St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   new-year
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث

27- الله سينتصر فيك

 

إن الله قد غَلَبَ العالم. وقال لنا "في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33). لقد غلبه في القديم والحاضر وفي كل حين. وهو قادر أن يغلب العالم فيك، وبك. وهو مستعد أن يغلبه في كل معركة روحية تقوم ضدك. إنه لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين" (مز 124). إنما يعوزك فقط أن تقول له:

أَرِنَا يا رب رحمتك (مز 84). أمنحنا بهجة خلاصك (مز 50).

جميلة هي عبارة "بهجة خلاصك". أن الرب قد جاء يقدم الخلاص، ويقدم معه أيضًا بهجة خلاصه. لذلك نحن نبشر بسنة مفرحة، بسنة الله المقبولة...

سنة يعمل الله فيها عملًا مفرحًا وقويًا...

نبشر بإله قوي، أقوى من العالم ومن الشيطان ومن الخطية... إله أنتصر في حروب أولاده في القديم، وينتصر الآن وفي كل زمان... إله يعطي المعيي قوة (أش 40: 29) ويجدد مثل النسر شبابه... إله أفرح كل الذين تبعوه، وقادهم في موكب نصرته (2كو 3: 14). هذه هي البُشْرَى التي نقدمها في سنة جديدة.

St-Takla.org Image: God's hosts guard Elisha, angels صورة في موقع الأنبا تكلا: الأجناد السماوية و الملائكة تحرس اليشع النبي

St-Takla.org Image: God's hosts guard Elisha, angels

صورة في موقع الأنبا تكلا: الأجناد السماوية والملائكة تحرس اليشع النبي

فحاذر أن تنظر إلى العالم الجديد بمنظار قاتم...

حاذر أن تنظر إليه بمنظار اليأس أو الخوف أو القلق... ولا تظن أن الأبواب مسدودة موصدة. أخشى أن تكون نفسك هي المسدودة. أفتح أذن حواسك الروحية، لترى مراحم الله ومعونة الله ومعونة الله وتفرح وتبتهج. وأطلب من أليشع النبي أن يصلي من أجلك، كما صلى من أجل تلميذه جيحزي، ويقول:

افتح يا رب عيني الغلام، فيرى (2مل 6: 17).

وسترى جبل الله مملوءًا خيلًا ومركبات، فتطمئن نفسك وتفرح. وستجد الرب قد فتح لك طريقًا في البحر فتفرح. وستسمع داود النبي يرتل في أذنيك قائلًا "نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الشياطين. الفخ انكسر ونحن نجونا" (مز 123). ستسمع هذا من فم داود فتفرح.

إن القوة الإلهية موجودة. ولكن يعوزك أن تراها.

لا تقل في بداية العام "لا توجد معونة" أو "أعطني يا رب معونة"، إنما قل أعطني يا رب أن أرى المعونة الموجودة فأمجدك "أرنا يا رب رحمتك" (مز 84).

إذن رسالة هذه السنة الجديدة، هي أن نبشر الله المقبلة. نبشر الناس بفرح عظيم، نبشرهم بخلاص الرب.

نبشر الضعيف بقوة تحيط به من فوق...

نبشر اليائس بالأمل والرجاء، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ونبشر الخاطئ بعمل النعمة فيه، وبافتقاد من الروح القدس ليتوب ويرجع إلى الله.

نبشر الكل بأن الله يجول يعمل خيرًا، يجول في كل مكان يشبع كل حي من رضاه، ويمسح كل دمعة يراها في عين كل إنسان.

هذه هي طريقة الرب، الذي خلقنا للفرح، وأعدنا لنعيم أبدي

لذلك فالأبدية هي مكان للنعيم. والأبدية تعمل فينا.

نقول عن الأبدية في صلواتنا "الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد". والأرض أيضًا مكان خلقه الله لفرح "فرح للمستقيمين بقلوبهم".

وعبارة "أفرحوا في الرب كل حين" ليست هي مجرد نصيحة، إنما هي أمر من الوحي الإلهي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/new-year/win.html

تقصير الرابط:
tak.la/65dcrgc