة، وأصعده إلى سطح بيته وقت شروق الشمس وقال له: "تعال أنت أيضًا أسجد للشمس إله البربر". لكن القديس ثبت قلبه بإيمان عظيم بالله وقال له: لا أسمع لقولك ولا يكون لي هذا أن أسجد للشمس.

فغضب جدًا وأمسك بالقديس في عنف وأصر على ضرورة السجود للشمس. قال له القديس: لا أسجد للشمس التي خلقها الله لتضئ المسكونة والخدمة البشر، فشق أجد البربر ثيابه لما رأى تصميمه وقال لبربري أما ترى ذلك؟ فلطم القديس لطمات كثيرة وضربه وطرحه أرضًا مر يدًا قتله. لكن الرب الضابط الكل لم يسمح لهم بذلك بل قواه ثبته بيده العزيزة.

St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor, contemporary Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أيقونة قبطية حديثة

St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor, contemporary Coptic icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أيقونة قبطية حديثة

يا أبانا القديس أنبا صموئيل شهيد المسيح: "أنك استشهدت دفعات كثيرة من غير أن تنزع عنقك أيها المعترف والمجاهد على الأمانة الأرثوذكسية، نسأل ونتضرع إليك أن تسأل الرب عنا لكي يصنع معنا رحمة ويغفر لنا خطايانا".

وبعد الضرب الموجع أوثقوه في اسطبل الجمال وتركوه مربوطا مدة خمسة أيام دون طعام أو شراب، ولم يعد البربري الموكل به يكلفه السجود للشمس.

ولما رأى أنبا يوحنا قمص شيهيت تعاظم قوة ذلك البربري على أنبا صموئيل وانه قد ضعف جدًا في وثقه، قلق وحزن جدًا وتقدم إلى البربري (سيده) وألح عليه في السؤال أن يمضي إلى البربري الموكل بالقديس أنبا صموئيل، ثم أنه مضى إليه وسأله في أمر القديس فأطلقه إلى الحقل ليرعَى الجِمَال، وأقام نحو أسبوعين في مكان القديس أنبا يحنس قمص شيهيت الذي كان يتوافر على خدمته بكل اجتهاد، وكانت يجسمه جراح من كثرة الضرب... وأن الرب الرءوف المتحنن تراءف عليه وشفاء فتعزى قلبه من أجل راحة جسده وتقوى بالرب.

وكان القديسان يرعيان الجمال ويمجدان السيد المسيح نهارًا وليلًا وبصلوات كثيرة مكملين الخدمة حسنًا وكأنهما من العبيد متممين قول الكتاب: العبيد فليطيعوا مواليهم بكل خوف ليس للأخيار فقط والرحومين لكن وللأخر المعوجين أيضًا...

ورغم احتمال القديس كل ما كان يصيبه من أذى في صبر كامل، فإن عدو كل بر لم يرقه ذلك لكنه كان يسهر حاسدًا لينزل بالقديس شر بلية، فطرح في قلب مولاه أن يدبر له أخطر تجربة ممكن أن تخطر له، وأشار عله أن يزوجه بأحد الجواري التي ترعَى الغنم ليكون له منها عبيدًا، وطلبت هذه الفكرة الشريرة لقلب مولاه ودبر الخطة لذلك.

ولما أتى القديس من الحقل بعد رعي الجمال وعادت الجارية أيضًا من رعي الغنم وكانت شريرة وقوية في البنية حتى أنها كانت تحمل حمولة ضخمة من الحطب على رأسها إلى الكورة لا يقدر أقوى الرجال على حملها، دعا البربري القديس أنبا صموئيل وقال له: "خذ هذه لتكون امرأة ولك السلطة عليها فاصنع ما شئت ويكون لك بها عزاء في غربتك وتلد منها بنين"!!

استنكر القديس ذلك بكل قوته وقال: إني راهب ألبس إسكيمًا طاهرًا `cxhma ولا أستطيع أن أنجس إسكيمي...

قال له البربري وهو يغمض عينيه ويحرك رأسه: "أيها العبد لسوء أتريد أن تخالفني أيضًا كما فعلت فيما مضى حين رفضت عبادة الشمس، أما تعلم أني مولاك أصنع بك ما أريد؟ أطع قولي وإلا تموت موتًا رديئًا في يدي".

قال له القديس: "أنا عبد للمسيح وإني مستعد للموت والتعب وكل ما يأتي به على وأمامك النار والسيف وكل ما تريد أما أنا فلن أدنس جسدي...".

أجابه البربرى قائلًا: "بما أنك تستعد للموت فلن ادعك تموت سريعًا وسوف أربطك في شجرة السنط وأتركك لتموت جوعًا وعطشًا إذا لم تحبرني بأنك تتزوج هذه الجارية، ثم ربطه بقسوة وتركه أيامًا كثيرة يعاني الجوع والعطش...

غير الشيطان شكله وصار في شبه شيخ بربري واجتاز وقت المساء كأنه ضيف عند ذلك البربري الذي يستعبد القديس وقال له "لم تركت الرجل مربوطًا إلى هذه السنطة وقد أشرف على الموت؟" قال: "انه لا يطيعني ويتزوج الصبية الجارية، من أجل هذا صنعت به هذا الأمر لكي يموت".

قال له الشيطان " لا تقتله فتسخر ثمنه لكن اسمع مني مشورة نافعة واصنع به كما صنع غيرك بأحد العبيد وكان راهبًا أتوا به من ديار مصر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... أراد أن يزوجه بامرأة كما أرادت أنت، ضربه ضربًا قاسيًا وحبسه معها في موضع واحد أيامًا كثيرة فلما لم يوافقه ولم يقدر عليه... أخذ قيدًا من الحديد وجعله في رِجْل الجارية اليسرى وجَعَلَ رِجْل الراهب اليمن في القيد معها ورأسهما مربوطين إلى الحقل يرعيان الجمال، فيمشيان معًا ويرقدان والقيد لا يبارح رجليهما حتى حبلت الجارية...

فلما سمع البربري تلك المشورة سر كثيرًا وظن أنه شيخ يعلمه، فنفذ المشورة وجعل الحديد في رجل الجارية ورجل القديس وقال لهما امضيا وارعيا الغنم. وكانت الجارية تسحبه هنا وهناك وبعد أن أطلقوا الغنم إلى الحقل خرج قطيع آخر من البلد وراحا يختلطان جميعًا فأسرعت الجارية لتفرقهما وكان القديس لا يستطيع الجري معها بسبب ما أصابه من الوهن نتيجة العذاب والجوع والعطش عند ربطة في السنطة... فلطمته بقوة -وكانت جارية شريرة فاجرة- وقالت له: تراني أجرى خلف الغنم، أما تجري معي حتى لا يضيع الغنم ويعاقبنا سيدنا، وأخذت تقذفه بأبشع السباب وتسحبه بقساوة القلب...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/trials.html

تقصير الرابط:
tak.la/ns9dtnt