St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   man
 
St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   man

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث

4- الجسد

 

أولًا ملاحظة أقولها هي أن الجسد ليس شرًا في ذاته.

1- لأنه لو كان الجسد شرًا، ما خلق الله جسدًا. فالله لا يخلق الشر. فالله عندما خلق الإنسان بجسد، رأى أن ذلك حسن جدًا (تك 1: 26-31).

2- ولو كان الجسد شرًا، ما كان الرب قد تجسد (يو1: 14). فمن المُحال القول أن جسد المسيح كان شرًا!! فالملاك الذي بشر العذراء بميلاد المسيح، قال لها "القدوس المولود منك، يدعى أبن الله" (لو1: 35).

3- ولو كان الجسد شرًا، ما كان الله يقيم الجسد من الموت... كان يتركه يأكله الدود، ويتحول إلى تراب، وينتهي أمره!

4- ولو كان الجسد شرًا، ما كانت تحدث معجزات عن طريق الأجساد. مثل الميت الذي قام، لما لمس عظام أليشع النبي (2 مل13: 20، 21).

أو مثل المناديل والمآزر التي كانت تؤخذ من على جسد بولس الرسول وتوضع على المرضى، فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة (أع 19: 12)...

St-Takla.org Image: Human Brain, Intelligence, Mental Health صورة في موقع الأنبا تكلا: المخ البشري، الذكاء، الصحة العقلية

St-Takla.org Image: Human Brain, Intelligence, Mental Health

صورة في موقع الأنبا تكلا: المخ البشري، الذكاء، الصحة العقلية

* إن الجسد ليس شرًا في ذاته، وإلا ما كنا نكرم أجساد ورفات القديسين، ونلتمس منها بركة.

* والجسد ليس شرًا في ذاته، لأنه يشترك مع الروح في العبادة: الروح تخشع، والجسد يسجد معها ويركع. والروح تخاطب الله في الصلاة، والجسد يرفع يديه ونظره إلى فوق. ويقول مع داود النبي "وليكن رفع يدي ذبيحة مسائية" (مز 141: 2) "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز63: 4، 5).

* ولو كان الجسد شرًا، ما كان الرسول يقول" مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو6: 25). أذن الجسد هو لله، ويمكن أن يمجده.

* ولو كان الجسد شرًا، ما كان يعتبر هيكلًا للروح القدس، كما قال الرسول "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كو 6: 19) "أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16).

* ولو كان الجسد شرًا، ما كان الذي يطعم جسدًا جائعا كأنه يطعم المسيح نفسه، كما قال الرب "كنت جوعانا فأطعمتموني" (مت25: 35).

وكذلك ما كان الرب يشفي الأمراض، ويمدح السامري الصالح الذي اهتم بجسد إنسان جريح" (لو10: 33، 34)... وأيضًا ما كان يقول "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" (مت9: 12) (لو 5: 31).

الجسد إذن ليس شرًا، ولكن الشر في أن الجسد يرتبط بالمادة وبشهوات العالم الفاني، ويقاوم الروح ويسلك ضدها.

وحينئذ يكون الخطأ ليس في الجسد نحو الخطية، مثل الزنا والبطنة والسُّكر والمخدرات والإدمان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وما يسميه الكتاب "شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو2: 16). كذلك شهوات باقي الحواس، إذا انحرفت. وكما قال الحكيم "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تشبع من السمع" (جا1: 8) ليس العيب إذن في الجسد، بل في الاستخدام السيئ لهذا الجسد. وفي هذه الحالة يقول الرسول:

"الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل5: 17).

لذلك يقول "اسلكوا بالروح، ولا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16).

ولكن ليس كل جسد يشتهي ضد الروح. فهناك أجساد ترتفع إلى المستوى الروحي. ويصير الجسد روحيًا في رغباته وتصرفاته.

وفي القيامة العامة سنقوم بأجساد روحانية (1كو15: 44).

إنه نفس الجسد، ولكن في الحالة من التجلي، نسميه الجسد الممجد كما قال القديس بولس الرسول عن عمل ربنا يسوع المسيح في مجيئه الثاني: "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (في 3: 21).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/man/body.html

تقصير الرابط:
tak.la/tjxh9wg