St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   resurrection
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث

20- بركة القيامة في حياتنا

 

1- البركة الأولى هي أنه لا مستحيل:

يبذل الناس جهودهم في كل مجال. فإن وقفوا أمام الله، كفوا تمامًا عن العمل والجهد، لأنه لا فائدة. وكان هذا هو شعور مريم ومرثا بعد موت لعازر، الذي مضى على موته أربعة أيام، وقيل (و قد أنتن). فلما أقامه السيد المسيح من الموت، عرفوا أنه لا مستحيل.

ولكن لعازر -بعد أن أقامه المسيح- عاد فمات مرة أخرى، ولم يقم بعد... أما السيد المسيح -في قيامته- فقد حطم الموت نهائيًا. بقيامة أبدية لا موت بعدها، حتى نظر بولس الرسول إلى قوة هذه القيامة وقال "أين شوكتك يا موت؟ "لقد تحطم الموت، وأصبح لا مستحيل...

ولم الناس فقط، بأن كل شيء مستطاع عند الله (متى 19: 26) القادر على كل شيء، بل أن الرسول يقول "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13). قال هذا بعد قوله "لأعرفه وقوة قيامته" (في 3: 10).

بل إن الكتاب في اللامستحيل، يعطينا قاعدة عامة هي:

"كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر 9: 23).

إن القيامة أعطت الناس قوة جبارة. وإذ تحطم الموت أمامهم، تحطمت أيضًا كل العقبات، وأصبح لا مستحيل.

وماذا قدمته القيامة أيضًا؟ وما هي بركتها الثانية؟

 

2- البركة الثانية هي الشوق إلى الحياة الأبدية:

St-Takla.org Image: The Resurrection of Jesus Christ, modern Coptic art by Mr. Samy Henns at Saint TaklaHaymanout Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة السيد المسيح، أيقونة قبطية حديثة رسم الفنان سامى حنس في كنيسة القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية، مصر

St-Takla.org Image: The Resurrection of Jesus Christ, modern Coptic art by Mr. Samy Henns at Saint TaklaHaymanout Coptic Orthodox Church, Alexandria, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة السيد المسيح، أيقونة قبطية حديثة رسم الفنان سامي حنس في كنيسة القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية، مصر

"لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذال أفضل جدًا، هكذا قال الرسول... أكون مع المسيح، الذي قام، وصعد إلى السماء، وجلس عن يمين الله.

وقال "إن ارتفعت، اجذب إلى الجميع".

وقال "أنا ماض لأعد لكم مكانًا. وإن أعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إلي. حتى حيث أكون أنا، تكونوا أنتم أيضًا" (يو 14: 2، 3).

وحب الأبدية جعل الناس يشتاقون إلى شيء أكبر من العالم، وأرقي من المادة، وأعمق من كل رغبة أو شهوة يمكن أن تنال على الأرض.

ونظر القديسون إلى الأرض كمكان غربة، واعتبروا أنفسهم غرباء ههنا، يشتاقون إلى وطن سماوي، وإلى حياة أخرى، من نوع آخر، وروحاني، وخالد ومضيء...

اشتاق الناس إلى العالم الآخر، الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، الموضع الذي لا خطية فيه، ولا كراهية بين الناس، ولا صراع، بل يسوده المحبة والفرح والسلام والطهارة، حيث الخير فقط، وينتهي الشر نهائيًا.

وهذا يقودنا إلى البركة الثالثة للقيامة وهي:

 

3- البركة الثالثة للقيامة، هي تجلي الطبيعة البشرية:

في القيامة تنجلي الطبيعة البشرية، جسدًا وروحًا.

فمن جهة الجسد، تقوم أجساد نورانية روحانية، لا فساد فيها، لا تتعب، ولا تجوع، ولا تعطش، ولا تمرض ولا تنحل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. تكون كملائكة الله في السماء، بل تقوم على "شبه جسد مجده". ما أروع هذا التجلي، الذي تمجد فيه الطبيعة البشرية، ويعيد إلينا صورة جبل طابور.

أما الروح فتدخل في التجلي أيضًا، وترجع كما كانت في البدء "صورة الله ومثاله، في نقاوة لا يعبر عنها.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/resurrection/blessing.html

تقصير الرابط:
tak.la/9t6gn46