St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   hope
 
St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   hope

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

31- الله يهتم بالعمل الصغير

 

إنه لا ينسَى كأس الماء البارد الذي تقدمه لعطشان.

وقد قال في ذلك: "من سقي أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق أقول لكم إنه لا يضيع أجره" (متى 10: 42؛ مر 9: 41).

مجرد كأس ماء بارد، لم تتعب فيه، ولم يكلفك شيئًا، هذا لا يضيع أجرة إذن لا تيأس إن كانت أعمالك.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هناك أعمال أنت تعملها وتنساها لضآلتها. والله لا ينساها. حتى إن كانت في نظرك بلا قيمة، هي عند الله لها قيمتها، ويكافئك عليها في اليوم الأخير. وحسن إنك نسيتها لتأخذ أجرها كاملًا هناك.

لقد مدح الرب ملكة التيمن لمجرد أنها زارت سليمان.

وقال: "ملكة التيمن ستقوم في (يوم) الدين مع هذا الجليل وتدينه، لأنها أنت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان , وهوذا أعظم من سليمان ههنا" (متي12: 42). وبنفس الوضع مدح أرملة صرفة صيدا لأنها استضافات إيليا النبي في وقت المجاعة (لو 4: 25، 26).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Peter denies knowing Jesus: And he went out into the porch; and the cock crew. And a maid saw him again, and began to say to them that stood by, This is one of them. And he denied it again (Mark 14: 68, 69, 70) - from "The Coloured Picture Bible for Children" book, 1900. صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس ينكر معرفة المسيح: وخرج خارجا إلى الدهليز، فصاح الديك. فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين: إن هذا منهم فأنكر أيضا. (مرقس 14: 68, 69, 70) - من كتاب "الكتاب المقدس الملون المصور للأطفال"، إصدار سوك لنشر المسيحية، 1900 م.

St-Takla.org Image: Peter denies knowing Jesus: And he went out into the porch; and the cock crew. And a maid saw him again, and began to say to them that stood by, This is one of them. And he denied it again (Mark 14: 68, 69, 70) - from "The Coloured Picture Bible for Children" book, 1900.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس ينكر معرفة المسيح: وخرج خارجا إلى الدهليز، فصاح الديك. فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين: إن هذا منهم فأنكر أيضا. (مرقس 14: 68, 69, 70) - من كتاب "الكتاب المقدس الملون المصور للأطفال"، إصدار سوك لنشر المسيحية، 1900 م.

ولم ينس الرب زيارة نيقوديموس، مع أنها لا كانت ليلًا وبخوف...

وسمح أن تسجل هذه الزيارة في الإنجيل (يو3). وهذا الإيمان الخائف المتخفي الذي كان لنيقوديموس، باركه الرب ونماه حتى سمح له أن يكفنه وصار نيقوديموس من مشاهير المسيحيين فيما بعد، وصار جنديًا صالحًا في ميدان الخدمة...

ولم ينس الرب لزكا مجرد صعوده على الجميزة ليراه.

ربما لم يحس زكا أن هذا عمل كبير يكافأ عليه من الرب. ولكن الله الذي يهتم بكل عمل مهما كان صغيرًا، وقف ونادي زكا، ودخل بيته. وقال له: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم" (لو 19:9).

هل كان يخطر على بال زكا أن الرب سيقدر صعوده إلى الجميزة كل هذا التقدير؟! أم هو الرب الذي يهتم بالعمل مهما كان صغيرًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنه لم ينس مطلقًا عبارة اتضاع تلفظت بها المرأة الكنعانية.

وطوبها قائلًا لها "عظيم هو إيمانك. ليكن لك كما تريدين وشفي ابنتها في تلك الساعة" (متى 15: 28)، مع أنهم كانوا في البرية متذمرين وقساة القلوب. قال لشعبه:

"قد ذكرت لك... ذهابك ورائي في البرية" (أر 2: 2).

قال هذا على الرغم من أخطاء هذا الشعب في البرية، وعلى الرغم من تذمره وجحوده... ولكن مجرد خروجه وراء الرب ليعبده في البرية لم ينسه الرب.

وقال لتلاميذه: "أنتم الذين ثبتم معي في تجاربي" (لو 22: 28).

مع أن ثباتهم كان ضعيفًا، هؤلاء الذين لم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحدة (متى 26: 40) والبعض منهم خاف وهرب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... ساعة القبض عليه، وبطرس أنكره ثلاث مرات، ولم يقف معه عند الصليب سوى واحد فقط هو يوحنا، إلا أن مجرد سيرهم وراءه وتمسكهم به كمعلم لهم، كل هذا الذي كان في نظرهم شيئًا بسيطًا لم ينسه الرب مطلقًا. وبنفس الأسلوب:

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وامتدح الرب الذين جاءوا في الساعة الحادية عشرة.

