St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   watchtower
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب شهود يهوه وهرطقاتهم - البابا شنوده الثالث

24- يؤمنون بحَياة أبدية في فردوس عَلىَ الأرض! وأن يوم الدينونة 1000 سنة، وفيه توبَة بعد الموت!

 

معتقدهم:

شهود يهوه يعتقدون أن 144000 فقط سيذهبون إلى السماء من بين آلاف الملايين الذين عاشوا على الأرض. يسمون هؤلاء "القطيع الصغير". أما الغالبية ممن يخلصون ويسمونهم "الخراف الأخر" فسوف يتمتعون بحياة فردوسية على الأرض إلى الأبد.

يقولون هذا في كتابهم [يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض] وفي كراستهم [تمتعوا بالحياة على الأرض إلى الأبد]. وفي كراستهم [أرواح الموتى]. وفي مجلتهم "استيقظ" بعنوان [جنة عالمية: حلم أم حقيقة مستقبلية]. وحتى في كتبهم المشهورة: كتاب [الحق يحرركم]، وكتاب [ليكن الله صادقًا] وكتاب [الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية]. وفي كتب أخرى..

يقولون "إن الأرض ستصير فردوسًا". ويعلقون على قول السيد المسيح للص "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) بقولهم: هل عنى يسوع أن اللص سيذهب إلى السماء؟ كلا..

ويقولون: "إن الله خلق الأرض -لا السماء- كموطن للعائلة البشرية" "إن قصد الله نحو الغالبية العظمى من الذين يخدمونه، هو أن يجعل هذه الأرض موطنهم إلى الأبد".

ويعتمدون اعتمادًا خاطئًا على قول المزمور "الصديقون يرثون الأرض" (مز 37: 29). وعلى قول الرب "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض" (مت 5: 5). ويقولون إن "الله سيوجه المهمة المبهجة التي ستكون لرعاياه البشر، وهى أن يحولوا الأرض بكاملها إلى موطن فردوسي للجنس البشرى". ولكن كيف ذلك؟ ومتى؟ يقولون:

"الناجون من نهاية هذا العالم، سيتمتعون بالاشتراك في تحويل الأرض إلى فردوس" "يبنون بيوتًا ويسكنون فيها. ويغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها"(1).

ويشرحون جمال المعيشة في الفردوس الأرضي بكلمات إنشائية منها: "بيوت جيدة، وعمل ممتع لكل فرد "كل الجنس البشري يعيش في سلام" "لا مرض ولا شيخوخة ولا موت في ما بعد"، "وفرة من الخيرات ليأكل الجميع".. مع صورة للخضرة والفاكهة والأثمار.

St-Takla.org         Image: The Second Coming of Jesus Christ صورة: المجيء الثاني للسيد المسيح يسوع

St-Takla.org Image: The Second Coming of Jesus Christ

صورة في موقع الأنبا تكلا: المجيء الثاني للسيد المسيح يسوع

ويقولون "تريدون بالتأكيد أن تحيوا على الأرض الفردوسية المماثلة للجنة التي خُلق فيها الإنسان الأول" "فكروا في ذلك: لا حرب ولا جريمة ولا عنف فيما بعد.. دون خوف من الأذى" "لن يكون هناك سياسيون غير مستقيمين" لا بطالة.. الجميع سيكون لهم عمل ممتع للقيام به" "الذين ينجون من هرمجدون سيكون لهم عمل تنظيف الأرض، وإزالة أنقاض هذا النظام القديم.. امتياز زرع الأرض وجعلها مكانًا جميلًا لعيش فيه" "كم ستكون الحياة بديعة في الفردوس على الأرض.. أرضًا جديدة يسكن فيها البر".

ويقولون "سيكون سلام بين الناس والحيوانات". وينشرون صورًا للأطفال والسيدات مع الأسود والنمور، أو مع الشبل والجدي(2).

