St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   discipleship
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث

10- التعلم من الطقوس

 

كل ما وضعته الكنيسة من الطقوس، له فوائدة الروحية، لمن يحب يتأمل ويتعلم... ومن أجل هذا نجد الأطفال والأميين يستفيدون، حتى أن كان مستواهم العلمي والذهني لا يساعد على فهم كل معاني الصلوات. وليسواهم فقط بل كل الشعب يحصل على فوائد روحية من الطقوس.

ولكنهم يستفيدون من كل ما يرونه من شموع، وبخور وأيقونات وملابس. بل ويستفيدون من تحركات الكاهن، ومن وجودهم وسطها أو في الهيكل. وينتفعون كذلك روحيًا، من سلالم الكنيسة، ومن الوقوف والجلوس، ومن منظر الملابس والصلبان... إلخ.

يرون الشمعة تنير أمام صورة قديس:

فيتذكرون سيرة القديس وينتفعون به. ويرون إكرام الكنيسة له بالأنوار فيعرفون أنه لابد كان نافعًا ويستحق التكريم. وهكذا يكرم الله الذين يكرمونه. ونور الشمعة يذكرهم كيف أن القديس كان منيرًا مثل هذه الشمعة.

ولكي ينير كالشمعة، لا بد أنه كان يروي ويذوب فيما ينير.

وهكذا يأخذون درسًا في بذل الذات، من أجل محبه الله، وفي خدمة الآخرين...

ويشعرون أن هذا القديس حيّ لم يَمُت.

St-Takla.org Image: Coptic Church Triangles: Terianto. صورة في موقع الأنبا تكلا: التريانتو، المثلث في الكنيسة القبطية.

St-Takla.org Image: Coptic Church Triangles: Terianto.

صورة في موقع الأنبا تكلا: التريانتو، المثلث في الكنيسة القبطية.

فيتحدث معه ويطلبون صلواته عنهم، ويكلمونه كما لو كان موجودًا بينهم. وهكذا يأخذون فكرة عن العلاقة بين الكنيسة المجاهدة على الأرض، وأعضائها الذين جاهدوا وانتقلوا. وفي كل ذلك -ودون أن يشعروا- تثبت فيهم عقيدة الخلود، ويرددون في داخلهم قول الكاهن في الصلاة: "لأنه ليس موت لعبيدك بل هو انتقال". إنها دروس من مجرد شمعة وصورة...

والمتعمقون يرون أن الشمعة تضيء بسبب الزيت يرمز إلى الروح القدس...

وهكذا يرون أن كل ما نعمله خير، لا يرجع إلى معدننا الطيب، بقدر ما يرجع إلى عمل الروح فينا. ويتذكر أهمية الزيت في قصة العذارى الحكيمات والجاهلات...

وكذلك يأخذون دروسًا أخرى من الشموع عند قراءة الإنجيل، والشموع في الكنيسة عمومًا وفي الهيكل.

ويذكرون قول المزمور "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 119) وأيضًا "كلمة الرب مضيئة تنير العينين عن بعد" ويرون أن الكنيسة كالسماء في أنوارها، وأن هذه الأنوار تذكرنا بالملائكة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبأن المؤمنين "يضيئون كالكواكب إلى آبد الدهور" (دا12: 3).

ملابس الكهنة البيضاء تُذَكِّر المُصَلِّين بنقاوة الكهنوت.

وبأن الكهنة هم ملائكة الكنيسة (رؤ2، 3). وتذكرهم بسكان السماء الذين ظهروا في سفر الرؤيا بثياب بيض، قد بيضوها في دم الحمل (رؤ7: 13، 14).

والدرجات التي يصعدها الكهنة إلى الهيكل، تذكرهم بسمو المذبح وارتفاعه، وعلو خدامه...

وهكذا يخلعون أحذيتهم وهم يدخلون إلى الهيكل. شاعرين بقدسيته. وبأن مكان الشمامسة والخدام أعلى من مكان الشعب، ومكان الهيكل أعلى من كليهما...

والبخور إذ يرتفع إلى فوق، وهو لرائحة زكيه:

يُذَكِّرهُم بالصلوات الطاهرة التي تصعد إلى فوق إلى السماء.

ويعوزني الوقت إن تكلمت عن كل طقوس الكنيسة بالتفصيل، وكل ما فيها من تأملات ومن دروس. مع تنوع القراءات وألحان الصلوات... إنها تحتاج إلى كتب.

ولكن يكفي أن كل من يدخل الكنيسة بروح التأمل، يخرج منها وهو في حالة روحية قوية، وقد أثرت فيه الدروس التي تلقاها من الطقوس...

مجرد منظر الكنيسة التي تذكره بفلك نوح، وكيف خلص فيه أولاد الله، أو تذكره بالسماء وما فيها من ملائكة وأضواء...

والمنارة التي ترتفع إلى فوق متجهة إلى السماء.

تذكره قبل أن يدخل إلى الكنيسة، بأن يرفع نظره إلى فوق، هو أيضًا، متجهًا إلى فوق.

إن مَن يريد أن يتتلمذ، يجد في الطقوس مادة دسمة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/discipleship/rituals.html

تقصير الرابط:
tak.la/cc3asnj