St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   thankfulness
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة الشكر - البابا شنوده الثالث

12- المزيد من مجالات الشكر

 

11 أشكر الله أيضًا على الخير الذي تراه، والخير الذي لا تراه...

تشكره على الخير الذي تراه بالعيان، والخير الذي تراه بالإيمان. إن الله كما يدعونا أن نعمل خيرًا في الخفاء، وهو يرى هذا الذي في الخفاء ويجازينا علانية (متى 6: 4، 6) كذلك هو أيضًا يعمل من أجلنا كثيرًا من الخير في الخفاء، يجب أن نشكره عليه علانية.

كثير من الخير الذي تتمتع به الآن، كان يعده لنا الله من سنوات طويلة، ونحن لا نعلم. وهو لا يزال يعد لنا خيرًا، ستظهر نتائجه في المستقبل، فنشكر عليها حينئذ. وهو يعمل خيرًا من أجلنا الآن وفي كل لحظة، ولكننا لا نبصر..!

بل كل عمل صالح نحن نعمله يد الله فيه، ولولا ذلك ما استطعنا أن نعمل شيئا صالحًا على الإطلاق...

أليس هو القائل (بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا) (يو 15: 5) هو إذن العامل فينا، والعامل معنا. هوذا القديس بولس الرسول يقول (لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة) (في 2: 13) إذن مجرد أن نريد شيئا يسر الله، هذا أمر يجب أن نشكر الله عليه، لأن هذه الإرادة الصالحة التي لنا هي من عنده. وكوننا نعمل عملا صالحا، وهذا أيضًا من عنده. ويجب أن نشكره عليه...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12  وهنا يجب أن نشكر الله على النعمة العاملة فينا:

إن النعمة من الأمور الأساسية التي يجب أن نضعها في قائمة شكرنا لله. هوذا القديس بولس الرسول يقول (ولكن بنعمة الله أنا ما أنا. ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم، ولكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي) (1كو 15: 10) ألا يستحق الله منا كل شكر على هذه النعمة العاملة فينا؟!

نشكره إذن على شركة الروح القدس في حياتنا.

هذه التي هي جزء من البركة الممنوحة لنا (2كو 13: 14) نشكره لأنه جعلنا هياكل لروحه القدوس، كما قال الرسول (أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم)  (1كو 3: 16) روح الله هذا الساكن فينا، هو الذي يبكتنا على خطية (يو 16: 8) وهو الذي يعلمنا كل شيء (يو 14: 26) ويرشدنا إلى جميع الحق (يو 16: 13) وهو الذي يعطينا قوة في الخدمة حتى نشهد لله في كل موضع (أع 1: 8) ألا نشكر كل حين على عمل الروح فينا.

St-Takla.org         Image: St Paul - Marco Zoppo - religious Painting Art - 1468 - Tempera and gilding on panel, 50 x 31 cm - Ashmolean Museum, Oxford صورة: لوحة زخرفية بالطلاء على لوح تصور الكارز العظيم بولس، رسم ماركو زوبو سنة 1468، 50×31 سم، في متحف أشيمولين، أوكسفورد

St-Takla.org Image: St Paul - Marco Zoppo - religious Painting Art - 1468 - Tempera and gilding on panel, 50 x 31 cm - Ashmolean Museum, Oxford

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة زخرفية بالطلاء على لوح تصور الكارز العظيم بولس، رسم ماركو زوبو سنة 1468، 50×31 سم، في متحف أشيمولين، أوكسفورد

فان عملنا في وقت ما عملا صالحًا، فلنشكر الله على ما عملنا، لأنه هو الذي عمله عن طريقنا.

خطأ كبير هو، أننا بدلا من شكرنا لله نفتخر ونشكر أنفسنا، كما لو كنا بقوتنا أو بتقوانا قد عملنا عملًا. هذا الفخر هو الذي يمنع عمل النعمة فينا، حتى لا نصير أبرارًا في أعين أنفسنا (أي 32: 1) وهكذا نحزن الروح القدس... ليتنا إذن نذكر قول القديس بولس الرسول (1كو 1: 31):

"مَنْ أفتخر فليفتخر بالرب" (2كو 10: 17).

