St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   resurrection
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث

33- الرب يثبت ناسوته

 

لذلك نسمع أنه بعد القيامة، سمح من أجل إقناعهم بناسوته "أخذ وأكل قدامهم" (لو 24: 43). فعل هذا بينما نحن نعلم أن جسد القيامة هو جسد روحاني نوراني لا يأكل ولا يشرب. إنما فعل الرب هذا ليقنعهم بناسوته. أما جسده بعد الصعود، فهو لا علاقة له بهذا الأكل من طعام مادي...

St-Takla.org Image: Saint Paul the Apostle in front of King Agrippa and Festus صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس بولس الرسول أمام الملك أغريباس و فستوس

St-Takla.org Image: Saint Paul the Apostle in front of King Agrippa and Festus

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس بولس الرسول أمام الملك أغريباس وفستوس

نلاحظ في كل هذا، أن شكوك التلاميذ قابلها الرب بالإقناع وليس بالتوبيخ أو بالعقاب.

إنهم هم الذين سيأتمنهم على نشر الإيمان في العالم كله. فينبغي أن يكونوا هم أنفسهم مؤمنين إيمانًا قويًا راسخًا يمكن أن يوصلوه إلى الآخرين مقنعًا لا يقبل الشك فأوصلهم الرب إلى هذا الإيمان القوي.

إن كانوا لم يصلوا إلى الإيمان الذي يؤمن دون أن يرى، فلا مانع من أن يبدأوا بالإيمان المعتمد على الحواس، مع أنه درجة ضعيفة!

تنازل الرب، وقيل منهم هذا الإيمان الحسي، لا لكي يثبتوا فيه، وإنما ليكونوا مجرد بداءة توصل إلى الإيمان الذي هو "الإيقان بأمور لا ترى" (عب 11: 1). وهكذا قال القديس يوحنا:

"الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1 يو 1: 1)..

وهذا الإيمان الذي اعتمد في بداءته على الحواس، ما لبث أن اشتد وقوَى، واستطاع أن يقنع الأرض كلها بما رآه وما سمعه، لئلا يظن البعض أن الرسل كانوا مخدوعين، أو صدقوا أمورًا لم تحدث.

وهكذا رأينا القديس بولس الرسول يبشر فيما بعد بما رآه وما سمعه وهو في طريق دمشق...

وشرح هذا الموضوع كله للملك أغريباس، وشرح له ما رآه قائلًا "رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس... وسمعت صوتًا يكلمني.." (أع 26: 13-15)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وختم ذلك بقوله "من ثم أيها الملك اغريباس، لم أكن معاندًا للرؤية السماوية".

هذا هو السيد المسيح الذي عمل على تقوية إيمان تلاميذه، والذي عالج شك توما، وعزي بطرس في حزنه، وعزي المجدلية في بكائها، وأعاد الإيمان إلى الكنيسة.

وكأني أتصور ملاكًا واقفًا على قبره قبيل القيامة ينشد قائلًا(1):

قم حطم الشيطان لا        تبق لدولته بقية

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) ملاحظة من الموقع: يستكمل الكتاب بقية الشعر، وهو مذكور كاملًا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في هذه الصفحة لعدم التكرار.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/resurrection/humanity.html

تقصير الرابط:
tak.la/5ndaa8s