St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   praise
 
St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   praise

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب محبة المديح والكرامة - البابا شنوده الثالث

8- احتقار النفس والاتضاع

 

ثالثا: احتقار النفس والاتضاع:

 إن الإنسان الذي يبعد عن محبة المديح والكرامة، يحتقر ذاته فلا يسمح لأحد أن يمدحه، ولا يسمح لنفسه أيضا أن تمتدحه. والذي تمتدحه نفسه يجب أن يتذكر خطاياه ويقول كما يقول القديسون:

 "أنا مازلت سائرًا في الطريق ولم أصل بعد للنهاية. ومن يدرى ربما أضل في الطريق "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1كو12:10). أنا لم أصل بعد".

 انظر إلى المستويات التي هي أعلى منك. أما إذا نظرت إلى من هم أقل منك فانك تتكبر وتتعظم- لماذا كان أولاد الله متواضعين؟ لأنهم كانوا يعرفون الكمال المطلوب منهم. كانوا يصلون إلى درجات عظيمة في النسك، في الصوم، في الصلاة، في احتقار النفس، في كل شيء، وكانوا قدام أنفسهم ضعفاء ومساكين، لأنهم يعرفون أن هناك درجات أعلى بكثير من حياتهم.

St-Takla.org Image: The three Macarius Saints, right to left: St. Makarios of Alexandria, St. Makarious the Bishop, and Saint Macarious the Great - modern Coptic art icon صورة في موقع الأنبا تكلا: الثلاثة مقارات القديسين: القديس مقاريوس الإسكندري، القديس مكاريوس الأسقف، القديس الأنبا مقار الكبير - أيقونة قبطية حديثة

St-Takla.org Image: The three Macarius Saints, right to left: St. Makarios of Alexandria, St. Makarious the Bishop, and Saint Macarious the Great - modern Coptic art icon.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الثلاثة مقارات القديسين: القديس مقاريوس الإسكندري، القديس مكاريوس الأسقف، القديس الأنبا مقار الكبير - أيقونة قبطية حديثة.

 أن مدحتك نفسك قل لنفسك: "ماذا فعلت لكي تمدحني نفسي؟". هل لصومك وصلواتك وعمل الوصايا تمدحك نفسك؟ إذا كانت صلاتك عادية فكثيرون يصلون بالمزامير. وإذا كنت تصلى ببعض المزامير، فهناك من يصلون بالمزامير كلها. وإذا كنت تصلى ساعة أو أكثر، فهناك من يسهرون الليل كله. وإذا كنت تصلى الليل كله فهناك من يصلون النهار والليل في صلوات دائمة. إلى آي درجة وصلت في الصلاة؟ كان القديس أرسانيوس يقف مصليًا عند غروب الشمس وهو ناظر إلى الشرق والشمس وراءه، ويظل قائمًا في الصلاة إلى أن تطلع الشمس أمامه. هل علمت مثله؟-درب القديس الأنبا مكاريوس الإسكندري نفسه على أن يصلب عقله عدة أيام فلا يمكن أن يمر في عقله أو في فكره شيء غير الله. إلى آي مدى وصلت أنت؟ فهناك آباء كانوا يقضون أياما كثيرة في الصوم بالأسابيع وأنت ماذا فعلت؟

 إلى أي درجة وصلت في الإحسان؟ هل تدفع العشور؟ وماذا تكون العشور، إنها مبدأ يهودي وليست مبدأ مسيحيًا. طالب الرب اليهودى بدفع العشور، أما عن المسيحيين فقال لهم "بع كل مالك وأعط للفقراء".. فهل بعت كل مالك؟ يقول الكتاب: "بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة".. هل علمت هكذا؟ وأن بعت فعلا كل مالك هناك درجة أعظم من هذا: كان أحد القديسين متناهيا في الرحمة فباع كل شيء وأعطاه للفقراء. وعندما لم يجد شيئًا آخر ليعطيه، باع نفسه عبدًا وأعطى تمن نفسه للفقراء.

 قارن نفسك بهذه المستويات، فتحتقر نفسك وتتضع من الداخل. أن نظرت لمن هم أقل منك تنتفخ. كالتلميذ الذي ينجح وينال مجموعا 50%، أن قارن نفسه بالراسبين ينتفخ لأنه ناجح، وان قارن نفسه بالناجحين بمجموع أكبر يتضاءل في عين نفسه. كذلك أنت، قارن نفسك بالمستوى الأعلى، فتشعر بأنك مازلت ضعيفا ومسكينا ولم تعمل شيئًا بعد.

 أعرف أيضا طبيعتك انك تراب ورماد وانك قابل للسقوط حاول أن تنكر ذاتك وأن تخفى فضائلك، فلا تقبل مديح الناس ولا مديح نفسك.

 قيل عن اثنين من الشبان الرهبان إنهما دخلا إلى مائدة الدير وكانت في ذلك الحين مقسمة إلى موائد للشيوخ وأخرى للشبان فدعا الشيوخ واحدًا منهما فجلس معهم، أما الآخر فذهب إلى مائدة الشبان. وبعدما خرجوا قال الذي ذهب إلى مائدة الشبان لزميله "كيف تجرأت وأنت شاب تجلس مع الشيوخ؟ "فأجابه قائلا: أنني فضلت هذا لأنني لو كنت قد جلست عل مائدة الشبان لكانوا يمتدحونني لأني أكبرهم وربما قدموني في كل شيء ودعوني لقراءة البركة والصلاة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكنني عندما كنت جالسا على مائدة الشيوخ، كنت أحس بضعفي، وبأني لا أستحق الكلام وجلست خجولًا مطرقًا طول الوقت.

 هذا هو الفهم الحقيقي للنفس والمتكأ الأخير: أن يشعر الإنسان في نفسه من الداخل أنه هو فعلا في المتكأ الأخير. فهناك شخص من اجل اسم الاتضاع قد يختار المتكأ الأخير، والمجد الباطل يقتله. فإذا كنت تريد المتكأ الأخير فعلًا، اجعل قلبك من الداخل في هذا المتكأ، شاعرا في عمق أعماقك أنك في المتكأ الأخير، حتى ولو أجلسوك في المتكأ الأول، قائلا لنفسك: إن كل هؤلاء الناس أفضل منى.

 إن وقفت تدرس الأطفال في مدارس الأحد، أنظر إليهم أنهم ملائكة أفضل منك، وأطلب من الله أن تكون في بساطتهم ونقاوتهم وفي كرامتهم عند الله. كان أحد المدرسين في مدارس الأحد عندما يقع في مشكلة يطلب إلى أطفال فصله أن يصلوا من أجله في ضيقته. وكان يقول إني جربت صلاتهم في مشاكل حياتي، وكنت أشعر أنها قوية ولها مفعول كبير أكثر من صلاتي الخاصة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/praise/humility.html

تقصير الرابط:
tak.la/rah9nab