لأنه هو الذي يمنح الإرادة والقوة والمعرفة، ولولاه ما كنا نستطيع أن نعمل شيئًا. إن كان القديس يقول (لا أنا، بل نعمة الله التي معي) (1كو 15: 11) فماذا نقول نحن الضعفاء العاجزين. كل ما نستطيع أن نعمله هو أن نشكر الله ونرجع الفضل إليه. وحينئذ يزداد عمل النعمة فينا، ويتكاثر الثمر جدًا...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13  أشكر الله أيضًا لأجل الفداء العظيم الذي قدمه لنا:

يوجد أمر عظيم جدًا، يتصاغر أمامه كثير من الأمور السابقة، ويحتاج إلى شكر طوال الليل والنهار... وهو الخلاص العظيم الذي قدم لنا على الصليب، ولولاه لهلكنا جميعًا.

مَنْ مِنَّا يشكر سيدنا يسوع المسيح، لأنه صلب من أجلنا؟ لأنه تجسد وسكب دمه لأجلنا؟ إن حكم الموت الذي وقع على البشرية ما كان ممكنا لأحد أن يخلص منه، بدون تجسد الابن وصلبه وموته.

لقد أنقذنا المسيح بموته. إذ مات عنا. فمن منا كل يوم وكل ليلة، يذكر صليب المسيح ويشكره لأنه دفع الثمن نيابة عنا، وبدون هذا الثمن، ما كان ممكنا أن تنفع الأعمال الصالحة ولا التوبة، ولا أي شيء آخر.

مات المسيح عنا، وأصبحنا (متبررين مجانًا بنعمته) (رو 3: 24).

 أفلا نشكر إذن على الخلاص المجاني الذي نلناه؟

هذا الخلاص الذي لم نبذل فيه جهدًا، والذي دبره الله هكذا، دون أن نطلبه..! وما كنا مستحقين مطلقًا... (ولكن الله بين محبته لنا، ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا) (مات في الوقت المعين لأجل الفجار) (رو 5: 8، 9). (البار لأجل الأثمة) (1بط 3: 18) أي حب أعظم من هذا، وأي بذل؟ أما ينبغي أن نضع هذا الخلاص أمامنا باستمرار، ونشكره عليه؟

 الكنيسة تذكرنا بهذا الأمر في مناسبات متعددة، لكيلا ننساه.

في كل سنة تقيم لنا أسبوع الآلام، أسبوع البصخة، ويوم الجمعة العظيمة، بذكرياته العميقة المؤثرة، حتى لا ننسى صليب الرب، بل نذكر ونشكر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فهل يكفي هذا التذكار السنوي؟ كلا، لأننا ننسى. ماذا تعمل الكنيسة إذن؟ جعلت كل يوم جمعة في الأسبوع صوما لنتذكر فيه صليب المسيح، لأننا ننسى، وبالتالي لا نشكر عليه... فهل يكفي هذا التذكار الأسبوعي؟ كلا... لذلك وضعت لنا الكنيسة صلاة الساعة السادسة من النهار، لكي نتذكر هذا الفداء العظيم، وتمتلئ قلوبنا شكرًا.

في كل يوم نشكر الله، لأنه أعطانا خلاصا هذا مقداره.

وهذا نوع من الشكر الجماعي، للكنيسة كلها، يردده جميع المؤمنين معًا، إذ يقولون في الساعة السادسة من كل يوم (بمشيئتك سررت أن تصعد على الصليب، لتنجي الذين خلقتهم من عبودية العدو. نصرخ إليك ونشكرك، لأنك ملأت الكل فرحا، لما أتيت لتعين العالم. يا رب المجد لك).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

14  نشكر الله أيضًا، لأنه أعطانا أن نعرفه:

وهكذا يقول الأب الكاهن في صلوات القداس الغريغوري (أعطيتني علم معرفتك) ويقول أيضًا (أرسلت لي الناموس عونًا) فهل نحن نشكره على هذه البشارة المفرحة في الإنجيل وكل ما في الكتاب المقدس من فكرة عن الله وعمله، ومعاملاته مع الكل، وصفاته المقدسة؟

وان كنا حينما تقرأ علينا في الكنيسة عظة لأحد القديسين، نرتل له لحنا نشكره فيه (لأنه أضاء عيون قلوبنا بتعاليمه النافعة، فأي شكر نقدمه على هذه الذخيرة العظمى التي تركها لنا آباؤنا القديسون الأنبياء والرسل، الذين تركوا لنا كل وصايا الله وناموسه ونبوءاته (مسوقين من الروح القدس) (2بط 1: 21).