يقولون أيضًا "وعلى هذه الأرض المباركة في ظل حكم الملكوت، سينعم "الجمع الكثير" من "الخراف الأخر" المؤلفين من كل الأمم، بالسلام والشركة مع الرؤساء القدماء الأمناء. وإطاعة للأمر الإلهي سوف يتزوج هؤلاء الأولاد الأبرار.. ويلدون أولادًا. ولكن لا للانزعاج وحروب القتل، بل ليملأوا الأرض. وهم سيربونهم بحرية تامة لا خوف فيها وبتأديب الرب وإنذاره"(3).

ويقول شهود يهوه إن يوم الدينونة هو ألف سنة.

"ولا يعنى أن يوم الدينونة هذا طويل مثل أحد أيام خلق الله. كلا، فهو يأتي في غضون الألف سنة الأخير، من اليوم السابع.

إنه ملك المسيح الألفي "وفيه وقت كاف ليدينهم بحسب أعمالهم التي يعملونها على الأرض بعد إيقاظهم من الموت".

هؤلاء الذين "عملوا السيئات" لكونهم حُبل بهم بالخطية، وصُوَروا بالإثم أثناء هذه الحياة الحاضرة"(4).

وفى كتاب "ليكن الله صادقًا" يقولون:

"يوم الدينونة البالغ طوله ألف سنة"(5).

ويقولون إن هناك أشخاصًا لن يقوموا في يوم الدينونة...

"فإن آدم مثلًا لن يخرج من قبره، بل يبقى ميتًا إلى الأبد. أما السبب فلأنه دين مرة واحدة دينونة عادلة في عدن، ونفذ فيه الحكم المبرم (تك 3: 17-19). كذلك لا يخرج من القبور رجال الدين الذين أصدر فيهم الرب يسوع حكمه قائلًا "أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم" (مت 23: 23)... "والذين يخطئون ضد الروح، فهؤلاء توصد في وجوههم أبواب القبور.. فلا يخرجون ولا يرون النور، بل يظلون أمواتًا"(6).

يرون أن فترة الألف سنة هي فترة اختبار، فرصة للتوبة بعد الموت، وفيه تعليم للذين فعلوا السيئات.

لا يحاسبهم الله على خطاياهم قبل الموت، بل عن خطاياهم خلال الألف سنة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فالذي يفشل يهلك ويموت حتى قبل انتهاء الألف سنة. والذين ينجون "يرضى الله عنهم ويبررهم، ويمنحهم الحق بالحياة الأبدية في الفردوس على الأرض"(7).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الرد عَليهم:

1- الفردوس الأرضي بما فيه من بيوت وجنات وأشجار وثمار، هو ضد قول الكتاب "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه" (1 كو 2: 9).

 

2- وأيضًا الحياة في الأبدية على الأرض هي لون من التحدي لمشاعر الناس وآمالهم في الحياة في السماء.

 

3- وهو أيضًا ضد الآيات الكثيرة جدًا التي تعد بالسماء وبملكوت السموات، مثل أمثال السيد المسيح في (مت 13) وفي (مت 25) حيث يقول "يشبه ملكوت السموات..". وضد عظته على الجبل التي أولها "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3) "طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السموات.. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات" (مت 5: 10، 12). وأيضًا قوله "اكنزوا لكم كنوزًا في السماء" (مت 6: 20). ما فائدة ذلك إن كانوا لا يذهبون إلى السماء؟..

 

4- إن الأكل والشرب في الأبدية، لا يتفق مع القيامة بأجساد روحانية (1كو 15: 44، 48). أما قول شهود يهوه بأن القطيع الصغير سيُقام بأجساد روحانية، والذين سيسكنون في الفردوس الأرضي سيُقامون بأجساد مادية، فهذا ضد قول الكتاب "إن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله. ولا يرث الفساد عدم فساد" (1 كو 15: 50).

 

5- كذلك اعتقادهم أنه توجد عائلات في السماء، وزواج، وإنجاب بنين، هو ضد قول السيد المسيح للصدوقيين عن القيامة "تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم في القيامة لا يُزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء".

 

6- كذلك فإن البنين الذين يولدون في الفردوس، كيف يمكن لهم أن يتمتعوا بالفردوس دون أن تُختبر إرادتهم؟! بينما الفردوس هو مكافأة للغالبين.

 

7- ما ورد في (أش 65: 21) "يبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها"، فهو لا ينطبق على الحياة بعد الموت.

