St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   love
 
St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   love

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المحبة قمة الفضائل - البابا شنوده الثالث

116- محبة البشر لله

 

المحبة الحقيقية لله لا تسقط مهما كانت العوائق والصِّعاب.

إن محبة إبراهيم لله لم تسقط، حتى عندما قال له: (خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق... وأصعده محرقة على أحد الجبال) (تك22: 2). بل ظلت محبة إبراهيم لله كما هي، أكثر من محبته لابنه الوحيد.

ومحبة يوحنا الرسول للمسيح بقيت كما هي، لم تتأثر ولم تشك، حتى حينما رآه معلقًا على الصليب وسط جو من الاستهزاء والتحدي، وهو ينزف دمًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Burial of Christ, Nicodemus depicted on the left, Joseph of Arimathea depicted on the right, by Carl Bloch, between 1865 and 1879. صورة في موقع الأنبا تكلا: يوسف الرامي (يمين) مع نيقوديموس (يسار) وقت دفن السيد المسيح في القبر، رسم الفنان كارل بلوخ ما بين 1865-1879 م.

St-Takla.org Image: Burial of Christ, Nicodemus depicted on the left, Joseph of Arimathea depicted on the right, by Carl Bloch, between 1865 and 1879.

صورة في موقع الأنبا تكلا: يوسف الرامي (يمين) مع نيقوديموس (يسار) وقت دفن السيد المسيح في القبر، رسم الفنان كارل بلوخ ما بين 1865-1879 م.

وبالمثل محبة يوسف الرامي، الذي لم يخف من أن يطلب جسد المسيح من بيلاطس (لو23: 52).

على الرغم من أن الانتساب للمسيح في ذلك الوقت، كان يعرض صاحبه للخطر. ولكن يوسف الرامي في محبته، لم يبال بالخطر، بل أكثر من هذا وهب قبره الخاص الجديد لكي يدفن فيه المسيح. وقام بتكفين المسيح ودفنه بالأطياب والحنوط، ولم يخف أن يقال عليه أنه من تلاميذه، في الوقت الذي خاف فيه بطرس الرسول!

وفي ذلك الوقت، اشترك في تلك المحبة التي لا تسقط نيقوديموس الذي كان عضوًا في السنهدريم بينما اشتراكه في تكفين المسيح يعرضه لخطر من جهة أعضاء ذلك المجمع إلى حكم على السيد المسيح بالموت.

إنها المحبة التي لا تسقط بسبب العوائق...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تُذَكِّرنَا بمحبة الشهداء للرب على الرغم من التعذيب...

ظلوا محتفظين للرب وثباتهم في الإيمان، منتصرين على كل الصعوبات، من جهة الإغراءات الشديدة، والسجون والجلد والتعذيب والإهانات، والآلام التي لا تطاق، والإلقاء للوحوش الجائعة المفترسة.

ولكن في كل ذلك، محبتهم لله لم تسقط أبدًا... وكمثال للحب، ونذكر إلقاء دانيال في جب الأسود، والثلاثة فتية في أتون النار.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نذكر في هذا المجال أيضًا محبة يوليوس الأقفهصي.

كاتِب سير الشهداء، الذي كان يهتم بأجساد الشهداء وتكفينها ودفنها وكتابة سيرتها، في وقت كان فيه الاعتراف بالإيمان يعرض صاحبه للسجن والتعذيب والموت. ولكن محبة يوليوس الأقفهصي للرب ولا بنائه الشهداء،؟ لم تسقط أبدًا أمام هذا الخطر، الذي تحول إلى حقيقة. فأخيرًا نال هذا القديس إكليل الشهادة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كذلك المحبة التي لا تسقط، تظهر في احتمال التجارب.

ومثال ذلل أيوب الصديق، الذي لم تهز محبته لله كل التجارب الشديدة التي تعرض لها، من جهة فقده لبنيه وبناته وكل ثروته، وفقده لصحته ومركزه وحتى احترام أصحابه له. وكان يقول (الرب أعطى، الرب أخذ، ليكن اسم الرب مباركًا) (أي1: 21). وحتى حينما كلمته امرأته، قال لها (تتكلمين كلامًا كإحدى الجاهلات. هل الخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل؟!) (أي2: 10)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفي كل ذلك محبته لله لم تسقط، إلى أن رفع الرب التجربة عنه. ووبخ أصحاب أيوب قائلًا: لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب) (أي42: 7).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وقصة يوسف أيضًا ترينا محبته لله التي لم تسقط، على الرغم من كل ما أصابه.

فمن أجل أمانته لله ورفضه للخطية بقوله (كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟!) (تك 39: 9)... احتمل السمعة السيئة والسجن والاستمرار في حبسه سنوات، وهو الأمين في كل شيء من نحو الله والناس. ولكن محبته لله لم تسقط أبدًا ولم يتذمر قائلًا: ما هذا؟! كيف أجازي عن الخير بالشر. إلى أن كافأه الله أخيرًا، وما كان ينتظر كل تلك المكافأة.

كذلك محبته نحو إخوته لم تسقط، على الرغم من كل الشرور التي فعلوها به فاهتم بهم في زمن المجاعة. وأسكنهم في أرض جاسان. وطمأنهم هلي مستقبلهم ولم ينتقم. بل بكى تأثرًا لما عرفهم بنفسه (تك45: 2).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/humankind.html

تقصير الرابط:
tak.la/45szymf