مع أنهم جاءوا في آخر النهار، ولم يعملوا سوى ساعة واحدة. ولكنه مع ذلك قبل منهم هذه الساعة، وأعطاهم أجره كالباقين. ولم يرفض هذه الساعة، بل امتدحها. على الأقل تدل على أنهم مثمرون وقادرون على العمل.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وكما قَبِلَ القليل من هؤلاء، قبل أيضًا فلسي الأرملة.

ومدحها، وقال إنها أعطت أكثر من الجميع، لأنها أعطت من أعوازها (مر 12: 44). وقد يكون الفلسان شيئًا تافهًا. ولكن الإعطاء من العوز هو شيء كبير جدًا عند الله أيًا كانت الكمية المعطاة.

لذلك إن صليت مجرد دقائق من أعوازك، يقلبها الله...

إن ضاق بك الوقت جدًا، ولم تجد -مرغمًا- سوى لحظات ترفع فيها قبلك إلى الله، فلا تصغر نفسك، ولا تفقد رجاءك إذ لم تستطيع أن تصلي كما ينبغي! إن الله يفحص القلب ويعرف ظروفك، وهل الأمر عن إهمال أو لا مبالاة أم أنك تعطي من أعوازك في الوقت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Rebekah giving drink to Abraham's servant: Eliezer of Damascus - from "Mother Stories from the Old Testament" book صورة في موقع الأنبا تكلا: رفقة تسقي أليعازر الدمشقي خادم إبراهيم - من صور كتاب قصص تحكيها الأم من العهد القديم

St-Takla.org Image: Rebekah giving drink to Abraham's servant: Eliezer of Damascus - from "Mother Stories from the Old Testament" book

صورة في موقع الأنبا تكلا: رفقة تسقي أليعازر الدمشقي خادم إبراهيم - من صور كتاب قصص تحكيها الأم من العهد القديم

كانت صلاة العشار قصيرة، جملة واحدة، وقبلها الله...

وخرج هذا العشار مبررًا دون الفريسي (لو 18: 9-14) لأنه كان يصلي من قلبه، وبانسحاق، ولا يجرؤ أن يرفع نظره إلى فوق. فكانت الجملة الواحدة التي قالها، هي عند الله كثيرة الثمن جدًا وغالية عليه. ولم يطالبه الله ببرنامج روحي طويل فوق مستواه، كما يفعل القديسون. بل اكتفي الرب بانسحاق العشار...

كذلك فإن الله قبل من اللص اليمين توبة قدمها في آخر ساعات حياته (لو 23: 43) ورضي من السامرية بما اعتبره اعترافًا، مع أنها لم تشرح كل شيء... (يو 4). وطوب وكيل الظلم -علي الر غم من أخطائه- لمجرد اهتمامه بمستقبله (لو 16: 8).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لا تيأس إن كان عملك الروحي ضعيفًا وثمرك قليلًا.

لا تقل "لا فائدة. أنا لم أعمل شيئًا" وتيأس بسبب ذلك. واعلم أن الله لا ينبس أي عمل بسيط، ربما تكون أنت قد عملته ونسيته. إنه لم ينس لملكة التيمن أنها سافرت لتسمع حكمة سليمان. وبسبب هذا العمل الذي يبدو بسيطًا، قال إنها ستقوم في يوم الدين وتدين ذلك الجيل (متى 12: 42).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

انظر في اهتمام الرب بالعمل الصغير، قول القديس ذهبي الفم:

إن الله يجول طالبًا سببًا لخلاصك، ولو دمعة واحدة...

حقًا إن الرب يرضى بالقليل ما دام بروح طيبة، وما دام الإنسان اعجز من أن يفعل أكثر. ويأخذ الرب هذا القليل وينمه ويجعله كثيرًا. فلا تيأس، ولا تجعل الشيطان يحاربك قائلًا: ماذا فعلت؟! هوذا الله يطلب منك الكمال (متى 5: 48)!

نعم إن الله يطلب الكمال، ولكنه لا يطلب منك أكثر مما تقدر عليه.

إنه يضع في حسابه لك: إمكانياتك وظروفك. وهو يقبل منك التدرج... المهم أن تكون سائرًا في الطريق، وليس أن تكون وصلت إلى نهايته. وهو يعطيك فرصة ويطيل أناته عليك، لكي يقودك إلى التوبة.

ولكن طول أناة الله لا يجعلنا نتهاون ونتكاسل!

وثمرنا القليل لا يعني أن نرضي به ونكتفي! كلا وإنما نجاهد وننمو، ولكن في رجاء، غير يائسين، بل طالبين من الله أن يقوي ضعفنا، ويمنحنا النعمة والمعونة لكي نعمل في كل حين ما يرضيه...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/hope/work.html

تقصير الرابط:
tak.la/maj698b