لقد عرفنا الله في كتابه، ورأيناه في ابنه.

(الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر) (يو 1: 18) وبه قد عرفنا الآب... وهو نفسه قال للآب (أيها الآب البار، إن العالم لم يعرفك. أما أنا فعرفتك وعرفتهم اسمك، وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم) (يو 17: 25، 26).

مبارك هو الله الذي أعطانا أن نعرفه ونعرف طرقه.

ونعرف وصاياه أيضًا وتعاليمه، ونعرف أنبياءه وقديسيه. نشكره على هذه المعرفة التي لا نستحقها. ونشكره لأنه أعطانا أن نعرف (ما لا بُد أن يكون) (رؤ 1: 1) وأعطانا فكرة عن سمائه وملائكته وملكوته. ونقلنا بهذه المعرفة إلى مستوى عال من فوق هذا المستوى الأرضي الذي نعيش فيه...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

15  نشكره أيضًا من أجل وعوده لنا:

نشكره من أجل النعيم الأبدي الذي يعده لنا في أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس، حيث يسكن معنا ونكون له شعبًا (رؤ 21: 2، 3) وهو قد وعدنا قائلا (آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنت أيضًا) (يو 14: 3) ووعدنا أيضًا بما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه) (1كو 2: 9)، وأن نجلس معه في عرشه كما يجلس هو مع الآب في عرشه (رؤ 3: 21) ووعدنا أن نأكل من المن المخفي، ونأكل من شجرة الحياة (رؤ 2: 17، 7).

هذه وعود في الأبدية، ومعها وعوده لنا على الأرض:

نشكره على وعده أن يكون معنا كل الأيام والى انقضاء الدهر (متى 28: 20) وقوله لنا (حيثما أجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم) (متى 18: 20) ونشكره على وعوده لنا بالحفظ، وقوله (أما أنتم فحتى شعور رؤؤسكم جميعها محصاه) (متى 10: 30) وقوله لكل واحد منا (هوذا على كفى نقشتك) (أش 49: 16).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

16  نشكره لأنه دعانا أبناء له وأحباء:

هكذا قال القديس يوحنا الحبيب (أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله) (1يو 3: 1). وعلمنا الرب أن نصلي قائلين (أبانا الذي في السموات) (متى 6: 9)، وقال لنا أيضًا (لا أعود أسميكم عبيدًا... لكني قد سميتكم أحباء) (يو 15: 15) بل سمانا أيضًا خاصته، وقيل عنه انه (أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى) (يو 13: 1).

وأعتبر علاقتنا به كعلاقة الغصن بالكرمة، وعلاقة الجسم بالرأس، وعلاقة العروس بعريسها.

فقال (أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير) (يو 15: 5) وقال القديس بولس الرسول عنه أنه (رأس فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده) (أف 1: 23) وأيضًا (لأن الرجل رأس المرأة، كما أن المسيح أيضًا رأس للكنيسة) (أف 5: 23) وقال أكثر من هذا (لأننا أعضاء جسمه من لحمه وعظامه) (أف 5: 30) وعندما ذكر أن الكنيسة هي عروس المسيح قال (إن هذا السر عظيم) (أف 5: 32) ويوحنا المعمدان أيضًا قال عن المسيح والكنيسة: (من له العروس فهو العريس) (يو 3: 29).

نشكر الله أيضًا، أنه في ظل هذه العلاقة: جعل علاقته بنا، هي علاقة حب بلا خوف.

وقال إن الوصية الأولى هي تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك) (متى 22: 27) وقال القديس يوحنا الرسول (في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة عن خطايانا) (1يو 4: 10) وقال أيضًا (الله محبة. من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه) (لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج) (1يو 4: 16: 18).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thankfulness/extra.html

تقصير الرابط:
tak.la/43f3xcr