وليتهم قالوا إنهم يجدون بيوتًا جاهزة للسكنى، لكان هذا أسهل قبولًا، بدلًا من تعب البناء في الأبدية، والحاجة إلى توافر مواد البناء، وإلى عمال ومهندسين، وإلى انتظار السكن حتى يتم البناء! ومع ذلك فكل هذا يتناقض مع قول الرسول "إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماء بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد، أبدى" (2كو 5: 1).

وكونهم يزرعون، فهذا ضد أسلوب الله، الذي لما خلق الإنسان الأول وضعه في جنة لم يتعب الإنسان في غرسها وزرعها (تك2).

 

8- لم يقل الكتاب إن الله سيطهر هذه الأرض لتكون جميلة، أو أنه ستكون مهمة البشر تعميرها وإزالة أنقاضها، بل قال إن هذه الأرض ستزول (يو21: 1). وقال السماء والأرض تزولان، ولا يزول حرف واحد من الناموس (مت 5: 18). وقال القديس بطرس الرسول "وأما السموات والأرض الكائنة الآن، فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار" (2بط 3: 7).

 

9- أما استخدام عبارة الأرض باقية إلى الأبد. فكلمة الأبد تعنى فترة طويلة لها نهاية هي الأبد، بدليل قول الكتاب "أبد الآبدين" (رؤ 20: 10) (دا 7: 18) إذ هناك آباد، كل أبد يتلو الآخر. وبالمثل الدهر، والدهور...

 

10- القول بأن يوم الدينونة ألف سنة، هو فكر شخصي لا يسنده أي تعليم كتابي. والله لا يحتاج إلى ألف سنة لكي يدين فيها الناس. أما عبارة "إن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة"، فقد ذكر بعدها مباشرة "وألف سنة كيوم واحد" (2بط 3: 8). ولا تُفهم الأرقام هنا بطريقة حرفية.

 

11- واعتبار يوم الدين أو الألف سنة مجالًا للاختبار للذين فعلوا السيئات. فهذا ضد تعليم الكتاب: ضد مثل العذارى الجاهلات وعبارة "وأغلق الباب" (مت 25: 10-12) وضد مثل الغنى ولعازر (لو16: 26). وضد قول الرب لليهود "تموتون في خطاياكم. وحيث أمضى أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا" (يو 8: 21). ذلك لا توجد توبة بعد الموت..

 

12- أما قولهم إنهم لا يدانون على أعمالهم السابقة، بل على أعمالهم بعد قيامتهم (في الألف سنة). فهذا ضد تعليم الكتاب إذ يقول "لابد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد حسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو 5: 10)

 

13- وجود الحيوانات في الفردوس، وكذلك الأسود والفهود والنمور، وتمتع هذه الوحوش بالأبدية مع البشر، أمر لا يقبله العقل، فلا أبدية للحيوانات والوحوش. وإن كان شهود يهوه يعتقدون أن الإنسان ليست له نفس خالدة. فهل تلك الحيوانات لها نفوس خالدة؟!

 

14- إن كون السيد المسيح في السماء، وكل هؤلاء البشر في فردوس أرضى، هو لون من التحدي السافر والساخر لسائر الناس الذين في فردوس أرضى لا يرون المسيح ولا يتمتعون به! فما هي قيمة الفردوس بدون المسيح؟! لا شيء. أهي مجرد الأشجار والثمار والبيوت والزواج؟!

وما معنى وعد السيد المسيح القائل "وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا، آتى أيضًا وآخذكم إلىّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا" (يو 14: 3). ألا ترون الموضوع يحتاج إلى تكملة؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) [مجلة استيقظ: جنة عالمية..] ص 8-10 (إبريل 1997).

(2) [كتاب يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض] ص 155-162.

(3) [كتاب "الحق يحرركم" ص 370، 371].

(4) [كتاب "الحق يحرركم" ص 374، 375].

(5) ص 353.

(6) [كتاب ليكن الله صادقًا: ص 350-ص 352].

(7) [الحق يحرركم ص 375].


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/watchtower/paradise.html

تقصير الرابط:
tak.la/a6q29p8